Sep 9, 2021
فيلم شاوشانك
يرى الطبيب النمساوي "فيكتور فرانكل"، مؤسِّس مدرسة العلاج بالمعنى، أن تمسُّك الإنسان بخاطرة أو ذكرى أو حب جارف قد يعطيه معنى لحياته يدفعه للاستمرار، يُحرِّك مشاعره حتى لا تتبلَّد، يقول فرانكل: "هذا المعنى المُضاف على الحياة هو الذي يجعل الإنسان قادرا على مواجهة آلامه التي لا يستطيع لدفعها سبيلا، فحينما يجد الإنسان أن مصيره المعاناة، فإن عليه أن يتقبَّل آلامه ومعاناته كما لو أنها مهمة مفروضة عليه، وهي مهمة فريدة ومتميزة". ويُضيف: "في الحقيقة عليه أن يعترف بأنه وحيد وفريد في هذا الكون حتى في معاناته تلك، ولا يستطيع أحد أن يُخلِّصه من مُعاناته أو أن يُعاني بدلا منه، وتكمن فرصته في الطريقة التي يتحمَّل بها أعباءه ومتاعبه"
رواية "الكونت دي مونت كريستو" للكاتب الفرنسي "ألكسندر دوماس" هي تقريبا الرواية الوحيدة التي أوجزها لأصدقائه، يُخبرهم أنها رواية عن الهروب من السجن، وحينما يلقون دعابات، يحتفظ وجهه بسِمات الجدية.
يُعلِّل شعورهما عالِم النفس والفيلسوف الإنساني إيريك فروم في كتابه "الهروب من الحرية"، فيقول إن الحرية تجتذبنا عندما نشعر أنها بعيدة المنال، لكنَّنا ما إن نرتشفها حتى ندرك أنها مسؤولية. يُساوِرنا خوف مما هو قادم، وقلق يُجانبه عدم يقين، في حين أنَّ افتقادنا إلى الحرية يجعلنا ننعم باليقين والراحة. لهذا يتخذ العديدون خيارات لاقتلاع هذا القلق.
يُلخِّص فروم هذه الخيارات في التسلُّط، فسواء في حالة السيطرة أو الخضوع، فإنَّ الهيكل الاستبدادي يُزيل الاختيارات والحرية عن الفرد ويُخفِّف من القلق.
. وكذلك يتحدَّث فروم عن التطابق الآلي، الذي يحدث في حالة عدم وجود نظام استبدادي، حيث يلتزم الأفراد بمعايير المجموعة، وتصبح هذه هي السلطة الجديدة للفرد التي تُخفِّف من القلق المرتبط بالحرية. يُخبرنا فروم كذلك عن لجوء بعض الأشخاص الذين ليس لديهم نظام استبدادي أو قاعدة جماعية إلى التدمير الذاتي في كثير من الأحيان، ويمكن أن يتجلَّى هذا في تدني احترام الذات أو سلوكيات أكثر تطرُّفا مثل الجريمة أو الإدمان أو حتى الانتحار
*
مهما كان الشخص الذي يقابلني بالنقاش فيجب مواجهة هذا الحوار فمهما كانت نتيجة الحوار لا تحل الأمور بالهروب وذلك لانها سوف تبقى تلاحقنا وتنتج تراكمات داخلية في نفس الشخص.
تم الاختلاف على أمر وفضلت الهروب من النقاش معها وبعد ايام قليلة عدنا نتواصل مع بعضنا ولكن ما زال في داخلنا شيء غير ايجابي لبعضنا لذا، فأن الهروب ليس حلا وانما المواجهة مهما كانت نتائجها فهي تؤدي الى طريق المعرفة ومن ثم المحاولة للتغلب عليها والوصول الى حل.
تسبب له المشاكل والخلافات الدائمة وخسارة بعض الاشخاص بينما الشخص الذي يواجه المشاكل ويحاول التغلب عليها تصبح لديه مناعة شديدة من المرض، حيث يواجه ما يتعرض له من مشاكل مع الاخرين ويكون بداخله شعور بالمحاولة مما تخلق راحة لنفسه.
لا يؤيد الهروب الدائم الا في حالة محاولة تهدئة الامور مع الشخص الاخر
يفضل نادر الهروب من خلال قناعته بأنه هو الحل الوحيد عند حدوث خلاف مع شخص تكن متأكدا من انه سوف يزداد الأمر سوءا عند مجادلته.
هناك اشخاص بجميع امور حياتهم يفضلون الهروب وذلك بسبب قلة ارادتهم في السعي لحل الامور ولديه قبول في الخسارة لاشخاص واراء ايضا. قائلا ليس الجميع ولكن هناك اطباع اشخاص اخرين يصارعون الظروف ويحاولون جاهدين للتصدي والمواجهة حتى وان لم يفلحوا بذلك نتيجة اصراره وامله وارادته القوية.
المواجهة ولكن لا تكون بتفكير الحرب او بطريقة الفائز والمنتصر او الخسران والذليل ولكن المواجهة بالوصول الى قرار صائب في الوقت المناسب مع الشخص المناسب معتقدا ان ايجاد الحلول ان كانت من نفسه او من الطرف الاخر ستكون ابسط وقل خسارة من الهروب وقد يكون المناقشة بمجملها اعتذار او فهم وجهة نظر او حتى اتفاق على امر معين.
*
Dec 18, 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق