الخميس، 16 ديسمبر 2021

الحرية والتراث الإسلامى *********

Oct 27, 2021

 الخلاف بين الاشاعرة والمعتزلة فى بحث الحرية حول الجبر والأختيار. فادعى الاشاعرة ان الانسان مجبر، واستدلوا بآيات مثل {وما تشاؤون الا ان يشاء الله}، {وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى}، {ءأنتم تزرعونه ام نحن الزارعون} فلا حول له ولاقوة وكل الأمور مكتوبة عليه من باب القضاء والقدر الإلهى. أما المعتزلة فرأيهم أن الانسان مختار وليس مسيرا، واستدلوا بالعقل وكذلك بآيات حيث المسؤولية ويطالبنا الله بالعمل مثل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} {وقفوهم انهم مسؤولون} {قوا انفسكم واهليكم} وكذلك العقاب والثواب والجنة والنار فلا معنى لكل ذلك لولا الأختيار والحرية فالعقاب للمجبور لامعنى له.

وعند المقارنة نجد أن الانسان مجبور في خلقته وتكوينه كزمان ومكان ولادته إذ كان نطفة لم يختر لنفسه ولادته لا زمانا ولا مكانا، وكذلك أمه وأبوه ودينه ومذهبه الولادى، ولكن من حيث العمل فإن الانسان مخير بامكانه أن يعمل او لا يعمل،وعقله حر فى التفكير والتأمل والنتيجة {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}، كما أن القلب منطقة حرة تعيش فيها الأحاسيس وتنشد فيها المشاعر ولايستطيع حتى الطغاة السيطرة عليها، فآسية زوجة فرعون كانت تؤمن بالله {رب ابن لى عندك بيتا فى الجنة ونجنى من فرعون وعمله} بينما كانت زوجات الأنبياء كنوح ولوط غير مؤمنات بقصة النبى لدرجة حديث القرآن عنهما {كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما}. 
هنالك أنواع عديدة للحرية أذكر أهمها:

1. الحرية الذاتية والفردية حيث وجد فى التراث الإسلامى دعوة لها مثل (كونوا أحرارا فى دنياكم) واعتبرت عوائق الحرية مثل الشهوات وحب الدنيا والمال والأولاد والنساء فتن وعوائق عنها (من ترك الشهوات كان حرا)، (من أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا) ،(صاحب الدين يرفض الشهوات فيكون حرا)
وقد ورد من حكم تشريع العبادات كالحج والصلاة والصوم هى الحرية والسيطرة على الشهوات والبعد عن الشيطان وتربية الروح والشعور بمراقبة الله و تهذيب سلوك الانسان وربطه بالعالم الآخر وعاقبته من الموت ومابعده وتذكيره بالنعم، لذلك حرمت الفواحش وأحلت الطيبات {قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} 
لكن هذه الشهوات أصيلة وذاتية فى الفرد ولاتزول بمجرد الوعظ وحتى الواعظين تجدهم أحرص الناس على حب الدنيا والشهوات. كما وضع التراث حدودا كثيرة لها. لكن الإشكال الأكبر هو تقسيم الأفراد على أساس العبيد والأسياد ولم يلغ العبيد والإماء (ما ملكت أيمانكم) وهنالك طرق متعددة للحصول على الإماء فى التراث بعضها عجيب وغريب ربما يناسب بعض الظروف الموضوعية قبل ألف وأربعمائة سنة حيث كانت أسواق بيع الجوارى وشيوع ثقافة الإسترقاق. 
2.الحرية الفكرية والعقلية والعقائدية.
وهى حاجة إنسانية ضرورية ولايمكن الرقى بدونها وفى القرآن {لاإكراه فى الدين} {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}. لذلك يؤكد القرآن على العقل والفكر والتدبر { أفلا يعقلون} {أفلا يتدبرون} {أفلا يتفكرون}. وحتى التفكير والتدبر للقرآن نفسه {افلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفالها}
كما ورد فى العقائد أن لا تقليد فيها وهذه هي الاصول التى يصل المرء إليها بالعقل والفكر والدليل حتى فى إثبات وجود الله ووحدانيته وعدالته …
وقد ذكر الله فى القرآن اقوال وأفكار الكفار والمشركين الى درجة ذكره نص ما قاله فرعون وهاملن وابليس ونحن نرددها فى كتابه.

***

حرية الله مرتبطة بحرية الانسان
 الله خلق الانسان بحريته لانه حرا . ولايمكن للحر ان يخلق عبدا له . الحر يخلق حرا مثله 
 اقصى مايرتكبه الانسان من جرائم لاتبرر لله عقاب الانسان المذنب بخلوده في النار . وهنا تنتفي حرية الله ويصبح الها استبداديا ديكتاتوريا . ان تقييد حرية الانسان تتنافى مع صفات الالوهة المطلقة لله , وتتنافى مع حريته ومحبته وعدالته .

ان تقييد ارادة الانسان المخلوق الضعيف تعني ان الله قيد نفسه وبالتالي لايعد حرا ولايملك الصفات المطلقة .ان تقييد الله لنفسه يجعله عبدا لذاته وجوهره وليس حرا .فاذا الالوهة لاتستطيع اعطاء نفسها الحرية الكاملة فكيف يستطيع اعطائها للانسان ؟وكيف يحاسبه بعد ذلك ؟

ان طلب الله من الانسان الطاعة له ثم معاقبته هو عقد بيع وعبودية .. عقد لتملك الانسان واستعباده وفرض عبودية الخالق عليه . 
اين حرية الله ؟ واين حرية الانسان ؟ 

 وللانسان الحرية اللامتناهية في رفض عرض الله المشروط ,فالمحبة لايمكن ان تكون مشروطة ابدا ...

لماذا يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ؟
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (النحل، 16)
 الله في الإسلام هو إله دكتاتوري و مزاجي و سادي

الله لا يريدنا أن نكون أمّة واحدة:
باستطاعة الله أن يجعلنا أمّة واحدة لو شاء. بدون الحاجة لهذه الفيالق من الرسل و الأنبياء و المعجزات الخرقاء.
لكن لا ... هو مش عايز كده
رغم أنه يقول - بعظمة لسانه – إنه ما خلق الإنس و الجن إلاّ ليعبدوه.
إذن هو يشاء من مخلوقاته أن يعبدوه، لكن لا يشاء أن يجعلهم أمّة واحدة،
ثم، هو لا يدعنا و شأننا، بل يتمادى في غَيّه و يضلّ من يشاء و يهدي من يشاء.

يعني، نحن لا نملك من أمرنا شيئاً أمام نزواته و رغباته المعتوهة.
إله يروق له أن يتلاعب بمصائر عباده الضعفاء أمام قوّته و جبروته.
إله يتسلّى بنا لبعض الوقت و هو مرتاح لذلك جدّاً.

*

"حرية العقيدة وممارسة شعائر الأديان".. كتاب جديد لرئيس الأمانة الفنية بمجلس الدولة 2017

 بقوله تعالى " لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَى ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"، مشيراً إلى أن حرية العقيدة لها أهمية عظمى وتأثير كبير على حياة الأمم والشعوب وعلى الأفراد نظراً لارتباطها اللصيق بكيان الإنسان وتعبيرها عن مظاهر روحية ذات قيمة عظيمة يحرص عليها الإنسان ويتعامل معها بقداسة واحترام.

وعرف الكتاب مفهوم الحرية وتاريخ حرية العقيدة قديماً وحديثاً والحرية لدى المصريين القدماء، وشريعة بابل وفى الجزيرة العربية ولدى الإغريق والرومان، ثم تطرق للحديث عن مفهوم الحرية فى الشرائع السماوية السابقة على الإسلام "اليهودية والمسيحية"، ثم مفهوم الحرية فى النظم الليبرالية والنظم الاشتراكية، وفى فصله الثانى تحدث عن حرية العقيدة، وتاريخها فى الأنظمة المختلفة، والمواثيق الدولية والإقليمية، وتعريفاتها، وشهادة المستشرقين على عدم الإكراه على اعتناق الإسلام، وحرية العقيدة والجهاد فى الإسلام، وكيف أن تجريم الارتداد عن الإسلام لا يتنافى مع حرية العقيدة/ وموقف مجلس الدولة من الطائفة البهائية وأحكام المحكمة الإدارية العليا تجاه هذه الطائفة.

وتطرق الكتابة لحرية ممارسة الشعائر الدينية وضمانات حرية العقيدة، والمساواة أمما القانون وأمام القضاء وفى النظم الوضعية وصورها، مخصصاً فصلا لأحكام المحكمة الدستورية العليا وحمايتها للحريات ومبدأ الفصل بين السلطات.

حرية العقيدة أم حرية الاعتقاد 2019

مع أن المادة الرابعة والستين من الدستور تنص على أن «حرية الاعتقاد مطلقة.. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية حق ينظمه القانون»، إلا أنه لم تعد ممارسة الشعائر الدينية أو إقامة دور العبادة حقًا مطلقًا، كما لم يصدر القانون المنظم لهذه الحريات لأصحاب الأديان السماوية، وقد مضى على اعتماد الدستور نحو ستة أعوام.

إن مصر بتاريخها عميق الجذور لا يوجد بها إلا ثلاث ديانات، ترتيبها تاريخيًا اليهودية والمسيحية والإسلام، فى حين توجد فى العالم ديانات كثيرة، أذكر منها بعضًا بترتيب أعداد تابعيها من سكان العالم على النحو التالى: الديانة المسيحية وعدد أتباعها ٢٫٤ ١٫٨ نسمة بنسبة ٢٤٫١ فى المائة.. واللا دينيون وعددهم ١٫٤ مليار نسمة بنسبة ١٦ فى المائة من السكان.. والهندوس وعددهم ١٫١٥ مليار نسمة بنسبة ١٥ فى المائة من السكان.. والبوذيون وعددهم ٥٢١ مليون نسمة بنسبة ٧ فى المائة من السكان.. والصينيون التقليديون ٣٩٤ مليون نسمة بنسبة ٥٫٥ فى المائة.. والسيخ وعددهم ٣٠ مليون نسمة بنسبة ٠٫٣٢ فى المائة.. واليهودية وعددهم ٤٫١٤ مليون نسمة بنسبة ٢٠٪ فى المائة.

والحرية تمارس بكل أساليب التعبير فى الحياة الخاصة أو العامة تعليمًا وممارسة، كما يشمل التعبير حق الفرد فى اختيار وفى اتباع أى من الأديان، كما لا يُجبر على أسلوب الممارسة أو عدمها، فهى علاقة فردية بين الإنسان وقناعاته، والحساب ليس فى يد البشر، فالكل خلقوا متساوين ومدركين إلا من فقد عقله أو سُلبت منه حريته.
ولقد خصصت الأمم المتحدة يوم السابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، ليكون اليوم العالمى لحرية الأديان، إحياءً لذكرى أشخاص أُعدموا بسبب الدفاع عما يعتقدون فى مواقع مختلفة من العالم، عسى الكل يتذكر ويترك الحكم للديَّان الذى له وحده حق المحاسبة على الأفكار، وحتى النوايا وهمسات ونبضات القلوب.
ومع إمكانية الرجوع إلى مضابط اللجنة الدستورية التى وضعت الدستور وما تم تسجيله فى اللجنة وكيف تليت المادة، إلا أننى أكتب بمفهوم النص المدون فى الدستور عن حرية الاعتقاد، كما ورد فى ويكيبيديا العالمية تحت مفهوم «الحرية الدينية وحرية الاعتقاد»، أى حرية التعبير ومبدأ دعم الفرد أو المجموعة فى حياتهم الخاصة أو العامة فى إظهار دينهم أو معتقدهم أو شعائرهم الدينية، سواء بالتعليم أو الممارسة أو الاحتفال، ويشمل المصطلح كذلك حرية تغيير الدين أو عدم اتباع أى دين. كما تشمل هذه الحرية الترك أو الانسحاب من دين أو جماعة دينية، ويطلق عليه، حسب مصطلحات دينية، مسمى الردة، وهى جزء أساسى من الحرية الدينية.

كما تُعتبر الحرية الدينية من قِبل الأفراد والدول فى العالم حقًا أساسيًا يندرج تحت المادة ١٨ من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، بل تعد الحرية الدينية من أهم حقوق الإنسان فى الدول التى تعتمد مبدأ دين الدولة، وذكرنا فى مناسبة أخرى أن الدولة تعبير سياسى، ومع ذلك فالمبدأ الوارد فى الإعلان هو حرية الاعتقاد، أى حرية ممارسة الاعتقاد وليس أمرًا مكتومًا غير قابل للاستعلام أو الممارسة فى العلن وإلا انتفى مفهوم كلمة حرية، التى يأتى الدين وممارسته على قمة الحريات حتى بالنسبة للدول التى تعتمد مبدأ دين الدولة، وعليه فقد نادت الأمم المتحدة باليوم العالمى للحرية الدينية، وهو يوافق ٢٧ من شهر أكتوبر من كل عام، وذلك التاريخ- كما ذكر فى بداية هذا المقال- يرتبط بإعدام أشخاص بحجة الدفاع عن الدين، ولكن من هو الإنسان حتى يدافع عن الدين، ما دمنا نؤمن بأن الدين للديّان خالق الأكوان، وعالم الخفايا له وحده، وله الكرامة والعبادة.

*

التعددية والحرية الدينية بين المعتقد والسياسة.. مقاربات الرعيل الأول للنهضة العربية (1-3)



لم يكن الخلاف بين الفرق والمذاهب أصل مظاهر الاقتتال التي طفت إلى السطح في مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي، إذ إنه رغم الاختلاف بين المتكلمين معتزلة وأشاعرة، أو بينهم وبين الفقهاء والمحدثين، وبين هؤلاء جميعا مع الفلاسفة الذين نزعوا منزعا مختلفا في مقاربة جملة من المباحث الفلسفية -كما وقع بين الغزالي والفلاسفة- بحجاج قد يناقض في مضمونه ومنطلقاته طبيعة الرؤية الدينية التي كانت سائدة، فإن الخلاف ظلّ في دائرة الحجاج النظري الصرف، ولم يتطور لينعكس إلى ممارسة الإكراه على المستوى الاجتماعي.

 1. مظاهر الاختلاف والتعددية الدينية في التاريخ الإسلامي

ذلك أنه لم "يسمع في تاريخ المسلمين بقتال بين السلفيين والأشاعرة مع الاختلاف العظيم بينهما، ولا بين هذين الفريقين من أهل السنة والمعتزلة، مع شدة التباين بين عقائد أهل الاعتزال وعقائد أهل السنة سلفيين وأشاعرة، كما لم يسمع بأن الفلاسفة الإسلاميين تألّفت لهم طائفة وقعت الحرب بينها وبين غيرها. نعم سمع بحروب تعرف بحروب الخوارج، كما وقع من طائفة القرامطة وغيرهم، وهذه الحروب لم يكن مثيرها الخلاف في العقائد، وإنما أشعلتها الآراء السياسية في طريقة الحكم، ولم يقتتل هؤلاء مع الخلفاء لأجل أن ينصروا عقيدة ولكن لأجل أن يغيروا شكل الحكومة. وما كان من حرب الأمويين والهاشميين فهو حرب على الخلافة، وهي بالسياسة أشبه، بل هي أصل السياسة" (محمد عبده الأعمال الكاملة، ج3، ص: 308)

 يعني أن التنازع بانعكاساته السلبية لم يكن في دائرة العقائد والآراء، بل كان في السياسة والحكم، وبصيغة معاصرة كان الدافع إلى الخلاف والتنازع هو السياسة وليس الدين، والمحرك هو السلطة وليس الاعتقاد، وهو ما يمكن أن نجد له شواهد منذ خلاف الصحابة والجماعات الثائرة في التاريخ الإسلامي التي امتزجت في ثوراتها الدوافع السياسية والدينية والاجتماعية.

لقد كانت جملة من الخلافات الكلامية والفقهية والفلسفية منحصرة في دائرة الاختلاف العلمي الضيق، ولم تصبح مسألة اجتماعية تثار من أجلها الحروب والإكراه وسلب حرية الاعتقاد أو التفكير،  كما حدث ذلك في حالات نادرة مثل فتنة خلق القرآن مع أحمد بن حنبل أو طلاق المكره مع الإمام مالك، التي لم تكن خالية من الدوافع السياسية،
 فكثير من الصراعات التي قد تظهر بلبوس عقدي أو ديني، التي ظلت تبرز بين الفينة والأخرى منذ القديم إلى اللحظة الراهنة، عادة ما تكون محدداتها قائمة في السياسة وليس في الفكر، إذ ظل الاختلاف الفكري وممارسة النقد والحوار بين مختلف أرباب العلوم والمعارف حاضرا ما لم يسد التعصب أو ينطفئ وهج العقل عن أداء وظيفته كما وقع في القرون المتأخرة، وذلك في اللحظات المفصلية التي تبرز فيها كثير من النزاعات التي شكلت فيها تدهور الأوضاع السياسية في حقب معينة من التاريخ دافعا رئيسا إلى التناحر الداخلي، وفق متطلبات الغلبة والشوكة التي شكلت مستند السلطة/الدولة في التاريخ الإسلامي، في حين يأتي الدين أو العقيدة غطاء أيديولوجيا ومصدرا للشرعية وحسب.

2. فساد السياسة وأهواء الحكام أصل النزاع والضعف.. بين ابن خلدون ومحمد عبده

 منشأ الفرقة والضعف والنزاع حسب منظور محمد عبده "طمع الحكام وفساد أهوائهم وحبهم الاستئثار بالسلطان دون سواهم"، ومصدر ذلك كله "جهلهم بدينهم، وارتخاء حبل التمسك به في أيديهم، وأكبر داء دخل على المسلمين في همهم وعقولهم إنما دخل عليهم بسبب استيلاء الجهلة على حكومتهم"، والجهلة عنده هم "أهل الخشونة والغطرسة الذين لم يهذبهم الإسلام ولم يكن لعقائده تمكن من قلوبهم، ولو رزق الله المسلمين حاكما يعرف دينه ويأخذهم بأحكامه لرأيتهم قد نهضوا والقرآن الكريم في إحدى اليدين وما قرر الأولون وما اكتشف الآخرون في اليد الأخرى، ذلك لآخرتهم، وهذا لدنياهم وساروا يزاحمون الأوروبيين فيزحمونهم" (محمد عبده، الأعمال الكاملة، الجزء الثالث).

*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق