الاثنين، 20 ديسمبر 2021

في اليوم العالمي للغة الأم.. العربية تنتشر والإنجليزية ليست الأولى


Feb 22, 2020

اللغة المشتركة أول أسباب الألفة في المجتمعات، واختلاف اللغة كثيرا ما يسبب خلافات وربما نزاعات وحروبا، وكثيرا ما تعبر اللغة عن الهوية، لكنها لا تعبر بالضرورة عن هوية المتكلم
وتعرف اللغة الأم بأنها لغة الأبوين، التي يكتسبها الأبناء عن والديهم من المنزل، فإذا كان للابن أبوان يتحدثان لغتين مختلفتين، يصبح لديه لغتا أم.
يقول الباحثون إن اللغات الصينية، والهندية، والإنجليزية، والعربية والإسبانية لديها أكبر عدد من الناطقين الأصليين حول العالم.
بعد دراسة استمرت 15 عاما، نشرت أولريش آمون بجامعة دوسلدورف مجموعة من الأرقام المذهلة عن اللغة، من بينها أن ثلثي سكان العالم يتشاركون 12 لغة محلية فقط.
وفي كتاب حقائق وكالة المخابرات المركزية، يتحدث الإسبانية 4.85% من سكان العالم أي أنها تستخدم أكثر من اللغة الإنجليزية، التي يتحدث بها 4.83%، بحسب "واشنطن بوست".
اختفاء نصف لغات العالم يعود السبب في أن الإنجليزية والفرنسية والإسبانية من بين اللغات الأكثر انتشارا في العالم إلى جذورها في الماضي الاستعماري، وبسبب هذا التاريخ من الانتشار، تراجع استخدام اللغات الأصلية في البلاد التي تعرضت للاستعمار.
وتتوقع هيئة اليونسكو اختفاء نصف لغات العالم المنطوقة بحلول نهاية هذا القرن، خاصة أن 40% من البشر لا يحصلون على التعليم بلغتهم الأصلية وهو ما يهدد باندثارها.

اللغات الأكثر انتشارافي ذكرى نضال سكان بنغلاديش من أجل الاعتراف باللغة البنغالية، يحتفل العالم باليوم الدولي للغة الأم منذ عام 2000 تحت رعاية اليونسكو، فقد عانت البنغال من التقسيم المستمر من قبل بريطانيا والهند، ومع ذلك تعد اللغة البنغالية التي يتحدث بها 228 مليون شخص ضمن اللغات الأكثر انتشارا في العالم، إضافة إلى عدد من اللغات المهمة التي يمكن ذكرها:
1- الصينية- ماندرين اللغة الصينية لديها متحدثون أصليون أكثر من أي لغة أخرى، حيث يتحدث بها 1.9 مليار شخص حول العالم، من بينهم 897 مليون ناطق أصلي.
ويعتقد الكثيرون أن "الصينية" لغة واحدة، لكنها وفقا لموقع "اتقن لغة في 3 أشهر" (Fluent in 3 months) مجموعة من اللغات، وتعد "الماندرين" الصينية هي اللغة الأكثر استخداما، حيث إنها لغة رسمية في جمهورية الصين الشعبية وتايوان وسنغافورة.
2- الإسبانية هناك عدد من الدول تتحدث الإسبانية كلغة أصلية منها: إسبانيا والمكسيك وغواتيمالا وكولومبيا وفنزويلا والسلفادور وبنما.
ويتحدث 460 مليون شخص حول العالم اللغة الإسبانية، وهي اللغة الأساسية لمعظم سكان أميركا الجنوبية والوسطى، وفي مساحات شاسعة من الولايات المتحدة.
3- اللغة الإنجليزية يبلغ عدد المتحدثين الأصليين باللغة الإنجليزية 379 مليون شخص، ورغم أن اللغة الإنجليزية متأخرة في عدد الناطقين الأصليين بها، فإنها إلى حد بعيد اللغة الأكثر شيوعا في العالم، حيث يتعلم مزيد من الناس الإنجليزية أكثر من الفرنسية والإسبانية والإيطالية واليابانية والألمانية والصينية مجتمعة.
ويقدر عدد الأشخاص الذين يتحدثون بها كلغة ثانية 743 مليون شخص، بحسب موقع "ليمونغراد" (Lemongrad) المختص بتعليم اللغة الإنجليزية وأساليب التواصل.

ربما تدل تلك الأرقام على النجاح المذهل للغة الإنجليزية باعتبارها اللغة المشتركة للأعمال والسفر والعلاقات الدولية، خاصة أن الإنجليزية هي اللغة المهيمنة على الإنترنت حيث تستخدم في ما يقرب من 54% من المحتوى، وتنتشر الإنجليزية في 118 دولة على مستوى العالم.
أهميتها والسهولة النسبية التي يمكن من خلالها تعلم الإنجليزية تعني أنها ستستمر في السيطرة على المسرح العالمي في المستقبل، خاصة أن أكثر من 50% من الدوريات الفنية والعلمية في العالم باللغة الإنجليزية
 وكذلك الدوريات التقنية والعلمية، وبالنسبة للكثيرين، تعد الإنجليزية مرادفا لفرص العمل والحياة الأفضل.


4- الهندية- الأوردو

يوجد في الهند 23 لغة رسمية، من بينها "الهندية" و"الأوردو"، ويعتقد علماء اللغويات أنهما شكلان مختلفان بأصول مشتركة، ولهاتين اللغتين أشكال مكتوبة مختلفة، لكنهما تشتركان في التاريخ نفسه والكثير من القواعد وفقا لـ"يونيغلوبيلغي" (Uniglobelgi).
ويتحدث الهندية بشكل رئيسي أكثر من 310 ملايين شخص في شمال الهند وأجزاء من باكستان، ويتركز الناطقون باللغة الهندية في المناطق الشمالية والوسطى للهند، التي تضم أكبر ولايتين في البلاد من حيث عدد السكان.
ولأن الهندية هي اللغة الأم لحوالي من 40% فقط من الهنود، بحسب "رويترز"، سعى رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إلى جعل اللغة الهندية تحل محل الإنجليزية في الولايات الهندية الجنوبية باعتبارها اللغة الأساسية للتواصل الرسمي في خطابات الحكومة وحسابات التواصل الاجتماعي، والتعليم، وهي إستراتيجية قوبلت بالمقاومة، لكنه ما زال يحاول.
5- اللغة العربية هناك ما يصل إلى 420 مليون شخص حول العالم يتحدثون العربية وهي تنتمي إلى مجموعة اللغات "السامية" وترتبط ارتباطا وثيقا بالعبرية والآرامية، وبحلول القرن الثامن الميلادي، بدأت اللغة العربية تنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع تحول الكثير من الناس إلى الإسلام، وكلهم يستخدمون العربية على الأقل في الصلاة.
وفي العالم العربي اللغة العربية هي لغة رسمية، وتختلف البلدان الناطقة بالعربية بشكل كبير من حيث ثقافتها ولهجاتها كما في اللغة الصينية.
وقد أثرت "العربية" أيضا، على العديد من اللغات الشائعة الأخرى مثل الإسبانية التي تحتوي على حوالي أربعة آلاف كلمة ذات جذور عربية، والتركية التي تضم نحو 6500 كلمة عربية.
ومع الأحداث الجارية وارتفاع أعداد اللاجئين الناطقين بالعربية في العديد من الدول الأجنبية، أصبحت "العربية" أكثر انتشارا، والإقدام على تعلمها في الدول الأجنبية أصبح ضرورة وفرصة جيدة للتواصل.
*

تعليم اللغة العربية كرافد اقتصادي

27 مايو 2020

تعد اللغة العربية إحدى أكبر اللغات بالعالم حيث تأتي بالمرتبة الخامسة بعد الصينية والإنجليزية والفرنسية والهندية، وتعد اليوم اللغة الأم لأكثر من 425 مليون إنسان واللغة الرسمية لـ22 دولة تحكم مساحة تقدّر بأكثر من 12,949,941 كيلومتر مربع وبتعداد سكاني يبلغ تقريبا 500 مليون نسمة مع الأقليات التي تتكلمها كلغة ثانية لهم. والعرب كمجموعة موزعون على نطاق جغرافي يمتد من جنوب غرب آسيا والخليج العربي شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، وتتركز الدول الناطقة بالعربية في موقع استراتيجي يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا وتتحكم في عدد من المضائق والقنوات والخلجان البحرية المهمة كقناة السويس وباب المندب، أما من ناحية الانتشار والاستخدام عالميا فهي تعد اللغة الثانية بعد اللغة الإنجليزية في عدد من القارات والدول، حيث من النادر أن تجد بقعة مأهولة على كوكب الأرض دون أن تجد مسلمين فيها وإذا وجد مسلم وجدت اللغة العربية نظرا لارتباط الإسلام باللغة العربية من خلال القران الكريم، فلا يوجد مسلم إلا وينطق بالشهادتين أو قرأ الفاتحة على أقل تقدير.

وهناك أيضا طلب كبير على تعلم اللغة العربية من قبل المسلمين بالدول المسلمة من غير الدول العربية مثل ماليزيا وإندونيسيا وباكستان وغيرهم من الدول الإسلامية التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي أو من قبل الأقليات المسلمة من مواطني الدول غير المسلمة مثل مسلمي الصين وروسيا والفلبين والهند وكذلك ومن قِبل المهاجرين العرب بالدول الغربية أو الشرقية.

على الرغم من أن المملكة العربية السعودية تعد هي عرين اللغة العربية ومنبع الإسلام الذي يدين به أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم إلا أننا للآن لم نفكر بالاستثمار في تأسيس صناعة متكاملة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،

*
Jun 8, 2019

اللغة العربية وتعريب العلوم

حتي أوليات القرن الماضي، كانت لغتنا العربية مهيضة في مصر، وحسبك أن تقرأ ما كان يُصاغ من أحكام قضائية، أويُبدي من مرافعات، أوالتقرير الذي كتبه الأستاذ محمد عبده لإصلاح القضاء الشرعي .

كانت اللغة العربية مهيضة في بلدها، تفسح المجال في المحاكم للإنجليزية والفرنسية والإيطالية والتركية، ويعدوالترك والكرد والشركس والأرناؤوط وأسري إبراهيم باشا من بلاد » المورة »‬ »‬ وكريت » »‬ والأناضول » الذين فك اعتناقهم الإسلام أسرهم علي أهل البلاد، فصاروا حكاما يترفعون علي أهل مصر وعلي لغتها، فتراجعت اللغة العربية في المرافعات والأحكام، ومن يرجع إلي سجلات وأحكام المحاكم الشرعية في ذلك الزمان يجد العجب العجاب في تردي لغة الأحكام ومصطلحاتها وسيادة التركية التي كانت لغة البلاد الرسمية، وتشويه النقل إلي اللغة العربية، مع تواضع وضعف وركاكة كتابة المذكرات والأحكام، ولعل بداية نهضة اللغة العربية في المحررات القضائية الرسمية يرجع إلي البناءين العظام في باقة رائعة كان منها الأستاذ شفيق بك منصور وإسماعيل باشا صبري والأستاذ الإمام محمد عبده وسعد باشا زغلول وأمين باشا فكري وعبد العزيز باشا فهمي ومحمد باشا فخري وأحمد فتحي باشا زغلول وقاسم بك أمين ومحمد بك صالح وحفني بك ناصف وغيرهم .. هؤلاء الذين حملوا الشعلة، وانتقلوا نقلة ملحوظة بأسلوب كتابة الأحكام وتطعيمها بمبادئ الشرع والقانون .

جهود الرواد
لقد بذلت أجيال الرواد، جهودًا عظيمة دءوبة، لرد المكانة إلي لغتنا العربية، وكان من أعمالهم المجيدة إنشاء مجمع اللغة العربية لكي يكون أمينًا عليها قائمًا بتنقيتها وضبطها راعيًا لتطورها، وقد كان أول إنشائه في عام 1916 باسم »‬ مجمع دار الكتب » وأنشئ بجهود خاصة، ولم تتدخل الدولة إلاَّ عام 1932 يوم أنشئ مجمع اللغة العربية، والحديث عن المجمع وعطائه يطول، ولم يكتف بجهود أعضائه، بل استعان ويستعين بالخبراء المتخصصين في أبواب الثقافة المختلفة، ويشترك هؤلاء الخبراء في لجان المجمع ومجلسه ومؤتمره، ويؤدون للعلم واللغة العربية خدمات جليلة .
من أغراض مجمع اللغة العربية منذ نشأته، الحرص علي سلامة اللغة وتيسيرها، وتغذيتها وتنميتها بما هي في حاجة إليه من ألفاظ ومصطلحا فرضها تطور العلوم ومستحدثاتها في العالم كله .
وعلي هذا سار المجمع طوال هذه السنين التي ناهزت قرنًا من الزمان، وقام بتوسعة متن اللغة، وتيسير القياس والاشتقاق، وعني بالمصطلح العلمي عناية خاصة، ولبي الحاجة إلي وضع مصطلحات علمية وحضارية جديدة تواكب ما نشأ وتطور من العلوم المختلفة .
واخرج المجمع المعجم الوسيط للغة العربية في مجلدين تعددت طبعاتهما لسد حاجة المشتغلين بالعربية والمعنيين بضبط اللغة، والمعجم الوجيز، وطفق يعد للمعجم التاريخي، كما بدأ منذ سنة 1970 في وضع »‬ المعجم الكبير » وهوعمل ضخم غير مسبوق، ظهر منه حتي الآن أحد عشر مجلدًا، أشبه »‬ بمعجم لاروس » في الفرنسية .
الارتدادة المؤسفة
لا أغالي ولا أبالغ إذا قلت ارتداده، حسبك أن تطالع أسماء المحلات والمطاعم والمنتديات، لتري كيف عزفت عن لغتنا العربية، واستعارت مسمّيات أجنبية، اعتقادًا بأن ذلك أدني للانتشار والترويج، وحسبك أن تراقب أحاديث ومحاورات الشباب، لتري أن غير قليل منهم قد عشق الافتخار بالحديث باللغات الأجنبية !
تسرب العامية واللهجات المحلية
تواجه العربية من قديم تعدد اللهجات المحلية، وتسرب العامية المحلية إلي استعمالات الناس قراءةً ثم كتابةَ، وهي قضية شغلت من زمن أدبائنا الكبار انشغالاً حميمًا جادًا، بحثًا عن أسلوب وسيط يحفظ العربية الفصحي ويقترب من لغة الناس، ويراعي فيما يراعي دواعي العصر أن تكون اللغة أكثر دقة وإحكامًا وانضباطًا، وبعدًا عن الميوعة والسطحية والسجع اللفظي والعقلي والمحسنات البديعية الجوفاء .. ولكن من يتابع محاولات هؤلاء الكبار يدرك مدي الجهد الجهيد الذي بذله جيل الرواد مجدولاً بحرص حريص علي العربية والتزامها في جدية مشهودة .. تلمس هذا علي سبيل المثال في كتابات يحيي حقي الذي مع دعوته إلي أسلوب جديد في محاضرته التي ألقاها بجامعة دمشق ونشرت في كتابه »‬ خطوات في النقد »، كان أحرص الحرصاء علي العربية حتي أنه كان يمضي الساعات بين المعاجم ليختار أوينحت كلمة عاشقًا حتي النخاع للغته العربية .. ولكن ما يجري الآن طوفان من الإيغال في السطحية تذرع بالبحث عن لغة وسيطة توفيقية، ليفارق الفصحي ويوغل في مفارقتها ويستسلم »‬ للعاميات » المحلية حتي باتت اللغة الفصحي بعيدة عن استعمال وربما عن فهم كثير من الناس، واجتاحت الساحة اللهجات العامية مطعمة بألفاظ هابطة صارت تصافح عيون وآذان الناس في الأعمال المسرحية التي تركت المسرح وقواعده وتقاليده إلي الرقص والزمر، وفي الدراما التلفزيونية والإذاعية، وأخذ هذا الزحف المستمر يجور شيئًا فشيئًا، حتي تسرب إلي كتابات الأدباء (؟!) والشعراء (؟!) يتعلل بعضهم مداراة بمقتضيات واقعية ما يجب أن يدار من حوار علي لسان الشخصيات في العمل المسرحي أوالدرامي أوالروائي أوالقصصي بيد أن طوفان العامية والهبوط لم يلتزم بهذا الحد، ومضي لا يلوي علي شيء حتي ابتعد عامة الناس عن اللغة الأصل، وصارت العربية الفصحي غائبة غريبة أوشبة غريبة في وطنها !!!
هذه الازدواجية، بين »‬ الفصحي » و»‬ العاميات » فهي ليست عامية واحدة، شكلت وتشكل تحديًا حقيقيًّا ناحرًا للغة الفصحي، ركب علي ذلك عقم وتعقيد وجفاف أسلوب تدريس اللغة في مراحل التعليم المختلفة، وتزاوج ذلك مع هبوط المستوي التعليمي العام الذي هجر من زمن الكيف إلي الكم، ثم جار الكم علي أي اعتبار للكيف، حتي صار خريجوالجامعات يخطئون في أبسط قواعد الإملاء، ناهيك بالإلمام بقواعد اللغة ومفرداتها ومترادفاتها وروحها وثرائها ذلك الذي دعا العقاد لأن يخصص كتابًا لها بعنوان، »‬ اللغة الشاعرة » لأنها بثرائها تعين الشاعر علي نظم القصيد المحكوم بالجرس والمعمار الموسيقي، والبحور والمصاريع والقوافي، إلي غير ذلك مما لا تقدر علي إمداد الشاعر بأدواته فيه إلاّ لغة غنية واسعة الثراء في مفرداتها وحركات إيقاع الألفاظ فيها تبعاً لموقعها من الإعراب بين السكون أوالنصب أوالرفع أوالجر أوالتنوين، مما يتيح مع غني المفردات بحرًا زاخرًا من الجرس يعين الشاعر في مهمته المحكومة بقوالب وضوابط وقيود لا تحكم كتابة النثر المرسلة !
هجران الفصحي !
هجران الفصحي شائع الآن حتي النخاع في كلام وأحاديث الناس، وفي أغاني ومونولوجات المطربين ناهيك بالزاحفين علي الطرب والغناء، وفي الحوارات المسرحية والدرامية والروائية والقصصية، وفي معظم الكتابات الصحيفة، وزحف إلي لغة الآداب العامة بعد أجيال البنائين العظام، ثم أخذ هذا كله يزحف إلي الإعلام المرئي والمسموع، وزحفه في هذا المضمار يزحف بالحتم والضرورة علي المجتمع بأسره .. كان المذيع قديما يخضع لاختبارات بالغة العمق والعراضة، تشترط فيه فضلاً عن الموهبة والصوت ثقافة واسعة، وإتقاناً تاماً للغة العربية معرفة ونطقاً .. ولا مجال في اجتياز هذه الامتحانات لوساطات ولا محسوبيات ولا مجاملات، فكنا في صبانا نضبط لغتنا العربية نحوًا وصرفًا ونطقًا علي مذيعينا أمثال محمد فتحي وعبد الوهاب يوسف وحسني الحديدي وصلاح زكي وعباس أحمد وفهمي عمر وسعد زغلول نصار وجلال معوض وفاروق خورشيد وطاهر أبوزيد وأحمد فراج وفاروق شوشه إلي آخر الباقة التي ظلت تحمي العربية وتسربها بسلاسة إلي وعي الناس، فلما أن اقتحمت الوساطات والمجاملات، بات علينا أن نحمي عربيتنا من أخطاء كثير من الزاحفين الجدد الذين لا يعرفون اللغة، ولا يهتمون بمعرفتها، ولا يهتم أحد باشتراط علمهم بها، أوبتعليمهم إياها أومحاسبتهم علي الأخطاء الفادحة فيها التي أخذت بدورها تتسلل إلي وعي الناس !
ندح المجتمع كله !
الندح الذي نراه هوندح المجتمع كله، وغياب العربية هوإذن غياب عن المحيط العام، وعن لغة وخطابات الساسة والمسئولين الكبار، بل وعن الواجب التفاتهم بحكم تخصص مواقعهم إلي حقوق اللغة وحدودها والاحترام الواجب لها ولقواعدها .. وهذا الغياب لا بد ينعكس بالضرورة علي كل ربع وعلي كل مجال !
لغتنا العربية يا ناس !

رجائي
****************************
تعريب العلوم 


أما تدريس العلوم معربة، فهى الفكرة التى لن أتوانى عن المطالبة بمحوها من عقول البعض. أعتقد أنه من غير المفيد أن ندعو لتعريب العلوم، وأن نتحمس لهذه الدعوة إلا بعد أن تعمل أدوات إنتاج العلم فى بلادنا بما يعادل قوة مثيلاتها فى الدول المتقدمة، أما ونحن على ما عليه من تخلف علمى ومعرفى عام فإن نتيجة «تعريب العلوم» سوف تنتهى إلى كارثة.

منذ عقود ونحن نسمع الحوار حول قضية «تعريب العلوم» وعلى رأسها علوم الطب والهندسة والإلكترونيات، وكان التياران الإسلامى والقومى معا تحمسا لعملية تعريب العلوم.
إذا كان المثل يضرب دائما بالتجربة السورية التى قامت بـ«تعريب العلوم» منذ سنوات عديدة فإن هذه التجربة السورية فشلت كما يعتقد كثيرون من أهل العلم.
لست ضد ترجمة العلم إلى لغة أى دولة بشرط ألا تكون علاقات إنتاج المعرفة فى هذه الدولة أقل تقدما من أدوات إنتاج المعرفة فى أكثر الدول تقدما. وهذا ما حدث فى اليابان والصين وغيرهما من الأقطار القادرة على منافسة الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
سنظل فى حاجة إلى تطوير علوم اللغة العربية وآدابها جنبا إلى جنب تطوير اللغات الأجنبية ومعارفها. الدعوة لـ«تعريب العلوم» هى دعوة إيديولوجية وأن الأيديولوجيا إذا دخلت العلم أفسدته.
علينا قبل التفكير فى تعريب العلوم والمعارف تغيير طرق التفكير فى الوسائل التى نتبعها فى النظر إلى العالم وإلى أنفسنا.

*

ليس بمجرد تعريب العلوم يتقدم العرب
وقد خبرت ذلك بنفسى حين ذهبت لسوريا فى ٢٠٠٨ باحثا عن إضافة للتراث العلمى فى عالم اليوم حتى أضمها كتابى الذى صدر بالانجليزية والفرنسية فى كمبردج بانجلترا تحت عنوان: الإسهام العربى المعاصر فى الثقافة العالمية: حوار عربى غربى، لكنى للأسف لم أقف هناك على مساهمة واحدة فى أى من المجالات البحثية العلمية الراهنة. ومرجع ذلك فى رأييى هو الترجمة الحرفية، ومن ثم الفهم الخاطئ لحركة الترجمة فى التاريخ سواء القديم أو الحديث. فليس من الدقة على الإطلاق أن يحتج بعضنا، مثلما يفعل الزميل د. أحمد فؤاد الباشا، بأن أجدادنا الأوائل قد ترجموا علوم الإغريق، وبذلك حققوا ما حققوه من تقدم، وأن أوروبا ترجمت علوم العرب للاتينية فى طليطلة وأفادت منها أيما إفادة فى تطورها الصاعد. ليس هكذا «تترجم» حركة الترجمة فى التاريخ يا سادة! إنما تكون الترجمة نافعة من خلال ما تقدمه من حلول ناجعة لأسئلة المجتمع الذى تترجم للغته. وفى هذا نجد على سبيل المثال أن ابن سينا قد قرأ «ما بعد الطبيعة» لأرسطو ثلاثين مرة، ولم يستوعبها سوى فى المرة الحادية والثلاثين من خلال شروح الفارابى. لذلك سمى نفسه: المعلم الثالث. والسؤال هنا: لم تجشم ابن سينا كل هذه المشقة ليترجم، أى يفهم كتاب أرسطو؟ لأنه كان كرجل حكم بحاجة لأداة منهجية تساعده فى مهمته. ونظرا لأن المجتمع الإسلامى فى طقوسه وحياته العامة لم يعرف الفصل الناجز بين الطبقات كما عرفته اليونان القديمة، فقد تعذر على ابن سينا أن يستوعب المقولات المجردة لأرسطو الصادرة أصلا عن ذلك الفصل الناجز بين السادة والعبيد فى المجتمع الهيلينى القديم. بينما كان ابن سينا بحاجة لذلك التجريد النابع من ثقافة وممارسة مجتمع مختلف كأداة مفاهيمية تعينه على ضبط التعامل مع تداخل الحياة العامة فى مجتمعه. كانت إذن الحاجة الداخلية فى مجتمع المصب هى الدافع للترجمة، وليس 
مجرد وضع ما توصل إليه الآخرون باللغة المحلية.

أما عن ترجمة الآداب الأجنبية للغتنا العربية، ولعل من أكثرها تأثيرا فى أجيالنا الشابة ترجمات المنفلوطى، فلم تكن مجرد ترجمة «لغوية»، وإنما إبداعات ثقافية تستمد من خلال صور أجنبية ما تدعم به الشوق للحرية فى نفوس القراء، مقابل النظم «القيمية» الخانقة فى تاريخنا المعاصر. فالترجمة الحقة لا تكون أبدا حرفية، وإنما تصبح مؤثرة بإبداعها حين تقدم حلولا لمتلقيها تحقق أحلامه وتطلعاته التحررية. ومن هنا كان الإقبال على الآداب الأوروبية فى العصر الحديث فى عالمنا العربى. إلا أن لى ملاحظة على تدريس تلك الآداب فى جامعاتنا. فلا زال التعليق على نصوصها يدرس فى أقسامها باللغات الأوروبية، وما أحراه أن يكون باللغة العربية بعد أن تقدم النصوص فى لغاتها الأصلية. لماذا؟ لأنه بالتوحد باللغات الأصلية من خلال التعليق على تلك النصوص ما يضعف من القدرة على اتخاذ بعد كاف للحكم عليها من منظورنا المختلف عن أهل أى من تلك اللغات. ثم كيف لنا أن نتأكد من استيعاب الطالب لما قرأ بتلك اللغة الأجنبية دون أن يعبر عن ذلك بلغته القومية؟ أما عن العلوم الطبيعية وتدريسها باللغة الإنجليزية فى بلادنا، فذلك بحاجة لمقال مستقل.

Oct 31, 2021*

التعليم: كيف يمكن أن يتطور الاقتصاد إذا أتقن الأطفال اللغة العربية؟

 الأرقام الواردة في تقرير البنك الدوليّ مخيفة فعلا؛ أحدها يكشف أن نحو 60 في المئة من الأطفال بعمر العاشرة (في الصف الرابع الإبتدائي) في الدول العربية لا يستطيعون قراءة أو فهم نص بالعربية مكتوب بلغة مناسبة لأعمارهم.

هذه الظاهرة سُميت بـ "فقر التعلم".

وتأتي معدلات فقر التعلّم في الدول العربية في المرتبة الثانية عالميا بعد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

المشكلة أكبر من كونها "مشكلة عاطفية" تُحزن الأهل لعدم إتقان أولادهم وبناتهم لغتهم العربية الأم، ففقر التعلم يقلل فرص الأطفال في الحياة وبالتالي يؤخّر نماء الدول العربية وتطورها اقتصاديا.

قراءة الأهل لأولادهم "رفاهية" متاحة لطبقة اجتماعية دون أخرى، وتسرد عليّ بسرعة قصتين سَمِعَت بهما، لتوضّح فكرتها بـأن "قراءة الكتب ليست محدودة بشعب أو آخر، لكن هناك حاجة للتوعية. فعندما نزيد توعية الأهل ونقيم علاقات واضحة بين القدرة على القراءة (في الصغر) وزيادة فرص الأولاد في الحياة وليس فقط سوق العمل، يمكن (للأهل) اتخاذ قرارات أفضل".

لا يحمّل التقرير - طبعا - الأهل مسؤولية عدم إتقان أولادهم القراءة بالعربيّة وهم في سن العاشرة بل يضع المسؤولية الأساسية على الحكومات

فالأهل لا يتوقّع منهم الكلام بالفصحى مع أولادهم، خاصة بسبب "الازدواجية" في اللغة العربيّة، التي تحدّث عنها التقرير، فالعربيّة تتسع للفصحى وللهجات العامية المتعددة وحتى لما أصبح يعرف بالـ"أرابيزي" - وهي لغة تحوي رموزا وأحرفا من أكثر من لغة يستخدمها الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام.

كلمه arabiztion بمعنى تعريب

ليس مطلوبا من الأهل إتقان الفصحى ولا الحديث بها مع الأطفال إن كانوا لا يجيدونها، بل المطلوب هو "الكلام بأي لهجة" مع الأطفال "فالمهم أن يسمع الأطفال كلاما ويتناقشوا مع أهلهم بالعربيّة. فالأهالي هم أولياء أمور وليسوا مدرّسين".

الطفل الذي يولد اليوم سيكون قادرا على تقديم 56 في المئة فقط من إنتاجيته عندما يبلغ 18 عاما، مقارنة بدول تستثمر في البشر وتقدم خدمات طبية وتعليمية بمستوى أعلى: "أغلب التغاير في قيم مؤشر التمنية البشرية في كل دول العالم سببه الاختلافات في التعلم"، كما تقول.

"فبدون المهارات التأسيسية (ومنها القدرة على القراءة وفهم ما يُقرأ) لا يستطيع الأطفال والشباب عادة الازدهار في سنوات الدراسة ولا في مكان العمل وبالتالي لن يكونوا مواطنين فاعلين ولن يقدروا على دعم اقتصاد بلادهم".

الغريب هو أن نسبة ذهاب الأطفال للمدارس "عالية"، فمثلا نسبة التسرّب المدرسي في تونس هي صفر في المئة، وفي مصر 1 في المئة، وفي الجزائر 4 في المئة، وفي المغرب 5 في المئة، وفقا لأرقام البنك الدولي.

لكن المشكلة لا تتعلق بمعدّل الذهاب للمدرسة بل بجودة التعليم الذي يتلقاه الطلاب في المدارس.

الطالب الذي يمضي 12 عاما في المدرسة هو في الواقع يحصّل ما يعادل 8 سنوات تعليم - أي أن هناك خسارة فرص تعلّم حقيقية تتراوح ما بين 2-5 سنوات بالنسبة لكل طالب.

 وضع الفتيان أسوأ من وضع الفتيات من ذات العمر بخصوص إتقان العربية، لأسباب كثيرة.

Dec 18, 2021
-
 اللغة العربية الفصيحة و الرفيعة

 أستاذ الفقه واللغة العربية وكان حافظا للقرآن والشعر العربي والفارسي
لكنة مصرية خالصة
التأرجح بين العامية والفصحى والانتقال من واحدة إلى الأخرى في الحديث، ما يضطرني إلى خلق مكانين في دماغي وحد فاصل بين الاثنتين في آن. وأنا في هذه المقابلة أحاول الكلام بالفصحى لكن العامية المصرية تتدخل في كلامي، زي ما حضرتك شايفة! 

سامي حرك صاحب كتاب "نتكلم مصري" الذي يقول إن العامية المصرية لغة كاملة لها مائتان وأربع وعشرون قاعدة جذورها تعود إلى اللغة المصرية القديمة، بل إن المصريين اليوم يتحدثون بالطريقة نفسها التي كان يتكلم بها أجدادهم قدماء المصريين". رد عليه كتاب عبيد وفراعنة 

 مثلا أن الحروف اللثوية وهي الثاء والذال والظاء ليست موجودة في اللغة المصرية القديمة وهذا يفسر حسبه غيابها في لسان المصريين اليوم فينطقون الثعلب تعلب والذئب ديب، معتبرا علاقة المصرية بالعربية الفصحى علاقة جناسية، أي تتشابه اللغتان مع بعضيهما في اللفظ وتختلفان في المعنى. وللكاتب نظرية واسعة في استقلال المصرية كلغة عن العربية وفي تأثير مصر الناعم على الجوار الذي استمر لآلاف السنين ما يفسر، حسبه، وجود ألفاظ ذات أصل مصري قديم في لسان العرب قاطبة.

 إرسال طلبة اللغة العربية إلى مصر والأردن والمغرب للدراسة إن طلبتها يرجعون بلهجات مختلفة وهذا طرح مشكلة في توحيد المفاهيم عند التدريس وقد وجدوا الحل في العامية المصرية باعتبارها أكثر عامية منتشرة في العالم العربي.

جامعة برمنغهام كانت قبل الأزمة السورية ترسل طلبتها إلى سوريا أيضا معتبرة إياها أحسن بلد عربي في تعليم العربية. يعود الطلبة إلى جامعتهم بقصص مدهشة وأحيانا مضحكة، تقول الدكتورة داودي مثل تلك الطالبة التي ذهبت إلى المغرب وعادت بحنين إلى رائحة العشب عند قصه، وذلك الطالب الذي دخل مطعما في مصر، وكان حديث عهد بالبلد فطلب دجاجا بالفصحى، وتفاجأ بأن النادل بدل تلبية طلبه ينفجر ضاحكا ويسأله "قول تاني؟" والطالب يكرر جملته ثم يعود النادل ويسأله مرة أخرى "قول تاني؟" والطالب المحرج يكرر الإجابة نفسها إذ لم يكن يعرف غير الفصحى لطلب الدجاج، ما جعل كل من في المطعم يضحك عليه.

كثير من الطلبة يتحدثون عن الحرج الذي يصيبهم بسبب رد فعل العامة من الناس عندما يخاطبونهم بالفصحى. وتعترض الدكتورة داودي على تسمية العامية لهجة والفصحى لغة، وتقول إنه تقسيم يعود إلى 1957 وقد أكل الدهر عليه وشرب ولا ترى للعربية الفصحى إلا حسنة فريدة هي توحيد الأقطار العربية.
الحرص على تهميش العامية وجعل الفصحى في المركز حرص أصحاب السلطة على السلطة، حتى تبقى في يد النخبة دون العامة، مستشهدة "بعالم الاجتماع الفرنسي، بيير بورديو، الذي يقول إن اللغة تكتسب سلطة رمزية، وإلا تضيف "لماذا تعتقدين أن قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا تريد نشر اللغة الإنجليزية في كل العالم؟".

فجوة كبيرة

المغربي لا يقول أحبك بل يقول "نبغيك" أو"كنبغيك"، ولا يقول التونسي اشتقت إليك بل يقول "توحشتك"

 ليس الاستثناء بل القاعدة، فلكل شعب عربي عاميته الخاصة التي يشترك في كثير من مفرداتها مع جيرانه المباشرين، مثل عاميات أهل الخليج وعاميات أهل الشام. بل إن العودة إلى خارطة العالم العربي لن تكون كافية لحساب عدد اللغات والعاميات المحكية التي تنافس لغة الضاد في لسان العرب، فالاعتماد مثلا على عدد الدول العربية للقول بوجود اثنتين وعشرين عامية لن يكون دقيقا، إذ يجب حساب لغات رسمية أخرى اعتمدتها بعض الدول مثل الأمازيغية في الجزائر والمغرب واللغة الفرنسية في جيبوتي واللغة الصومالية في الصومال واللغة القمرية والفرنسية في جزر القمر إضافة إلى لغات شعبية ولغات الأقليات مثل آزناك والمهرى والقبطية والآشورية والكردية والآرامية والنوبية وغيرها.

د. محمد رياض العشيري الباحث في اللغة العربية "نحن في العالم العربي لدينا لغتان، لغة نستعملها في حياتنا اليومية، في البيوت والأسواق ونعبر بها عن أنفسنا وحاجاتنا هي العامية. ولغة نتعلمها في المدرسة هي اللغة العربية الفصيحة، والفجوة بين اللغتين كبيرة."

في عالم الروبوت والميتافيرس والهولوغرام أين الكلام العربي مثلا؟ يقول العشيري إن "مجامع اللغة العربية لا تساير ما يحدث."

هل يجب تدريس العامية للناشئة؟

وجود لغتين في لسان العربي وحياته أنجب صراعا عربيا عربيا، بين فريق ينتصر إلى اللغة العربية ولا يريد غيرها في المدراس ووسائل الإعلام والخطابات السياسية الرسمية وغيرها، وفريق يريد مطابقة المدرسة مع الواقع ولا يرى للعربية من فائدة عملية في حياة الناس

انتشرت اللغة العربية في العالم العربي بفضل الدين، فالقرآن منزل بهذه اللغة والرسول محمد عربي اللسان، وكل التراث الفكري والقانوني والاجتماعي والتاريخي الإسلامي نقل على مر القرون باللغة العربية، ومازالت كتب الفقه التي ألفت في القرون الأولى من مجيء الإسلام تقرأ بل وتدرس لأبناء اليوم.

 لغة الصلاة التي يمارسها المسلم خمس مرات في اليوم عربية ومطلوب منه أن يحفظ آيات من القرآن لأغراض العبادات. هذا وحده يفسر أهمية هذه اللغة في حياة الناس واستمرارها ويفسر أيضا استهجان كتب يكسر أصحابها المحظور.

سلوى النعيمي، فقد تعرض كتابها "برهان العسل" الذي يجمع بين الرواية والدراسة عن المتعة الجنسية عند العرب والمسلمين للمنع بعد صدوره سنة 2007 في سوريا وعدد من الدول العربية، ذلك أن بطلة الرواية تتحدث بصراحة عن رغباتها واستمتاعها بالجنس وتستعمل المفردات الصريحة مبتعدة عن التلميح ساردة الكلمات الإباحية في اللغة العربية "التي سطا عليها العرب ومنعوها بل واعتبروها دخيلة على اللغة." حسب الكاتبة.

 المصري، أحمد ناجي، أيضا للمحاكمة بسبب مشهد جنسي في فصل من روايته "استخدام الحياة."

اهتمام الناس بتعليم الانجليزية واللغات الأجنبية على حساب العربية سواء من باب الوجاهة أو الحاجة حيث يسود الاعتقاد بأنه لا يوجد للعربية مكان في سوق العمل وغيرها من الأسباب. لكن المختصين يعودون إلى سبب واحد، التعليم.

تغيير طريقة تدريس اللغة، يجب أن تكون قادرة على مخاطبة الجيل الجديد، فاللغة العربية التي نقرؤها في الصحف ليست هي لغة القرآن ولا لغة الشعر الجاهلي، يجب تبسيط قواعد النحو فهي لم تبسط منذ أيام واضعها."

قواعد النحو هو الشاعر أبو الأسود الدؤلي بطلب من الخليفة علي ابن طالب، حسب الروايات، وسمي النحو بهذا الاسم لأن عليا حين بين للدؤلي أقسام الكلام قال له: "انح على هذا النحو وقس عليه". ومازال بيت شهير لأبي الأسود الدؤلي يتداوله الناس حتى اليوم من كل الطبقات ويفهمونه بالمستوى نفسه، وهو البيت القائل: لا تنه عن خلق وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم.

اختلاف الدكاترة أنيسة داودي، وهنادا طه ومحمد العشيري حول من يجب أن يوضع أولا العربية أو العامية يتفقون جميعا على أهمية اللغة العربية باعتبارها أداة جامعة، فهي عنوان هوية الإنسان العربي يقول العشيري وعليه " إذا أردنا الحفاظ على تلك الهوية من الضروري الحفاظ على اللغة العربية."

الحل: منطقة وسطى؟

 الدكتورة هنادا طه إلى استخدام كلمات بسيطة مشتركة بين الفصيحة والعامية في السنوات الأولى من الدراسة كحل لأزمة اللغة. وهذه دعوة تتناغم مع وجهة نظر د أحمد زنيبر، الكاتب المغربي وصاحب كتاب "صنعة لَكْلام - دراسات في الشعر الملحون بالمغرب"

Dec 18, 2021
*

هل يقود تقديسنا للعربية إلى حرب اللغات

أكثر اللغات السامية انتشارًا وأوسعها استخدامًا كونها لغة القرآن الذي يشار إليه بأنه عربي مبين. فلا جدل حول ثراء مفرداتها ووفرة محسناتها البلاغية التي يستمد منها المتحدث فصاحة اللسان وبلاغة البيان حتى يصعب مجاراته.

(اللغة العربية هي أفضل اللغات)، استنادًا على ارتباطها بنص القرآن المقدس، فبعض الادعاءات تنص على أن (لسان أهل الجنة عربي)، وهذا الحديث لا أصل له من الصحة؛ كما حكم عليه ابن الجوزي والألباني والذهبي بأنه حديث موضوع. فلم يرد ما يؤكد أن اللغة التي يتخاطب بها أهل الجنة هي العربية.

 بعض اللغويين العرب إلى مقارنة العربية مع اللغات الأخرى، كالإنجليزية لإبراز مفاتنها متجاهلين حقيقة أن لكل لغة سمات وعيوبًا بل وخصائص تمتاز بها عن غيرها،

ضد التحدث باللغات الأخرى في غير موقفها الصحيح، إلا أن هنالك حاجة ماسة إلى تعلم لغات وثقافات الشعوب وإتقانها كناطقيها، ولا ضير في ذلك إن استخدمت هذه اللغات في نطاق محدود وضمن ما تدعيه الحاجة لأغراض مختلفة، دراسية كانت أو تجارية داخل البلدان العربية. فذلك ليس بمؤامرة وليست تشويهًا للغة الضاد ولا داعي لتضخيم الأمور وكأننا بساحة معركة نخوض حربًا للحفاظ عليها.

هي بحاجة لمن يجعل منها لغة للتعليم والبحث العلمي والمعاملات الرسمية والإعلام في بلاد العرب، فهي الفكر والحضارة والتراث، وجوهر العقيدة الإسلامية والتاريخ العربي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق