الإخوان في مصر ظاهرة صوتية
وفي 11 فبراير، تنحى مبارك بعد ثلاثين عاما من الحكم وسلّم سلطاته إلى المجلس العسكري الذي عطّل العمل بالدستور وحلّ البرلمان. وجاء تنحي مبارك بعد 18 يوما من تظاهرات متواصلة تخللتها مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين. وتعهد الجيش بـ”انتقال سلمي” للسلطة وبإجراء انتخابات.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين أبرز المستفيدين من ثورة يناير التي مكنتها لأول مرة في تاريخها من الصعود إلى السلطة في عام 2012 قبل أن تتهاوى على وقع انتفاضة شعبية عارمة في عام 2013، تباينت الآراء حول تسميتها، فالبعض اعتبرها ثورة جديدة والبعض الآخر رأى أنها تصحيح لمسار ثورة يناير، فيما تعتبرها الجماعة وأنصارها “انقلابا”.
جماعة الإخوان المسلمين عمرها 93 عاما ومرت بظروف مشابهة كثيرا، مثلا في حقبة عبدالناصر عام 1954 حتى خرجت من السجون في 1974 ولم تختف ولم ينقطع تواصلها مع أعضائها طوال كل هذه العقود”
ويوجد اليوم العشرات من قادة الإخوان في تركيا، التي لجأوا إليها عقب انهيار حكمهم الذي لم يعمر سوى بضعة أشهر، وتم اعتقال عدد من قياداتها وأعضائها، فيما فر آخرون ليجدوا في تركيا وقطر ملاذا لهم
اعتبر فهمي أن “المناخ الآن أسوأ مما كان عليه في حقبة مبارك. حيث كان مبارك يحرص على قدر من التوازنات وممارسة قدر من السياسة، لكن الانقلاب غير حريص على كل هذه الأمور. هذا الانقلاب غاشم ودموي يتعامل مع الناس الآن بالحديد والنار حتى لا يتمكنوا من الحركة أو الخروج إلى الشارع”. رغم ذلك، يرى فهمي أن حكم السيسي سينتهي بتمرد شعبي شبيه بذاك الذي دفع مبارك إلى الاستقالة في ذروة الربيع العربي.
“لا يمكن أن يحصل أي تغيير في مصر عن طريق انتخابات في ظل وجود هذه المنظومة. الحراك الشعبي هو الذي يجبر هؤلاء على التراجع”. وقال “لا بدّ أن يحدث حراك أو فعل على الأرض. لا نعلم متى، لأن الحراك لا أحد يستطيع أن يتنبأ بموعد قدومه”.
دخل فهمي السجن ثماني مرات في عهد مبارك وغادر مصر للاستقرار في إسطنبول عام 2015 بعدما أمضى سنتين في السجن إثر تولي الجيش السلطة.
“مصر تحت حكم السيسي ليس لها أي مستقبل. يكفي الآن أن ننظر إلى تصفية الشركات الوطنية الموجودة في مصر مثل شركة الحديد والصلب، وسجن رجال الأعمال للاستيلاء على الشركات التي يملكونها. الآن الجيش يملك 70 إلى 80 في المئة من اقتصاد وشركات البلد، وهو يدير كل شيء”.
لا تخشى تبعات المصالحة التي حصلت أخيرا بين قطر من جهة والسعودية والبحرين والإمارات ومصر من جهة ثانية. وكانت هذه الدول الأربع قطعت علاقاتها مع قطر في 2017 متهمة إياها بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي اعتُبرت “منظمة إرهابية”.
“من أهم مصادر قوة جماعة الإخوان المسلمين أنها لا تعتمد على الحكومات ولا تتلقى دعما ماديا إلا من أفراد الجماعة”، مضيفا “جماعة الإخوان لا تتلقى أي دعم لا من تركيا ولا من قطر ولا من أي دولة أو منظمة على مستوى العالم، وهذا من أحد أسباب استمراريتها إلى الآن”.
ويوضح أن المساعدة الوحيدة التي تتلقاها جماعة الإخوان المسلمين من تركيا هي السماح لها بالتواجد على أراضيها. ويؤكد فهمي قائلا “نحن لا نعرّض الدولة التي تستقبل الإخوان المسلمين للحرج، ولا نخرج عن الأعراف والقوانين في الدول التي نتواجد فيها”.
يعد احتضان قطر لقياديّي جماعة الإخوان وفتح المجال الإعلامي أمامهم لانتقاد مصر والتحريض على النظام الرسمي أحد الأسباب الرئيسية في قطع القاهرة علاقتها مع الدوحة.
وقال مصدران من المخابرات المصرية لرويترز إن “مسؤولا من وزارة الخارجية القطرية تعهد لمصر خلال اجتماع مع مسؤولين من مصر والإمارات السبت الماضي بألا تتدخل الدوحة في شؤون مصر الداخلية”.
وأضاف المصدران أن المسؤول القطري تعهد كذلك بإجراء تغيير في موقف قناة تلفزيون الجزيرة ووسائل إعلام حكومية أخرى من القاهرة. وقالا كذلك إن المسؤولين اتفقوا على تعاون اقتصادي وعلى إجراء سلسلة من الاجتماعات التي تتناول عددا من القضايا المعلقة مثل أزمة ليبيا ومسألة جماعة الإخوان المسلمين.
سجل في الأيام الأخيرة تراجع اهتمام وسائل الإعلام القطرية بالوضع الداخلي في مصر، وعلى عكس ما جرت عليه العادة لم تكن هناك تغطية كبيرة للذكرى العاشرة لثورة يناير.
*Jan 22, 2021
أعرب أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القره داغي، الخميس، عن تقديره لما سماه “البعد الديني” في شخصية بايدن.
قال القره داغي في تدوينة على فيسبوك “في أميركا يبدأ الرئيس بايدن حياته الرئاسية بقداس في كنيسة ويقسم على إنجيل وتتخلل الحفل كلمة القس ودعاء، وقد رأيت الحضور وقد نكسوا رؤوسهم عند سماع موعظة القس احترامًا وتواضعًا”.
وتساءل “لماذا يقتدي العلمانيون في بلادنا العربية والإسلامية بمظاهر الإلحاد والقصور الأخلاقي ومهاجمة الدين الإسلامي ورموزه ولا يحترمون هوية شعوبهم الجمعية ومقدساتهم الدينية؟”
ووفق إعلام أميركي، لا ينص دستور الولايات المتحدة على أداء الرؤساء اليمين على كتاب ديني، لكنّ العرف والتقاليد التاريخية حوّلا الإنجيل إلى جزء من احتفالات التنصيب منذ انتخاب جورج واشنطن عام 1789.
مدْح القره داغي لمسيحية بايدن في سياق تفاعل واسع لنشطاء وقياديين محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين مع حفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، والتركيز على المقاربة بين ما اعتبروه تسييسا للمسيحية في مناسبة أميركية مهمة، والمعارضة التي يلقاها تسييسهم للدين كمدخل لاختراق الدولة والسيطرة عليها.
فرصته الثانية لإعادة إحياء مشروع الإخوان في المنطقة العربية، بدعم من قطر وتركيا، وبتأييد مفتوح من إدارة ديمقراطية سبق أن جربت الإخوان في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان داعما قويا لنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. كما لم يبد أي ممانعة في تصنيف الجماعة منظمةً إرهابية في دول مثل مصر والسعودية والإمارات.
نائب المرشد العام إبراهيم منير “آن الأوان لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب”.
*
Dec 19, 2021 ..
من 8 /9
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق