شيخ الأزهر، حسب البيان المنشور على صفحته الرسمية، أن "ما نشهده من غزو ثقافي غربي لمجتمعاتنا الشرقية" والذي وصفه بـ "الغيوم السوداء الداكنة" لتقنين الشذوذ والتحول الجنسي وغير ذلك من الأفكار غير المقبولة شرقيا ولا دينيا ولا إنسانيا، هو سطو على حق الإنسانية والحياة في استمرارهما كما أرادهما الله.
ادعاء أن هذه الممارسات من الحقوق والحريات يعد ازدواجية في تفسير حقوق الإنسان، وتعديا على حق الشرق في اتباع الدين واعتباره مرجعا أصيلا لرفض هذا الطوفان من الأفكار المنحرفة.
الممارسات المخالفة للعقيدة الإسلامية والتقاليد الشرقية، سبقتها تصريحات مماثلة قبل أسبوعين، أثناء استقباله إلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، لبحث أوجه التعاون في مجالات نشر السلام والتعايش، ومواجهة العنف والتطرف، والتصدي للكراهية والإسلاموفوبيا.
"الحلول الجاهزة القادمة من الهيئات والمنظمات الغربية لمشكلاتنا -على غرار الشذوذ والإجهاض وغيرهما- لا تقدم أي حلول فعلية لما نعانيه من مشكلات، بل تتعارض مع ثقافتنا، وتسعى لفرض الكثير من السلوكيات المرفوضة في مجتمعاتنا وترسخ لصراع جديد".
الأزهر يقدر كثيرا جهود الأمم المتحدة في تحقيق السلام العالمي، وترسيخ مبادئ إنسانية كالمساواة واحترام الطفل وغيرها من المبادئ التي نادى بها الإسلام قبل أكثر من ألف عام.
مؤتمر جامعة الأزهر "تغير المُناخ.. التحديات والمواجهة" ألقى فيها باللوم على الإنسان في أزمة التغير المناخي التي يواجهها العالم، مؤكدا أنه (الإنسان) المسؤول عن هذه الكوارث.
*
ينسجم موقف الأزهر من قضايا دينية تطفو على السطح مع المزاج الشعبي العام في مصر، ويجد مساحة حركة تدعم حضوره عبر انخراطه الدائم في نقاشات متعددة، ما يعني أن المؤسسة الدينية لديها هواجس مستمرة من إمكانية تقليص دورها، وتسعى للاحتماء بالشعبوية الدينية التي تساندها في معاركها.
أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر آمنة نصير إن مواجهة قضايا كـ”المثلية” تتطلب نقاشا هادئا بعيدا عن استخدام مصطلحات تتعامل مع القضية كنوع من “الغزو” أو “الاحتلال”، ومن المهم أن يكون البعد النفسي حاضرا، وهو أمر غائب في الخطاب الذي تتوجه به غالبية المؤسسات الدينية إلى المجتمع عبر المنصات والبيانات الإعلامية.
عدة دوائر سياسية في مصر اتفاق على أن شيخ الأزهر لم يقصد دعم موقف اللاعب أبوتريكة المحسوب على جماعة الإخوان والمدرج على قوائم الإرهاب في مصر، غير أن اهتمام المؤسسة الدينية بالمسائل التي تثار في المنصات والتفاعل مع قضايا مثيرة تزامنَا مع محاولة قطر التخفيف من حدة الاعتراضات التي تواجهها بسبب تأكيدها على أنها قادرة على حماية حقوق المثليين أثناء استضافة منافسات كأس العالم.
*Dec 20, 2021
ممارسة ضغوط على السعودية إزاء الكثير من "التابوهات" قد تنتهي بنتائج عكسية خصوصا وأن هناك العديد من القوى غير راضية على المسار الإصلاحي الذي تحقق.
تابوهات يستحيل كسرها
مفتي السعودية ورئيس هيئة العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ موقف المملكة الثابت تجاه تحفظها على نص قرار للأمم المتحدة حول الديمقراطية بسبب ما تضمنه من مصطلحات عن “الهوية والميول الجنسية غير المتفق عليها” والتي “تتعارض مع الهوية العربية والإسلامية التاريخية”.
فالديمقراطية لا تستوجب من أحد أن يسأل عن الهوية الجنسية لمن يمارس التصويت، ولا علاقة لهذا الموضوع إطلاقا بمفهوم الديمقراطية ومعانيها، ولكن مع الأسف لم نجد استجابة منطقية لمحاولاتنا حول هذا الموضوع”.
حد معاقبة الأشخاص المثليين بالإعدام، وإن كانت معظم دول المنطقة تتحاشى هذا الإجراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق