الاثنين، 20 ديسمبر 2021

لماذا لا ينتج العرب المعرفة؟ *********




 فرقاً كبيراً بين العلم والمعرفة

 فالعلم عبارةٌ عن مفاهيم وقوانين متسلسلة ومترابطة مع بعضها البعض، وتنشأ هذه المفاهيم من التجارب، أو الملاحظات، ويمكن القول إنه يتَّسم بالتنظيم، ويأتي عبر البحث والتفكير.

أما المعرفة فأشمل من العلم؛ إذ تضم مختلف العلوم والمجالات والمعلومات التي يتوصَّل إليها الفرد عبر تجاربه الحياتية.

المعرفة بالتذكر وليس بالتعلم

« إننا نؤكد بكل يقين أننا نكتسب المعرفة قبل الولادة.. وإذا فقدنا هذه المعرفة عند الولادة، واذا استعدنا ما فقدناه، يمكن ان نسمى هذا تذكرا.. فإن الذين يقال عنهم إنهم يتعلمون هم يتذكرون فقط، ويكون العلم تذكرا».

Jul 3, 2020
صناعة المعرفة

المعلوماتي شخص يملك الكثير من المعلومات في شتى المعارف، قد يعتاد قراءة أمهات الكتب ويستخدم محركات البحث، ليزيد من رصيده المعلوماتي لا المعرفي ليتاح له الحضور في المنتديات والمجالس الخاصة متحدثًا ماهرًا وقادرًا على صناعة محتوى إنشائي يجعله محط أنظار الآخرين وإعجابهم وتقديرهم.

وهنا يأتي السؤال: هل هذا وأمثاله يمنكهم صناعة معرفة رصينة أو يمكن اختزالها في ذواتهم ومناشطهم؟

فالمعلوماتيون في عصرنا الحاضر في سوادهم الأعظم لا يتعاطون المعرفة كفكرة مكتملة، الأصل فيها المعلومة كونها اللبنة الأولى، فضلًا عن إنتاجها، فالمعرفة إذا جاز التعبير والتعريف هي القدرة على الوصول إلى أفكار إبداعية من خلال المعلومات المتوفرة أو التي يمكن توفرها بالبحث والرصد والقياس.

إذًا المعرفة غاية والمعلومة هي إحدى تلك الطرق والوسائل التي تبلغ بها تلك الرتبة من التجلي والإبداع،كون المعرفة إحدى وسائل التميز والتمايز بين البشر والعصور ومختلف الحضارات.

سيره من خلال طرق سريعة كثيرة اللوحات الإرشادية، هذه اللوحات الكثيرة ساهمت في تشتيت انتباهه وهذا يعني تغير بوصلة اتجاهه وتغير وجهته مما يعني خسارة وقت ثمين في البحث عن الطريق الصحيح الذي يوصله إلى وجهته الصحيحة، بعد محاولات فاشلة عديدة ،هدته تجربته إلى التركيز على لوحات محددة، ومن خلالها أصبح يتعرف على خط سيره الصحيح، وهذا ما دعاه إلى تجاهل كثير من اللوحات الإرشادية الأخرى، ما هي النتيجة؟ كان يصل إلى وجهته سريعا ودون فقدانه لبوصلة اتجاهه المحددة وهذا يعني حضوره في الوقت المحدد الذي تتطلبه مهمته الجديدة، يقول جلال أمين: (اكتشفت من خلال هذه التجربة، أن المعرفة ليست مجرد إضافة معلومات جديدة، بل قد تعني حذف بعض المعلومات التي تصبح مع الزمن عبئًا على الذاكرة والعقل وطرائق التفكير للوصول إلى مرافئ الإبداع).

وهنا يتضح مدى أهمية تبويب معلوماتنا وتصنيفها حسب ما تقتضيه أولوياتنا البحثية لصناعة معرفة تصنع الفارق لنا ولعصرنا الذي نعيش فيه، وهذا ما أسميه بالتجديد الذي يسهم في إزاحة العقل إلى مناطق جديدة أكثر رحابة وسماحة تعطيه الفرصة للتجلي والحضور والظهور.

العلم يتجدد والمعلومات تبقى ثابتة متاحة في محركات البحث وأمهات الكتب، وهذا ينطبق على المثقف المعلوماتي الذي يحفظ ويحفظ ويباهي بحفظه، لكنه يظل في النهاية مخزنًا معلوماتياً إن أسعفته ذاكرته بإبقاء هذه المعلومات فتظل تحتل مساحة كبيرة في ذلك العقل، وهذه المساحة مهما كبرت فإنها تتعود على الحفظ والأخيرة لا تعني أكثر من حضور معلومة في لحظة تستدعيها حاجة عابرة، وهذا ما يفسر قول هيكل الذي نقله المفكر المصري عبدالوهاب المسيري في أحد كتبه عندما قال: النسيان وليس التذكر هو من يصنع المثقف، وهذه تعني أن المعلومة للمثقف وغيره إن لم توضع في سياق عملياتي يفضي إلى معرفة وعلم فإنها تظل معلومة إنشائية لا تصنع ميزة ولا توصل إلى هدف.

في هذا الزمن تتزايد المعلومات ونستقبلها من كل حدب وصوب، ومصادرها أصبحت وفيرة ومتعددة ،في المقابل ساهم هذا التدفق المعلوماتي الغزير في انكماش مستوى المعرفة وصناعها ،وهذا ما يفسر الإنشائية كصفة سائدة عند الأغلبية العظمى من المحسوبين على الفعل الثقافي كون صناعة المعرفة تحتاج عقلًا نابهًا متخلصًا من متلازمات الحفظ وإعادة التدوير ومسائل التكرار والتقليد وهذا لن يتأتى إلا من خلال إعادة تحرير هذه المعلومات وقبلها العقل وتوظيفها في مسارات معرفية تصنع أفكارًا إبداعية تحسب للمثقف وتضعه في مستوى المفكرين صناع الفكر والمعرفة.

*
المناهج الدراسية بين السياسة والأيديولوجيا والمعرفة

  تغيير المناهج بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وبعد الثورات العربية في عدد من الدول كسوريا ومصر واليمن والسودان وغيرها. وهذا الملف يثير السؤال عن العلاقة بين المناهج الدراسية ومتطلبات التعليم والمعرفة من جهة، وتفاعلات كل من السياسة والأيديولوجيا من جهة أخرى، وعن أثر نظام الحكم والتغيرات السياسية في المناهج الدراسية.

صيغة التدخل السياسي أو التدخل الأيديولوجي (قومي، أو إسلامي حركي، أو علماني).

Mar 24, 2021

*

لماذا لا ينتج العرب المعرفة؟

لماذا لا ننتج نظريّات خالصة في علم النفس، وعلم الاجتماع، والفلسفة، والنقد الأدبي، والفيزياء النظرية، وفلسفة الاقتصاد، والعلوم الطبيّة، والقانون الجنائي ..(…)؟ ولا نسمع بمنظّرين عرب “محدثين” في علم النفس مثل فرويد ويونغ، وفي علم الاجتماع مثل دوركايم وماركس، وفي الفلسفة مثل هيجل ونيتشه، وفي الفيزياء النظرية مثل نيوتن وآينشتاين، وهكذا في أغلب العلوم والمعارف والفنون؟ هل العقل العربي عاجز عن إنتاج المعرفة؟ وهل هناك عقل عربي وعقل غربي؟

نطبّقها على مدوّناتنا وواقعنا مع ما في ذلك من مزالق منهجية ومفارقات تاريخية وثقافية؟ 

إنتاج المعرفة تحديدا هو ابتكار النظريّات والمناهج العلمية، وتأسيس المدارس والاتجاهات الفلسفية والنظرية عموما التي تفهم الواقع والتاريخ والطبيعة والإنسان وتستخرج قوانين هذه الكليّات وتفسّرها، وتضع المعرفة شرطا وجوديا ومنهجيا للوعي بالخطابات والمنظومات الشاملة.

لم ننتج الفلسفات التحليلية ولا التأويلية، ولم نبتكر السيميائيات والبنوية والنظرية النسبية وميكانيكا الكم، لكننا فهمناها فهما مداره التأويل ثم أعملناها في واقعنا بتواشيح مختلفة.

نسبة الفكر إلى العرب لا يكون إلا مجازا، وفي حالة الحقيقة يكون بنسبته إلى أفراد الباحثين العرب لا إلى الثقافة العربية،

الفكر الذي نشأ في العصر الحديث هو فكر إسلامي وليس عربيا، فالباعث المنهجي على صدور هذا الفكر هو الدعوة الإسلامية وقيمها والقضايا المنهجية والإشكالية التي أنتجتها، والمدارس والاتجاهات القديمة والحديثة يدور أكثرها حول هذه الأصول، فالفرق الكلامية سمّيت كذلك؛ لأن كل واحدة منها تعصّبت (بتعبير العقائديين) لعقيدة إسلامية كتكفير مرتكب الكبيرة (الخوارج)، والمنزلة بين المنزلتيْن (المعتزلة)…


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق