بدافع غريزي يحافظ فيه على بقائه. أما الإنسان فيمارسها كنوع من المتعة
، فقد وفّرت له الحضارة إمكانية الذهاب إلى الدكان، لشراء ما يريد، من دون حتى أن يضطر لمشاهدة عملية تحويل الكائنات الأخرى إلى طعام له. إذا فهو يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي، ويشبع جميع غرائزه، من دون أن يضطرّ لممارسة العمليات التي تؤذي مشاعره. والميزة الثانية أنّ هذا السلوك (التعذيب) تمارسه جميع الحيوانات اللاحمة من دون استثناء، كونه كما سبق القول، فعلاً غريزياً هدفه الحفاظ على البقاء.
حيث تمارس عمليات التعذيب سرّاً من أجل كسر إرادة الضحية، والحصول على معلومة ما منها تحت الضغط. لكن في حال تسرّبت معلوماتٌ عن ممارسة التعذيب إلى الإعلام، فسيشكّل ذلك فضيحةً مدوية، وتهوي بسببها رؤوس. أما عندنا فالتعذيب سياسة رسمية لا تخفيها السلطة عن الرأي العام، ولا تخشى أن يتأثر بها سلباً، لا بل قد يكون التعذيب مصدراً للفكاهة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق