قريب من مقالات الالهاء
أدركت الأنظمة الحاكمة، منذ ثمانينيات القرن الماضي، أن لا شيء يمكنه مساعدتها على التسلّط والاستيلاء الأبدي على الحكم أكثر من جعل شعوبها غارقةً في تفاصيل غيبية، تلهيها عن التفكير بشؤون السياسة والمجتمع، فجنّدت لهذا كل طاقاتها الإعلامية والمالية، استخدمت كل التقنيات الحديثة ذلك الوقت لتكريس التفاهة المجتمعية، فلا عجب إن كنت تجد لدى مشاهدتك الفضائيات، التي تبثّ عبر الأقمار الصناعية، محطّة للفن الهابط والتافه (كان وقتها بداية ظهور الفيديو كليب، حيث كان الهدف جذب المشاهد إلى ما يظهر من جسد المغنية ذات الموهبة المعدومة أو المؤدّيات في الفيديو كليب). وتليها محطة دينية تروّج أفكارا غيبية، وتشتغل على بثّ الكراهية بكل أشكالها، وتُشغل متابعيها بشؤونٍ ليست من جوهر الدين، وتركت لمجموعة من المشعوذين والدجّالين، يظهرون ليل نهار على الفضائيات، أن يتدخّلوا حتى في تفاصيل الحياة الزوجية والمعيشة في داخل البيوت، باسم الحرص على الدين وقيم المجتمع. وكان هذا كله يتم تحت اسم "الصحوة الإسلامية" التي غيّرت وجه المجتمعات العربية، وكان الدين ركنا رئيسيا فيها، ولكن بوصفه عبادة وعلاقة خاصة مع الله، لا بوصف الحياة جزءا منه، ولا بوصفه المسيّر لشؤون الناس وحياتها وتفاصيل يومياتها.
*Dec 6, 2021
الذين يعانون من رهاب المسؤولية يميلون إلى الاتكال على الآخرين وتحميلهم مسؤولياتهم، ثم لومهم في حال ساءت الأمور
ويعتبر الخوف من تحمل المسؤولية الوجه الآخر للخوف من تفويض المسؤولية، وهو الشعور دائما بأن عليك القيام بكل شيء دون أن يكون لك القدرة على التحكم في ذلك.
بعض الناس يخافون من عدم تقدير الآخرين لجهودهم أو فقدان تعاطفهم أو خسارة شعبيتهم
الخوف من ارتكاب الخطأ
الخوف من عدم تلبية التوقعات
غالبا ما تكون هذه التوقعات مجرد أوهام لا تستند إلى معايير أو تقييمات خارجية سلبية.
تجنب الأحكام السلبية
الخوف من فقدان السيطرة
يخاف البعض من عدم تقدير الآخرين لجهودهم، أو فقدان تعاطفهم، أو خسارة شعبيتهم.
لمصابين بهذا الرهاب يتجاوبون مع العلاج النفسي، فإنه لا وجود لحل سحري لأي نوع من الاضطرابات النفسية. ويشمل الدعم النفسي تقنيات مثل اليقظة أو التعرض التدريجي أو إعادة الهيكلة المعرفية.
*
سفاسف الأمور هي الأمور التافهة الحقيرة التي لا يصح أن يضيّع فيها عاقل وقته، مقبلا عليها ومنشغلا بها، ناسيا أن الحياة هكذا تتجاوزه إلى غيره، ممن لا يبالون بمثلها ولا يقيمون لها من الأصل وزنًا، وهذا هو الوضع المستقيم..
قد يظن موهوم أن الحياة تغيرت للأسوأ وحسب، وصارت ملكا للتافهين والحقراء وحدهم، ومن ثم فالاهتمام بهم، وبتفاهتهم وحقارتهم، يجعل صاحبه في أول الصفوف؛ لأنه يكون قرأ واقعه قراءة صحيحة هكذا، وصار ابن زمانه بالمضبوط، ولن يعيبه على ما فعله أحد؛ لأن الناس أبناء أزمانهم أيضا، ولا ريب في أنهم سيسيرون مع الرائجة كما سار..
مهتم بالتفاهة والحقارة؛ فسيخلق جمهورا من المهتمين بهما، سيفتح بابا واسعا لولوج سفاسف الأمور، ويغلق أبوابا في أوجه الجدية والإحكام والرفعة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق