Jun 24, 2020
تتكشّف فصول طريق الوصول إلى هذا الهدف الواحد بعد الآخر من خلال تحويل غزّة إلى سجن في الهواء الطلق لمئات آلاف الفلسطينيين من جهة وتحوّل صواريخ “حماس” إلى الوجه الذي تقدّم به القضيّة الفلسطينية نفسها، وهي قضية شعب مظلوم يطالب بحقوقه، من جهة أخرى.
حققت “حماس” نجاحا منقطع النظير بتقديمها الخدمة الأهمّ لإسرائيل، أي تحويل الجلّاد إلى ضحيّة والضحية، التي هي الشعب الفلسطيني، إلى جلّاد. الأهمّ من ذلك كلّه أنّها كرّست الانقسام الفلسطيني كاشفة في الوقت ذاته العجز الفلسطيني عن إدارة دولة بطريقة حضارية متصالحة مع نفسها ومحيطها.
في مثل هذه الأّيّام من العام 2007، سيطرت حركة “حماس” على قطاع غزّة. كرّست بالحديد والنار وضعا فلسطينيا جديدا لا علاقة له بالماضي. الأهمّ من ذلك كلّه أن سيطرة “حماس” على القطاع كشفت حقيقة ما يتطلّع إليه تنظيم مثل تنظيم الإخوان المسلمين يمتلك شبقا ليس بعده شبق إلى ممارسة السلطة
كان يوم سيطرة “حماس” على غزّة بوحشية ليس بعدها وحشية شملت إلقاء أعضاء في “فتح” من سطوح البنايات، بداية النهاية لمنظمة التحرير الفلسطينية. باتت المنظمة التي فاوضت من أجل الوصول إلى اتفاق أوسلو، بحسناته الكثيرة وسيئاته الكثيرة أيضا، في حيرة من أمرها. فقدت أي قدرة على المبادرة وعلى أن تكون مرجعية السلطة الوطنية الفلسطينية التي لم يبق منها شيء يذكر.
لا يمكن تجاهل الأطماع الإسرائيلية في الضفة الغربية ولا يمكن المرور مرور الكرام على عقم السلطة الوطنية الفلسطينية التي قيّدت نفسها بدور أمني لا تستطيع التملّص منه. لكنّ الثابت أن “حماس” لعبت الدور المطلوب منها لإيصال الوضع الفلسطيني إلى ما وصل إليه.
*
يشير المسؤولون إلى تعقيدات تتعلق بحجم ما يمكن جمعه من تعهدات دولية في ظل تداعيات جائحة كورونا والاعتبارات السياسية المرتبطة بالانقسام الفلسطيني والخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية.
ترفض الأطراف الدولية أي تعامل مباشر مع حركة حماس التي تم تصنيفها منظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فيما هددت الفصائل الفلسطينية مرارا بتفجير الأوضاع الميدانية في قطاع غزة في حال استمرار "المماطلة" في ملف إعادة الإعمار.
كانت مصر رعت اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لإنهاء جولة قتال هي الأعنف منذ سنوات، وبدأت في العاشر من مايو الماضي وتواصلت إلى الحادي والعشرين من الشهر ذاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق