ما جدوى العمل والكدح
قد انعدمت البركة حتى فى الزمن
أثبت للجهلاء الذين يشكون من الفراغ والملل بعد التقاعد أن التقاعد هو أجمل نعمة أنعم الله بها على عباده الصالحين.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون!.
2020/01/05 من جريدة الشروق اليوم الجزائر
لم نستطع إقناع أنفسنا بأن مشكلتنا ليست لا مع السياسة ولا مع البترول والغاز ولا مع الثروات الطبيعية، ولا مع القدرة على جلد الذات ونقد الآخرين والإبداع في ذلك، إنما هي بالأساس مع العمل، وبالتحديد مع رفضنا لاعتبار العمل هو جوهر الوجود… وأن هذه المعضلة هي التي جعلت من بعضنا يريد الثروة بلا جهد فيلجأ إلى الاختلاس، والشهادة بلا دراسة فيلجأ إلى الغش، والمكانة الاجتماعية بلا تضحية فيلجأ إلى المناورة والخداع…
هكذا لم يعد السؤال الأساسي المطروح بالنسبة لنا: ما المطلوب عمله من هذا أو ذاك وما الذي يستطيع القيام به وماذا سيفعل في المستقبل، إنما مَن يكون وكيف كان ولو قبل عقود من الزمن… وتبعا لذلك لم تعد المقارنة أبدا هي بين مَن يعمل ومَن لا يعمل، إنما بين ما كان عليه هذا أو ذاك في الماضي وما يكونه اليوم وأحيانا نتجرأ بالتنبؤ بما سيكون عليه في المستقبل…عكس اتجاه معادلة البناء الحضاري التي كانت أساس رقي الشعوب وازدهارها… القائمة على قاعدة ذهبية عنوانها “اعملوا”
لذا فإنه علينا تجاوز هذه الحالة المَرَضية التي أصبحت تسكن غالبيتنا، وأن ننتقل من موقع السائل عمَّن يكون الناس، إلى موقع السائل مَن يكون هو، وما الذي يقوم به الآن، وما الذي يستطيع عمله ولم يعمله بغض النظر عن السياسة والسياسيين والحكومة ووزرائها…!!
إننا بحق، في حاجة اليوم إلى أن نعمل قبل أن نسأل عن الآخرين إذا كانوا يعملون أو لا يعملون.
لو طرح كل مِنّا عن نفسه هذا السؤال، وشرع في العمل الإيجابي في أي ميدان كان لَما وجد المسؤول في أي مرتبة كان مع مَن يختلس، ولا كيف يُزوّر، ولا لِمن يبيع سلعته المغشوشة إن كانت مادية أو سياسية أو معنوية…
ليطرح كل منا على نفسه سؤال العمل… وسيكتشف بحق مَن يكون وكيف سيكون ولن يلتفت إلا قليلا لغيره يبحث فيما كانوا عليه، لعلّه يجد تفسيرا خاطئا لحقيقة الفشل…
*Dec 22, 2021
أين أعمل
فإذا كنت شخصاً بلا مؤهلات ولا كفاءة ولا أدوات تساعدك على العمل فلا يجب أن تسأل كثيراً «أين أعمل؟» في بداية حياتك العملية، إذ المهم هو أن تجد عملاً وتتعلم فيه وتكتسب الخبرة اللازمة للانتقال إلى غيره في المستقبل.
ليس من المعيب أن ينتقل الإنسان من عمل إلى آخر أو من شريك حياة إلى آخر. ولكن يجب أن ندرك أن هذا الانتقال لا يمكن أن يكون سريعاً، لأن المطلوب هو الجدية والصبر سواء في العمل أو في الزواج.
يخرج الإنسان منها إلى العمل ليطبق ما يراه في بيته منذ صغره في كنف عائلة متسلطة لا احترام فيها لرأي. وفي النهاية نطلب بكل استخفاف من هذه البيئة أن تخرج لنا عظماء ومبدعين. لقد كان الإبداع في الماضي تمرداً على المجتمع ولهذا تم تكفير مبدعين وفلاسفة وعلماء أو حتى قتلهم في المشرق أو في الغرب.
البيئة التي تنظر للإبداع على أنه تمرد هي أردى البيئات البشرية، والبيئة التي لا تحترم الاختلاف نهايتها الخراب، والبيئة التي لا تجعل سعادة كل من بداخلها هي الأولوية هي جحيم يومي، والنظام الذي يبارك كل هذا سينساه التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق