أستاذ علم اجتماع تطالب بنشر ثقافة عدم الإنجاب د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع
Jan 14, 2021
لا يتردّد العديد من الآباء والأمهات في التعبير عن مشاعر ندمهم على إنجاب الأطفال، محملين أبناءهم أعباء تضحياتهم من أجلهم وتعبهم في سبيل تربيتهم. ويرون أنهم ضحوا كثيرا في سبيل أشخاص لا يستحقون ذلك، وغير قادرين على الوفاء بالدّين لهم مهما فعلوا، مما يتسبب في إحباطهم ويعرضهم إلى اضطرابات نفسية تؤثر على مسار حياتهم.
يرى آباء وأمهات كثر أن تربية طفل تعني 1 في المئة من السعادة و99 في المئة من القلق، كما يرون أن تربية الأطفال مشقة بالغة تستنزف طاقاتهم وشبابهم وصحتهم. ولا يخفي الكثيرون منهم نقمتهم على إنجاب الأبناء وخاصة إذا كانوا كثر، حيث أنهم يصبحون مصدر ضغط لهم. وفي المقابل يحبط التعبير عن هذه المشاعر الأبناء ويجعلهم في دوامة من الشك فيما يتعلق بصدق مشاعرهم نحوهم.
أكد خبراء التربية أن إنجاب الأبناء هو اختيار من الوالدين، فهما ملزمان بالتكفل بتربية أبنائهم ورعايتهم وعدم انتظار أي مقابل منهم.
يجب ألا تكون العلاقة مبنية على خلق شعور لدى الطفل بأنه مدين لوالديه مما قد يسبب له الإحباط في مرحلة ما من مراحل حياته.
الأولياء أن يتخلصوا من تمرير حالات التشاؤم والغضب والسخط على المحيط والمجتمع إلى أطفالهم، وألا يشعروهم بأنهم عبء وحمل ثقيل عليهم.
العلاقة بين الأولياء والأطفال يجب ألا تكون علاقة هيمنة وتسلّط،
الأولياء لا يختارون أطفالهم ولا الأطفال يختارون أولياءهم، فإن العلاقة بينهم صعبة ومعقّدة ويجب أن تكون سلسلة ومبنية على النقاش والتحاور لا على إرث قديم يعمق الهوة بين الأجيال بل وينشئ صراعات بينها.
كل طفل هو مشروع بالضرورة بالنسبة إلى الأولياء ويجب أن يكون من أولياتهم وألا يتعاملوا معه على أنه مدين لهم بكل ما يفعلونه من أجله، مبينا أن نشأة الطفل في مناخ متشنّج يتسم بانعدام الحوار والكثير من الجهل بتربية الأطفال يعدّ كارثة مجتمعية.
الأمهات يعجزن عن التعبير عن مشاعر الندم، لكنهن أصبحن يجدن مؤخرا متنفسا للتعبير عن هذه المشاعر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
صعوبة الاعتراف بمشاعر الندم لأنها تتعارض مع القوالب الاجتماعية التي تمنح الأمومة قدسية ومكانة عالية داخل المجتمع.
الناس في هذه الأيام يعتبرون الإنجاب استثمارا لأنهم يتخلون في المقابل عن أجزاء من حياتهم الشخصية والمهنية.
أحيانا يضحي الآباء بالكثير من أجل أطفالهم، ما يجعلني أتساءل عما إذا كان الآباء هم من يحتاجون للأطفال وليس العكس. لكن الاستثمار يعني عادة توقُّع شيء ما في المقابل، وربما إذا لم يكن هناك أي عائد، يبدأ العداء في الظهور، خيبة الأمل هنا تكون المحرك الأساسي”.
أحيانا يستمر اكتئاب ما بعد الولادة مع الأم حتى مرحلة زمنية متقدمة أو قد يستمر إلى الأبد، مبينا أن بعض الأمهات يستمر معهنّ الشعور بالكراهية والنفور من فلذات أكبادهن، إما بسبب المسؤولية الملقاة على عاتقهن والالتزام والتقيد، وإما بسبب تغير نمط حياتهنّ وأجسادهن وشكلهن وغير ذلك من الأسباب.
كره الأهل لأولادهم يخلق لديهم انعدام الثقة بالنفس ومشكلات في مواجهة المجتمع وشعورا بالفشل في الحياة عموما، فيصبحون عدائيين ومتشائمين وغير راغبين في الحياة وقد يميلون إلى الانتحار.
*Nov 27, 2021
لعنة الرأسمالية.. هل بات إنجاب الأطفال يخضع لقواعد السوق؟
Jan 27, 2021
وقالت الدراسة إن نسبة السعادة بعد الإنجاب تكون أعلى عند الأزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و49 عاما، مقارنة بالمتزوجين في عمر الـ23 والـ34 عاما، وهم الذين تقل لديهم نسبة السعادة بعد سنة أو إثنتين من إنجابهم للأطفال، أما من أنجبوا في عمر ما بين 18 و22 فهم الأقل سعادة على الإطلاق.
لمدة سنة ومعرفة توحم وتغير الهرموني النفسي في فترة الحمل
بتكوين الأسرة في سن متأخرة من أجل المزيد من السعادة، منبهين إلى أن الزوجين الأكبر سنا والأكثر تعليما، يتحملان مسؤولية الإنجاب بنسبة أكبر من الأزواج الأقل تعليما والأصغر سنا، ولهذا السبب أصبح الناس يفضلون الإنجاب في سن متأخرة.
. وتحتاج المرأة إلى فترة راحة بعد الولادة، الأمر الذي يجعلها أقل إقبالا على العلاقة الجنسية مع الزوج الذي يفسر الأمر على أنه رفض له.
الأفضل نفسيا أن يؤجل الزوجان الحمل قليلا، رغبة في المزيد من التآلف ورفع الكلفة وزيادة الحب والوئام بينهما، خاصة لو كانت فترة الخطبة قصيرة ولم يكن هناك مجال للتعارف والتقارب بينهما.
المختصون “أن يصبح المرء أبا هو أمر غالبا ما يجلب سعادة غامرة، ولكن هذا ليس دائما، فالأبوة تنطوي على تحديات وتوتر، ويمكن أن تسبب الاكتئاب لبعض الأشخاص”، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة “لوند” بالسويد أن الاكتئاب الذي يصيب الرجال في فترة ما بعد الولادة، أكثر شيوعا بين الذين لا يشعرون بالثقة في علاقاتهم بشريكات حياتهم.
يصيب الاكتئاب ما يتراوح بين 1 و12 في المئة من الأمهات الجدد و8 في المئة، على الأقل، من الآباء الجدد. وتزيد هذه الأرقام عند النظر إلى أعراض الاكتئاب، حيث يتعرض واحد من بين كل خمسة آباء جدد إلى أعراض مزعجة.
وغالبا ما تكون لدى الآباء الذين يصابون بالاكتئاب وجهة نظر سلبية عن أنفسهم، وهم يشعرون بالقلق خشية أن يتسموا بعدم الكفاية في علاقاتهم الحميمية، وهو خوف ناشئ عن خبرات مروا بها مع والديهم أثناء فترة الطفولة.
“أن تكون لدى المرء وجهة نظر سلبية عن نفسه وعن سماته وقدراته، بينما يُقدر الآخرين بشدة، أمر غالبا ما يؤدي إلى قلق مزمن بشأن كونه غير جيد بما يكفي وبشأن أن يكون مخيبا لآمال الآخرين، ومن المحتمل خسارتهم”.
تدني الاحترام الذاتي في العلاقات الحميمية التي أثارت الاكتئاب. هل هو سؤال يتعلق بصعوبات العلاقة بشكل عام أو بالتوتر كون المرء غير جيد بما يكفي كأب؟ وتبين أن الإجابة الثانية هي الصحيحة.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق