Jun 28, 2020
فراس السوَّاح
أن «الطقس» هو ما يميز «الدين» عن الأنساق الفلسفية
فإذا كان الدين يتشكل في بنيته الأساس، من المعتقد والأسطورة، إلى جانب الطقوس، فهذه الأخيرة هي ما يضمن استمراره. فالطقس هو الذي يضمن حياة «المعتقد»، حيث «يضع الإنسان في علاقة مباشرة مع العوالم القدسية التي رسمت صورتها الذهنية فيه
وكذلك هو الذي يضمن حيوية «الأساطير» التي تمثل الجانب السردي للدين؛ حيث أن «الطقوس» تعد «تحيينًا» لعدد من «الأساطير»، خصوصًا أساطير النشأة التي تُحيَّن في طقس العيد، كما يرى إلياد
فلا يمكن أن يكون فهمنا لدين ما متماسكًا دون تكوين معرفة خصبة بطقوسه/شعائره، وعلاقتها بمعتقده/نظامه العقدي، وأساطيره/بنيته السردية، ومدى قدرة هذه الطقوس على «تجديد الإيمان» و«إعادة تأسيس العالم» كتجربتين محايثتين للتدين.
فلا زال النظام الشعائري الإسلامي صاحب النصيب الأقل تمامًا في الدرس لو قارناه بمحاولات درس القرآن أو السنة النبوية أو الفقه الإسلامي أو السياسة الإسلامية، سواء كان هذا داخل الكتابات الاستشراقية أو الكتابات العربية المعاصرة حداثية كانت أو تقليدية.
فهذه الكتابات لا تولي النظام الشعائري الإسلامي اهتمامًا مناسبًا، ولا تحاول فهم العلاقات التي تربطه بالنظام العقدي الإسلامي أو بنظامه السردي، ولا تحاول استخدامه كمدخل لتكوين فهم أدق للإسلام.
ضآلة الاهتمام بالشعائر الإسلامية ومحاولة فهمها -خصوصًا إذا ما قورن بالاهتمام الكبير المولى للقرآن والفقه والسيرة والتاريخ
تعليل العبادات وأسرار الشعائر هو مبحث من مباحث مقاصد الشريعة
كتابه «الدين والتدين» ياسين في مقاربته هذه يستبعد كون الشعائر جزءًا من نواة الدين من الأساس، ويتجاهل كل الوظائف التي تؤديها الطقوس في بنية الدين ومدى ارتباطها بجانبيه العقدي والسردي ومدى حيويتها للإيمان كتجربة كلية وللعيش في عالم له معنى، فيقصر هذه النواة على الله والأخلاق الكلية، ليضع الشعائر مع التشريعات في الجانب التاريخي الاجتماعي كـ «خيارات تشريعية وطقوسية» بتعتبيره، غير مرتبطة ببنية الدين في ذاته
هذا التغييب لأهمية الشعائر في بنية الدين وحصر النظر إليها من حيث قدرتها الضبطية
*
إمكانية رقمنة الشعائر الدينية في المستقبل.
مبادرة “الحجر الأسود الافتراضي”، حيث يصبح بالإمكان لمس الحجر افتراضيًا عبر تقنية الواقع الافتراضي بعد أن تعذر الوصول إليه بسبب الإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس كورونا، جدلا واسعا على تويتر في السعودية.
وظهر السديس وهو يرتدي النظارات الخاصة بتلك التقنية، ويحرك يديه كما لو أنه يلمس الحجر الأسود.
استخدام الواقع الافتراضي (VR) والتجارب الرقمية التي تشير إلى محاكاة الواقع الحقيقي”، لافتا إلى أن “الحرمين الشريفين يمتلكان مكانة دينية وتاريخية عظيمة، يجب العمل على رقمنتها وإيصالها للجميع”.
وتحاول السعودية في السنوات الأخيرة تنويع اقتصادها وتقديم نفسها قوةَ ترفيه، ورغم تخفيف المظاهر الدينية في السعودية المحافظة مازال البلد يقدم نفسه قائدًا للعالم الإسلامي.
ويذكر أن العبادات والشعائر الدينية تأثرت كثيرا بالإجراءات التي اتخذت للحد من تفشي وباء كورونا، لأنها تقوم في معظمها على مبدأ المشاركة. وإثر إعادة فتح المساجد في العالم بالتدريج بدأت تُطرح أسئلة حول مستقبل الصلاة الجماعية، وهي من الشعائر الأساسية في الإسلام.
ويحاول المواظبون على الصلاة إيجاد حلول رقمية لعدم الانقطاع عنها. لكنّ الآراء الفقهية خلصت في النهاية إلى عدم جواز الصلاة خلف تلفزيون أو مذياع، بحسب فتاوى مرجعيات دينية، فما بالك بالحج والعمرة.
تكهن معلقون بأن المبادرة تشبه فكرة “ميتافيرس” التي تخص إنشاء تجربة افتراضية تشبه الواقع. وتساءل البعض عن إمكانية إنشاء “كعبة افتراضية” أيضا، وأداء مناسك الحج والعمرة من المنزل في المستقبل بواسطة الواقع الافتراضي.
السعودية تطلق مبادرة تسمح بلمس #الحجر_الأسود افتراضيًا… قريبًا رجم إبليس بالليزر!
شركة فيسبوك من خلال هذه التجربة إلى مغازلة المصلين والمؤمنين، إذ تعُدّهم عينة حيوية يمكن أن توفر أرضية خصبة للاستثمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق