الجمعة، 24 ديسمبر 2021

معنى الحياة في عصر الذكاء الاصطناعي

Feb 3, 2020

وفي عصر اندمجت فيه علوم الطب والوراثة والأحياء بتكنولوجيا المعلومات، تتناسل الأسئلة العلمية والفلسفية التي تبحث إعادة تعريف الإنسان والحياة، كما ترتفع الأصوات التي تنادي بضرورة إعادة النظر في مناطق التماس بين العلوم والمبادئ الأخلاقية، ووضع تصورات ومعايير علمية جديدة لا تتعارض مع مستقبل الإنسان وتطوره، ما دامت قادرة على رسم ملامح تفكيره وقراءة مستقبله الصحي وطفراته الوراثية والأمراض النادرة التي قد تهدده.

 "انعكاس التأثيرات علينا نتيجة التطورات الرقمية والطفرة الوراثية.. هل تبقى إنسانا أم تصبح أكثر إنسانية؟".

 وكيف ستغير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نظرة الإنسان للعلوم، بعد توظيفها في تفكيك كثير من الألغاز التي حيرت العلم.

الذكاء الاصطناعي والطبيثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب آمالا كبيرة في تحسين خدمات العلاج، من خلال برمجة أجهزة الحاسوب على محاكاة الذكاء البشري والتعلم الآلي، حيث يعمل العلماء على تطوير خوارزميات تساعدهم في اتخاذ قرارات متعلقة بعلاج السرطان مثلا.

*

دعوة إلى حوار يؤسس لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي


نحن نقف عند فجر حقبة جديدة، تعمل فيها الثورة التكنولوجية على تغيير حياتنا بسرعة هائلة، الذكاء الاصطناعي هو الحدود الجديدة فيها للإنسانية، الأمر الذي رافقه تبدّل كبير في الطرق التي نعمل وفقها ونتعلم من خلالها، وحتى تلك التي نتشارك فيها العيش سوية.

ويمر الذكاء الاصطناعي بنمو هائل، من خلال تطبيقات يتزايد عددها في مختلف القطاعات، بما في ذلك الأمن والبيئة والبحث والتعليم والصحة والثقافة والتجارة.
وبمجرد عبور هذه الحدود، سينقلنا الذكاء الاصطناعي إلى شكل جديد من أشكال الحضارة الإنسانية، قد لا يحسم الجدل الدائر فيها حول قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستقلالية، وأن يصبح قائما بذاته، أو أن يحل مكان الذكاء البشري. رغم ذلك علينا جميعا أن نتأكد من تطور التكنولوجيا الجديدة وفق نهج إنساني، قائم على معايير أخلاقية نبيلة وعلى احترام حقوق الإنسان.
 فثورة الذكاء الاصطناعي لم تفتح فقط آفاقا جديدة ومثيرة، لكنها جلبت معها أيضا اضطرابا أنثروبولوجيا واجتماعيا يتطلب دراسة متأنية.
طالت التحولات الناجمة عن الثورة التكنولوجية، مختلف آليات التعليم، حيث يجري من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي تطوير تلك الآليات، ولن تبقى أدوات التعليم والطريقة التي نتعلم بها ونكتسب من خلالها المعرفة أو ندرب بها المعلمين، هي نفسها بعد اليوم، حيث يصبح اكتساب المهارات الرقمية جزءا لا يتجزأ من صميم البرامج التعليمية.
غدت العلوم الإنسانية، مثل التاريخ والفلسفة والأدب، حاسمة في عالم سريع التغير أكثر من أي وقت مضى. حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الثقافة على نطاق واسع. مثال على ذلك الصور المستخدمة لإعادة بناء التراث، وفي تطبيقات عديدة بمجال العلوم، لاسيما في البرامج البيئية.
هذا بالطبع إلى جانب الاتصالات والمعلومات، التي باتت تعتمد بشكل مباشر على التقدّم المحرز في الذكاء الاصطناعي، خاصة في ما يتعلق بحرية التعبير والوصول إلى المعلومات.
رغم أن الذكاء الاصطناعي يشكل مصدرا هاما للتنمية في مجتمعاتنا، إلا أنه يثير أيضا قضايا أخلاقية خلافية كبرى. كيف يمكننا التأكد من أنه لن يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان، من خصوصية وسرية البيانات إلى حرية الاختيار وحرية الضمير؟ وهل يمكن ضمان حرية التصرف، عندما تكون رغباتنا متوقعة وموجهة؟ كيف يمكننا ضمان عدم تكرار الصور النمطية الاجتماعية والثقافية في برامج الذكاء الاصطناعي، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين الجنسين؟ هل يمكن برمجة القيم، وإن أمكن ذلك، فبواسطة من؟ كيف يمكننا ضمان المساءلة عندما تكون القرارات والإجراءات مؤتمتة بالكامل؟ وكيف نتأكد من عدم حرمان أي شخص، أينما كان موقعه في العالم، من فوائد هذه التقنيات؟ كيف يمكننا ضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة شفافة بحيث يكون للمواطنين الذين تتأثر حياتهم به رأي في تطويره؟
وتعد اليونسكو، برسالتها الإنسانية وبُعدها الدولي، وبما تضمه من باحثين وفلاسفة ومبرمجين وواضعي سياسات وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني، المكان الطبيعي للنقاش حول هذه القضايا الأخلاقية.
وتعمل المنظمة على عقد جلسات نقاش حول الذكاء الاصطناعي في العديد من مناطق العالم، تضم طيفا واسعا من الخبراء. وكان النقاش الأول، الذي دار في مراكش بالمغرب، في يناير عام 2018، قد ركز على الذكاء الاصطناعي وأفريقيا.ويمكن أن يؤدي الحوار في النهاية، بموافقة الدول الأعضاء، إلى تحديد المبادئ الأخلاقية الرئيسة الضرورية للسير جانب التطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي.
*

أخطار الذكاء الاصطناعي


يتطور الذكاء الاصطناعي خطوة بخطوة، ولا يعني هذا التقليل من الإنجازات الكبيرة التي خلقها في قطاعي العلوم والتكنولوجيا، لكننا في حاجة إلى إعادة التفكير في صورة جماعية في كيفية فهمنا لتأثير الذكاء الاصطناعي.

نحن بحاجة إلى فهم أفضل لقضية تغيير الذكاء الاصطناعي لمجرى حياتنا اليومية بصورة خفية مثل طريقة كتابتنا (مثل الخوارزميات التنبؤية على غوغل) وكيف نتلقى المعلومات (من خلال الخوارزميات الموجودة على منصات يوتيوب ونتفليكس).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق