مصر الحقيقية غير متاحة في كل الكم الهائل من الضجيج الإعلامي والفني والأدبي.. هناك خديعة مرّت على المصريين قبل أن تمرّ على العرب برمّتهم، فخلف كل هذا الضجيج الإعلامي غيّبت الصورة الحقيقية للبلاد وطبائعها وثقافتها، أمام صورة مزيفة سائدة.
الرياء الديني
انبهاري من مشهد متكرر لرجل يقرأ القرآن بكتاب صغير، ويتوقف مع كل طلب لتقديم العصائر للزبائن في دورة مستمرة لا تحمل غير الرياء والاستعراض المتعجرف.
لا يمكن أن يستفيد هذا الرجل من قراءة لكتاب مقدّس يقطعها عليه الزبائن بشكل مستمرّ، مثلما ليس بمقدوره أن يشعر بالطمأنينة والمتعة اللغوية والمعرفية الكامنة في الآيات الكريمة في متجر ضاج بصوت ماكينة العصر وطلبات المشترين، لكن المفهوم في كلّ ذلك أن فكرة الرياء تتحول عند مثله إلى استعراض ديني متغطرس أمام الآخرين، وإن كان الله غير معني به.
*
الثقافة المصرية
“ظاهرة النيل” الثقافية واصفا إياها بالظاهرة المحورية أو مركز علامات الثقافة المصرية، وذهب إلى مشتقات ملفوظاته كالبحر والنهر والترعة والقناية والفيضان، راصدا أجواء الخرافة الموروثة منذ بواكير الحياة على ضفافه بدءا من عروس النيل التي كانت تتزين ثم تُلقى في النيل قربانًا للإله حابي، ثم تتزوج بالإله في العالم الآخر، ومرورا بحكايا الجنيات والمسحورين، ومقدما كما كبيرا من الحكايات الشعبية المستمدة من النيل، وأثبت وحلّل الكثير من الأمثال الشعبية الجارية على ألسنة المصريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق