الاثنين، 20 ديسمبر 2021

المازوخية *************

 يتناول أكثر من ملياري شخص بالغ الفلفل الحار، ويستمتعون بالأثر اللاذع له في أفواههم، ويمثل ذلك نوعا من الألم اللذيذ، أي تحويل تجربة سلبية عادة إلى تجربة إيجابية.

الفلفل الحار أحد الأمثلة على "المازوخية الحميدة" المفسرة للاستمتاع بتجارب سلبية في البداية يفسرها الدماغ بشكل خاطئ على أنها تهديد.. ذلك الإدراك بأن الجسد قد تم خداعه، وأنه لا يوجد خطر حقيقي، يقود إلى اللذة المستمدة من سلطة "العقل على الجسد"، وهو ما نختبره عند مشاهدة الأفلام العنيفة والحزينة، وهو ما يدفعها لتحطيم أرقام المشاهدات القياسية.

واعتبر الدموع مجرد وسيلة للحفاظ على رطوبة العين.

 الدموع تحفز الترابط الاجتماعي والتواصل الإنساني.

 قد نبكي في الأفلام لأن الأوكسيتوسين في دماغ الإنسان مضبوط بشكل غير كامل، فلا يفرق بين البشر الحقيقيين والصور الوامضة على الشاشة، فكلاهما كاف لدفع الأوكسيتوسين إلى حالة التأهب القصوى ودفع تعاطفنا.

*

«المازوخية» هي قبول الإذلال والتلذذ به

على الصعيد الفردي: هل تؤمن بأن الحب تضحية؟ هل تقدم تنازلات شخصية للآخر بسبب طبيعة العلاقة بينكما أيا كانت؟ هل تعتبر ضرب والدتك محبة، وقسوة والدك خوفا؟ هل تؤمن بأن إساءة مديرك لك محاوله قاسية لتعليمك؟ هل تعتقد وتؤمن أن المدرسة يجب أن تربي قبل أن تعلم؟. إن أجبت بنعم على أحد هذه الأسئلة - على الأقل - فهذا يعني أنك تحمل جانبا من الشخصية المازوخية.

هل ترى أن المجتمع يجب أن يكون بهوية واحدة؟ هل تتخذ قرارك بناء على عدم معارضة التيار والمزاج العام؟، هل يهمك رأي المجتمع بك؟ هل تخاف هجومه؟. إن كانت أجوبتك بنعم على أحدها، فهذا يعني أنك أيضا تحمل جزءا من الشخصية المازوخية.

الصعيد الديني لا يعنينا منه إلا موروثه المنتشر، فهو قائم على أن تستسلم لكل شيء، وتفرض عليك طاعة الجميع، وأن معارضتك أي سبب ما هي إلا من الشيطان!!. لماذا كل هذا الانتقاص لطبيعة البشر؟ لماذا لا نتقبل أنفسنا كبشر نخطئ؟.

التفكير السائد قائم على السيطرة والخنوع، وهذا ما تعانيه مجتمعاتنا في صراعها مع ما لا يناسب فطرتها. الإنسان العربي لدينا لا يعيد التفكير فيما يقدم له من معلومة أتت من صاحب علم أومسؤولية، ولو أن «من أكبر منيّ بيوم أعلم منيّ بسنة»، لما تطورت الحياة، ولبقينا على جهل سابقينا.

 العربي كل ما حولك يحاول أن يستغلك اقتصاديا، وحتى يكون ذلك، فسيدخل من عقلك، ليقنعك أولا ويشكلك كيفما يريد، حتى يوجهك. أعد التفكير قبل أن تقبل أي فكرة. إن كنت شجاعا، تبن تغيير ذاتك وأفكارها، لتحيي العدل بين خلجاتك.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق