عملية تحرير من قيود نحو حرية ، استقلالية و امكانية إختيار أكبر
" الله قد مات" و أنّ " العالم الحقيقيّ قد أصبحَ خرافةً"
" إنّ الحقيقة سوف تحررّك".
هل هذا يعني أنّ "معرفة كيف هي الأشياء "بالفعل" سوف تحررك"؟
بعد موت الله، هل من الممكن الكلام عن إملاءات أخلاقية، عن قوانين غير مؤسَّسة إعتباطيًا،
عدوى السلبية والعدمية في المجتمعات
*
ضعف الشخصية والنزعة العدمية
ّ مرتبطة عضوي ًا ّ بالنزعة العدمي ّ ة والفكر العدمي ٍ بشكل
عــام. ذلــك أن الفاجعــة تحيــل علــى معانــي الضيــاع
ً والفقــدان، لكــن أيضــا علــى التيــه والألــم
عــام. ذلــك أن الفاجعــة تحيــل علــى معانــي الضيــاع
ً والفقــدان، لكــن أيضــا علــى التيــه والألــم
من «فريدريك نيتشه »Friedrich Nietzsche
( ،)1900-1844ومارتـن هايدغـر، قبـل الوصـول إلـى موريـس
بلانشـو. فمع نيتشـه، الذي أراد أن يلعب دور طبيب للحضارة،
ٍ والحداثـة بشـكل ّ خـاص، تمثلـت الفاجعة في النزعـات الثلاث:
ّ النزعة التشاؤمية ( ،) ّ pessimismeالنزعة النسبية (-relativ
) ّ ismeوالنزعـة العدميـة ()nihilisme؛ ذلك أن هذه النزعات
( ،)1900-1844ومارتـن هايدغـر، قبـل الوصـول إلـى موريـس
بلانشـو. فمع نيتشـه، الذي أراد أن يلعب دور طبيب للحضارة،
ٍ والحداثـة بشـكل ّ خـاص، تمثلـت الفاجعة في النزعـات الثلاث:
ّ النزعة التشاؤمية ( ،) ّ pessimismeالنزعة النسبية (-relativ
) ّ ismeوالنزعـة العدميـة ()nihilisme؛ ذلك أن هذه النزعات
فهـم نيتشـه النزعـة التشـاؤمية
باعتبارهـا شـكلا ّ أوليلا ّ للعدميـة، ليدعو بعد
ذلــك، إلــى ضــرورة تجاوزهــا واســتبدالها
ّ بعبـارة النزعـة العدميـة. إن إيمان الإنسـان
ّ الأخيـر بنزعـة نسـبي ّ ة معممة، هـذه النزعة
ّ العدميـة التي هي فاجعـة العالم الحديث
باعتبارهـا شـكلا ّ أوليلا ّ للعدميـة، ليدعو بعد
ذلــك، إلــى ضــرورة تجاوزهــا واســتبدالها
ّ بعبـارة النزعـة العدميـة. إن إيمان الإنسـان
ّ الأخيـر بنزعـة نسـبي ّ ة معممة، هـذه النزعة
ّ العدميـة التي هي فاجعـة العالم الحديث
يعتبـر نيتشـه فلسـفته بديلا
ً ضروريــا، مــن حيــث هــي فلســفة للقــوة،
ّ تمجــد كل مــا هــو إيجابــي فــي الحيــاة
وفـي القيـم، وتنتشـله مـن براثـن الضعـف
وفقـدان المعنى. إن العصر الحديث يعاني
ّ إذن مـن فاجعـة قاتلـة تتمثـل فـي «ضعـف
ّ شـخصيته.» هـذا الضعـف العدمـي يترجـم
قصـور الإنسـان وعجـزه عـن إثبـات الـذات
والقيمـة والمعنـى وإرادة القـوة؛ وهـذا هـو
ّ مــا جعــل نيتشــه يؤك ّ ــد أن مؤلفــه «ميــادالتراجيديــا
هــو دعــوة إلــى انتــزاع الإنســان
ّ مــن قبضــة النزعــة التشــاؤمية، والإقبــال
ّ علــى الحيــاة، وتثميــن كل مــا هــو قــوي
وإيجابــي فيهــا.
ً ضروريــا، مــن حيــث هــي فلســفة للقــوة،
ّ تمجــد كل مــا هــو إيجابــي فــي الحيــاة
وفـي القيـم، وتنتشـله مـن براثـن الضعـف
وفقـدان المعنى. إن العصر الحديث يعاني
ّ إذن مـن فاجعـة قاتلـة تتمثـل فـي «ضعـف
ّ شـخصيته.» هـذا الضعـف العدمـي يترجـم
قصـور الإنسـان وعجـزه عـن إثبـات الـذات
والقيمـة والمعنـى وإرادة القـوة؛ وهـذا هـو
ّ مــا جعــل نيتشــه يؤك ّ ــد أن مؤلفــه «ميــادالتراجيديــا
هــو دعــوة إلــى انتــزاع الإنســان
ّ مــن قبضــة النزعــة التشــاؤمية، والإقبــال
ّ علــى الحيــاة، وتثميــن كل مــا هــو قــوي
وإيجابــي فيهــا.
نعيــد
ترتيـب الأعراض فـي مواضعها المناسـبة،
وتعيينهـا بشـجاعة مـن حيـث هـي أمراض
ّ للحداثـة. إن العدمـي، كمـا يؤكـد نيتشـه،
هـو الشـخص الـذي يجـزم بأن هـذا العالم
كمـا هـو موجـود لا يسـتحق أن يكـون، وأن ً العالـم كمـا يجب أن يكون ليـس موجود
ترتيـب الأعراض فـي مواضعها المناسـبة،
وتعيينهـا بشـجاعة مـن حيـث هـي أمراض
ّ للحداثـة. إن العدمـي، كمـا يؤكـد نيتشـه،
هـو الشـخص الـذي يجـزم بأن هـذا العالم
كمـا هـو موجـود لا يسـتحق أن يكـون، وأن ً العالـم كمـا يجب أن يكون ليـس موجود
*
بعدمية بكيت، فأنت في النهاية "على الأرض وليس لذلك علاج"، وتواصل في مسعاك الذي لا يخصك هاربا نحو الأمام، إلى أن تصطدم فجأة بحائط الموت الغليظ الذي لا يمكن تجنبه، وحينها ستجلس وحدك مع كل هذه الأسئلة وجها لوجه، كما حدث تماما مع إيفان في رواية موت إيفان إيليتش الشهيرة لتولستوي.
إيفان رجل مثل كل الرجال العاديين التعساء مثلي ومثلك، الذين قرروا مبكرا جدا أن يعيشوا الحياة كما عاشها أسلافهم دون مساءلة حقيقية لها، مركزين فقط على المظهر الخارجي لهذه الحياة.
كل من يعرف إيفان كان سيقول عنه لحظة وفاته إنه قد عاش حياة طيبة وجيدة بالمجمل، موظف كبير، ووضع اجتماعي جيد، زوجة وأبناء. ما الذي يمكن أن يطمح له المرء أكثر من ذلك؟!
واقع الأمر قد يكون مضللا للغاية، فكم من ملوك ورؤساء امتلكوا كل أسباب السعادة الخارجية، ومع ذلك ظلوا تعساء في دواخلهم، يأكلهم البؤس وتقضمهم الخيبة صباح مساء!
أحيان كثيرة، لا يمكن للمرء أن يدرك ماذا عليه أن يفعل كما يشير إلى ذلك ميلان كونديرا، لأنه ببساطة لا يملك إلا حياة واحدة، لا يسعه مقارنتها بحيوات سابقة ولا إصلاحها بحيوات لاحقة.
اكتشف المسكين فجأة أنه لم يعش الحياة التي كان يريدها، قلّب دفاتر ذاكرته كلها ورقة ورقة وسنين عمره السابقة جميعها، ولم يستطع أن يحصي سوى بضع لحظات عابرة هنا وهناك كان فيها سعيدا، بينما كل ما تبقى من تلك الحياة لم تكن تخصه، لم يعش، لكنه سيموت!
لا أحد يهتم كثيرا إن عشنا حياتنا الوحيدة هذه كما ينبغي أو انتُزعت أرواحنا في الربع ساعة القادمة، ربما سيبكون ليوم أو اثنين، وقد يحزن البعض لأسابيع، لكنهم في النهاية سيواصلون الحياة. هذا ما فهمه إيفان في الربع ساعة الأخير من حياته، لذا سيكون من السخافة بمكان أن نسمح للآخرين أن يحتلوا أماكن في رؤوسنا أكبر مما هم عليه.
بطريقة ما كلنا إيفان إيليتش، ننتبه لمأساتنا متأخرين جدا، ونستيقظ من غفلتنا بعد فوات الأوان، ومن ثم نموت ويدفن معنا الكثير من الندم والدموع والفرص الضائعة.
طبيب سوداني *****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق