May 8, 2020
يحلل الجائحة.. فراغ هائل وانتقال وحشي وكارثة بدون زعماء ولا أفكار
ألان تورين المولود عام 1952 من بين قلة من المفكرين الغربيين البارزين الذين عاصروا الجيل الذهبي لعلم الاجتماع، واشتهر بنقده لعلم الاجتماع القديم، ويرى في كتابه "نهاية المجتمعات" أن المؤسسات الاجتماعية المختلفة مثل العائلة والمدرسة وأنظمة الرعاية فقدت معناها في عصر العولمة.
الحرب تدور بين البشر أو دولتين على الأقل فيغزو جيش أراضي دولة أخرى. في المقابل، ما نعيشه حاليا هو مواجهة البشر لعدو لا بشري، مؤكدا أنه لا ينتقد استخدام مفردة الحرب، إلا أن ما يحدث حاليا هو حرب دون مقاتلين.
عالم غريب وعلى المستوى الإنساني، اعتبر تورين أننا نعيش في عالم يفتقر إلى أطراف فاعلة، وقال إنه لم يسبق له أن رأى رئيسا أميركيا بمثل غرابة دونالد ترامب، ولا شخصية غير ملتزمة بالقواعد ولا بدورها الرئاسي بهذا الشكل، واعتبر أنه ليس من قبيل الصدفة أن تخسر الولايات المتحدة دور زعامة العالم. وفي أوروبا، نسجل غياب أقوى الدول. ولم يعد أحد يتصدر قمة هرم السلطة.
نشهد اليوم سقوط الحركة العمالية، التي كانت تمثل أساس المجتمع الصناعي. ويعني هذا أنه لا وجود في الوقت الحالي لأطراف فاعلة اجتماعية أو سياسية أو عالمية أو وطنية أو طبقية. ولهذا السبب، يتناقض كل ما يحدث مع مفهوم الحرب، خاصة في ظل وجود آلة بيولوجية من جانب وأشخاص ومجموعات أخرى دون أفكار أو توجيه أو برنامج أو إستراتيجيات أو لغة.
وأفاد تورين بأن العالم وصل إلى هذه المرحلة، بعد سيطرة الغرب عليه لما يقرب من خمسمئة عام، وأن الدول تؤمن اليوم بأنها كانت تعيش على مدى السنوات الخمسين الأخيرة في عالم تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية.
ويتابع "ربما سنعيش اليوم في عالم صيني، إلا أن ذلك ليس بالأمر المؤكد، فأميركا تغرق والصين تعيش وضعا متناقضا، لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، ذلك أنها تريد ممارسة الشمولية الماوية لإدارة النظام الرأسمالي العالمي. وهكذا، نجد أنفسنا في انتقال وحشي لم يتم إعداده أو التفكير فيه مسبقا".
*
فريدريك نيتشه وسيغموند فرويد والنزعة الاستهلاكية والقومية قد قضت عليها، يريد تورين أن يبني الحداثة على نضال الفرد من أجل الحرية. وهذا يشمل إرادة الفرد والجماعة للسيطرة على حياتهم، على عكس منطق قوى السوق والسلطة. لذلك ، فإن حداثة تورين تعترف بالحاجة إلى الذاكرة والانتماء والتي تصبح جزءًا من التطابق مع العقل وتحرير الذات.
"الحداثة الفائقة" التى وعت شرطها الإبداعي والتاريخي، إضافة إلى ما خلفته من دمار ومجازر جماعية وعرقية. هذا "الوعى التام والمباشر" هو ما يسم مجتمعات الحداثة الفائقة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق