الأحد، 22 مايو 2022

الاحزاب ********************

 Dec 4, 2021Apr 21, 2018

المتناقضات التي نصنعها عندنا 104 حزب سياسي ونعيش فراغ سياسي نريد استيعاب الشباب
 وادماجه في الاحزاب بعيد عن التطرف والمخدرات والحقيقة ان ليس لدينا احزاب حقيقيه في الشارع . نحن اكثر شعوب العالم تدين لدينا الاف المساجد والكنائس بس تدين مظهري .مشكلتنا الحقيقيه الفراغ السياسي وجماعات المنتفعين وانننا لا نحتمل الرأي الاخر والمعارضه الموضوعيه ونحتاج لحظة صدق

سقطوا تجربة بلادنا بعد دستور 1923 والتى أقامت حياة سياسية ديمقراطية فى ظل ملكية شبه دستورية كانت متقدمة فى زمانها على تجارب دول أوروبية عديدة، كانت لدينا تجربة ديمقراطية فى وقت كانت نظم الحكم الديكتاتورية والسلطوية والمستبدة تسيطر فيه على غالبية دول العالم بما فيها دول أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا. كانت لدينا تجربة تعددية حزبية مدنية متقدمة بمعايير الزمان والمكان، وكان حزب الوفد يقود الحياة السياسية فى البلاد وكان تداول السلطة يجرى بين الأحزاب فى ذلك الزمان.
جاءت حركة الجيش فى 23 يوليو 1952 لتنهى التجربة الديمقراطية المصرية وتدخل البلاد فى مرحلة من الشعبوية، وروجت عبر التعليم ووسائل الإعلام لمقولات فساد الأحزاب السياسية والنخب المدنية وتعهدت بإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وهو ما لم يتم حتى اللحظة. جرى تأجيل العملية الديمقراطية بحجة تحرير فلسطين ثم إزالة آثار عدوان يونيو 1967، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وبعد حرب أكتوبر 1973 وتوقيع اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1979 تم تفصيل تعددية حزبية شكلية استمرت فى أواخر عهد السادات وطوال عهد مبارك.. وجرى خلال عهدى السادات ومبارك هندسة اللعبة مع التيار الدينى من إخوان وسلفيين بحيث يتواجدان فى الساحة السياسية على حساب الأحزاب المدنية حتى يتم انتزاع موافقة الغالبية والغرب على نظام الحكم القائم على علاته لأن بديله سيكون التيار الدينى، ومن هنا نفهم سياسة النظم فى ضرب الأحزاب المدنية وتشويه النخب المدنية وتدجينها كى تعمل تحت أقدام السلطة تروج وتبرر لها ما تعمل.
ثم جاءت ثورة 25 يناير ففتحت المجال أمام إنشاء وتأسيس أحزاب حقيقية وتم السماح بإنشاء أحزاب على أساس دينى، ونظرا لإنهاك القوى المدنية على يد نظم الحكم، انتشار الجهل والفقر، فقد كان منطقيا أن تحصل الأحزاب الدينية على الاغلبية وتفوز بمنصب رئيس الجمهورية وتبدأ فى محاولات تغيير الهوية الوطنية المصرية، فكانت ثورة الثلاثين من يونيو 2013 التى لعبت فيها الأحزاب والقوى المدنية دورا جوهريا. وبعد حظر حزب الجماعة، الحرية والعدالة، تقدمت الأحزاب المدنية مثل المصريين الاحرار ومستقبل وطن والوفد وحصلت على المراكز الثلاثة الاولى فى الانتخابات البرلمانية التى جرت عام 2015.
وبمرور الوقت بدأت عملية استهداف الأحزاب المدنية مرة أخرى فتمزق حزب المصريين الأحرار، وتراجع الوفد وبدأ العمل لتأسيس حزب أغلبية يكون حاكما فى الفترة القادمة بحيث يهيمن على الحياة السياسية لنعود من جديد إلى المربع الأول، وهو ما حذرت وأحذر منه مجددا فلا ديمقراطية دون تعددية حزبية، ولا ديمقراطية قبل نشر التعليم المدنى العلمى، والقضاء على الفقر والحاجة ورفع مستويات المعيشة ونشر الفكر العقلانى وإعلاء قيمة العقل، وفصل الدين عن السياسة. هى عملية طويلة ومعقدة المهم فيها وضوح الرؤية وتحديد الغاية والهدف ومن ثم طلقة البداية التى لم تتم بعد.
 الكاتب :عماد جاد

*

دمج الاحزاب لما فيه مصلحة للمواطن.
التساؤلات كثيرة تدور حاليا حول ما الفائدة
مـن وجــود عـشـرات الأحـــزاب التى لا يعرفها
المواطن؟ بينما من الممكن أن يكون لدينا
خمسة وربما عشرة أحــزاب على الأكثر تقوم
ً بدورها على النحو الصحيح،
بعيدا عن الأحزاب
الكرتونية التى يتخذ منها رؤسـاؤهـا سبيلا
للوجاهة الاجتماعية
مهمة سيتم إسنادها إلى
حزبى الوفد ومستقبل وطن، وربما ستكون بدعوة
من القيادة السياسية لتوحيد العمل الحزبى بما
يفيد صالح الوطن والمواطن وخلق قوى سياسية
قادرة على المنافسة على أن تكون عملية خلق
الكيان الحزبى أو السياسى الجديد فى عام
2020 بهدف حصد الأغلبية فى البرلمان القادم
الحزب الذى
لا يمثل فى البرلمان يجمد نشاطه فهو غير
جدير بالوجود على الساحة السياسية
الهدف هو الوصول إلى عدد
أحـــزاب أقـل مـن الكيانات الـمـوجـودة بالوقت
الراهن حتى يكون داخل الدولة قوى يسار وقوى
يمين ومنافسة حقيقية قائمة على التواجد بين
المواطنين،
وكل هذه التحركات هدفها خلق
كيان سياسى جديد قادر على المنافسة بقوة
فى الحياة السياسية، ويضم كوادر قادرة على
العمل بشكل جاد

هـنـاك مـطـالـبـات بـإجـراء
انتخابات مجلسى الـنـواب والشيوخ بنفس
التوقيت،
وذلـــك فـى صيف ، ً 2020 توفيرا
للنفقات التى سوف تتكبدها الدولة نتيجة
تأمين عملية الانتخابات حال انعقدت انتخابات
مجلس الـنـواب منفردة ومجلس الشيوخ فى
توقيت لاحق،

أحزاب مصر الورقية في مهب الريح.. وأي جدوى من الباقين؟

5/2020

أكثر من مئة حزب لا يعرف كثير من المصريين أغلبها، ولا يرون جدوى لها، ويطالب مشتغلون بالعمل السياسي في مصر بدمجها معا في عدد أقل وأقوى، وهو ما اقترحه الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة.
يقول الطالب الجامعي هيثم إنه لا يسمع إلا عن حزب "مستقبل وطن" من خلال أنشطته الخيرية، التي تثير السخرية على وسائل التواصل، حيث يقوم بتوزيع مواد غذائية وأغطية (بطاطين) على الفقراء، وذلك بهدف حشدهم للفعاليات التي تريدها السلطة.
بدورها، تؤكد المعلمة الشابة صفاء أنها لا تعرف سوى "حزب مستقبل وطن"، الذي تقف سيارة تابعة له في الميادين لبيع اللحوم الرخيصة للمواطنين، علاوة على حزب يسمى "حماة الوطن" تعرفه لأن عينيها تقع أحيانا على لافتة له على مقربة من منزلها.
ا لا يشعران بأي دور سياسي للأحزاب، عكس ما كانت عليه الحال عقب ثورة يناير، حيث كان الزخم السياسي في ذروته، وهناك معارك على الأرض بين مسؤولي تلك الأحزاب وتنافس كبير، أما الآن فوجود هذه الأحزاب مثل عدمها، ولن يشعر أحد إذا اختفت من سطح الحياة السياسية بمصر.

تهديد حكومي
ومنذ الانقلاب العسكري في صيف 2013، انعدم الدور السياسي لمعظم الأحزاب المصرية، حيث تم حل حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، كما تواجه الأحزاب الإسلامية الأخرى ضغوطا متعددة، منها دعاوى قضائية تطالب بحلها.

وتدريجيا أصبحت باقي الأحزاب مجرد "أحزاب ورقية"، وهو مصطلح يستخدمه المصريون منذ عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، لوصف الأحزاب منعدمة التأثير، التي يقتصر دورها على التواجد القانوني عبر الأوراق والمخاطبات الرسمية.
لكن هناك 18 حزبا منها على نحو خاص باتت تحت مقصلة التهديد بالحل؛ ففي خطاب صادر من لجنة شؤون الأحزاب، جاء فيه ضرورة إخطار قيادات 18 حزبا بملاحظات الجهاز المركزي للمحاسبات بشأن هذه الأحزاب وأنشطتها.
من بين الملاحظات الواردة خلو منصب الرئيس ببعض الأحزاب، وانتهاء ولاية الرئيس لأحزاب أخرى، ووجود نزاعات في عدد منها، مما يستدعي أهمية تقنين أوضاعها، لا سيما في ما يتعلق بانعدام وجود ميزانيات لدى أحزاب أخرى تبين قيمة حجم مواردها المالية ونفقاتها.
*
أزمة "الوفد" تعكس تكلّس القوى السياسية
Feb 11, 2021

  القوى السياسية في مصر من حالة جمود غير مسبوقة، يرجع جزء منها إلى التضييق الحاصل في المشهد العام منذ سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين قبل حوالي سبع سنوات، والبعض الآخر يعود إلى طبيعة التكلس في الأحزاب نفسها التي أخفقت في تطبيق الديمقراطية داخل جدرانها، ما جعلها من الصعب أن تمارس ضغطا على الحكومة يجبرها على فتح الفضاء العام.

إقالة رئيس حزب الوفد بهاء أبوشقة، لعشرة من أعضاء الهيئة العليا في الحزب، الثلاثاء، حجم المعاناة التي يشهدها أحد أهم وأكبر الأحزاب الليبرالية في مصر. فالرجل لم يتحمل الاختلاف مع خصومه، واستخدم صلاحياته القانونية، وهو ما يفتح الباب أمام المزيد من الانقسام.

واعتبر أبوشقة أن الأمور وصلت لمنتهاها، وبات الحزب أمام خطر السقوط التام بأيدي البعض، شارحا كيف كانت المؤامرة والإعداد والتخطيط لها باستخدام كافة وسائل حرب الجيل الرابع، وأموال مجهولة المصدر.

مؤتمر صحافي عقده بمقر الحزب، الثلاثاء، “أراد المتآمرون عقد اجتماع ليذهب الحزب إلى الأبد، وشعرت بانزعاج من شباب وشيوخ الوفد وحملوني أمانة بضرورة إنقاذ الوفد وإجراء تطهير سريع، حفاظا عليه كجزء من النظام السياسي في مصر وممثل للمعارضة الوطنية الشريفة”.

عقد الهيئة العليا يوم 13 فبراير لمعرفة الوضع المالي، في اجتماع رآه مدبرا لسحب الثقة من سكرتير عام الحزب للسيطرة على مفاصله، وإجبار رئيس الحزب على الخروج من المعادلة.

واقعة الفصل المفاجئة حجم التشظي الذي يمر به حزب قاد المعارضة خلال فترة حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ثم بدأ التآكل ينخر جدرانه مع كل اقتراب يقوم به تجاه الحكومة.

المفصولين رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد في مجلس النواب، محمد عبدالعليم داوود، وهو أحد الأعضاء البارزين في معارضة الحكومة في المجلس، الأمر الذي لا يستطيع تحمله سياسيا رئيس حزب جرى تعيينه بقرار من رئيس الجمهورية في مجلس الشيوخ، وهو الغرفة الثانية للبرلمان.

 غالبية المفصولين رفضوا الطريقة التي أدار بها رئيس الحزب عملية المشاركة في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب مؤخرا، حيث عقد صفقات مع حزب “مستقبل وطن” القريب من الحكومة، ورتب أمورها بمفرده تقريبا، وبعيدا عن هيئته العليا.

الوفد لم يعد حزبا معارضا، ومواقفه السياسية تكاد تكون متطابقة مع حسابات الحكومة وظهيرها المعروف بمستقبل وطن

تراجعت أهمية حزب الوفد في الشارع المصري منذ رئاسة أبوشقة له في أبريل 2018، وأجهز الرجل على ما تبقى من أسس الديمقراطية داخله، وفضل الاقتراب من الحكومة، وربما الارتماء في أحضانها، ولم يعد حزبا معارضا، ومواقفه السياسية تكاد تكون متطابقة مع حسابات الحكومة وظهيرها المعروف بمستقبل وطن.

كان تنسيق الوفد مع الحكومة مفهوما عندما واجهت أجهزة الدولة تحديات مصيرية في التصدي لجماعة الإخوان، وقادت حربا ضارية ضد الإرهاب، لكن بعد تقويض الإخوان واستقرار الأوضاع وتوافر الأمن لم يعد هناك مبرر سياسي للتماهي.

يبالغ المحامي بهاء أبوشقة في مقاربته السياسية حيال الحكومة، ويبالغ أيضا في الخصومة مع أعضاء الحزب، بما أضر بسمعة الوفد، وأظهرته التصورات الجديدة كأنه تابع لمستقبل وطن، الذي لا يتجاوز عمره سبع سنوات، بينما مضى على تأسيس الوفد نحو قرن، وقاده ساسة كبار، مثل سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، لعبوا دورا مهما في الحفاظ على كيانه كحزب جامع للأمة المصرية.

يتحول إلى رقم عادي ضمن قائمة الأحزاب المصرية الرسمية التي تخطت المئة حزب.

يعكس التفسخ الذي يمر به الوفد حالة الضبابية في الحياة السياسية بمصر، ويشير إلى أن الأحزاب نفسها أسهمت في تجريف المشهد العام، وأسهمت عن قصد أو دونه في عدم اكتراث الحكومة بالواقع السياسي الرمادي، وهو ما أنتج وضعا خطيرا من التردي، استسلمت له جميع الأحزاب السياسية.

 يتحول لكيان بلا معنى، ويبتعد عن الجذور التي تمنحه قوة سياسية في مواجهة الآخرين.

القوى الحزبية التي تمثل رمانة ميزان في الحياة السياسية بحاجة إلى حراك داخلي قبل أن تطالب الحكومة بإصلاحات سياسية تؤدي إلى حراك في المجال العام

إمبارح توافقوا بالإجماع على تعيينه رئيس الهيئة البرلمانية والمعارضة توافقوا برضه انتم ذات نفسكم على فصله؟!

قبل 1952 كان موظفون كبار يؤيدون حزب الوفد جهارا حتى لو تعرضوا للفصل من وظائفهم على يد أحزاب الأقلية ويهتفون:"الوفد الوفد ولو فيها رفد"
اليوم يرفت الوفد واحدا من أشجع وأنبل رجاله وهو النائب عبد العليم داود خوفا وحرصا بعد أن قبل الحزب المتداعي بالعيش مستأنسا في الظل مكتفيا بالفتات

 الوفد لم يعد ذلك الحزب المعارض التاريخي الذي كان، بل صار تابعا للسلطة ويمثل دور المعارضة، وأن القرار الأخير بفصل داود تحديدا يأتي لأنه وصف حزب مستقبل وطن المقرب من السلطة وصاحب الأغلبية البرلمانية بأنه حزب الكراتين، في إشارة إلى استخدام المال السياسي والمواد الغذائية والرشاوى الانتخابية لشراء الأصوات.

انتهاء الحياة الحزبية نفسها، حيث باتت الأحزاب إما ممثلة للسلطة بشكل فج وإما ممثلة لدور المعارضة الشكلية.

 "الحزب يتطهر من عناصر جماعة الإخوان المسلمون الذين اخترقوا الحزب وصاروا يمثلون طابورا خامسا ويسعون لزعزعة استقرار الدولة من خلال الحزب"، وسجل هؤلاء آراءهم تحت وسم "الوفد يتطهر من الإخوان المسلمين".

هو لسه فيه حاجة إسمها أحزاب في مصر

*

هل تلهم تجربة الحزب الشيوعي الصيني الأحزاب المصرية

القاهرة تبحث عن نموذج يدعم التنمية الاقتصادية على حساب الديمقراطية الغربية.

فقد اقتدى الرئيس جمال عبدالناصر بالتجربة السوفييتية في مجال تطبيق الاشتراكية.
حاول خلفه الرئيس أنور السادات الانحياز إلى النموذج الليبرالي وإطلاق الحرية لتكوين الأحزاب والانفتاح الاقتصادي، وجمع الرئيس حسني مبارك بين التجربتين السابقتين.

صممت على استيراد نموذج من الخارج، والأدهى أن التطبيق كان خاطئا في أغلب الأحيان.

مصر منفتحة على الغرب والشرق ولديها علاقات وثيقة مع الجانبين، غير أنها في المنحى السياسي الراهن تميل نحو النماذج التي تتسم بطابع دكتاتوري يتناسب مع هذه المرحلة التي ترى الحكومة المصرية أنها لا تحتمل رفاهية حرية الأحزاب، والتي تحمل في ذاكرتها مضامين سلبية، باعتبار أن عددا كبيرا من القائمين عليها غير مهيئين سياسيا، علاوة على أن الشعب قد لا يحسن التصرف في هكذا مناخ.
ووجه الرئيس السيسي قبل أيام خطابا تلفزيونيا احتفاء بمئوية الحزب الشيوعي

يحمل الاهتمام المصري المتصاعد بتجربة الحزب الواحد في الصين مجموعة من الرسائل، مفادها أن هناك رغبة سياسية في الاقتراب من هذا النموذج الذي يعطي أولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على حساب الحريات والإصلاحات السياسية ومبادئ الديمقراطية الغربية، الأمر الذي يتماشى مع توجهات النظام المصري الذي أبدى اهتماما شديدا بالأولويات الاقتصادية والأمنية التي يستهدف التعامل معها دون أن يهتمّ بفتح مجالات تدعم تطور التجربة الحزبية.

يعتمد الدستور المصري في بناء الدولة على تعدد الأحزاب وليس الحزب الواحد كما هو الحال في الصين، ويشير الواقع على الأرض إلى أن هناك أحزابا هامشية جرى تجميعها تحت كيان أو مؤسسة واحدة وهي “تنسيقية شباب الأحزاب” التي تشبه الحزب الواحد، وتقوم الآن بأدوار فاعلة باتجاه جملة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية ولا تولي الإصلاح السياسي اهتماماً مركزيا، ولعل ذلك تحديداً ما يجذب أحزاب الموالاة إلى التجربة ويحاول الموالون الاستفادة منها للإيحاء بأن التجربة المصرية ليست وحيدة.

رغم أن الحزب الشيوعي حزب عقائدي له مبادئه، على عكس مصر التي تتبنى طريقا غامضا ولم تتضح معالمه حتى الآن في مجال الديمقراطية، إلا أن عددا من السياسيين المصريين يرون أن الاستفادة تكون من خبرات الحزب في تأسيس بنية قوية استطاعت أن تصمد سنوات طويلة والتعرف على قدرة الحزب الصيني على التواصل بشكل مباشر مع الشعب وجذب الملايين من المواطنين على أرضية مشتركة تقوم على دعم الدولة الوطنية وتشكيل ظهير سياسي لها يخدم توجهاتها الداخلية والخارجية.

تتقارب هذه الرؤية نظريا مع المبادئ العامة للنظام المصري والتحركات التي تتبناها “تنسيقية شباب الأحزاب” التي تأسست قبل ثلاثة أعوام باعتبارها منصة لـ”التقاء أكبر عدد من التوجهات السياسية”، ربما تختلف في مسميات الكيانات المنتمية إليها، لكن الجميع يدورون في فلك النظام الحاكم، مع وجود اختلافات نسبية تتمثل في أن الكيان المصري الجديد يميل نحو النخبوية الشكلية وليس الشعبوية النابعة من الناس كما هو الحال بالنسبة إلى الحزب الشيوعي.

 الأنظمة المصرية أنها تسعى إلى تقليد نماذج مستوردة بطريقة مشوهة وتحاول تفصيلها على مقاسها السياسي، ما يجعلها تبدو في صورة غريبة، لأن تكييفها على مزاج النظام الحاكم أحد أوجه الخلل الذي أدى إلى فشل تجربتي عبدالناصر والسادات، ويقود إلى النتيجة نفسها مع السيسي.

 المفارقة في إعادة إنتاج النموذج بطريقة فوقية وعدم تكبد تضحيات حقيقية، فالنظام المصري يحاول أن يكون قريبا من الشارع من خلال تلبية احتياجاته دون الإنصات إلى نبضه مباشرة، والمرجعية التي يستند إليها الخاصة بثورة يونيو 2013 التي أزاحت الإخوان عن الحكم يشوبها جدل حتى الآن، حيث لفظت أجهزة الدولة الكثير من القوى السياسية التي شاركت فيها وصارت التجربة فوقية.

ترتكز رؤية الرئيس السيسي للأحزاب السياسية الضعيفة أصلا على أنه لا يمكن التعويل عليها في تحقيق إصلاحات، لأنها لا ترتبط بالشارع وليست لديها الجذور الكافية التي يمكن البناء عليها، لذلك تعددت عمليات دمج الأحزاب بطرق وأشكال مختلفة أملا في الوصول إلى وجود حزب أو تيار قوي يلعب دور حزب الرئيس والظهير السياسي له.

وتشكلت أسس قيام الحزب الشيوعي على مبادئ تدمج بين الاشتراكية ونظام السوق، وهي أحد العوامل التي دفعته للنجاح، إلى جانب أنه حزب ليس ليبراليا ديمقراطيا ولا يؤمن بالتعددية الحزبية، الأمر الذي أوجد مبررا ليرسل النظام المصري إشارات تفيد بأن هناك نماذج أخرى ناجحة بعيداً عن التعددية التقليدية التي تتبناها الدول الغربية.

ضرورة التعامل بحذر مع محاولات استنساخ التجربة الصينية لأن السياقات التي ظهر فيها الحزب الشيوعي والثورة الصينية التي قامت على تحرك الطبقات الفقيرة والفلاحين تختلف عن ثورة 23 يوليو 1952 في مصر وقادها تنظيم الضباط الأحرار ومازالت هي المرجعية الظاهرة لشكل الدولة المصرية حتى الآن، وما عداها من انتفاضات أو ثورات لم يتجاوز التأثير الكبير في ما خلفته الثورة الأم.

الاستفادة من التجربة الصينية قد تكون واردة من منظور الإصلاح الاقتصادي وليس السياسي، وينبغي أن يكون ذلك على مستوى الحكومات وليس الأحزاب، ولا توجد مجالات كبيرة مفتوحة أمام العمل السياسي الناضج في مصر، وقد تتحول اللقاءات المتعددة إلى مجرد تعاون شكلي يصعب توظيفه بصورة إيجابية.

 تكثيف الضوء المصري على تجربة الحزب الشيوعي سوف يثير قلقا لدى الدول الغربية التي لن تغفر للقاهرة انحيازها لبكين في هذه المرحلة، لأن هذه التجربة تتناسب مع التفكير العام لدول عربية وأفريقية كثيرة، وتجهض كل محاولات نشر الديمقراطية الغربية في المنطقة، ولذلك لا تتحدث مصر بشكل صريح بشأن هذا الملف خوفا من أن يفتح عليها أبوابا سياسية مجمدة الآن، تتعلق بمجال الحريات وحقوق الإنسان التي عندما تظهر تنذر بأن هناك أزمة بين القاهرة والغرب.


الانفتاح في مجال الحريات
*
Jul 7, 2021

هيمنة "التنسيقية" تفاقم متاعب الأحزاب المصرية


 اتسع النشاط الاجتماعي لتحالف “تنسيقية شباب الأحزاب” المكون من نحو 28 حزبا، 
ضربت الخلافات والاستقالات أحزاب الحركة الوطنية والحرية والوفد والمصريين، وبعضها له علاقة بالإزدواجية التي أدت إليها تنسيقية شباب الأحزاب والتناقضات العميقة التي خلقتها بين الولاء السياسي لها وبين الانتماء إلى الأحزاب التي ينحدر منها الأعضاء، حيث طغى الولاء والانتماء إلى الأولى على حساب الثانية.

 تدريب أعضائها في أكاديميات تابعة للدولة ليكونوا نواة تعتمد عليهم في تحقيق أهدافها

عدد كبير من أجهزة الدولة التي تتعامل معها على أنها حزب الحكومة هي التي منحتها قاعدة نسبية لدى بعض الفئات الشبابية الباحثة عن مكاسب متباينة وليست التي تملك تأثيرا سياسيا.

الكيان نخبويا وبعيدا عن نبض الشارع طالما يتم النظر إليه كمدخل للحصول على مزايا بعد حصول المنخرطين في هياكله على نسبة تمثيل جيدة داخل البرلمان المصري في الانتخابات الأخيرة، بغرفتيه النواب والشيوخ، إلى درجة أن ذلك أدى إلى تهميش حزب مستقبل وطن الذي بدا كأنه الحزب المعبر عن الحكومة.

ارتفاع حظوظ التنسيقية في النظام المصري تحويلها إلى مفرخة شبابية، حيث يتم تدريب أعضائها في أكاديميات تابعة للدولة بغرض تجهيز كوادر تنتشر في مجالات عديدة لتكون نواة تعتمد عليها في تحقيق أهدافها.

قتل بارقة الأمل التي راودت بعض الأحزاب حول إمكانية إقدام الحكومة على إصلاحات سياسية حقيقية، وقادت إلى توسيع نطاق الشروخ في عدد كبير من الأحزاب التي يصفها البعض بـ”الكرتونية” كتعبير عن الفشل وعدم القدرة على اختراق الحواجز، وأن المراد منها تكملة الشكل السياسي لأن نشاطها لا يتجاوز حدود اللافتة التي ترفع على مقر الحزب.

قضى التضييق العام على النشاط السياسي في الشارع على الكثير من مظاهر الحيوية التي دبت فيه عقب ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013، وتكاد الأحزاب التي ظهرت خلال هذه الفترة تندثر، وأصاب غالبيتها إحباط بعد تسلل فكرة انعدام الجدوى من وراء أي عمل سياسي.

عزفت شريحة كبيرة من النخبة المصرية عن المشاركة يأسا وعدم ثقة في الأجواء الراهنة، بدأ نجم التنسيقية يتعاظم عبر الأنشطة الاجتماعية ومن خلال الدورات التثقيفية التي تصب في خانة الدفاع عن سياسات الحكومة.

 جيل الشباب المنخرط في النشاط السياسي بأنه “جيل معلب”، يفتقر إلى المواهب التي تمكنه من كسب حضور ملموس في الشارع، ويعتمد على ما يقدمه من مزايا عينية وفرتها له الحكومة لدغدغة مشاعر المواطنين، ويحصر حركته في كل النواحي البعيدة عن الأمور السياسية الجادة.

تشرذم الأحزاب، إذ ظهرت داخل عدد منها تجاذبات دارت بين الانسياق وراء التكتل الفضفاض والحصول على مزاياه وبين تفضيل الانصراف عن العمل العام، فالمناخ العام لن يساعد على تقديم رؤى تخالف الحكومة، ما أدى إلى الدخول في مرحلة حرجة من التآكل قد ترتد عيوبها على الحكومة.

“جيل معلب”، يفتقر إلى المواهب التي تمكنه من كسب حضور ملموس في الشارع

قتل الأحزاب السياسية أو تجميدها إلى المزيد من سيطرة التنسيقية على مساحة في الفضاء العام، أو على الأقل شغلها بالضجيج، لأن تركها يمثل خطرا من ناحية سعي بعض القوى الإسلاموية لملء الفراغ ومن ناحية تأكيد الاتهامات الرائجة في وسائل الإعلام الغربية بشأن التضييق الممنهج على الأحزاب السياسية.

 الحالة التي تعيشها مصر غير مسبوقة، فلا هي أنشأت كيانا على غرار الاتحاد الاشتراكي ومنظمة الشباب في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لتقديم النخب الواعية بالتحديات، ولا هي قدمت كيانا حزبيا مثل الحزب الوطني الديمقراطي في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك الذي أجبر على القبول بأحزاب تعارض تصرفات حكوماته.
أسقطت هذه الصفة التعددية التي حاول الرئيس الراحل أنور السادات التمسك بها للإيحاء بأن هناك حراكا في البيئة المصرية، لذلك ففرص نجاح تنسيقية الشباب ضئيلة لأنها رسمت لنفسها خطا لا يسمح بوجود قوى على يمينها أو يسارها.

هذه المشكلة شرائح عديدة من الشباب تضع لنفسها خطا ساخنا على مواقع التواصل الاجتماعي تكتفي فيه بالتعبير عن شجونها السياسية وآلامها الاقتصادية وأزماتها المجتمعية، وبدت تحظى بمتابعة تؤثر سلبا على ما تقدمه التنسيقية.

تدرك الحكومة هذه المفارقات منذ بداية تجربة حزب مستقبل وطن، وهو ما جعلها تقدم كل أنواع الدعم للتنسيقية دون أن تعلن أنها ظهيرها السياسي، وأصبحت رقما مهما في اللقاءات والمؤتمرات والندوات التي تشرف عليها مؤسسة الرئاسة ولا تتم الإشارة إلى أنها مظلة الرئيس السياسية الوحيدة.

تكمن الأزمة -التي يمكن أن تنفجر في وجه الحكومة لاحقا- في أن تنسيقية الشباب تجاوزت كونها كيانا معنيا بالأمور السياسية وتعمل على إنشاء قاموس خاص بعيد عن ذلك، يوحي في مجمله بأن السياسة مضيعة للوقت، ومن الضروري أن يهتم الناس بحياتهم الاقتصادية والاجتماعية، فهناك طبقة مسؤولة عن إدارتهم السياسية وتتولى صياغتها بالطريقة التي تريدها.

 ترهل الأحزاب يعد معضلة إذا اضطرت الحكومة إلى القيام بإصلاحات سياسية تحت وابل من الضغوط الأميركية، ففي هذه الحالة سوف تنعدم قدرة ما تبقى من الأحزاب المصرية على مسايرة هذه الموجة، كما أن فكرة تحويل التنسيقية إلى موالاة ومعارضة في آن واحد لن تنطلي على أحد.

*
فوبيا السياسة في المجتمع المصري د. خالد بدوي عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

Apr 14, 2019

قد نَتّفق أو نَختَلف على مفهوم السياسة، فتغَيّر أدواتها وإمكاناتها يجعلها مِثل الحِرباء، تتغيّر طِبقًا للظروف وباختلاف الأجيال. 
السياسة في المُجتمع المِصري لا تَخرج في مفهومها عن تلك الوسيلة للوصول إلى السُلطة، أو هي تلك الآفة التي نَخشى على أنفُسنا من ممارستها، أو هي النِفاق والرِياء والوُصولية. 

فوبيا السياسة في مصر ظهرت بعد وضوح فساد بعض رُموز الحِزب الوَطني المنحل، وفساد رُموز حزب الحُرية والعَدالة الإخواني، وسطوتهم على كافة مناحي النفوذ والسُلطة، وكأنه مكتوب علينا إما حِزب واحد ولا غَيره يسيطر على كُل شيء أو لا أحزاب قوية تصل إلى ١٠٤ أحزاب بلا جدوى أو تأثير، وأكاد أُجزم أنهم جميعًا لا يعرفهم إلا حوالي المليون مواطن. 

إذن فهُناك قَضيّة لابد أن نُحللها جيدًا هل نُعاني من فوبيا العمل السياسي، الذي بالطبع يقترن بطُرق ومآرب المَصلحة والنفاق، أم أن التجربة التي بدأها السادات أثبتت فشل الساسة أنفسهم. 
قَصَد السادات التنوع مع مُراعاة الثِقَل السياسي لثلاث أيدولوجيات -أحزاب- "يمين-وسط-يسار". ولم يجول في خاطره على حد عِلمي أنه اهتم بالإطار وتناسى إعداد النُخبة السياسية، فاصطدم بقيادات طبيعية تبحث عن تواجدها بتوفير خدمات أو وظائف أو وساطة، بدلًا من إعداد نُخبٍ وطنية تستمر وتُفرز آلافًا من الخُبراء والسياسيين الذين يستطيعون تغيير واقع الحال إلى ما هو أفضل.
القضية أصبحت فوبيا عودة السيطرة مَرّة أخرى لقطاع واحد أو حِزبٍ واحد، يحقق مصالح فئة واحدة معلومة لدينا جميعًا، وهم رجالات الأعمال وتتناسى الآن أصحاب الشهادات وذوي الخبرة. 
ولا شَك أن هذا يُمثل ناقوس خَطر في المُستقبل؛ لأنه بمرور الزمن ستكرر نفس التجربة التي قامت على أركانٍ هَشّة قد تلتهمها بعض المصالح أو تضارب العلاقات. 
وما أحلم به أنا وقطاع كبير من بني جِيلي أن نتعافى من تلك الفوبيا ونؤسس في هذه التعديلات المُقترحة لبعض مواد الدُستور لممارسة السياسة بما يَضمن إعداد كوادر ونُخب وطنية صادقة، تُعبّر عن حال مجتمعنا المِصري، وبما يتيح للرئيس خلق حلقة الوَصل بينه وبين المواطنين من خلال حِزب سياسي. 

ولَكَم أتمنى أن تُستَغل الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب في إعداد كوادر سياسية تُفرز نُخبًا وطنية جديدة، من خلال برنامج لإعداد نائب برلماني أو وزير أو محافظ أو عضوٍ في مجلس محلي أو رؤساء هيئات وغيره.

خالد بدوي حزب شبابي
*

النظام السياسي المصري (2) - (من القاعدة إلى جماعات المصالح)


 تصورٍ هندسي يسهل عملية المعرفة والفهم لدى القراء.
ل مفهوم النظام السياسي اعتمادًا على طرح نظريتي الاتجاه نحو التنظيم أو نحو الفكر والأيديولوجية ؛ ومررنا بتفنيد مكونات المثلث السياسي المصري بداية من القاعدة والتي تتمثل في المواطنين من كافة المجتمعات والمحافظات ذوي الطبقة الفقيرة أو ما نسميهم بالمواطنين أصحاب صفة العامة؛ والذي لا تتجاوز طموحاتهم سوى توفير المكان الملائم للمعيشة أو الحصول على قوت اليوم أو لربما وظيفة حتى وإن لم تكن مستدامة.

ويمثل هذا القطاع فئة كبيرة من المجتمع المصري؛ والذين أطلق عليهم بعض النخبة "حزب الكنبة" ولهم في الحقيقة رصيد كبير لدى الدولة في تحملهم لأعباء الإصلاح الاقتصادي، ويُعوّل عليهم الرئيس بشكل مُستمر، ويحاول بكافة السُبل توفير الحياة الكريمة لهم ولذويهم؛ من خلال مشروع القضاء على العشوائيات في كل محافظات مصر و مشروع التأمين العلاجي ومشروع القضاء على فيروس سي وغيرها من المبادرات الرئاسية.

الوسّط: وتضم الطبقة المتوسطة من المجتمع المصري تلتحم في بعض صفاتها مع الطبقة العادية العامة، وتتشبث في قمتها بجماعات المصالح التي تستخدم الطبقة العامة من المجتمع في ترويج موادها ومنتجاتها، وتستهلك الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني؛ للحصول على الخدمات بدافع تلاحمها مع الطبقة الفقيرة والمتوسطة؛ ولعل تلاشي الطبقة المتوسطة في الآونة الأخيرة هو الفجوة التي بدأت في التقلص منذ حوالي 4 سنوات تقريبًا، وكانت القطاع الأهم الذي يستطيع أن يوصل الخدمات إلى الطبقات الدنيا ويستفيد من حالة الحراك الحادثة في الطبقات العليا.

أعلى الوسط: نجد جماعات المصالح مع الأحزاب والحركات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والائتلافات وغيرها، والتي تُعد ذلك الميزان الذي إن اعتدل تواصلت أضلاع المثلث وإن مالت انقطعت أضلاع المثلث السياسي، فحصولهم على الخدمات من نفوذ الأجزاب وعلاقتهم بالحكومة؛ سيدفعهم لإيصالها للطبقة الفقيرة والمتوسطة؛ حتى تدور عجلة مصالحهم، ولا عيب في أن تكون هذه الدورة بهذا الشكل بقدر ما تنتعش الطبقات الدنيا.

+++++++++++++++++++

النظام السياسي المصري (5) - (هل يمكن للدولة صناعة نُخبتها؟)


 محاولات الدولة لإعادة إفراز نُخبة وطنية جديدة في محورين هامين؛ وهما النخبة السياسية والنخبة المتخصصة العلمية؛
هل يمكن للدولة صناعة نُخبتها؟ وهل يمكن للدولة تبني دعم نخبتها؟
 نُخبة السياسة التي أتصور ان تضطلع وتُحلل المواقف السياسية؛ وتنظُر للمستقبل السياسي نظرة إمعان؛ تُنظم عمله وتقود طليعته؛ مثقفون وساسة دارسون وقيادات طبيعية تُنشئ حالة من التفاهم والتناغم الذي يُنتج الأمل في مُستقبل السياسة في مصر؛ حزبيون ومُستقلون كلٌ في فَلَك الاختلاف يسيرون؛ واجهتهم مصر وقلوبهم مفعَمة بالانتماء.

ونُخبة الإعلام التي أتصور أن تكون من الإعلاميين المُعتدلين الذين يعملون بميثاق القيم والولاء للوطن قبل الولاء لعقود سنوية بمليارات الجُنيهات؛ مُحايدون لا يجورون إلا على خائن؛ ويعطون الحق للكلمة ويعرفون قيمتها في بِناء الأوطان؛ لا يُشعلون النار في الهشيم؛ ولا يفضحون سترًا أو يُوشون في حق أوطانهم.

ونُخبة الثقافة والفنون؛ التي أتصور أن تُشكّل عقل وقلب المواطن؛ أُدباء ومُثقفون؛ فنانون مميزون؛ يُطلقون العنان للمزيد من الأفكار التي تُدعّم القيم والأخلاق؛ وتتوارث التقاليد الأصيلة؛ لا تُزيّف في التاريخ؛ ولا تُشكك في الرموز.

ونُخبة الرياضة التي أتصور أن تكون من الدارسين المتخصصين في المجال الرياضي والقادرين على وضع رؤى وتصورات فاعلة لإصلاح المنظومة الرياضية بآليات حديثة تتواكب مع ما نعيشه في العالم من حولنا؛ ولا تعتمد فقط على سيرة ذاتية في احد الأندية أو في عضوية سابقة للاتحادات أو غيرها.

النظام السياسي المصري (6) - (الاستقرار والإصلاح السياسي في 2020م)


عملية الاستقرار هي أساس عملية الإصلاح السياسي؛ ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تقوم في مصر سياسة دون استقرار أمني واقتصادي يحافظ على شرعيتها؛ ولن أكون مؤيدًا لبعض الممارسات من بعض الأحزاب أو الأشخاص بقدر ما سأقدم أحد حلول الرئيس التي عرضها أكثر من مرة على الأحزاب التي تعدت أعدادها 102 حزب سياسي؛ والتي تستطيع بقدر ضئيل من التنازل أن تحقق رواجًا سياسيًا كبيرًا في المجتمع المصري.

وبوجود أكثر من 102 حزب سيكون التنافس مقتصرًا على ثلاثة أو أربعة أحزاب على الأكثر؛ بيد أن الرئيس أراد أن تغير الأحزاب نفسها، وتخلق 4 أو 5 تكتلات توافقية تتحد في تغيير ثقافة المواطن نحو السياسة، وتخطو الخطوة الأولى في مسار عملية الإصلاح السياسي الذي ننتظره منذ عام 2012م، إلا أن الرئيس في 2016 و في 2017 وفي 2018م لم يتلق ردًا من الأحزاب نحو فكرته التي عرضها.

 Jul 23, 2021*
ههههههه تعبير عن نظام المحسبويات والوسطات ولا ايه ؟؟
 أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بخالص التهاني لعضوي التنسيقية هيثم الشيخ، نائب محافظ الدقهلية، ومي كرم، عضو مجلس النواب عن التنسيقية، بمناسبة خطوبتهما.

*
الاصلاح السياسي 

يشير استمرار الانسداد السياسي إلى الخوف من عواقب الانفتاح ويوحي بضعف الدولة وأجهزتها وليس قوتها، وربما يغري بالعدوان السياسي عليها، ويقلل من أهمية مكتسبات يمكن جنيها من وراء التطورات الحاصلة في المجالات الأخرى، وبالتالي يؤثر إجمالا على الحوافر التي تنتظرها الجمهورية الجديدة.

من مكاسب تطبيع العلاقات مع قطر والتهدئة مع تركيا أنهما نزعا عن الإخوان سلاحا إعلاميا خطيرا وفقدت الجماعة الكثير من نفوذها، وأي خطوة للإصلاح السياسي الآن تقدم عليها القاهرة لن تفهم على أنها جاءت ابتزازا أو رضوخا لحملات معينة.

لم يعد ضمن أولويات الدول المعروفة بكثرة حديثها عن الأوضاع الداخلية المطالبة بمزيد من الحريات والتعددية والديمقراطية في مصر، وهي مناسبة تبدو فيها الحكومة غير مضطرة لتبني خطوات تحت وقع ضغوط خارجية، فمهما تضخمت الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم بها فلا غنى عن نظيرتهما السياسية.

Aug 16, 2021

*
Aug 23, 2021

«جماعة مصالح» أو «أخوية» بالمفهوم الاصطلاحى الذى ساد فى العصور الوسطى، والتى خرجت من عباءتها كيانات مثل «أندية السادة» و«الزملاء الغرباء». (لا يمكن هنا إنكار تأثير الحملات السلبية ممن أرادوا الانضمام للتنسيقية وفشلوا). من واقع تجربتى: التنسيقية هى ائتلاف وطنى يتكامل من أجل الصالح العام.

تنسيقية الشباب.. أصحاب ولّا بيزنس؟
رامي جلال
*


الأحزاب المصرية تفقد ذاكرتها السياسية وتنشغل بالخلافات الداخلية


تحولت الأحزاب السياسية في مصر من كيانات سياسية تسعى لترويج أفكارها وخلق رأي عام متوافق معها إلى مجرد مقار تتواجد فيها حفنة من الأعضاء الذين يتبارزون حول كيفية تحقيق الهيمنة داخل الحزب باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق مكاسب سياسية مع انفصال الأحزاب عن المواطنين وعدم القدرة على تحقيق شعبية عبر مواقفهم.

حالة التشظي التي أصابت غالبية الأحزاب تعود إلى عوامل مرتبطة بالقيادات ذاتها التي ليست لديها خبرات تمكنها من أن تشتبك مع الأزمات والمشكلات الداخلية بصورة تدعمها سياسيّا، وعوامل لها علاقة بتعاطي الحكومة مع الكيانات الحزبية الهشة التي يدور معظمها في فلكها دون أن يكون هناك قدر من التنوع والاختلاف معها لتنشيط دورها مجدّدا.

تأتي الأزمة العميقة من ارتباط توجهات دوائر قريبة من الحكومة بأدوار الأحزاب من خلال توسيع قاعدة حضورها في البرلمان، فقد جرى اختيار عدد من رؤساء الأحزاب وأصحاب المناصب العليا داخلها ضمن القوائم المغلقة في انتخابات مجلسيْ النواب والبرلمان الماضية.

أدى تسليط الأضواء على “تنسيقية شباب الأحزاب” (تضم مجموعة من الشباب والكوادر المنتمية إلى قوى مختلفة) على حساب الأحزاب التقليدية إلى خلق أزمات أخرى؛ فقد تراجع دور الكيانات القديمة، والمستقبل السياسي أضحى لشباب التنسيقية ولم تعد هناك ضرورة للالتفات إلى الكوادر التي تصف نفسها بأنها تاريخية ومازالت قابعة تنتظر أي دور سياسي يمكن أن تقوم به.

*
Aug 30, 2021

ديمقراطية دون أحزاب


في عام 1796، انتقد الرئيس الأميركي جورج واشنطن، الأحزاب السياسية لكونها أتاحت الفرصة لرجال “مخادعين وطموحين وبلا مبادئ لتقويض سلطة الشعب”.

*Oct 25, 2021
الأحزاب السياسية المصرية

واختفت الأحزاب السياسية فى مصر خلال قرابة ربع القرن بين عامى 1953 و1976 مع الموقف السلبى لقادة ثورة يوليو من الأحزاب السياسية، وتبنيهم نظاما أقرب إلى نظام الحزب الواحد بتأسيس تنظيم سياسى وحيد يتزعمه رأس الدولة (هيئة التحرير ثم الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى العربى)، وعادت مصر إلى تجربة التعددية الحزبية مع قرار الرئيس السادات بتحويل المنابر أو التنظيمات الفرعية الثلاثة المنبثقة عن الاتحاد الاشتراكى العربى (مصر العربى الاشتراكى والأحرار الاشتراكيين والتجمع الوطنى) إلى أحزاب سياسية بعيد انتخابات مجلس الشعب عام 1976.
وخلال الفترة التى أعقبت قرار السماح بإنشاء أحزاب سياسية، تم تأسيس عدد من الأحزاب بعد الأحزاب الثلاث الأولى، كان فى مقدمتها الحزب الوطنى الديمقراطى (بزعامة الرئيس السادات ثم الرئيس مبارك)، وحزب الوفد الجديد، وحزب العمل الاشتراكى.

وبعد عام 2011، تأسست عشرات الأحزاب السياسية، بعد إزالة كال القيود على إنشاء الأحزاب السياسية. وبالرغم من مضى أكثر من خمسين عاما على عودة التعددية الحزبية «المقيدة»، وأكثر من عشر سنوات على إلغاء جميع القيود على تأسيس الأحزاب السياسية، لم تتمكن الأحزاب السياسية المصرية من استعادة عافيتها، مثلما كانت عليه الحال خلال الفترة من عام 1924 حتى عام 1952.. فمن ناحية، ورثت أحزاب مصر العربى الاشتراكى (خلال الفترة 1976 ـ 1978)، والوطنى الديمقراطى (خلال الفترة 1978 ـ 2011)، والحرية والعدالة (خلال الفترة 2012 ـ 2013) معظم السمات السلبية التى رسختها تجربة التنظيم السياسى الوحيد، ولاسيما التداخل القوى بين الحزب المسيطر والجهاز الإدارى للدولة.. ومن ناحية أخرى، انتفت أمام الأحزاب الأخرى فرصة الوصول إلى السلطة من خلال الحصول على الأغلبية، منفردة أو مؤتلفة؛ الأمر الذى أدى إلى النظر لمعظم الأحزاب السياسية من قبل أغلبية المواطنين وحتى من قبل زعماء تلك الأحزاب وكوادرها باعتبارها أقرب إلى جماعات المصالح أو جماعات الضغط منها إلى الأحزاب السياسية التى تسعى للوصول إلى السلطة.

ومن ناحية ثالثة، أدت حقبة حظر الأحزاب السياسية والهجوم الضارى على التعددية الحزبية، ولاسيما خلال عقدى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، إلى عزوف الأغلبية الكاسحة من المواطنين عن الانضمام للأحزاب السياسية، وإلى شيوع النظرة السلبية للأحزاب السياسية بين المواطنين العاديين، وإلى تفضيل الناخبين المرشحين المستقلين على نظرائهم الحزبيين، وإلى انتخاب المرشح المنتمى لأحد الأحزاب بناء على برنامجه الانتخابى الخاص به وعلى سماته الشخصية وليس على أساس انتمائه الحزبى والبرامج التى يطرحها الحزب الذى يمثله.

أكثر من هذا، يتعمد عدد غير قليل من المرشحين الحزبيين إغفال الإشارة إلى انتمائهم الحزبى خشية الانتقاص من شعبيتهم وفرصتهم فى الفوز. لقد ظن الكثيرون أن ما سمى «التعددية المقيدة» كان العائق الأساسى أمام تقوية الأحزاب السياسية وتفعيل أدوارها.. وتوقع هؤلاء أن إزالة القيود المفروضة على تأسيس الأحزاب السياسية بعد العام 2011 ستؤدى إلى تعددية حزبية حقيقية. ولقد ثبت بعد مضى عشرة أعوام على إزالة القيود وتأسيس قرابة مائة حزب سياسى عدم صحة هذا الظن وذلك التوقع.

ومن المؤكد أن الأحزاب السياسية المصرية لم تتمكن حتى الآن من إقناع أغلبية المواطنين المصريين والمواطنات المصريات بأهمية الدور الذى يمكن أن تضطلع به فى النظام السياسى المصرى، من خلال تنافس سياسى على الظفر بثقة الأغلبية، عن طريق ما تقدمه من برامج متباينة تصب فى مصلحة المواطن العادى، ومن تقوم بإعدادهم من كوادر حزبية مؤهلة لشغل المناصب السياسية.

*
Nov 5, 2021

نشاط سياسي علني قانوني تمثيل الإرادة الشعبية بالمشاركة في تشريع القوانين بالبرلمان
الشأن السياسي للأفراد يجب أن يكون منظماً وعلنياً وسلمياً، نائياً عن السرية والعنف تحقيقاً لمبدأ السلامة والأمن الوطني 
فضاءات محظورة من تدخل ونفوذ السلطة، متاحة ومؤمنة لأفراد المجتمع لممارسة السياسة كما يرونها فكراً وتنظيماً ورؤية وتخطيطاً وبرنامج عمل قابلا للتطبيق، ولا بد من كونها مستقلة عن السلطة مادياً وإدارياً وتنظيمياً، فهي ركائز مدنية سياسية لبنى المجتمع المدني، قد تتغير أنظمة الحكم لكنها (الأحزاب) ثابتة ومستقرة لأنها مرآة لتوجهات الرأي العام والروح الملهمة للمجتمع.
التعددية الحزبية ضرورية للنهوض بالنظم السياسية لأن التنافس الحزبي يؤدي إلى حيوية الدولة سياسياً

الأحزاب السياسية عن سواها من أحزاب دينية وطائفية هو ممارستها للسياسة المجردة من الأيديولوجيات التي تشكل تهديداً للحياة المدنية، والتاريخ مليء بأمثلة تلك الأحزاب من نازية وفاشية وغيرها. عطب الأحزاب في غالبية الدول العربية والصراع الدموي القائم بينها أحياناً لا يبرر تخوفنا وتوجسنا من قيام الأحزاب، فمنتسبو تلك الأحزاب المتصارعة ضحايا للجهل والتضليل والطائفية والطبقية، واستغلت تلك الأحزاب نفقاً لوصول الانتهازيين والطفيليين لكراسي الوزارة وسدة الحكم، ومن ثم بادر هؤلاء بحظر الأحزاب وتجريمها، وهي التي أوصلتهم لمآربهم باسم الديموقراطية.

 الأحزاب السياسية إن بدت فاسدة فالأقرب هو فساد النظام الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي، فمنتسبو الأحزاب ما هم إلا نتاج مجتمعهم وثمرة تحضره أو تخلفه الثقافي، ودليل على مدى وعي المجتمع ومقدرته على المنافسة والتطوير. فالأحزاب السياسية مجال مدني حر، أعضاؤها من مختلف الطبقات، تعمل على كبح استئثار طبقة، أو فئة، أو طائفة، أو قبيلة، على السلطة أو التحكم في القرارات المصيرية، مما يحقق التوازن السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، ويفشي الأريحية الاجتماعية والاستقرار النفسي بين الأفراد. وإشهار الأحزاب السياسية لن يتأخر ملياً، طالما استقر في الوجدان الشعبي .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق