الاثنين، 9 مايو 2022

النيوليبرالية تفضل الأسرة التقليدية

في عام 2018، دعت النيوليبرالية للاهتمام بالأجواء التي تبدو أكثر هدوءًا في كاليفورنيا. وأظهر أولئك الذين يديرون وادي السيليكون أنفسهم كورثة لـ «حركة الهيبي»، سواء بارتدائهم الجينز في المكتب أو ممارستهم الجنسالحر في أوقات الفراغ (ومع ذلك، فإن هؤلاء أنفسهم يعملون بلا كلل من أجل شغل كل عنصر من عناصر حياتنا الشخصية والعملية بتطبيق إلكتروني).

تمثل كل من هذه الصور العالم الجرئ الجديد الذي نتصور أن النيوليبرالية قد خلقته على طريقتها الخاصة؛ عالم الصرافة (المخاطر العالية والأرباح الكثيرة)، وعالم التقنية الذي خنق الوظائف وحدّد العلاقات الإنسانية. كل شيء نقودي، ولا شيء ثابت أو مقدس. ومع وصول النيوليبرالية، يبدو أن كل ما كان صلبًا ذهب أدراج الرياح.

إذا كان هناك شيء واحد لا يبدو مناسبًا لهذا العالم النيوليبرالي فهو النموذج التقليدي للأخلاق والأسرة. بالتأكيد كان المحافظون أول من أدخل النيوليبرالية إلى السلطة، على الأقل في أمريكا والمملكة المتحدة

كتاب «القيم الأسرية: بين النيوليبرالية والمحافظة الاجتماعية الجديدة» للكاتبة الأسترالية «ميليندا كوبر»، والصادر عام 2017»؛ حول مشروع معياري مشترك وحّد النيوليبرالية والمحافظة الاجتماعية عند نشأتهما في السبعينيات. وكان مفهوم الأسرة هو محور هذا المشروع.

*Jun 29, 2020

 تفكّك النيبوليبرالية  كتاب «صعود وسقوط النظام النيوليبرالي: أميركا والعالم في عصر السوق الحرّة»

النيوليبرالية هي عقيدة تثمّن التجارة الحرة وحرية حركة رأس المال والسلع والأشخاص. وهي تروّج لإلغاء الضوابط التنظيمية لأنّ القيمة الاقتصادية تنتج عندما لا تستطيع الحكومات التدخّل في عمل الأسواق. يثمّن هذا النظام السياسي الكوزموبوليتية باعتبارها إنجازاً ثقافياً ناتجاً من الحدود المفتوحة وما يترتب على ذلك من اختلاط طوعي للشعوب المتنوّعة. تُشيد النيوليبرالية بالعولمة باعتبارها موقفاً يربح فيه الجميع ويثري الغرب (قمرة القيادة للنيوليبرالية) بينما يجلب أيضاً مستوى غير مسبوق من الازدهار لبقية العالم. شكلت هذه المبادئ العقائدية هيكل السياسة الأميركية خلال ذروة النظام النيوليبرالي.

سعت النيوليبرالية إلى إغراق الاقتصاد السياسي بمبادئ الليبرالية الكلاسيكية. هذه الآخرة (التي ولدت في القرن الثامن عشر) تميّزت في الأسواق بديناميكية غير عادية، كما تميّزت بإمكانات لتوليد التجارة والثروة. لقد سعت إلى تحرير الأسواق من مختلف الأنظمة: المَلَكيّة، المذهب التجاري (أو الميركانتيلية)، والبيروقراطية، والحدود المصطنعة، والتعرفات الجمركية. بعبارة أخرى، سعت إلى تحرير الاقتصاد من قبضة الدولة بأشكالها المختلفة. أرادت السماح للناس بالتنقل سعياً وراء المصلحة الذاتية والثروة، من خلال الشحن والمقايضة والتجارة بالشكل الذي يرونه مناسباً. أرادت الليبرالية الكلاسيكية أن تترك المواهب الفردية ترتفع (أو تنخفض) إلى مستواها الطبيعي. لقد حملت في داخلها آمالاً تحرّرية، بل طوباوية، لشعوب محرّرة وعالم متحول.

من خلال انهيار الشيوعية تخلّصت الرأسمالية من أشد معارضيها. وبعد ذلك أصبح ممكناً ضمّ مناطق وشعوب جديدة شاسعة إلى السوق الرأسمالية الموحدة. بدت احتمالات النموّ والأرباح غير محدودة

 أزال هذا السقوط ضرورة التسوية الطبقية بين النخب الرأسمالية والطبقات العاملة. دفعت الشيوعية النخب الرأسمالية في البلدان الصناعية المتقدمة، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى التسوية مع خصومهم الطبقيين بطرق لم تكن لتفعلها لولا وجود خطر الشيوعية. الخوف من الشيوعية دفع إلى التسوية الطبقية بين رأس المال والعمل، وهي تسوية قام عليها نظام «الصفقة الجديدة». كما دفع إلى تقديم حلول وسط طبقية مماثلة في العديد من الديموقراطيات الاجتماعية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

، استفادت الولايات المتحدة من هذا النمو. وأصبح بإمكانها التخلّص من التسوية الطبقية التي شكلت أساس أمر «الصفقة الجديدة». فلم يعد هناك تيار يساري متطرّف تخاف منه. هذا الأمر فتح المجال أمام ازدياد الفروقات بين الطبقات الاجتماعية ما مهّد لعصر سقوط النيوليبرالية الذي نعيشه منذ عام 2010.

ملامح الانهيار
استمرّ نهج النيوليبرالية في الصعود حتى نهاية العقد الأول من القرن الحالي. ففي السنوات التي أعقبت الانهيار المالي العظيم عامَي 2008 و2009، بدأت مجموعات مختلفة من الأميركيين في تحويل مِحَنِها الاقتصادية إلى غضب سياسي واحتجاج. 

«لاحتلال وول ستريت»؛ لقد مكثوا شهوراً وأطلقوا احتجاجات ضدّ اللامساواة الاقتصادية. وأخيراً، تحوّل غضب السود، من التأثير الوحشي لفقاعة الإسكان المتفجّرة، وعنف الشرطة في مجتمعاتهم، إلى شعار التحدّي والانتفاضة، تحت شعار «حياة السود مهمّة».


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق