الاثنين، 16 مايو 2022

الديالكتيك

Mar 19, 2021

 وصل الديالكتيك عند هيجل إلى نضجه، بعيدا عن الأرض،وجاء ماركس وأنزله من علوه المثالي إلى الأرض.

الديالكتيك، وهو الحوار المتكافئ للوصول إلى هدف يقبل به الطرفان المتحاوران، ويكون خلاصة لفكرتين متباعدتين، هذا الديالكتيك غريب على ثقافتنا، بل هو غريب على ثقافة العالم.

الحوار اليوم تمثله تلك الأسطورة التي تحكي عن حوار بين الأسود والأرانب؛ فبعد أن طال الجدل بينها التفت أحد الأسود إلى الأرانب، قائلا لها: أين مخالبك؟ أي أن ثقافة اليوم،بل وثقافة الأمس تقوم على القوة. الجدل ، بل الصراع، تديره القوة، لا الوصول إلى هدف مشترك يسمى الحقيقة.

ما نراه اليوم ليس غربة الديالكتيك وحسب، بل غربة التفكير الفلسفي القائم على العقلانية الموضوعية، الذي يعني غربة الفلسفة برمتها، تلك التي أرقت أفلاطون أرقا جاثما؛ لبث القناعة بين الناس بحكم الفلاسفة.

لو حكم الفلاسفة

 فؤاد زكريا بأن (المعرفة الفلسفية ليست تراكمية، بمعنى أن كل مذهب جديد يظهرفى الفلسفة، لم يكن يبدأ من حيث انتهت المذاهب السابقة،ولم يكن مكملا لها، بل كان ينتقد ما سبقه، ويتخذ لنفسه بداية جديدة) تصور، على ضوء هذا الوصف، لو حكم الفلاسفة، لكفر كل فيلسوف من سبقه، وغير كل القوانين والقرارات التي سنها، ولدخل المجتمع فى دوامة مظلمة.

الديمقراطية ضرورة، ولكن الديمقراطية اليوم تباع وتشترى، إن الرئيس الأميركي يصرف المليارات، فهل هذه المليارات صرفت لمساعدة الفقراء؟ كلا، إنها صرفت لشراء الأصوات والإعلام والتضليل فقط لا غير.

ما هو الخلل إذن فى العالم كله؟ الخلل هو ما فعله ويفعله الرأسمال الذي أحال كل شيء إلى(سلعة) و الإنسان أهم هذه السلع.

وإذا تحول الإنسان إلى سلعة، فما شأن الضمير، وما شأن الأخلاق، وما شأن الكرامة، وما شأن سا ئر المفردات ذات البريق فى سلم القيم التي ناضلت البشرية فى سبيل إقرارها، نظاما للسلوك السوي لأفراد المجتمع، هل نقيم عليها سرادق للرثاء أم ماذا؟.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق