ولقد ذكرتُكِ والرماحُ نواهلٌ/ منّي وبيضُ الهند تقطُر من دمي
فوَدَدتُ تقبيل السيوف لأنها /لمَعت كبارق ثغرِكِ المُتَبَسِّمِ
*
يساعد الإنسان ليحقّق أفضل ما بكينونته ويفجّر طاقات الحياة بداخله.
يدفع ببعض البشر إلى الجنون أو المهانة أحيانًا، مثلما حصل مع قيس بن الملوح، أو ابن زيدون في التراث العربي، أو قد يدفع بآخرين إلى الموت والدمار مثلما حصل في حرب طروادة التي رواها هوميروس في «الإلياذة» بالتراث الإغريقي، أو حتى في رواية «آنا كارنينا» في الإرث الأدبي الروسي.
فالموت «هو ما يعطي للحبّ شكله، مثلما يعطي للحياة شكلها»، كما كتب ألبير كامو في مذكراته، ومن جهة أخرى فالزواج في هذه القصص أيضًا هو ضرب من النهايات والموت ضمنيًا، ليس معنيًا بموت المحبين أو حبّهم بالضرورة، بل نهاية قصة الحبّ نفسها.
الاستثنائية من الموت والمهانة والحرب في القصص والقصائد، ويظهر بأن نموذج الحبّ الواقعي مختلف تمامًا عمّا حكاه الأوائل
راسل عن مقوّمات السعادة في العصر الحديث، كتب بأنه: «كلما ازدادت الأمور التي يهتم بها الشخص؛ كثرت فرص كونه سعيدًا، وتقلّصت فرصة كونه تحت رحمة الحياة»،
العمر المحدود للبشر يجعل الاهتمام بكل شيء في هذه الحياة ضربًا من الجنون والتشتيت. يتطرّق راسل في وصفة السعادة إلى موضوع الحبّ، فيقول: «يُعد الحبّ بمدلول الاهتمام الحقيقي المتبادل لفردين أحدهما في الآخر، ليس كوسيلة لخير كل منهما فحسب، وإنما توليفة تشتمل على أمر طيب بصفةٍ عامة، واحدًا من أهم عناصر السعادة الحقيقية».
إيريك فروم: «الحبّ الجاهل سيقول؛ أنا أحبّك لأنني بحاجة إليك. على النقيض سيقول الحبّ العاقل؛ أنا أحتاجك لأنني أحبّك».
، لا يجب أن يُفهم من «استمرارية الحبّ» أن الحبّ يدوم أو أن الطرفين سيحافظان على مشاعرهم دائمًا وإلى الأبد وعلى درجة واحدة أو متزايدة من المشاعر. ولهذا يعبّر إيريك فروم عن الحبّ بأنه «نشاط»، وليس مجرد مشاعر.
فالحبّ يقدّم خبرة جديدة للحقيقة، مبنية على اختلاف اثنين وطريقتين مختلفتين للنظر على مختلف شؤون الحياة. فضلًا عن القوة الشخصية التي يستمد منها المرء رغبته بالاستمرار وبناء جانب من الثبات في هذا العالم المتقلب،
كوخ: «إذا ما استمررنا في الحبّ بإخلاص تجاه كل ما هو جدير بالحبّ، ولم نهدر مشاعرنا على ما هو سخيف وتافه وغير ممتع، سنحيا -نتاجًا لذلك- في النَّور ونصبح أكثر قوة». فأيًا كان الحبّ، فمن المسلّم بأنه يعطينا دليلًا جديدًا على أننا نستطيع أن نقف أمام هذا العالم ونختبره بوعيٍ متكامل، عوضًا عن الوعي المنعزل. ولهذا نحبُ الحبّ، ونحبُ أن نحبّ، لأننا وببساطة نحبّ السكينة والثبات التي يصنعها في دواخلنا، أو كما يعبّر عن ذلك برتراند راسل بقوله إن «الحياة الجيدة هي تلك التي يلهمها الحبّ، وتقودها المعرفة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق