الأحد، 12 ديسمبر 2021

المؤسسات الدينية . الإسلام الرسمي في العالم العربي: التنافس على المجال الديني ******

Mar 31, 2020

 المؤسسات الدينية التي تتبنّاها الدولة بشكل رسميٍ، فلا يدخل في اهتمامنا الأفراد من الفقهاء والعلماء وأمثالهم، مع التطرق للحركات الإسلامية غير الرسمية، وما هي طبيعة العلاقة بينها وبين المؤسسة الدينية الرسمية؟ وهل استفادت الحركات الإسلامية من ضمور التأثير وانكماش المصداقية بالنسبة لتلك المؤسسات الرسمية؟

 الحركات الدينية الصاعدة منذ عشرينيات القرن العشرين، كما لا تنتهي بالفضائيات الدينية والزخم الديني والدعوى على شبكة الإنترنت، وهو ما يراه الكثيرون سحبا للبساط من تحت أقدامها.

مؤسسات المتن (شأن الأزهر والمؤسسة الدينية السعودية والزيتونة وغيرها)، ومؤسسات الهامش، أي تلك الأقل شهرة أو الأقل اعترافا في عرف البعض.

 لاحظنا ندرة أو غياب أي كتابات كلية وشاملة بهذه المؤسسات في المكتبة العربية حتى يوم الناس هذا،

في البداية يقرأ الدكتور سعيد بن سعيد العلوي في دراسته “المؤسسة الدينية والتجديد في العالم العربي” سؤال التجديد والتحديات العولمية، ومفهوم الإصلاح ودور المؤسسة الدينية فيه، من خلال تحديده لمفهوم الحقل الديني، وتتبعه طروحات الإصلاحيين مشرقاً ومغرباً، ومستكشفاً التحديات المطروحة على المؤسسة الدينية الرسمية، في ظل صعود المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت، وتحديات جديدة لم يكن للمؤسسة الدينية التقليدية علم بها فيما سبق.

ثم يقدم المؤرخ المعروف الدكتور عاصم الدسوقي دراسته المعنونة “مشيخة الأزهر والسلطة في مصر”، والتي يراها اتسمت دائما بحالة من الشد والجذب، منذ تأسيس هذه المؤسسة الدينية العتيدة، وأن مجموعة القواعد والقرارات التنظيمية لشؤون الجامع الأزهر ومعاهده، أوضحت مدى حرص السلطة السياسية على الهيمنة على شؤونه، لما له من مكانة عالية بين الناس، وهو ما يراه الباحث أمراً مستمراً حتى العصر الحاضر، مما غيب الأزهر بشكل كبير عن فضاء التغيير الاجتماعي، بعد أن كان حاضراً بقوة في فضاء التحرر الوطني، أثناء المرحلة الاستعمارية.

بينما يقرأ الدكتور سليمان الضحيان في دراسته “هيئة كبار العلماء في السعودية: التأسيس والوظيفة” المؤسسة الدينية السعودية، في أحد أهم تشكلاتها، مؤكداً منذ البداية على العلاقة التاريخية والتحالفية بين السلطة السياسية والدينية في المملكة، منذ عهد الدولة السعودية الأولى وحتى الآن، كما يقرأ تطور مسار هيئة كبار العلماء منذ التأسيس، والعلاقة بالمؤسسات الدينية الأخرى، ودورها وطرق اختيار أفرادها، واحتمالات نقدها، وتأثيرها الذي امتد في أحيان كثيرة خارج حدود المملكة، وخلص الضحيان إلى أن المقارنة بين حضور الهيئة حين تأسيسها وحضورها اليوم، تظهر فارقا هائلا من حيث التأثير، والمكانة، والحصانة.

ثم يتناول الباحث العراقي المقيم ببريطانيا الدكتور إبراهيم العاتي المؤسسة الشيعية منذ تأسيسها تاريخياً، وحتى ظروفها المعاصرة، وأهم إشكالياتها وأزماتها، والفارق بين تشكلاتها ومرجعياتها المختلفة، في إيران والعراق وغيرهما، والدور السياسي لها، والموقف المذهبي، سواء على المستوى الداخلي والعملي، أم على المستوى النظري.

ويقدم الباحث التونسي عبد الحق الزموري في دراسته المعنونة “المؤسسة الدينية في تونس القرن 18” علاقة المؤسسة الدينية في تونس في تلك المرحلة التاريخية، بالمؤسسة السياسية، والأدوار التي قامت بها على عتبة الحداثة وقيام الدولة الوطنية، متسائلا في الآن نفسه عن مدى توصل السلطة إلى تدجينها واستتباعها، أو مدى حفاظها على استقلاليتها، وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة في الأحداث، كاشفاً عن بعض الخلفيات التاريخية المهمة.

ويتتبع الباحث الجزائري د. بومدين بوزيد في دراسته “المؤسسة الدينية والأصولية الجزائرية”، واقع تلك المؤسسة، محللاً طبيعتها، وصراعها مع الحركة الإسلامية التي برزت مع بداية الثمانينيات في القرن العشرين، وكيف صار “منبر المسجد” ساحةً حاولت الجماعات الدينية افتكاكها من علماء دين، اعتبرتهم رسميين ومغيرين لمعنى النص الديني، في صالح إيديولوجية السلطة، واشتد الصراع أكثر في زمن التسعينيات، حين كفر أئمة المساجد، وطال القتل أرواحهم، ويرى الباحث أنه خلال هذا الصراع على التأويل كان العنصر الديني “قيمة كان أو مؤسسة”، وظيفياً في سياق العملية الاجتماعية، وفي سياق الفعل السياسي والثقافي، حيث تشكلت في الجزائر هوية دينية مميزة تم تكريسها في مواجهة العنفية الجهادية، يمكن دعوتها -كما قال الباحث- مالكية أشعرية وأحيانا صوفية- في مواجهة السلفية الجهادية.

وفي دراسة الشخصية يقدم الدكتور مصطفى لطفي الإمام محمد عبده ودوره في إصلاح الأزهر، حيث يرى أن الإمام عبده يظل رائد إصلاح المؤسسات الدينية بامتياز، إذ كان دوره أولياً وأساسياً في السعي لتطوير هذه المؤسسات، وإصلاحها فكريا، كما لم تتجاوزه أطروحات الإصلاح سواء على مستوى المؤسسة أو التعليم حتى الآن، ويؤكد الباحث أن إصلاح المؤسسة الدينية كان جزءا من المشروع الإصلاحي لمحمد عبده، حيث توزع مشروعُه على الأبعاد الثلاثة التي شملها مشروعه، وهي المقاربة العلمية للظاهرة الدينية، والإصلاح الديني الذي يعتمد على المصالحة بين الدين والعلم، وتطوير المؤسسة الدينية من أجل هذا الغرض.

*Nov 5, 2020

 تمنح المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية في الدول العربية الحكومات دوراً رئيساً في الحياة الدينية، لكن مثل هذه المؤسسات لاتكون سوى نادراً مجرّد رجع صدى لصوت الأنظمة،

تمتعت الدولة عبر هذه الكيانات، بنفوذٍ وشأو على التعليم الديني، والمساجد، والإعلام الديني المرئي والمسموع، ماحوّل المؤسسات الدينية الرسمية إلى أدوات فعّالة للسياسات العامة. بيد أن تعقيد المشهد الديني يعني أن مثل هذه المؤسسات لاتكون سوى نادراً مجرّد رجع صدى لصوت الأنظمة، 

  • المؤسسات الدينية الرسمية في العالم العربي، وعلى رغم أنها عموماً موالية لأنظمة بلدانها، إلا أنها بيروقراطيات ضخمة يسمح لها حجمها وتعقيدها ببعض الاستقلال الذاتي. اخر حلقة مختلف عليه ابراهيم عيسي الدراسات الغربية للقرآن لاسلام الازهري 2021
  • تتحكّم الأنظمة العربية بالهياكل الدينية الرسمية، لكن قدرتها على لَيّ عنق هذه المؤسسات الدينية لملاءمة أهدافها تبدو متباينة.
  • تطوُّر المؤسسات الدينية الرسمية يعود بأصوله إلى عملية تشكُّل الدولة الحديثة.
  • المؤسسات الدينية الرسمية تلعب أدواراً متعددة، تشمل الانخراط في قطاعات الأوقاف، والبر والإحسان، والإرشاد، وتفسير النصوص الدينية، والتعليم، والصلاة، وقانون العائلة، والإعلام المرئي والمسموع. واذاعة القرآن 
  • تتعرّض سلطة الأصوات الدينية الرسمية على نحوٍ مطّرد إلى التحدي من قِبَلْ أطراف غير رسمية. بعض هذه الأطراف توجد كليّاً خارج الهياكل الرسمية، لكن بعضها الآخر قد يجد ملاذاً في أجزاء تتمتع بقدر من الاستقلال الذاتي في المؤسسات الدينية، مايضيف مزيداً من التعقيد على المشهد الديني في العديد من البلدان. محمد عثمان الخشت 
*

فجوة بين جمهورالكتب والمؤسسات الدينية


وسيطر الأزهر ودار الإفتاء والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وهيئة كبار العلماء على القاعة رقم 4 داخل معرض الكتاب، ودشن الأزهر جناحه على مساحة تتجاوز ألف متر مربع، وهي مساحة كبيرة تشير إلى حرصه على الحضور.

 أبرز الكتب التي جذبت جمهور دار الإفتاء هذا العام ما يرتبط بالفتاوى الحياتية التي تشغل أذهان المواطنين في ظل الهيمنة الطاغية للدين في كافة المعاملات مثل “قضايا تشغل الأذهان”، و”فتاوى المرأة”، و”فتاوى الشباب”، و”فتاوى تنظيم النسل وتحديده”، و”فتاوى النوازل.. وباء كورونا”، و”العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من واقع فتاوى دار الإفتاء”.

وعبرت اهتمامات الجمهور عن تجذر فتاوى الشيوخ لدى عقول المواطنين وتعاملهم مع كافة متطلبات الحياة من منظور ديني فقط، ما يؤكد أن هناك فجوة بين جمهور المعرض من المترددين على الكتب الدينية، وأغلبهم من الشباب، وبين المؤسسات الدينية التي حولت الفتاوى إلى قضية رئيسية تتصدر اهتمامات الناس دون أن يكون ذلك وفق أسس تجديد الخطاب الديني.

 أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة طنطا، أحمد سالم أن ضعف المنتج الفكري القائم على التجديد لدى مؤسسة الأزهر يرجع إلى عدم انفتاحه على متخصصي العلوم الإنسانية المهتمين بتجديد الخطاب، سواء أكان من خلال علماء الاجتماع الديني أو الفلسفة أو التاريخ، وبالتالي يظل المنتج المقدم يطغى عليه الجمود.

 جناح الأزهر الشريف احتفى هذا العام بالدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، واختياره “شخصية الجناح”، باعتباره أبرز الشخصيات التي كانت لديها إسهامات في التجديد والتطوير، إلا أن كتبه قدمت بشكل لا يوحي بأهميتها.

 شيوخ الأزهر يتعاملون مع قضايا التجديد باعتبارها حكرا عليهم، في حين أنه لا توجد قاعدة انطلاق للتجديد يمكن أن تساعد على تقديم كتب جديدة تشكل إضافة في هذا المجال، وبالتالي يكون التركيز على إعادة إنتاج الأصول القديمة بعيدا عن النظر في تجديدها.

حجزت الكتب الصوفية لنفسها مكانا هذا العام لدى شريحة من القراء لتكون بديلا عن الكتب الدينية التاريخية، في ظل زيادة إقبال الفئات الشبابية على المعرض الذين لا ينجذبون إلى المجلدات القديمة ولا تجذبهم عناوينها أو محتواها أو حتى شكلها الخارجي ويكون تصميمها منذ سنوات طويلة.

*Jul 14, 2021

ؤمن الكثيرون بوجود حياة أخروية روحية خفية غامضة أزلية، تتخطى إدراك العقل وقدراته الفكرية لسمو مرتبتها وعلو منزلتها، حالةٌ يُشبهها البعض بحياة الجنين في رحم الأم المحدود مقارنًة برحابة هذا العالم. يُشجع هذا المُعتقد على التمسك بالأخلاق الإنسانية للحصول على مكانة مميزة بالعالم الأبدي وتجنب العقاب الأخروي، ويمنح المؤمنين مجالًا واسعًا لتطوير الذات، طلبًا للثواب وهربًا من العقاب.

الاستمتاع بالنفوذ عبر خدمة الذات بدلًا من الدين والمجتمع.

«فالخير يخص والشر يعم».

تمتلك المؤسسات الدينية ورجالها المخلصون فرصاً ثمينة لبناء الثقة وتوحيد جهودها لمواجهة التّحدّيات الّتي يخلفها انحراف القلة من مُنتسبيها، تحرك يُغير نظرة العالم للأديان ويمنحها فرصة لتطبيق مبادئها السامية ومعانيها الروحية، التي تُؤكد عِظم مكانتها وأهمية دورها الحيوي بإصلاح العالم.

*Aug 19, 2021 Nov 9, 2021

المؤسسات الدينية يصرون على التفسير الركيك الذي يشبه " تفسير العجائز" وذلك حتى يظل الفكر الإسلامي الحقيقي طي الكتب والمراجع، ولا يسمح للأجيال أن تطلع على هذا الفكر الذي يبني عقل الإنسان بناء حقيقيا يرتكز على المهمة الأساسية له في بناء مجتمعه، وكأن المؤسسة الدينية تحاول أن يظل الدين عند الناس فقط عبادات من خلال العادة الفارغة من أي مضمون، المضمون الذي يحرر الإنسان ويجعله في الواقع خليفة الله تعالى في الأرض، ويكون ركنا أساسيا في بناء الحياة، المهمة التي كلفه الله تعالى بها.

*

الإصلاح الديني

يحكم البيئة الثقافية العربية (3) خطابات: الخطاب التعليمي، الخطاب الإعلامي، والخطاب الديني،

 أما الخطاب التعليمي فهو خطاب تلقيني آحادي ينمي ثقافة الحفظ والاستذكار في عصر لا حاجة فيه إلى ثقافة الذاكرة التي تشدنا إلى الماضي، بمقدار حاجتنا إلى ثقافة الإبداع التي تمكننا من التجاوز إلى آفاق المستقبل، وفضلاً عن ذلك فإن خطابنا التعليمي السائد أنتج عقلية منغلقة يسهل انزلاقها للتعصب والتطرف، وخرج جيوشاً من العاطلين يفتقدون المهارات المطلوبة للتنمية وسوق العمل.

 الخطاب الإعلامي فلايزال تعبوياً يغذي الغرائز الأولية في الإنسان العربي تجاه الآخر المختلف داخلياً وخارجياً، كما يتبنى لغة الشحن العاطفي والتهييج والإثارة الإعلامية بهدف كسب أكبر عدد من المشاهدين العاطفيين، في سباق إعلامي غير صحي وغير عقلاني، الفائز فيه الأكثر تهييجاً وإثارة للعواطف الجماهيرية.

الخطاب الديني بتمثلاته الثلاثة: "التقليدي والسلفي والصحوي" فهو خطاب مأزوم، عاجز عن مواجهة تحديات العصر، فشل في تحصين شبابنا ومجتمعاتنا من أمراض التطرف والتشدد والانغلاق.

إصلاح الخطاب التعليمي والإعلامي، فلا يبقى أمامنا إلا السعي لإصلاح الخطاب الديني بوصفه الأكثر فاعلية في الارتقاء بالثقافة المجتمعية، فمجتمعاتنا وعقلياتنا، شئنا أو أبينا، محكومتان بالخطاب الديني السائد تاريخيا وإلى اليوم.

إصلاح الخطاب التعليمي والإعلامي، فلا يبقى أمامنا إلا السعي لإصلاح الخطاب الديني بوصفه الأكثر فاعلية في الارتقاء بالثقافة المجتمعية، فمجتمعاتنا وعقلياتنا، شئنا أو أبينا، محكومتان بالخطاب الديني السائد تاريخيا وإلى اليوم.

عبور فجوة التخلف المتسارعة) بيننا وبين العالم المتقدم.

 أنسنة خطابه الدعوي، ليكون خطاباً يحتضن الإنسان لكونه إنساناً كرمه الخالق عز وجل "ولقد كرمنا بني آدم" بغض النظر عن معتقده وجنسه وأصله.

 أوروبا كانت غارقة في الظلمات قبل 400 عام، وما قامت نهضتها إلا بالإصلاح الديني في القرن 16، الذي بدأه القس المصلح لوثر بتحرير العقل من سلطان الكنيسة، أي حق المسيحي في الفهم الحر للنص الديني بلا معونة رجال الدين أو الكنيسة. هذا الإصلاح هو الذي مهد للتنوير في القرن 18، أي تحرير العقل من كل سلطان إلا سلطانه، فأصبح العقل الأوروبي حاكماً بعد أن كان محكوماً، ليفجر الطاقات الجبارة الكامنة في الإنسان، ولينتج المعجزات العلمية والتقنية التي غمرت العالم.

 تحرير العقل من سلطان النقل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق