الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

بين الانغلاق المعرفي والوجداني . القفل

حكايات غرام المشايخ تدحض خطاب الانغلاق الديني
*

Feb 22, 2019

يتصور الإنسان البدائي ذو العوالم المحدودة العالمَ ـ بأناسه وأشيائه ـ في حدود معرفته المحدودة، فيما يتصور الإنسان العالمي، ذو العوالم المفتوحة على أوسع الآفاق وأعمق التصورات، العالمَ ـ بأناسه وأشيائه ـ في مدى معرفته التي تتسع بأعلى ما تستطيع المعرفة الإنسانية (المتاحة في ظرف زمني/ تطوري ما) توفيره.

الإنسان ذو المعرفة المحدودة يرى نفسَه العالمَ، فيما الإنسان ذو المعرفة العامة المتسعة باتساع العالم يرى نفسه في سياق موقعه من هذا العالم؛ دون يلغي نفسه ـ تصورا؛ فوجدانا؛ فمواقفَ ـ وفي الوقت نفسه دون أن يلغي الآخرين ـ تصورا؛ فوجدانا؛

أصبح الإنسان لدي ليس ابن الجغرافيا ولا العرق ولا الدين، وإنما ابن المبادئ الإنسانية العامة التي تتغيا الخير للإنسان من حيث هو إنسان

أتذكر أيام مراهقتي الأولى التي كانت مفعمة بتحيزات وجدانية جامحة

السبب في تشكيل كل هذه التحيزات الانخطافية. المعرفة المحدودة كانت هي المسؤولة عن محدودية الرؤية التي تحوّلت محدوديتها من المعرفي إلى الوجداني.

لولا أن فتح الأدب ـ بعوالمه اللامحدودة/ بآفاقه الإنسانية ـ لهذا المراهق الغرّ المُتعالم الذي لم يكن يعلم أنه إن كان قد حفظ شيئا فقد غابت عنه أشياء وأشياء!

 بعد أن قرأت ـ ذات مصادفة ـ بضعة أبيات من معلقة طرفة بن العبد. غرقت في عوالم هذا الشعر الجاهلي الذي تصورته هو الأدب، ولا أدب سواه، بل هو العالم

لقد كان تراث الأدب العباسي هو بداية الانفتاح الذي توالت متتالياته الأدبية والنقدية والفكرية والفلسفية، حتى لم يعد الأدب العربي هو الأدب الوحيد المستحق للأدبية كما كان، بل اتسع باتساع العالم الذي كفّ أن يكون ـ في مخيلتي ـ شعرا، بل أصبح شعرا ونثرا، أدبا وفكرا، جغرافيا وسياسية، مذكرات وسير ورحلات، فلسفة وفنا، أنثروبولوجيا وإحياء...إلخ، أصبح الإنسان لدي ليس ابن الجغرافيا ولا العرق ولا الدين، وإنما ابن المبادئ الإنسانية العامة التي تتغيا الخير للإنسان من حيث هو إنسان. وباختصار، انفتح العقل، وتحرر من ضيق الانغلاق المعرفي، فانفتح الوجدان تبعا له؛ لأن من يقرأ أو يحاول أن يقرأ "من كل" ما يخطه الناس؛ سيحبّ ـ في النهاية ـ كل الناس.

*
كفاية قراءت المقال مرة واحده 

عبدالعزيز السماري من صحبفة الجزيرة يكمل مقالاته 

 فالتفكير المنغلق هو عدم الرغبة أو عدم القدرة على الانخراط (بجدية) مع الخيارات الفكرية ذات الصلة، بينما الدوغماتية هي نوع من العقلية المنغلقة: إنها عدم الرغبة في الانخراط بجدية مع البدائل

الانغلاق وبناء جدران وحيطان حول العقل هو وسيلة للهروب من مواجهة المتغيرات، وهو ما حدث لبعض الجماعات الإسلامية، فرفضها للعصر والمتغيرات المعرفية جعل منها في حالة من العزلة والانطواء حول الذات، وهو ما ضعف قدرتهم على السيطرة على المجتمع، الذي تجاوزهم كثيراً، ومع ذلك ما زالوا يزايدون في حدة الانغلاق.

لو تتبعنا تاريخ المسلمين منذ القرون الأولى لاتضحت الصورة، فقد كان الاختلاف سمة إيجابية في القرن الأول والثاني، ولكنهم ابتعدوا عنها بعد تدخل السياسة في فرض مذاهب ضد أخرى كما حدث مع الوثيقة القادرية، وهي وثيقة أصدرها الخليفة العباسي القادر بالله سنة 408هـ، حددت المعتقدات التي يجب على المسلمين اعتقادها، وتمنع معتقدات أخرى تحت طائلة العقوبة والنكال، وقد منعت هذه الوثيقة الاجتهاد؛ فكانت السبب في تأخر المسلمين؛ وهو تأخر ما زال إلى اليوم، فقد تم اعتماد المذهب الأشعري ليكون مذهب الدولة، وهو ما يفسر توسع انتشاره بين المسلمين.

قبل ذلك كان الاختلاف مقبولاً في المذاهب، وكانت الدول في منأى عن خلاف الفقهاء ورجال الدين، وكان يدخل في حرية الاختيار، ولم يكن مصحوباً بعنف أو إقصاء، والدليل ما نلمسه من احترام بالغ في كتب الأولين للأقوال الأخرى، وهو ما يعني أننا في هذا العصر نعيش التأثيرات السلبية جداً لمرحلة فرض الأفكار من أعلى..

لم يأت الدين بانغلاق العقل، لكن فتح الباب للتفكير والتدبر في الكون، لكن اختلاف بعض المتطرفين وتدخل السياسة جعل منه كذلك، ولك أن تتخيل حجم الكراهية الموروثة بين المذاهب المعاصرة، وحجم الدمار في الدول العربية، والتي تأثرت بالانشقاق المذهبي، في العراق واليمن وسوريا ولبنان.

السؤال الذي يفرض نفسه، كيف نخرج من هذا الحجيم، وهل يصلح الزمن ما أفسده السياسي زمن طويل جدًا، فالعقول أصبحت أسيرة لمقولات لا تمت بصلة للدين الحنيف، ولكن تعصبات لرجال دين أو مجتهدين أو متطرفين، ووجه الدهشة أن المتطرف الذي يميل إلى ذهنية التحريم هو بالفعل أكثر مصداقية عند العوام من العالم المعتدل والمتسامح، وذلك له علاقة بالعقل، فالتفكير الدوغمائي في العقول يفضل التطرف والحدية من الأشياء من حوله.

كيف نخرج من هذا النفق المظلم؟ أعتقد أن الأمر يحتاج معجزة قبل الدخول في حروب دينية لا نهاية لها، وهو ما تغذيه أنظمة الملالي والفقهاء، وتأتي إيران ومن يتبعها في رأس القائمة، ولا استثني القراءات المتطرفة عند بعض فرق السنة، والذين كانوا ردة فعل للثورة الدينية في إيران..

الخروج الأول يشترط سقوط دول الملالي في إيران، وتأسيس مجتمع مدني على أسس حقوق الإنسان مهما اختلف مذهب الإنسان وعرقه، ولو حدث ذلك قد تخرج بعض الدول العربية من أزمتها مثل العراق واليمن، وعندها تقل حدة التطرف السني في مواجهة التغلل الإيراني في الدول العربية.

لنشرح لأجيال المستقبل ماذا يعني انغلاق العقل، وكيف يصوره البعض على أنه فضيلة وتقرب لله عز وجل، وهي رسالة خاطئة ومبطنة للسيطرة على العقول ثم شل قدرتها عن التفكير، فهل نخرج من هذا الانغلاق من خلال سياسة العقل المنفتح، أم أن نجعله غطاء واقياً، تجري من تحته الرغبات والمتع الزائلة..

*

الانفتاح المتفهم للمختلف والاختلاف

الانغلاق الاجتماعي او ظاهرة البينذاتية

المنغلق والجامد فكريا يؤمن في قرارات نفسه بأن فكرة الذي يمثله سينتصر في نهاية المطاف على أفكار الآخرين الذين يختلفون معه.

ثقافة التعصب المقيت والإقصائية ورفض التعايش وعدم قبول الرأي الآخر كما يقود إلى مظاهر العنف في التعامل والخشونة في
الأسلوب وإلى سوء الظن بالآخرين.

*

فالتضييق في الحريات الشخصية يعتبر من الأسباب المباشرة لنفور السياح أو العزوف عن المشاريع من قبل المستثمرين،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق