الخميس، 2 ديسمبر 2021

التحليل النفسي **********

Sep 21, 2019

مصطفى صفوان.. الفيلسوف والمحلل النفسي !

فيلسوف بارع فى اللغة وأفضل من يعرف سيجموند فرويد، بعد أن حصل على ليسانس فى الفلسفة من جامعة الأسكندرية غادر وسافر لدراسة الفلسفة فى جامعة كامبريدج قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليتعلم على يد المبدع جاك لاكان،

لاكان الذى هو تلميذ أخر مبدع للطبيب النمساوى الشهير ومؤسس علم التحليل النفسى - سيجموند فرويد.

لماذا تكره الأنظمة الاستبدادية التحليل النفسي؟

 كتاب يضيء على الراهن وهو "إشكاليات المجتمع العربي. قراءة من منظور التحليل النفسي" (المركز الثقافي العربي، 2008)، قدّم له أدونيس. والكتاب مقابلات أجراها المحلل النفسي اللبناني عدنان حب الله مع مصطفى صفوان (المولود عام 1921 في الإسكندرية). وهذا المفكر والمحلل النفسي المصري هرب من مصر عام 1958 ولجأ إلى فرنسا حيث لمع في انتمائه إلى الحركة البنيوية والانضواء إلى المدرسة اللاكانية (جاك لاكان؛ وكان صفوان أحد تلاميذه وأصدقائه). لمصطفى صفوان 15 كتاباً مؤلفاً و3 كتب مترجمة من الفرنسية والإنكليزية. ومن بين مؤلفاته لا بدّ من ذكر "البنيوية في التحليل النفسي" (1973)، "دراسات حول الأوديب: مقدمة لنظرية الفرد" (1974)، "اللاوعي وكاتبه" (1982)، "الكلام أو الموت" (1996، 2010)، "لاكانيانا أو محاضرات جاك لاكان 1953-1963" (2001)، "لماذا لا ينعم العالم العربي بالحرية: سياسة الكتابة والإرهاب الديني" (2008)، "نظرة إلى الحضارة الأوديبية: الرغبة والتنائي" (2015).

في كتاب "إشكاليات العالم العربي"، يتكلم مصطفى صفوان عن اللغة والكلام في التحليل النفسي، وعن البنيوية في هذا التحليل، وعن التحليل النفسي في المجتمع العربي، وعن الأسئلة المنسية في فلسفتنا السياسية. ليس مصطفى صفوان رجل سياسة أو منظِّراً سياسياً، ولكن التحليل النفسي ليس علماً مقطوعاً من شجرة، ولا يهتمّ بالفرد المعزول عن بيئته، بل ينظر في علاقة هذا الفرد بالمجتمع الذي يعيش فيه وبالوضع المعيشي واللغوي والثقافي والسياسي المحيط به وبالسلطة التي يعيش الفرد في ظلّها.

يتوقف صفوان، في مسألة الزواج والقرابة، عند دور الأب والأم والمحرمات الأوديبية، ويركّز على صورة الأب المثالي الموهومة، لأن هذا الأب غير موجود، لا بل هو مهزوم في معركة الحياة. وهنا يقفز صفوان من مقولة الأب البيولوجي إلى الأب السياسي: "كان أنور السادات عندما يتحدّث إلى المصريين، يقول لهم: يا أبنائي". وينظر ملياً في علاقة الحاكم [الأب السياسي] بالمحكوم [المواطن] فيقول: "إما أن يكون هناك نظام يكون فيه الحاكم نفسه مسؤولاً أمام المحكوم... فيكون هذا النظام عندئذ ديموقراطياً، مثل النظام الذي كان معمولاً به في أثينا"، في عهد بيريكليس، وإما أنه غير مسؤول أمام المحكوم، فيطغى ويجور. "الدكتاتور لا يُحاسَب على أخطائه! زعيم مصر وحده سينقذ مصر! وأي مخالفة لرأيه خيانة! وهو بنفسه لا يتعلّم من هزائمه ولا توجد معه نهاية سوى الكارثة" [والمقصود بالكارثة هي هزيمة 1967، وقد فتحت الباب على مصراعيه لكل أنواع الأصولية الدينية، كما يقول]. ويتوقف صفوان عند تقلص دور الأب في الحضارة الغربية وازدياد دور الأم، في حين دوره بارز دائماً في الحضارة الشرقية؛ ويرى أن الأب في أوروبا إذا صفع ابنه، يحق لهذا الأخير أن يقدّم شكوى ضدّه ويربحها. الأب هنا يمثّل السلطة والقانون، ولكن هذا الأب أو هذا الحاكم مهزوم. ولأن المجتمعات العربية مجتمعات طائفية وقبلية فإنها تركت الباب مفتوحاً، كما يقول صفوان "أمام الحاكم ليمارس طغيانه من دون رادع". وبعد أن ينزل الناس إلى الشارع، كما يضيف، ويعودون إلى بيتهم، "تستفرد بهم السلطة وتمسكهم واحداً تلو الواحد وتضعهم في السجن".

ولذا "لا يستطيع التحليل النفسي أن ينمو ويتكوّن إلا في مناخ ديموقراطي". ويرى أن المحلَّل نفسياً يتمتع أمام المحلِّل بمطلق الحرية في أن يقول ما يشاء – "ينتقد الأهل، المجتمع، الذات – وحتى يطال المحلل انتقادات قد تكون لاذعة، ولكنّ المحلِّل عليه أن يحترم حرية تفكير المحلَّل. والمعروف أن صفوان اضطر إلى ترك مصر عام 1958، وأنه نجا من الاعتقال "بفضل ساعات كانت الباخرة قد أقلّته فيها خارج المياه الإقليمية". ويردّ صفوان قائلاً: "من غير المعقول أن تبقى محللاً نفسانياً وفي نفس الوقت تتملق لواحد دكتاتور. غير ممكن أن تبقى محللاً نفسانياً وتبقى متوحداً مع ذلك التافه الزعيم الذي يقود الجماعة القائمة على الالتفاف حول هذا الزعيم/الطوطم".

++++++++++++++++++

حل عقدة أوديب في المجتمعات العربية لا يتم بشكل طبيعي وسليم

طرحت إشكاليات الهوية مجددا بشكل أكثر تفرعا، نظرا إلى التغيّر الديموغرافي والاقتصادي والسياسي والفكري والتكنولوجي وغيرها من المتغيّرات الجذرية التي غيرت من ملامح الشعوب وخلقت لها هويات أكثر تنوعا، كما غيّرت من تركيبة الفرد ذاته، وخلقت له روافد هوياتية لم تكن متاحة سابقا،

 حيث الهوية لم تعد بذاك الثبات القديم،

يجمع نقاد الفكر والثقافة في الغرب أن قضية الهوية المركّبة قد أصبحت من أبرز المعضلات التي ما فتئت تواجههم على صعيد الفهم النظري، وعلى مستوى قبول صدمة التغيّرات الديموغرافية والاقتصادية والثقافية الكبرى التي انطبعت بطابعها مجتمعاتهم راهنا، إذ أصبحت المجتمعات الأوروبية متعددة القوميات والديانات واللغات والثقافات ولم تعد “بيضاء” كما كانت في عهود دانتي وجون كيتس ليوناردو دافنشي أو رامبرانت.

نظرا إلى هذا الواقع المختلف فقد اندلع سجال حول تعقيدات تعددية الهويات الثقافية والدينية والإثنية والعرقية في الفضاء الأوروبي/ الغربي، وأفرز هذا الوضع مفاهيم جديدة لم تكن تعرفها الثقافة الأوروبية/ الغربية من قبل، منها مفهوم الهوية/ المشكال (ويعني تشبيه الهوية المركبة بالمشكال 

الدارس في الكتابات النقدية العربية المعاصرة على مقاربات تحاول سبر الهوية ومكوَناتها وأنماطها مثل الهوية الثقافية أو الدينية، أو الجنسية، أو الاجتماعية أو السياسية، أو الإثنية أو العرقية وغيرها، ولكن من النادر جدا أن يجد في هذه الكتابات فحصا دقيقا لتأثير اللاوعي الثقافي أو السياسي في بناء الهويات الفردية والجماعية في مجتمعاتنا وهلم جرَا.

علي الوردي في دراسة نفسية الهوية العراقية نقديا وفي صلب ذلك الهوية العشائرية والقبلية، وإنجاز مصطفى زيعور الذي ركز على تحليل البنية الخرافية في ثقافة المجتمع العربي باعتبار الخرافة إفرازا للاوعي الثقافي والسياسي وتشكيلا له أيضا، وجورج طرابيشي في تفكيكه المثير للجدل لهويات المثقفين العرب من خلال تحليله لشبكة العقد والرضّات النفسية التي يحفل بها ويكرسها الخطاب العربي المعاصر بالتركيز على بنيته المضمرة في كتابيه “المثقفون العرب والتراث: التحليل النفسي لعصاب جماعي” و“من النهضة إلى الردة: تمزقات الثقافة العربية في عصر العولمة”. لا شك أن هذه الدراسات التي أشرت إليها بإيجاز توظف آليات التحليل النفسي التقليدي لسبر طبقات اللاوعي الثقافي المهزوم المتراكم في تضاريس الهوية الفردية والجماعية في الفضاء العربي.

مصطفى صفوان وعدنان حب الله قد بذلا جهدا معتبرا في الكشف عن مشكلات الهوية في مجتمعاتنا وعلاقة كل ذلك بمخزون اللاوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي، وذلك من خلال نظرهما إلى هذه المشكلات كنسخ نمطية بموجبها يعاد إنتاج قيم عصبية القبيلة أو العشيرة في حياتنا الاجتماعية وفي علاقاتنا اليومية وفي طبيعة الحكم السياسي معا

صدى القبيلة



مصطفى صفوان بذل جهدا كبيرا في الكشف عن الهوية

يلاحظ مصطفى صفوان أن “الفردية غير موجودة في الثقافة العربية أو تهمَش أمام الجماعة، أضف إلى ذلك أن البنية الاجتماعية العربية لا تزال في أكثر المناطق الريفية قبلية”، ويعني هذا إلغاء الفردية المستقلة هو من فعل القبيلة أو العشيرة، أو الطائفة، أو أيديولوجية الطبقة السائدة المغلقة على نفسها التي تقمع بروز هويات الأفراد المستقلين في مجتمعاتنا. وفقا للدكتور مصطفى صفوان فإن حل عقدة أوديب في المجتمعات العربية لا تتم بشكل طبيعي وسليم لأنها تبقى موزَعة و“لا تحصر في البنية الثلاثية” أي الطفل والأم والأب. وهذا يعني أن المشرّع للقانون وللقيم، وللسلطة ليس الأسرة الثلاثية، بل القبيلة أو العشيرة أو الطائفة” في هذه المجتمعات، ومن ثم يخلصان إلى القول بأن “الانتقال من التوزيع القبلي إلى الثلاثي الأوديبي يتطلب أجيالا، وإذا ما حصل بسرعة من دون تمهيد يؤكد مما لا شك فيه العنف، لأن الاستعانة بالآخر لامتصاص العداء يصبح ضرورة للحفاظ على سلامة الذات”.

وفي المقدمة التي كتبها الشاعر والناقد أدونيس لكتاب صفوان وحب الله “إشكاليات المجتمع العربي”، نجده يتابع استنتاجاتهما حين تساءل عن شيء غير موجود هكذا هل توجد “ذاتية في الثقافة الإسلامية السلفية؟”، ومن البديهي القول إن الإجابة عن هذا التساؤل تفضي إلى التأكيد أن هوية الفرد المستقلّ والحر في الثقافة العربية، وفي تجليات السياسة، وخطابات السلطة، وفي العلاقات الاجتماعية هي هوية إشكالية معقّدة تدخل فقط في إطار الأمنيات والتفكير الرغبي، وفي هذا الخصوص يعبّر صفوان بوضوح “أنا أتمنى للمجتمع العربي أن تتعدد فيه مراكز القوى، دون أن يحصل استفراد بالحكم نظرا إلى أن الاستفراد بالحكم مبني على فكرة الواحد، أي على الطوطمية وأتمنى زوال الطوطمية في نهاية الأمر”.

+++++++++++++++++++

الثقافة واللغة شرطان لميلاد الذات
فلك التحليل النفسي التقليدي،
كما هو الحال عند جورج طرابيشي
ومصطفى زيعور على سبيل المثال



مصطفى
صفوان، وكذا تلميذه عدنان ّ حب الله،
وخاصة في كتاباتهما التي يبرز فيها
استيعاب ّ وتمثل مستجدات الفرويدية
في تطوراتها الحديثة، وخاصة تلك
التي ابتكرها ّ المفكر والمحلل النفسي
الفرنسي الشهير جاك لاكان، علما أن
بعض كتابات صفوان ّ وحب الله مكرسة
أساسا لتحليل وزعزعة ثنائية الذكورة
والأنوثة في الثقافة العربية، ولتفكيك
مشكلات المجتمع العربي ذات الطابع
الثقافي والسياسي معا

ونفهم من ّ كل هذا ّ أن مرحلة المرآة
هي المرحلة التي يتوهم فيها الطفل
بأنه
جزء من الأم ولا يرى افتراقا بينه
وبين العالم: وفي هذه المرحلة ّ يطور
الطفل صورة جسدية عن نفسه، وما
يدعى بالأنا
الجسد، وبذلك يغترب
عن نفسه وتنتهي مرحلة المرأة بدخول
الطفل في المرحلة الأوديبية وفقا
لاصطلاح فرويد أو في المرحلة
الرمزية بتعبير لاكان، ويعني الدخول
في عالم اللغة والثقافة والقيم
الاجتماعية


++++++++++++++




الماركسية و علم النفس


++++++++++++

أستاذ الطب النفسي الدكتور عبدالرزاق الحمد ضيف برنامج في الصورة مع عبدالله المديفر


التوافق في منهجية التفكير حتي ولو اختلفت الثوابت 

الاسرة في المجتمع وليس الفرد في الاسرة كيف التكيف اذن 

النضج النفسي التكيف مع الندم والذنب 
ترويض النفس

هل ابو حنيف فقيه ام محدث وخلافات بين الحنابلة والاحناف يؤدي ان نجد بين العلماء سب ولعن ونستغرب

الافتاء مهم اعرفه جدا شخصية بيئة الفتي 

المشاعر هي التي تكون الافعال 

نظرة تكاملية لطب العامل النفسي الجيني الوراثي الاجتماعي عضوي 

الاهم التزام المريض بعلاجي شىء متوافق مع بيئته وثقافته 

اليه دفاعية نفسية انها تقول جني حالة الوسوسة والهرب 
انعكاس من العقل الباطن تمثيلها لجني متلبس بسبب ثقافة المجتمع 

دكتور عالج حالات ورمي بالاعتزال لانه قال الكلام ظني وليس قطعي علي لسان الجني

لا نعلق الناس بالجن نؤمن به ولكن نعلقهم بالله اقوي قوة مطلقة بالكون 

++++++++++++++++++

المنظور الفرويدي للإنسان


شكل التحليل النفسي ومنذ قبوله والاعتراف به كعلم له موضوعه الخاص والمتفرد من طرف الجمعية العامة لعلماء النفس في عشرينيات القرن المنصرم منعطفا هاما في تاريخ الفكر الانساني الغربي بشكل خاص والإنساني منه بشكل عام، اذ يعد تمردا على الإرث العقلاني الديكارتي وقطيعة معه؛ حيث قلب التعريف الديكارتي - الذي إنبت عليه الحداثة وشيدت من خلاله صروحها الكبرى - الذي اعتبر أن الإنسان كائن عاقل وبالتالي افتتاحه لعصر " يعطي الأولية للانسان وللذات الانسانية والاعلاء من شأن الفردية " ، إلا أن فرويد قوض هذا الرؤية التفاؤلية للانسان وحاول الابحار في الجانب المظلم والخفي فيه مركزا في ذلك على المعنى الكامن وراء عقله

الأنا وظيفته الأساسية هي صون الشخصية ومحاولة حلحلت الصراع الدائم بين الأنا الاعلى الذي يمثل مستودعا لكل القيم والمعايير والقوانين الاجتماعية التي تمثل سلطة ورقابة على الفرد، وبين الهو الذي يعتبر المكون البيولوجي والغريزي في الانسان من غرائز جنسية ودوافع عدوانية تسعى دائما الى تحقيق اللذة غير آبهة بالمعايير والقيم التي تسود داخل المجتمع والتي تنظم عملية تحقيق هذه اللذة بطرق تتماشى وثقافة المجتمع. ان هذا الصراع المرير بين الهو والانا الاعلى يحاول الأنا جاهدا أن يوازن بينهم بغية تحقيق التوازن النفسي والاستقرار والتخلص من التوتر الناجم عن هذا الصراع والاحتدام. ان الهو هو الصورة البدائية للانسان قبل انتقالها من الطبيعي الى الثقافي، حيث كان ومنذ غابر الازمان يحقق رغبته ويحصل على اشباع لذيته من دون أدنى قيود أو عقبات كالتي أصبحث تجابهه الأن، لهذا فقد اعتبر في كتابه الشهير "قلق في الحضارة" بأن هذه الاخيرة أي الحضارة تحد من رغبات الفرد وتحوّل جزءا من طاقته – الليبيدو – نحو خدمة وبناء الحضارة بما يتماشى و الأهداف العامة التي تسعى هذه الحضارة الى تحقيقها.

وفي الاخير يمكن ان نقول بأن الانسان عند فرويد يستمد هويته من خلال العناصر الثلاثة التي تم ذكرها، الا ان هذه الهوية دائمة التقلب وليست ثابتة حسب العنصر الذي يسطر على الانسان، فاذا سيطر عليه الهو فانه يستمد هويته من الهو او اذا سيطر عليه الانا الاعلى يستمد هويتها من الاعلى وبالتالي تكون هذه الهوية اجتماعية ومقبولة بحكم ان الاعلى يمثل خزان للقيم والمعايير العامة للمجتمع وهكذا دواليك...
• الانسان كائن عدواني :
في نظريته الأولى حول الدوافع أرجع فرويد الدافع الانساني الى العدوانية الى دوافع لبيدية اي تلك الدوافع التي يشعر بها الانسان اذا لم يستطع تحقيق اشباعه وطاقاته الغريزية من جنس...وبالتالي تتراكم هذه الطاقة وتخزن في اللاوعي حتى تخرج منه بشكل عنيف وهدام؛ او الى دوافع الحفاظ على الذات ومكمنه الأنا الذي يحاول جاهدا الى الحفاظ على حياة الانسان وصونها، لكن في نظريته الثانية سيعطي للدافع العداوني مكانا خاصا ومستقلا ومنافسا بالتالي لدوافع الليبيدو والانا، ومن هنا تشديده على طبيعانية العدوان وتأصله في بيولوجية الانسان، مما يجعل القضاء على مظاهر العدوان والحرب وإلحاق الاذى بالأخرين مجرد سراب لا يمكن تحقيقه بل ما يمكن عمله هو تقليص وتحجيم هذا الدافع الى حدود معينة. وهذا ما عبره عنه في كتابه "قلق في الحضارة" حيث يقول: ليس الانسان بذلك الكائن الطيب السمح، ذي القلب الظمآن، الذي يزعم الزاعمون أنه لا يدافع عن نفسه الا نتى هوجم، وإنما هو على العكس كائن تنطوي معطاياته الغريزية على قدر لا يستهان به من العدوانية" . بالتالي فإن الحديث عن عدوانية الانسان في كلا النظريتن الاوليتين التي تم ذكرهنا (دافع اللبييدو او الدفاع عن الذات وحفظها ازاء تعرضها لمخاطر خارجية) قد تم إبدالها من طرف فرويد في هذا الكتاب بنظرية ترى أن الانسان كائن شرير بطبعه ملاحظين تأثره الواضح بتوماس هوبز.

 هل الانسان كائن أناني بطبعه ؟
ان الانسان ومن خلال مراخل تطوره العمرية الأولى تهيمن عليه نرجسية أولية تتبدى واضحة في بحثة عن تحقيق اللذة و الاشباع سواء عبر الفم وهي المرحلة التي تمتد من ولادة الطفل الى بلوغه السنة الاولى من عمره أو عن طريق الشرج وهي المرحلة التي تمتد من السنة الاولى حتى السنة الثالثة... كلها تبين عن الأنانية المتأصلة في الجبلّة الانسانية؛ فالطفل يصارع الى تحقيق لذته دون الاكتراث الى والديه ويسعى جاهدا الى الحصول على كل اشباعه بكل ما أوتي له من طرق و وسائل (بكاء ، صراخ...). ومن خلال هذا المعطى الاولي يمكن القول بان الانسان كائن أناني بطبعه يسعى دائما الى تحقيق لذته ولو على حساب الآخرين، "فليس القريب إليه مجرد مساعد وموضوع جنسي ممكنين، وانما ايضا موضوع و اغواء" . وبالتالي فان ما يجعل الانسان يتنازل عن أنانيته هذه ولو قليلا هو مبدأ الواقع الذي يتعارض مع مبدأ اللذة " بما يتطلبه من تحديدات و إرغامات تفرضها مصلحة المجتمع عامة ورغبات الآخرين" .

 هل الحضارة هي التي تصنع الانسان أم الانسان هو الذي يصنع الحضارة؟
ان الحضارة عند فرويد تبنى من خلال قمع مبدأ اللذة عند الانسان وتحويل طاقة الليبيو عن طريق العمل بكل أشكاله، فالحضارة تقمع غرائز الانسان و تروضها لأهداف ومآرب تخدم الحضارة بالدرجة الأولى وتضرب بكل الغرائز الفطرية للانسان عرض الحائط؛ فالحضارة تصنع الانسان الذي يصنعها بدوره. فهذه الثنائية تبقى ثنائية اشكالية عصية على الحل لكن من اجل فهمها لا بد من النظر اليها نظرة تكاملية، فالانسان والحضارة يحددان ويكملان بعضهما البعض.

*
Jun 29, 2021

الدين والتحليل النفسي

  مرجعين اثنين: كتاب "مستقبل وهم" لفرويد وكتاب "علم النفس والدين" ليونغ.

يرى فروم بأن فرويد يعارض الدين باسم الأخلاق ويربط الدين بالوهم. فالدين ينشأ، كما يرى فرويد، في مرحلة مبكرة من التطوّر البشري حيث يكون فيها الإنسان غير قادر على استخدام عقله في التعامل مع القوى الخارجية والداخلية المهدّدة لتوازنه، لذلك فإنه يتوجَّب عليه كبتها وتسييسها بمعونة قوى أخرى يُسمّيها "العواطف المضادة". ومن هنا ينشأ "الوهم" الذي يستمدّ مادَّته من خبرة الفرد في الطفولة.

يقارن فرويد الدِّين بـ"العصاب الاستحواذي" الذي نصادفه عند الطفل، لكنَّ الدين عصاب جماعيّ تُسبّبه شروط مشابهة لتلك التي تؤدي إلى العصاب الطفولي.
إنَّ تخلّي الإنسان عن وهمه الدينيّ سيحوّله إلى طفل ضعيف غادر بيت أبيه، لأن إيمانه أساساً بالدين - الوهم هو بحث طفليّ عن رعاية أبوية بديلة.

ويتهم فرويد الدين، كما يرى الكاتب، بتكريس مفهوم الإيمان بالأوهام والنهي عن التفكير النقدي الذي يؤدّي إلى إفقار الفكر، في الوقت الذي لا يُغفل فيه فرويد احترامه للمثل والقيم الإنسانية كالمحبّة الأخوية والحقيقة وتلازم الحرية مع العقل.
أما بالنسبة إلى رأي الكاتب بوجهة نظر يونغ الخاصّة بالدين، فإن خبرة يونغ الدينية هي خبرة انفعالية تتمثَّل بالاستسلام للقدرة العليا سواء أكانت هذه القدرة هي الخالق أم اللاشعور.

*
حسين سرمك حسن: في التحليل النفسي للأدب

 في كتابه "التحليل النفسي لملحمة جلجامش" (1999)، يفترض حسن أن الإنسان المعاصر لم يبتعد كثيراً عن جلجامش سواء على صعيد رغباته أو ممارساته أو طموحاته، مضيئاً مجموعة من الأسئلة مثل: هل استقال الموت من وظيفته في إقلاق راحة الإنسان وتهديده؟ وهل تخلى الإنسان عن الرغبة في تأجيل موته إلى ما لانهاية؟

*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق