حيث كانت ديمقراطية «أحمد لطفى السيد» سبباً فى إخفاقه عندما رشح نفسه لعضوية البرلمان عن دائرة الدقهلية, وكان ترشحه مثار قلق للمنافس لصعوبة المنافسة, وعليه فقد استغل عدم دراية الناس بمثل تلك المصطلحات السياسية، وحداثة كلمة «الديمقراطية» فى العشرينيات من القرن الماضى, وأشاع فى محيط الدائرة أن «أحمد لطفى السيد» ديمقراطى، وأن الديمقراطية تعنى الكفر متهماً الرجل باستبدال إيمانه بالله بالديمقراطية, وانتشرت الشائعة فى القرى ولاقت سخط أهل الدائرة على المرشح «الديمقراطى» الذى كان من المفروض أن يدافع عن قضاياهم وحقوقهم, بعدما أقسم لهم المرشح المنافس أن لطفى السيد «ديمقراطى» وحذر أهل الدائرة من انتخابه معللاً بأن ذلك ترك للإسلام واعتناق للديمقراطية, وانتظر أهل الدائرة المؤتمر الانتخابى لأحمد لطفى السيد, وسألوه هل صحيح أنت ديمقراطى؟ ورد عليهم لطفى السيد نعم أنا ديمقراطى, وعندما تأكدوا أنه ديمقراطى انصرفوا عنه!!
قاسم أمين فى كتابه (تحرير المرأة) و(المرأة الجديدة)،
عام 1899 نشر أمين كتابه "تحرير المرأة" بدعم كبير من الإمام محمد عبده والمفكر أحمد لطفي السيد، حيث تناول قضايا شائكة، مثل الحجاب في الإسلام، وتعدد الزوجات والطلاق، والعزلة بين المرأة والرجل وأنها ليست من الشريعة، ودعا إلى تحرير المرأة لتخرج للحياة.
أهمهم الزعيم الوطني مصطفي كامل الذي ربط أفكار أمين بالاستعمار الإنجليزي، كما انتقده أيضا الاقتصادي طلعت حرب.
رد أمين على من انتقده بكتاب "المرأة الجديدة" عام 1901، مدللا على أفكاره في "تحرير المرأة" بأقوال مفكري الغرب.
نقد تعدد الزوجات والزواج المبكر، واعتبر التخلي عن الحجاب التقليدي أحد مفاتيح حل الأزمة، كما حاول تفكيك الوضع الاجتماعي للمرأة المصرية وإعادة حقوقها الطبيعية في اختيار الزوج والعمل والتعليم والاختلاط الكامل في المجتمع.
المقاربة بين عدم الحشمة المبالغ فيها في المجتمع الأوروبي والاحتشام المبالغ فيه في المجتمعات المسلمة.
الأفكار التي نادى بها أمين في كتابه "المصريون" تغيرت كثيرا في كتابه الأشهر "تحرير المرأة"، فقد دافع عن الحجاب بمفهومه الواسع قاصدا احتجاب المرأة وعدم اختلاطها بالرجال في الكتاب الأول، فيما في الكتاب الثاني يعارض الحجاب ويعدد مساوئه للمرأة وصحتها الجسدية والنفسية والأدبية والعقلية.
التعارض والتناقض بين الكتابين حول قضايا المرأة والمجتمع الشرقي ومقارنته بالمجتمع الغربي إلى تطور أمين الفكري، حيث كتب "المصريون" بدافع الحمية الوطنية والدينية في مواجهة الدوق الفرنسي الناقد لوطنه، وكانت السنوات الخمس التالية حتى نشره "تحرير المرأة" هي مرحلة النضج والنظر لقضايا بلده بعيدا عن العاطفة والغيرة الوطنية.
في 23 أبريل/نيسان 1908 رحل أمين عن عالمنا عن عمر يناهز 42 عاما، لتشهد مصر بعد ذلك بنحو عقد من الزمن خروج النساء يشاركن بقوة إلى جوار الرجال في ثورة 1919 ضد المستعمر الإنجليزي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق