الأحد، 12 ديسمبر 2021

الديمقراطية ++++++++++++++++

 التساؤلات العميقة حول الديمقراطية. ومنها: ما الديمقراطية؟ هل هي صناديق الانتخابات لا غير؟ أم إنها تعني في جوهرها مجموعة من القيم والمفاهيم الثقافية التي ينبغي أن تترسَّخ في نفوس الناخبين قبل عملية الانتخاب؛ منها التسامح والعقلانية وتقبل الآخر المختلف واحترام هذا الاختلاف؟ وهل هناك نمط موحد للديمقراطية، فنعدّ الديمقراطية الغربية، خصوصاً النمط الأميركي، نمطاً مقدساً يجب نسخه وتطبيقه بحذافيره في بلدان أخرى؟ أم إن للديمقراطية أنماطاً متنوعة، حتى تناسب التنوع الكبير في ثقافات الدول وقيمها وعقليات شعوبها والخصوصيات التاريخية والاجتماعية لها، وبالتالي يحق لكل دولة استكشاف النمط الديمقراطي المناسب لها؟ وهل هناك مرجعية مطلقة مفوضة إطلاق الحكم على الغير، فتقسم العالم إلى عالم ديمقراطي وآخر شمولي أو استبدادي... إلى عالم متحضر وآخر وحشي... إلى عالم الأنا، وعالم الغير؟ أم إن هذه المرجعية لا تتمتع بأي شرعية قانونية أو أخلاقية، وإن هذا التقسيم لن يحقق إلا مزيداً من استقطاب العالم وتمزقه، وإن تشويه الآخر المختلف وشيطنته يناقض الروح الديمقراطية نفسها؟ وهل الديمقراطية دواء سحري يصلح لعلاج كل أمراض العالم السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ أم إن هذا الدواء يحمل في داخله السموم أيضاً إذا أُسيء تناوله، وقد ظهرت آثارها الجانبية القاتلة في العديد من الدول التي اندلعت فيها ثورات «الربيع العربي» المطالبة بالديمقراطية؟ هذه التساؤلات وغيرها تثار لا لإيجاد أجوبة جاهزة عنها؛ إنما لكي نزيل الإطار الذهبي الوهمي حول الديمقراطية، ونتأمل في المسائل المتعلقة بها بعقلانية وواقعية، بوصفها وسيلة سياسية من أجل تحقيق سعادة الإنسان ورفاهية المجتمع، لا بصفتها غاية ماورائية تعلو ولا تُعلى.

 النمط الديمقراطي الأميركي نفسه أبعد ما يكون عن الكمال، وأن المجتمع الأميركي يعيش اليوم أزمات عميقة تهدد بتمزيق نسيجه وتقويض وحدته، مثل الاستقطاب السياسي والآيديولوجي، والتفاوت الطبقي، والتمييز العنصري، وانتشار الأسلحة والجرائم والمخدرات، والإدمان على الحروب والتدخل في شؤون الآخرين.

بأي حق تحرص الدولة الأميركية على نشر؛ بل فرض ديمقراطيتها المريضة في أنحاء العالم؟

 من الأفضل أن تركز جهودها في إصلاح ديمقراطيتها وتحسين شؤونها الداخلية وعلاج أمراضها المزمنة؟ وهل حقاً الإدارة الأميركية تهتم بحقوق الإنسان الصيني، أو العربي، أكثر من اهتمامها بحقوق الإنسان الأميركي؟ وأخيراً؛ إذا كانت الحكومات الغربية تحترم حقوق مواطنيها في رفض أخذ اللقاحات ضد فيروس «كورونا» التي يشكون في فاعليتها أو يخافون من آثارها الجانبية، فلماذا لا تحترم حقوق البلدان الأخرى في رفض نمطها الديمقراطي الذي تشك في فاعليته؛ بل ثبت فشله مراراً وتكراراً؟
في الختام؛ أقول كل ذلك لا لكي أنكر أنَّ كل مجتمع تواجهه مشكلات مختلفة، وأن أميركا لا تزال تحظى بميزات وإيجابيات كثيرة، ولا لكي أشجع الحكومات على التهرب من واجب استكشاف النمط الديمقراطي المناسب لها، أو أدافع عن الأنظمة التي تمارس الظلم والطغيان ضد مواطنيها، بل لأؤكد ضرورة التعايش السلمي والتنافس الإيجابي والتعلم المتبادل بين التجارب السياسية المختلفة. وعلينا أن ننظر إلى السياسة بالنظرة التي كان يتحلَّى بها الحكيم الصيني القديم سون تسي (Sun Zi) في كتابه الخالد بعنوان: «فن الحرب»، حيث قال عن الحرب: «إنها من جلائل أمور الدولة؛ حيث يكمن الموت أو الحياة. وإنَّها طريق تؤدي إلى الوجود بقدر ما تؤدي إلى الهلاك. فلا يمكن إلا النظر فيها بعناية وتأنٍّ».

*

Nov 24, 2021

نقد النظام الديمقراطي المقدس وثن سياسي و صنم قانوي 

ديمقراطية الشعارات

في وقت تنتشر فيه الحروب والنزاعات وتكثر فيه انتهاكات حقوق الإنسان وتنقلب أنظمة رأسا على عقب، يدعو الرئيس الأميركي جو بايدن لعقد قمة افتراضية من أجل الديمقراطية 

حوالي 110 دول يراها الرئيس الأميركي ديمقراطية بالقدر الذي يؤهلها للمشاركة.

مشاركة تايوان، التي لا تعترف بها الولايات المتحدة حتى كدولة، ولكنها على الأقل مفعمة بالديمقراطية. ولا ينطبق هذا المعيار على دول أخرى مدعوة إلى القمة، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا وباكستان.

لا يتقنون إلا الثرثرة، دون تحرك فعلي.زعماء العالم 

 البرازيل والهند والفلبين، إلى نماذج ترمز إلى تراجع الديمقراطية، حيث يقوم قادة هذه الدول الشعبويون الأقوياء، باقتباس أساليب من نهج السلطويين، وبتخريب الأعراف الليبرالية.

أندرياس كلوث: ثلثا العالم يعيشون في ظل نظم استبدادية أو ديمقراطية متهاوية

ويقول كلوث “بالطبع، التراجع الديمقراطي بعيد كل البعد عن أن يكون ظاهرة أميركية، فهو يحدث في كل مكان، تقريبا: انحدار بشدة إلى الطغيان، كما هو الحال في ميانمار وأفغانستان وبيلاروس، أو انزلاق تدريجي- كما هو الحال في المجر وتركيا، اللتين لم يوجه إليهما بايدن دعوة للمشاركة في قمة الديمقراطية”.

 باستشراء الفساد، وبما يرتبط به من انتشار فقدان الثقة وعدم الاكتراث بين السكان. وفي أحيان أخرى، تتعلق المشكلة بالتفكك التدريجي للضوابط والموازين، مثل استقلال القضاء، كما هو الحال في بولندا (المدعوة رغم ذلك للقمة). وقد زادت جائحة كورونا الأمر سوءا، حيث وفرت للمستبدين قدرا كبيرا من المبررات لفرض المزيد من القيود التعسفية.

وفي كل مكان تقريبا، تغذي المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة الاستقطاب والانقسام والتشكك، حيث إنها تنتشر في عصر الإنترنت أسرع من أي وقت مضى. والعقول المدبرة وراء هذه الحملات هي في الغالب من الأعداء المعروفين للديمقراطية الليبرالية، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جين بينج.

فرصة كبيرة للحديث الحماسي للبقية الباقية من الديمقراطيين في العالم، من النشطاء، والزعماء المدنيين، والساسة أصحاب النوايا السليمة. بل أكثر من ذلك، يراد للقمة أن توجه دعوة حاشدة للدول الليبرالية، بشكل أو بآخر، للدخول في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد القوى الاستبدادية. وقد اعتبر بايدن نفسه هذه القمة بأنها “صراع عالمي بين الديمقراطية والاستبداد”.

خطورة أن تتحول القمة إلى ما دفع الفتاة السويدية تونبرغ إلى التهكم على زعماء العالم في قمة المناخ، ففي أسوأ الحالات قد تتحول قمة بايدن الديمقراطية إلى مجرد ثرثرة، وقد يتمكن بايدن من حشد الديمقراطيين الحقيقيين والمدعين، لإجراء حديث مطول يتسم بالنفاق عن أمور غير ذات أهمية ولالتقاط الصور، وبذلك لن يصبح أي إنسان في أي بقعة من الأرض أكثر حرية، بل وسيتفشى التشاؤم على نطاق أوسع.

عدو خارجي يتمثل في نظم استبدادية مثل روسيا والصين، والثاني أكثر مكرا أو غدرا ويتمثل في خائني الحرية والانهزاميين المحليين.

 ستدرك الديمقراطيات

في عام 1987، عندما كانت الديمقراطية تتقدم ولا تتراجع، قال الرئيس الأميركي الراحل دونالد ريجان بشكل واضح “الحرية ليست أبدا أكثر من أن بيننا وبين الانقراض جيلا. يتعين على كل جيل أن يكافح من أجل الحرية والدفاع عنها”. ويرى كلوث أن على بايدن أن يجدد هذه الموعظة أمام ضيوفه في قمة الديمقراطية، وأمام جميع الأميركيين.

"الكلمات والوعود الفارغة" للسياسيين

Nov 29, 2021

تقسيم العالم

 عبد المنعم سعيد 

ومقالي تصنيف البشر 

السلطويون، وأحياناً يُوصفون بالديكتاتورية، وأحياناً أخرى بالأوتوقراطية، وحينما يكون هناك تبسيط فهو الاستبداد وكفى رغم وجود اختلافات كثيرة في تعريف وتقدير هذه المصطلحات وما تعكسه في الواقع. 

 تقسيم جديد للعالم، تقع في جانب منه فلسفة تبشيرية ذات طبيعة مطلقة، وهي أن العالم سوف يكون أفضل كثيراً إذا ما قام على أساس من نظم انتخابية تحل المشكلات والمعضلات كلها من خلال التصويت الذي يفرز أغلبية وأقلية، وما على هذه الأخيرة إلا الانصياع الأوّلي، وإذا كان لديها كثير من الشكوى فإن من حقها التعبير الحر عن ذلك، وبعدها يعيش العالم في سلام.

وافقت الأغلبية الساحقة في دولة ما على احتلال دولة أخرى واستعباد شعب آخر. العجب سوف يكون أكثر عندما لا يبحث أحد في حقيقة شبه الإجماع الأميركي على شن الحرب على العراق لتخليصها من سلاح نووي لم تكن تملكه، أو لفرض نظام خاص بالمحاصصة يغالب طول الوقت في بقاء الدولة في العراق، ويفتح كل الأبواب لأشكال مروِّعة للإرهاب في دولة الخلافة. كذلك كان الإجماع على غزو أفغانستان، وبعد عشرين عاماً كان إجماع آخر على الخروج من أفغانستان،

*

تنوّع العالم بحاجة إلى أنماط متعددة من الديمقراطية

الكاتب صيني سعودية 

بغضِّ النَّظر عن الغنى والفقر، أو المستوى الفكري العالي والمتدني، فإنَّ الديمقراطية قيمة مشتركة للبشرية جمعاء، وغاية موحّدة للبشر في جميع أنحاء العالم، لكن يجب أن يُترك أمرُ كيفية تحقيق هذه القيمة والغاية، لكل دولة. فيحقُّ لكل بلد اختيار الطريقة التي تناسب وضعَه الفعليَّ، ومن المستحيل أن يكونَ الجميعُ متشابهين
فرضَ نموذجٍ ديمقراطي واحد يُعد نهجاً غيرَ ديمقراطي

 فإذا كانت مهمة الناس هي التصويت، ولا علاقة لهم بالأشياء المتبقية بعد التصويت، فإنَّ هذا النوع من الديمقراطية مجردُ إجراءٍ شكلي لا أكثر.

 يجب أن يعتمدَ معيار قياس الديمقراطية على ما إذا كان لدى الشعوب إحساسٌ كافٍ بالمشاركة والرضا والشعور بالمكاسب، بدلاً من الحكم على درجة الديمقراطية في جميع أنحاء العالم بناءً على نموذجِ ومعايير بلدٍ معيَّن.

ديمقراطية الشعب الصيني هي نوع من الديمقراطية في العملية برمتها.

تصبحَ ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع تحسن ملحوظ في حياة الناس، وبناء مجتمع مزدهر باعتدال، وبطريقة شاملة وحل مشكلة الفقر المدقع. وعلى وجه التحديد بسبب الطبيعة المتمحورة حول الشعب وفي مواجهة الوباء، أصرّت الحكومة الصينية دائماً على وضع سلامة الناس وصحتهم أولاً، وقادت المجتمع بأسره للعمل معاً لهزيمة الوباء.

 العولمة، أصبح مفهوم «القرية العالمية» أكثرَ وضوحاً.

عالم اليوم تمتلك البلدان أنظمة اجتماعية مختلفة وآيديولوجيات وثقافات تاريخية ومستويات تنمية مختلفة، ولكن لا ينبغي استخدام هذه الأنظمة ذريعة لـ«خصخصة» الديمقراطية، والانقسامات المصطنعة، وتشكيل «الدوائر الصغيرة» وسياسة المجموعات. يجب أن يضمَّ العالم المسالم حضارات متنوعة، كما ينبغي أن يستوعب النظام المستقر أنظمة مختلفة. فقط عندما تمارس البلدانُ مفهومَ الاحترام المتبادل والعلاقات الدولية المربحة للجانبين وتعزز التنسيق والتعاون، يمكنُها تعزيز التنمية السلمية والصحية والمزدهرة لمجتمع عالمي بمصير مشترك للبشرية.
- السفير الصيني لدى السعودية

الديموقراطية أسوأ أنواع الحكم

Dec 1, 2021 Dec 6, 2021 Dec 10, 2021

 المعروف في الأنظمة الديمقراطية أن المدارس، والجامعات، والأحزاب، مدارس رئيسة لإكساب الشباب أليات الممارسة الصحيحة للديمقراطية.

قبل وصم الشعوب العربية بالأمية السياسية، عليك أن تسأل نفسك هل لدينا حواضن لتأهيل الشباب سياسياً. من الخطأ حصر الديمقراطية في المنافسة على المناصب السياسية. الديمقراطية في معناها الأشمل حائط الصد أمام محاولات اختطاف عقول قادة المستقبل.

*

الديمقراطية في الشرق الأوسط

غياب تونس عن القمة يكتسي رمزية كبيرة.

فعربيا لا يعرف لماذا تم الاكتفاء بالعراق، هل يقف الأمر عند تمثيل العرب ولو رمزيا؟ ولماذا غابت تونس التي كانت توصف أميركياً بأنها رائدة الديمقراطية بعد ثورات “الربيع العربي”، هل الهدف الضغط على قيس سعيد؟

بدعوة إسرائيل اعتبارا لأنها كثيرا ما كان يتم وصفها في الولايات المتحدة بأنها “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” لكن اختيار العراق بدا أكثر تعقيدا. فلو أن الحلفاء وثيقي الصلة بالولايات المتحدة، مثل الأردن والمغرب، تمت دعوتهم لتم التسليم بأن وضع القائمة تم نتيجة لاعتبارات سياسية واستراتيجية. لذا يبدو السبب الوحيد لاختيار العراق على ما يبدو هو حاجة واشنطن إلى حضور عربي ولو رمزي.

البحث عن تنويع “التجارب الديمقراطية”

تقسيم الحكام في المنطقة إلى ديمقراطيين ومستبدين.

تهميش شمال أفريقيا والشرق الأوسط في كل ما يتعلق بالنقاش الدائر حول الديمقراطية

 المفهوم الغربي للديمقراطية الليبرالية في مواجهتها لما يوصف بالنماذج السلطوية لروسيا والصين. لم يحتل موضوع مستقبل الديمقراطية في العالم العربي مكانا كبيرا في النقاش.

*Dec 12, 2021
قد لعبت الانسحابات الأميركية من أفغانستان والعراق دورا في هذا التغيير.

ومؤخرا عادت الأنظمة الاستبدادية التي نُبذت مثل نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وعادت شخصيات بارزة منبوذة سابقا، مثل نجل معمر القذافي في ليبيا، إلى الساحة السياسية على أنقاض الربيع العربي الذي لا يزال مشتعلا.

منافسة “القوى العظمى” ويشيرون إلى حشد روسيا قواتها على حدود أوكرانيا وموقف الصين تجاه تايوان. ويقولون إن نقاط الاشتعال تلك تحتاج إلى بعض الأفراد والمعدات المتمركزة منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط.

المحادثات في فيينا الهادفة إلى استعادة الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية متعثرة. ومع وصول تخصيب اليورانيوم الإيراني إلى مستويات لم يسبق لها مثيل من قبل، أدت تهديدات إسرائيل بالأعمال العسكرية إلى تأجيج التوترات والمخاوف من أن حرب الظل الجارية قد تتصاعد إلى صراع مفتوح.

وفي السودان، حيث أطاحت انتفاضة شعبية وانقلاب 2019 بالرئيس عمر البشير، عطل انقلاب آخر مؤخرا الخطط الهشة للانتقال إلى الديمقراطية.

فالشرق الأوسط لم يندفع لاحتضان حكم طالبان في أفغانستان ولا يزال الاعتراف الدولي بعيد المنال. وتستمر الحرب الأهلية الطاحنة في اليمن، حيث يقاتل تحالف تقوده السعودية المتمردين المدعومين من إيران. ويهدد التنافس بين إيران والسعودية في لبنان بتمزيق البلاد بشكل أكبر في الوقت الذي يواجه فيه البنك الدولي ما وصفه بأنه أسوأ أزمة مالية في العالم منذ 150 عاما.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق