الجمعة، 18 مارس 2022

«إسلام معتدل» مصطلح فضفاض لإعادة تعريف الإسلام **************** السلفية والصوفية

Mar 16, 2020 
Jul 25, 2021
Oct 16, 2021 Oct 27, 2021
Feb 27, 2022

الاسلام السني العربي 

«الإسلام واحد، ولا يوجد شيء اسمه إسلام معتدل أو غير معتدل، مصطلح الإسلام المعتدل نشأ في الغرب، ولا نريد أن يتعلم الناس حقيقة الإسلام من هناك».

ليس ذلك المقطع جزءًا من خطبة ألقاها أحد فرسان المنابر، وليس نصًا مقتطعا من كتابٍ لعالم أو داعية إسلامي، إنما مقولة عبّر بها الرئيس التركي أردوغان عن فهمه للإسلام، خلال اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي في أنقرة، ذلك الفهم الذي غاب عن كثير من زعماء الوطن العربي أو تجاهلوه، فجعلوا يبشرون بإسلام وسطي معتدل.

العبارة على بساطتها تتضمن وصفا جامعا شافيا للإسلام، الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فهو سبيل واحد لا حاجة إلى إعادة تعريفه، فمن السخَف تعريف المُعرّف، ويتضمن ثانيا حقيقة قطعية مفادها أن مصطلح الإسلام المعتدل وافد من الغرب كسائر المصطلحات الأخرى: إسلام ديمقراطي، إسلام مُتحضّر ، إسلام شعبي، إسلام صوفي، إسلام شيعي، إسلام قديم ومعاصر. لقد عمد المستشرقون إلى الترويج لأن الإسلام ليس واحدا، وقالوا إنه يتضمن تعدّدية تختلف بحسب اختلاف العوامل الثقافية وتنوُّع أطياف الشعوب، فوضعوا هذه التقسيمات، التي بنت عليها المراكز البحثية المُعاصِرة، والتي تُعتبر امتدادا لدوائر الاستشراق، وتزيد عليها أنها تُسهم في صناعة القرار وتخدمه، خاصة المراكز الأمريكية مثل: مؤسسة راند، معهد نيكسون، وغيرهما، فترى في بعض تقارير راند التأكيد على إسلام ديمقراطي معتدل، كما تتداول في تقاريرها مصطلح الإسلام الشعبي.

إن من شأن هذه التعددية والتقسيمات المزعومة إقصاء الأمة عن المنهج الأصيل، وقبول تغيير مضمونه وشكله وفقا للنتاج الثقافي للشعوب المتنوعة. كالعادة، تُخترع لنا الألفاظ فنرددها كالببغاوات حتى تصير نهجا، فرأينا نتيجة لذلك مصطلحات تُزاوِج أحيانا بين الشيء ونقيضه، كما هو الحال في مصطلح الإسلام الليبرالي، لكن التعددية المقبولة هي التي تشترك في الأصل، كما هو الحال في المذاهب الفقهية المختلفة، أما التي تختلف في تلك الأصول فإن التوليف بينها ضربٌ من الأوهام.

السمفونية التي يعزفها كثير من حكام العرب هي «إسلام وسطي معتدل»، وبعضهم يطالب بالثورة على النص الإسلامي ومُحاكمة التراث، مثل رئيس النظام المصري، والبعض الآخر ينسف كل الجهود التي بذلت للدفاع عن بلاده ضد تهمة التطرف والإرهاب، فيقول ـ ضمنًا – بأن بلاده لم تكن طيلة العقود السابقة على الإسلام الوسطي، وأنه في طريقه للأخذ بها في هذا الاتجاه، عن ولي العهد السعودي أتحدث. من المؤسف أننا ارتضينا المصطلحات الوافدة التي تضرب الأمة في خاصرتها، ونتداولها ونتعامل معها باعتبارها واقعًا وحقيقة، فرضينا بتداول مصطلح الإرهاب الإسلامي، بسبب بعض الكيانات الإرهابية، مع أن العالم بأسره لم يربط بين الإرهاب وسائر الأديان والملل، فلم يتحدثوا مع الجرائم المنظمة والفردية الدموية عن إرهاب بوذي أو يهودي أو مسيحي أو شيوعي أو هندوسي.

الدين الإسلامي في جوهره وشكله، يتسم بالوسطية والاعتدال، يراها المُنصف بغير عناء، ويشهد بها التاريخ، فَإنْ تمرُق بعض الكيانات عن مفاهيم الوسطية والاعتدال، فلا يعني أن نُحاكم الإسلام وندّعي فيه الخلل، بل الواجب هو التفريق بين الدين وبين من يسيئون إليه، فالمُتعيِّن هو تقويم المارقين وردّهم إلى المنهج، لا محاكمة المنهج ذاته. كان الأحرى بهؤلاء إن أرادوا إسلاما وسطيا، أن يوجِّهوا إلى العودة إلى المنابع، والاستقاء المعرفي والسلوكي من عهد النبوة والقرون المفضلة، لا إطلاق الدعوات لمصطلحات فضفاضة تتسع لكل غرض.

الذين يتحدثون عن إسلام وسطي معتدل، يتجاهلون الحديث عن محددات هذا التوصيف، يتجاهلون التطرق إلى النموذج، فمِن ثَمَّ يكون الإسلام عُرضة لتفسيراتِ العقلية السياسية ومنطق المصلحة. لم يكتف هؤلاء بالجهود المُضنية في محاربة الإرهاب التي طالت غير الإرهابيين وألحقتهم بهم، لكنهم أقرّوا التُّهم الموجهة للإسلام بأنه ينتج التطرف، عن طريق محاولة تقديم نموذج إسلامي يتوافق مع التوجهات الأمريكية والغربية عموما.
أصدرت مؤسسة راند تقريرا في 2002، قالت فيه: «العالم الإسلامي المفضل، مُلزم بالمساهمة في منع أي صدام للحضارات» ثم يستطرد التقرير: «من الحكمة والاتزان تشجيع تلك العناصر المتواجدة في داخل الخلْطة الإسلامية، التي تُظهر أكبر قدر ممكن من التعاطف والانسجام تجاه السلام العالمي والمجتمع الدولي والديمقراطية والحداثة». تقرير آخر للمؤسسة نفسها عام 2007 بعنوان «بناء شبكات مسلمة معتدلة»، يؤكد على ضرورة احتواء المد الإسلامي عن طريق إدارة صراع فكري تقوم به بعض التيارات الموجودة في المجتمعات الإسلامية كالعلمانيين والحداثيين، وما أطلقوا عليه التيار التقليدي المعتدل، الذي يتمثل في الطرق الصوفية والمغرمين بالأضرحة. فالنموذج الإسلامي المرغوب فيه، هو الذي يتوافق مع التوجّهات الأمريكية والغربية بصرف النظر عن ماهيتها. الذين يتحدثون عن إسلام وسطي معتدل، لا يمكن النظر إليهم بمعزل عن السياق الحالي الذي يكشف دخولهم في العباءة الأمريكية، وتسليمهم المطلق لإدارتها التي تقترب من بناء شرق أوسط جديد.
إن أخطر ما في هذا المصطلح أنه يتسع لاحتمالات وتفسيرات متعددة، يتم تطويعها للمصالح السياسية، وتهدد الهوية الثقافية للمجتمعات الإسلامية، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

*
الإسلام الآسيوي والإسلام العربي

Mar 3, 2021

 منهج أهل السنة والجماعة؛ بل ظاهرة سياسية ينقسم فيها المتنازعون إلى كتلة تمثل ما يعرف بالإسلام "المعتدل"، ويتصدر لذلك من يدفعون بالعالم الإسلامي إلى هوية صوفية يمثلها علي الجفري وعلي جمعة وسلسلة طويلة من هذا المحور، الذي عرف بــ"مجلس حكماء المسلمين"، وهم أكثر تصالحا مع اليهود والمسيحيين من تصالحهم مع السلفية، وطرف آخر تجسد فيما يعرف بالسلفية المدخلية التي نسبت إلى مؤسسها ربيع المدخلي، وهو رجل دين سعودي كان له النشاط الأبرز في تنشيط هذه الظاهرة، التي خرجت في حرب الخليج الثانية، وأصبحت أحد أبرز التيارات السلفية القريبة من كل حاكم عربي حتى أنها في ليبيا شكلت كتائب عسكرية؛ لدعم انقلاب خليفة حفتر على الحكومة الشرعية المعترف بها من الأمم المتحدة.

أما التيار الأبرز، والذي يعد هدفا ثابتا للسلفية المدخلية و الإسلام الصوفي "المعتدل"، فهو جماعة الإخوان المسلمين بصفتها في نظر النظام السياسي العربي والغربي حقل التفريخ لأغلب الجماعات الإسلامية؛ سواء بلونها السلفي الجهادي أو مايعرف بــ"السلفية السرورية" أو حتى حركات الإسلام السياسي، التي أصبحت جزءا من الصراع على السلطة بعد "الربيع العربي"، وهنا يجب أن نؤكد أن التيارات المختلفة بقدر ما يمكن الإشارة إلى هويتها الدينية؛ إلا أنها الآن أصبحت تتموضع سياسيا في إطار تحالفات إقليمية تدعمها دول وتكتلات سياسية، فتركيا تعد الحاضن الأبرز لجماعة الإخوان المسلمين في نظر إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، بينما تعد الإمارات الداعم الأبرز للإسلام الصوفي "المعتدل"، وتدعم المملكة العربية السعودية "السلفية المدخلية"، وهناك مجموعة معايير يمكن الارتكاز إليها في تحليل هذه الظاهرة، التي تحولت من مجرد تنازع بين أطياف مختلفة من تيارات الإسلام السياسي إلى صراع إقليمي يجسد تضارب المصالح وحربا على النفوذ والتوسع في المنطقة.

جماعة الإخوان المسلمين التي رأت في الثورة الإيرانية عام 1979 حالة إلهام لطموحاتها في إحياء الخلافة الإسلامية مرة أخرى، وجدت ضالتها في التجربة التي بدأها حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة رجب طيب أردوغان منذ فوزه عام 2002 بإحياء الإرث التاريخي لتركيا العثمانية بهويتها وروحها الإسلامية، وعززها الرئيس التركي بسياسات أكدت توجهاته؛ مثل إعطاء دائرة الشؤون الدينية الحكومية صلاحيات خارجية، وإنشاء قاعدة عسكرية تركية في الصومال ودعم الحكومة الليبية ومساندة الأيغور في تركستان الشرقية ودعم الروهينغا، والوقوف إلى جانب الفلسطينيين واحتضان أغلب جماعات الإسلام السياسي في العالم العربي، التي هرب الكثير من عناصرها من بلادهم عقب الربيع العربي، ورغم أن البعض قد يرى أن تركيا قد وضعت بذلك نفسها في صراع مع النظام السياسي العربي؛ لاحتضانها معارضين وتبنيها سياسيات داعمة لهم، إلا أن الأمر أشد خطورة من ذلك، فقد أضحت تركيا في محور يتبنى مجموعة مفاهيم تتمرد على الهوية الاستعمارية، التي صنعتها اتفاقية (سايكس بيكو)، وتحطم الحدود القومية التي زرعتها تلك الاتفاقية، وتنادي بفكرة ترفض الوصاية الغربية في المنطقة؛ لذلك تعرض النظام السياسي التركي عام 2016 لهزة عنيفة إثر محاولة الانقلاب على الرئيس أردوغان، وتعرضت تركيا لضغط كبير من الولايات المتحدة إثر إخراجها من برنامج لتصنيع طائرات "إف-35" (F-35)، لذلك وجدنا حربا ضروسا من فرنسا على الهوية الإسلامية جسدتها مؤخرا بمشروع القانون الذي صادقت عليه الجمعية الوطنية الفرنسية المعروف باسم "الانعزالية".

أما بالنسبة للتيار الصوفي، والذي يمثل "الإسلام المعتدل"، فهو يحارب بالدرجة الأولى السلفية الجهادية؛ لذلك وجدنا استضافة روسية لمؤتمر "الشيشان"، وقد رحبت بهذا التكتل رموز دينية يهودية ومسيحية، وعقدت لقاءات متنوعة في هذا السياق لمحاولة تضخيم هذا التيار؛ لكونه يحفز التسامح مع جميع الأديان، ويرفض المنهج السلفي باعتباره القاعدة الأكثر تمثيلا لأصالة الإسلام بعقائده وشعائره، وميزة هذا التيار بالنسبة للمنظومة الغربية أنه -كما أشرنا سلفا- يعادي الفكر الجهادي بكافة تياراته، ولا يمانع من التصالح مع اليهود، وهذا الأمر عبر عنه اليمني علي الجفري بتأكيده على حبه لليهود في مقاطع مرئية على "يوتيوب"، ولا شك أن ذلك يعود إلى الكثير من الخلافات بين السلفية والصوفية، تتعلق بالعقائد والعبادات مثل زيارة القبور والتبرك بالموتى وغيرها من القضايا. أما "السلفية المدخلية"، فأينما ولينا وجهنا في عالمنا الإسلامي سنجدها عبارة عن بطانة دينية لأي نظام سياسي، وهي ظاهرة سياسية أكثر من كونها ظاهرة دينية يمكن التعويل عليها في الصراع بين تيارات الإسلام السياسي المختلفة في العالم الإسلامي.

 تستهدف الأمة الإسلامية بأصولها العقائدية؛ لكن هناك من اتخذ خيارات خاطئة، وجعل نفسه رصاصة في بندقية عدوه، فإصرار الرئيس الأميركي جو بايدن على تكرار اسم "لجين الهذلول" في تصريحاته الإعلامية لا يمكن اعتباره انحيازا أميركيا للحريات، بقدر ما يمكن اعتباره عنوانا لمعركة تخوضها واشنطن لتجريد المملكة العربية السعودية من أي رمزية دينية. فلم يخرج بايدن لسانه حينما أصدر الرئيس السابق دونالد ترامب قبل أسابيع فقط من تنصيب بايدن، عفوا عن 4 مجرمين من "بلاك ووتر" أدينوا بقتل 14 مدنيا عراقيا في عام2007.

هناك دولا تدعم جماعة الإخوان المسلمين وأخرى تحاربها، وقد يكون تفسير البعض لذلك في سياق ميكافيلي يتعلق باستخدام الدين أداة قوية في يد النظام السياسي، على اعتبار أن ما ذكره الاقتصادي الشيوعي، كارل ماركس، "الدين أفيون الشعوب" صحيحا؛ لكن أيضا هناك وجهة نظر أخرى لما يجري، تتعلق باحتضان المنظومة الغربية التي تعتقد أن صراعها مع الإسلام صراع حضاري بشقيها الشرقي والغربي، فكرة تتعلق بالتفريق بين الإسلام العربي المتشدد و الإسلام الآسيوي الأكثر سماحة وتجسده إندونيسيا وماليزيا، فهو في نظر تلك المنظومة أقل تصديرا للراديكالية، ويسحب البساط من تحت أقدام النماذج السياسية التي تتصارع نظريا على آليات تطبيق قيم ومفاهيم الإسلام "المعتدل"، وعمليا على النفوذ والتوسع الجيوسياسي.

*

الإسلام البديل


الإسلام المعتدل يشكل عقبة وشوكة مسمومة لدى الأنظمة المستبدة والتيارات العلمانية الليبرالية والقوى الغربية، فهو تيار يعرض مفهوم الإسلام اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وتنمويا وقيميا، ويدعو إلى العدالة والكرامة والحرية والمساواة، فالناس أحرار في الاختيار وفي القول وفي التعبير.. فمعادلة الحق والخير والكرامة ذات طرفين، المؤسسة الرسمية من جهة، والشعوب من جهة أخرى، تنافس شريف من أجل حياة أفضل ومستقبل واعد تحت ظل خشية الله تبارك وتعالى وتحت مفهوم الحلال والحرام والعدالة والكرامة، بهذا ساد الإسلام وبهذا أضاءت له الدنيا كلها وبهذا أخرج الله الناس من الظلمات إلى النور، لهذا لا ترغب التيارات المعادية للإسلام أن ينهض الإسلام، وتضرب وبشدة التيار الإسلامي الذي يدعو إلى الإسلام، لهذا يخرج علينا البعض بالهجوم الكاسح على هذا التيار، ويطالب هذا الليبرالي والأميركاني والبريطاني بإقصاء التيار الإسلامي وضربه وسجنه واعتقاله وتدميره،
ولهذا تمنع الدول السماح لهذا التيار بمزاولة دعوته بحجج واهية، ولهذا تحاول بعض الحكومات إسقاط هذا التيار في أي انتخابات، سواء طلابية أو مهنية أو برلمانية، حتى القوى الغربية تبحث عن إسلام جديد يقبل بالذل والهوان والاستبداد ويركز على طقوس هزلية وعادات وتقاليد ليست من صميم الدين على الإطلاق، إسلام يرضى بالشواذ ويرضى بالصداقة بين الجنسين ويرضى بالزواج المثلي، إسلام ليست له علاقة بالإسلام، 

 وتحاول هذه القوى، سواء العربية أو الأجنبية إبراز رموز تدعو لذلك، سعيا لدعم أفكار الإسلام الجديد، فأحدهم يصف وزير داخلية بلاده بالرسول المرسل، وآخر يحلل الربا، وآخر يشجع المرأة على خلع الحجاب، محتجا بالجو الحار، وأيضا دعوة لعدم الصيام في أشهر الصيف، فالصيام مرهق جدا في شهر رمضان، والصوم يعطل الإنتاج كما زعم رئيس إحدى الدول، وها نحن نسمع ونرى انهيار المنظومة الصحية في بلده، وهناك دعوة لغلق المساجد، حيث إنها تستهلك الكثير من الطاقة الكهربائية والمائية، والبلاد في حاجة ماسة لها، فتكفي الصلاة في يوم الجمعة فقط، ونسى هذا كشافات الملاعب الرياضية التي تستهلك طاقة كبيرة جدا ومرهقة للبلد، ونسى دور السينما والأسواق وإنارة الشوارع، ولم يفكر إلا بالمساجد، وهناك دعوة أخرى لتقييد تعدد الزوجات، وفي مقابلها لم يذكر شيئا عن  تعدد الخليلات؟ .  الإسلام ما يدل على جواز اتخاذ ملك اليمين – وهو ما كان متداولا في عصر الجاهلية حيث يشترى ويباع العبيد – وبذلك فالرجل يستطيع معاشرة جواريه - لقول الله تعالى "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين" الآية 5-6 من سورة المؤمنون. ولا يمكن إجازة ذلك في وقتنا الحالي بأي شكل من الأشكال، لأننا لسنا في عصر يباع ويشترى فيه البشر..*

وهناك دعوة للسماح بالمشروبات الروحية ودعوة للعلاقات المحرمة قبل الزواج، ودعوة أخرى للاختلاط بين المراهقين للتعارف والصداقة والثقافة، ودعوة للسماح بكل من يحمل هم الإسلام أو تلبس الحجاب أو النقاب إلى العزل والإقصاء.. لهذا كله تتم شيطنة الإسلام والدعاة والمتدينين والإسلاميين من خلال أقلام باعت دينها وإعلام موجه ضد الدين وكتّاب انسلخوا من هذا الدين يؤمنون بالليبرالية اجتماعيا فقط، ولا يؤمنون بالليبرالية التي تؤمن بالرأي والرأي الآخر واحترام الرأي الآخر، هؤلاء هم من يحاربون هذا الدين العظيم، شعارهم شيطنة الإسلام، لذلك اعتقلوا الإسلاميين ومزقوا روح الإسلام الحقيقي وأوجدوا بديلا عن هذا الإسلام يحمل الاسم نفسه، لكن القلب والمحتوى غيره تماما، ولعل أول خطوة لوضع هذا الدين على الرف هو التطبيع مع إسرائيل وفتح النوافذ والشبابيك والأبواب لها، والتطبيع مع حركات تسمى إسلامية لكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك، وإنما تشوه صورة الإسلام الحقيقي.. وليعلم الجميع أنه إذا نجح هذا المخطط فسنكون نحن الأمة العربية والإسلامية أول الضحايا، وسنكون عبيدا لغيرنا، وعلى التيارات الإسلامية أن تتوحد فيما بينها، أو على الأقل أن تتعاون مع بعضها، فليس الوقت وقت الاتهامات والخلافات، وليس لإهداره على المواضيع الصغيرة المعتادة والمكررة، لا نريد من كبار العلماء والفقهاء ورجال الدين أن يركزوا على مواضيع ليست من الأولويات (مع أهميتها) ودم المسلم يراق في كل مكان، والشعب السوري والعراقي واليمني واللبناني يعاني ويقتل ويقصف ويسجن ويتم تجويعه ويفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، من صحة وملبس وتعليم وسكن وحياة كريمة وأمن وأمان، ويعاني من الظلم والمرض والفقر.. هذه قمة الأولويات وهذا ما يجب أن يكون للعلماء دور في معالجته ومواجهة الموجة الظالمة الحاقدة والهجمة الشرسة لشيطنة الإسلام وسلخه من محتواه، فلا عذر لمن سكت، ولا عذر لمن لم يتخل عن خلافه واختلافه وانطباعاته، ولا عذر للساكت الصامت، ولا عذر لهذا التيار أو ذاك، فالكل مستهدف، ففروا إلى الله قبل فوات الأوان واعلموا أن من اعتز بغير دين الله ذل، وما تمر به الأمة الإسلامية لهو خير دليل.

*
2
Aug 1, 2021


الإسلام هو القوة الرهيبة التي تقف ضد مخططات بني صهيون، والماسونية العالمية وقوى الشرّ، شرقية كانت أم غربية، ولهذا تعمل كل هذه القوى على إضعاف جذور هذا الدين في نفوس الشعوب المسلمة، وتحديداً العربية، وتدعم هذه القوى أنظمة الاستبداد والقمع والسحل والاعتقال والقتل في عالمنا الثالث المتخلف.

قرر وزير الداخلية الفرنسي إقالة اثنين من الأئمة في مساجد باريس، والسبب أن كل واحد منهم قرأ آيات بيّنات تحضّ على خلق المسلم وحجاب المرأة المسلمة، وتحليل الحلال وتحريم الحرام، لأن ذلك يتعارض مع قيم العلمانية الفرنسية، أين ذهبت حرية التنوير، ذهبت أدراج الرياح حينما يتعلق الامر بالمسلمين والاسلام.. رسوم وصور وعبارات مسيئة للرسول الكريم خير الخلق تعرض وتنشر بحجة حرية التعبير وحرية النشر وحرية الكتابة، لكن حينما يتعلق الامر بالكتابة عن الهولوكوست فمصيرك المحكمة والسجن والمنع من الكتابة، أليس هذا الكيل بمكيالين؟

 شوّهوا صورة الاسلام، وها هو «داعش» صنع الاستخبارات الاجنبية يقتل ويفجر تحت اسم الاسلام، والاسلام بريء من ذلك والغرض من ذلك ضرب التيار الاسلامي المعتدل.

 الاستخبارات، مجموعة تنشر أدبيات الخنوع والذل والمهانة، ولقد قالها القائد الفرنسي العسكري حينما احتلت فرنسا الجزائر وواجهت مقاومة شرسة: اعملوا ما في وسعكم لنزع هذا الكتاب من نفوس الجزائريين ترضخ لكم البلاد والعباد.

من يحاول تأجيج الصراع المذهبي والسياسي والاجتماعي، حتى لا تهدأ المجتمعات العربية، فما إن نخرج من مشكلة حتى نجد مشكلة أخرى في انتظارنا، ولعل خير مثال لبنان؛ فالشعب يموت والطبقة الحاكمة تتفرج، والشعب السوري تخلى عنه العالم كله بحجة أنه خطر على اسرائيل لانه يرفع شعار الله اكبر.

إسرائيل تتمنى أن تظل أنظمة عربية وإسلامية مستبدة خير لها من أنظمة عربية إسلامية ذات روح أصيلة وذات حرية وكرامة وعدالة، لهذا هي مع النظام السوري ونظام بني علي ونظام القذافي ونظام مبارك الذي كانت تصفه بكنز استراتيجي لاسرائيل.

*

السلفية والصوفية

عمرو فاروق 

العلاقة بين مكونات الإسلام السياسي الحركي، بتوجهاته المذهبية الوهابية والقطبية، وبين المنهجية الصوفية الروحية، عدائية على مدار التاريخ المعاصر، الذي كان سجلاً شاهدًا على معارك تكسير العظام بينهما على المستوى الفكري العقائدي والسياسي الاجتماعي. 

منذ تشكل التيار السلفي التقليدي في واقع الحالة المصرية (نموذجًا)، تحول لظهير فاعل وبيئة خصبة للجماعات الأصولية المسلحة من القاعدة إلى داعش، لتبنيه خطابًا مرتكزًا على معاداة النظم السياسية، وانتقاده الدائم للمجتمع وسلوكياته التي لا تتفق مع أطروحاته، في مقابل الأدبيات الصوفية المرتكزة على تصفية النفوس وتزكيتها بمسالك روحية متشعبة، ودعمها لمفاهيم الدولة الوطنية، ومناهضتها لمصطلحات التكفير وجاهلية المجتمع، ولمشروعات الأممية الإسلامية.

غالبية قادة وعلماء الأزهر الشريف ينتمون للمنهج الصوفي الأشعري. 

معركة دائرة في المرحلة الراهنة، أشعل نيرانها اتباع التيار السلفي التقليدي، بالهجوم على رموز التيار الصوفي المصري، من أبرزها الحلقات التي قدمها عبد الله الشريف، وتعمده تشويه المدارس الصوفية والتشكيك في مذهبهم وعقيدتهم، ومشاربهم الروحية، في إطار سياسة متبعة منذ  فضح التيارات السلفية ورموزها أمثال يعقوب والحويني وحسان، وتراجع شعبيتهم، وكشف دورهم الفاعل والمؤثر في تدمير الهوية المصرية على مدار سنوات طويلة، وتغزية الكراهية والعنف، والمساهمة في إنتاج الدواعش ومن على شاكلتهم ودربهم.   

اعتمد الشيخ الصوفي جابر بغدادي
 (أنا لست عالمًا أو فقيهًا ولا شاعرًا إنما مؤذن «حي على الوداد»، لأجمع الخلق بالحب على الحق، فنحن إلى الحب أحوج من كثير من علوم فرقت إجماع الأمة).

يعتبر الشيخ جابر بغدادي الأقرب إلى المدرسة الصوفية الحديثة المعروفة بـ «الصوفية المتشرعة»، التي يمثلها الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق، ومؤسس الطريقة الصديقية الشاذلية، في مايو 2017، ويقع مقرها بمسجد «فاضل» بمدينة 6 أكتوبر، وكذلك الشيخ أسامة الأزهري، مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي للشؤون الدينية، والداعية اليمني الشيخ الحبيب علي الجفري، رئيس مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية بدولة الإمارات، ومؤسس خلوة «روضة النعيم» بمنطقة الحسين بالقاهرة، والداعية الصوفي اليمني الحبيب عمر بن حفيظ، الذي اعتاد زيارة القاهرة والالتحام بمشايخها وخلواتها.

ويمثل المدرسة الصوفية الحديثة ايضًا، الداعية الدكتور يسري جبر،الجامع بين علوم الطب وعلوم الشريعة، ويتخذ من مسجد «الأشراف» بالمقطم، مقرًا لإلقاء دروسه والالتقاء بمريديه، والدكتور محمد عوض المنقوش، الذي يحظى بشهرة كبيرة بين علماء الصوفية في مصر وليبيا، ويعد من رموز الطريقة الشاذلية التي أسسها الدكتور على جمعة،  وأحد المختصين بتدريس علوم ومبادئ التصوف السني، وكذلك الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ومستشار شيخ الأزهر والمشرف على الرواق الأزهري، ومؤسس أكاديمية «البيت المحمدي».

وينتمي للمدرسة الصوفية الحديثة، الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي مصر، والدكتور جمال أبوالهنود، مستشار وزير الأوقاف الفلسطيني.

يعتبر من أهم رموز المدرسة الصوفية العلمية التي لم تكن تحظى باهتمام شعبي واجتماعي بالغ منذ نشأتها، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، الدكتور عبدالحليم محمود، والشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ محمد ذكي الدين إبراهيم، شيخ العشيرة المحمدية.

تسببت الصوفية الحديثة التي يمثلها الشيخ جابر البغدادي، والدكتور يسري جبر، تحديدًا، في حالة من الإزعاج للسلفية الشعبية


استثمرت السلفية التقليدية الظروف السياسية في الداخل المصري بما يضمن بقاءها واستمراريتها،  لا سيما «السلفية السائلة» الملتحمة مع الطبقات الشعبية، والتي ما تزال تحتل حيزًا ومساحة في العقلية الجمعية المصرية، ولا يمكن تغافل دورها النشط والخفي، ما جعلها تخوض مواجهة مباشرة مع «الصوفية العلمية»، عبر عدد من ممثليها على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات اليوتيوب.

وثقت المدرسة الصوفية الحديثة، علاقتها بعدد من فرق الإنشاد الصوفي، التي مزجت بين فن الابتهال الديني بالأسلوب التقليدي وألوان الموسيقى الغربية والشرقية، مثل فرقة «الحضرة» ،التي تأسست مطلع عام 2015،  وفرقة «المولوية» المصرية، التي أسسها عامر التوني عام 1994،و فرقة «المرعشلي» السورية التي تأسست عام 1980، وانتقلت للقاهرة منذ عام 2012،  وفرقة «الإخوة أبوشعر» السورية، التي تأسست عام 1983 ثم انتقلت للقاهرة عام 2012. 

 «البيعة التنظيمية» والبيعة الروحية».

Oct 10, 2021

الإسلام الحركي والإسلام المعرفي


 «الإسلام الحركي» تظهر لدى الفرعين الرئيسيين في الإسلام، وهما السنّة والشيعة، وليس خافياً هذا الأمر على أحد. تكمن القضية الفكرية والعملية في التفرقة بين «الإسلام الشعبي والمدني» وبين «الإسلام الحركي»؛ ولأن الاثنين لهما جذر واحد، نجد أن التفرقة بينهما تحتاج إلى عمل عقلي متأنٍ. لقد فرض وصول «طالبان» النسخة الجديدة إلى الحكم في بلد إسلامي هو أفغانستان، علينا جميعاً الخوض في هذا الموضوع الشائك وهو اعتناق البعض فكر الإسلام الحركي بيننا.

الباحث الإماراتي جمال سند السويدي أصدر كتاباً مؤخراً بعنوان «جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة»، وهو واحد من جمهور من الباحثين في الخليج كتبوا بشكل معمّق حول ذلك، كما كتب الإيرانيون والمصريون والسودانيون وجمهور من الكتّاب غيرهم من المهتمين بهذا الموضوع ولهم مساهمات معمقة؛ كخليل حيدر وفلاح مديرس من الكويت، وعلي العميم من المملكة العربية السعودية من بين آخرين. المحاولات الفكرية قائمة على افتراض أنه وإنْ كانت تجارب حكم الإسلام الحركي قد أصابها الفشل، كما ظهر في كل من مصر (لفترة وجيزة) والسودان لفترة أطول وتونس، كما فشل الحزب الرئيسي الممثل لهم في المغرب، وتتعثر التجربة التركية من حيث ملفا الاقتصاد والحريات، إلا أنهم (في مناطق مختلفة) ما زالوا فاعلين أو شبه فاعلين، فإن لم يكونوا في مرحلة «التمكين» كما يسمونها، فهم في مرحلة «الإعداد»، وقد نجح اثنان في كردستان العراق في الانتخابات الأخيرة ممثلَين للإسلام الحركي هناك، وفي بعض بلداننا فاعلون في المجالس المنتخبة. لذلك؛ فإن السويدي وآخرين يدعون إلى مناقشة الأمر مناقشة فكرية معمّقة؛ لتوضيح الفرق بشكل حاسم بين الإسلام الحركي، وهو تنظيم الناس تحت عباءة شكل من الإسلام الذي يرتضونه من أجل الوصول إلى الحكم في بلدان مختلفة تمهيداً لإقامة «دولة الخلافة»، وبين الإسلام المعرفي.

الرميحي عالم اجتماع

اختلطت المفاهيم المُقدمة في التعليم والإعلام والمؤسسات التي تهتم بالنشاط الديني ولم تلتفت إلا جزئياً إلى التفريق بين «العقائد والعبادات» وبين «المعاملات» المتغيرة مع الزمن، فما يقدم إلى الشباب وغيرهم من قبل «الإسلام الحركي»، أن هناك «عصراً ذهبياً» في صدر الإسلام علينا أن نعود إليه.

من خلال عملية اختزال للتاريخ وانتقاء للأحداث، ترسم تلك الصورة الوردية في عقل الشاب أو الشابة، مع خلطها بشيء من المغريات الحديثة، ثم إقامة عازل فكري بين تلك الشخصية المنضمة إلى الحركة وبين المجتمع والعالم. كتب أيضاً كثيرون عن تطور «الإسلام الحركي» في المائة عام الأخيرة، ومعظمهم يردّ ذلك التوجه إلى ما حدث في نهاية عشرينات القرن الماضي في مصر، وقيام حركة «الإخوان»، وتطورها من الفكر الدعوي إلى الفكر الانقلابي والتكفيري على يد سيد قطب، ثم تحولها إلى شراسة العنف في «القاعدة» و«داعش» وأمثالهما من الجماعات التي تفهم الإسلام فهماً مغلوطاً وتتمسك بنصوص منتزعة من سياقها، وتتداخل في هذا الملف عدد من العناصر من شهوات الزعامة، والفقر الفكري، والتوظيف أو الاستخدام السياسي من قِبل بعض الدول للنكاية أو بسبب لوثة إقصائية أصابت بعض قادتها، أو جهل مطلق. المعركة إذن هي في التفرقة بين «العقيدة والعبادة» وبين المصالح المرسلة، أو ما تعارف عليه بمفهوم المعاملات.

 في تاريخ الإسلام المعرفي زادٌ لا ينكَر في تفصيل المعاملات، بل وحتى بعض النصوص القانونية في إضبارة القانون الغربي الحديث ما هو منقول بشيء من المرونة مما اجتهد فيه مسلمون في عصور سابقة. هنا أهمية التعليم وتقديم الفكر المستنير لأبنائنا على مقاعد الدراسة في مراحل التعليم المختلفة، وأيضاً ما يتوجب على الإعلام، وخاصة المشاهد والمسموع؛ لأن معظم الإعلام في وسائل التواصل الاجتماعي اليوم مختطف من قبل «الإسلام الحركي»! قيم مثل العدالة والرحمة والتعامل بالحسني وغيرها من القيم العليا التي نادى بها الإسلام تكرس، مع فهم واضح أن المعاملات التي كانت هي نتاج عصرها. فلم يكن للدولة جيش ولا شرطة ولا محاكم ولا قوانين مكتوبة ولا مؤسسات سجون، ولا الكثير مما تعرفه الدولة الحديثة لم يكن متوفراً في صدر الدولة الإسلامية، فليس من العقل السليم اعتبار تلك المعاملات في ذلك الوقت مسطرة لمعاملات في العصر الحديث. لقد اجتهد مسلمون في كل عصر للمواءمة والنظر إلى مصالح الناس، فلم تعد «الشورى» كما قال حسن البنا «مُعلمة» كما فهم النص، بل أصبحت اليوم «مُلزمة» كما هي القناعة الإنسانية ومثلها كثير. الإسلام الحركي أحد أهم عناصر ضعفه اثنان؛ «ضمور الديمقراطية في تنظيمه» و«الإصرار على أنه السائد أو يجب أن يسود» في المجتمع، ولا يعتبر نفسه مكوناً من مكونات المجتمع، بل ناطق باسم الإسلام، وذلك ليس صحيحاً؛ لذلك يفشل لأنه يلفظ أفضل عناصره العقلانية ويتمسك مثل أي مجموعة سياسية بشمولية مفرطة؛ لذلك فإن فشله في إدارة المجتمع قائمة وبيّنة، ولكن ما زال له أتباع، والعمل هو بذل الجهد الفكري الجاد من أجل إعلاء الإسلام المعرفي إلى التسييد.

الخلاصة
أزاح الإسلام الحركي التبسيطي المدرسة العقلية العظيمة في التاريخ الإسلامي والتي كانت تأخذ بالأصلح للناس، وكرّس المدرسة النقلية الانتقائية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق