نرجسية الفرد في الدراما العربية
May 19, 2020 Nov 18, 2021
سنجد أن أسماء الأعمال الدرامية في حد ذاتها صيغت لتمجد الفنان، مثل: الملك، البرنس، الأسطورة، الإمبراطورة، وغيرها من العناوين التي تذكرنا بأسلوب السينما الأمريكية للترويج للبطل الأمريكي عبر أفلام رامبو، وهو قياس مع الفارق، ولكن كل أبطال الدراما العربية النرجسيين مثل رامبو لا يقدمون قيمة حقيقية للمجتمع سوى الترويج لأنفسهم وتلميعهم، ليصبحوا رموزاً ثقافية براقة لسوق الدراما العربية (الخاوي).
ومن مؤشرات النرجسية الفردية في الأعمال الدرامية الانجراف غير المنطقي للفنانات في الإفراط في وضع مساحيق التجميل، وفي عمليات التجميل، في أعمال درامية تستدعي الظهور بالملامح الطبيعية البسيطة.
لم تعد أغلب الممثلات العربيات طبيعيات، فشد (البوتكس) يعوق تعابير العين والوجه فلا يتمكن المشاهد من تقدير الحالة النفسية للممثلة هل هي حزينة أو غاضبة؟! وانتفاخات «الفيلر» تعوق اندماج المشاهد مع الظرف الاجتماعي للعمل الدرامي، خصوصاً إذا كان المشهد من التراث أو من بيئة فقيرة، لا يمكن أن تنسجم مع وجه دعائي للفيلر الكامل والأنف الفرنسي!، وأغلب الفنانات الشابات صرن يهمهن الظهور كـ(مودل) أكثر من اهتمامهن بأداء الدور بتركيبته الإنسانية الحقيقية والعميقة.
النرجسية التي تعبر عنها الدراما العربية تعكس ضمور خيال العاملين في هذا الحقل عن بناء صورة للبطل العربي تتسق مع واقعه وهمومه وطموحاته وآماله، فبإمكان الخيال أن يبني مستقبلاً أو يشوه واقعاً، والفن هو عنوان رقي وتحضر الأمم ومقياس وعيها.
والدراما العربية، للأسف الشديد، تثبت في أغلب إنتاجها أنها لا تمثل الواقع العربي، وغير معنية بالتعبير عن الفرد العربي الحقيقي.
والدراما العربية، للأسف الشديد، تثبت في أغلب إنتاجها أنها لا تمثل الواقع العربي، وغير معنية بالتعبير عن الفرد العربي الحقيقي.
*
لا يكفون عن التباهي والتفاخر بأنفسهم، أشخاص مزعجون
في كثير من الأحيان، لا يكون حب الذات هو الدافع لسلوك الشخص النرجسي، وإنما كراهية الذات. وهناك دراسات جديدة تعزز نتائجها هذه الفكرة، وتشير إلى أن السلوك النرجسي مثل المبالغة في الاستعراض على وسائل التواصل الاجتماعي، قد يكون مصدره في الحقيقة الافتقار إلى الرضا وتدني مستوى تقدير الذات، ووجود حاجة ملحة لإثبات النفس.
لا يشعرون بالرضا
يكون النرجسيون في الغالب جذابين للغاية ومنفتحين، ويمكنهم إعطاء انطباعات أولى جيدة جدا، لكنهم قد يكونون أيضا بغيضين إلى حد ما، ويفتقرون إلى التعاطف ويميلون إلى التحكم".
في بيئة العمل، يمكن أن يترجم ذلك، بالاستحواذ على جهد الآخرين ونسب الفضل لأنفسهم، أو إلقاء اللوم على الزملاء عندما يتعلق الأمر بالأخطاء، أو استغلال الآخرين من أجل صعود السلم الوظيفي، أو الرد على الملاحظات التقييمية بعدائية، كما توضح إدلشتاين. أما اجتماعيا، فقد يظهر ذلك بشكل استعراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، أو محاولة جذب الانتباه حتى إن كان ذلك على حساب شخص آخر.
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن هذه السلوكيات منشأها الحب الشديد للذات، والهوس بالنفس، والتمحور حول الذات. لكن السبب قد يكون عكس ذلك تماما.
"يعاني الأشخاص النرجسيون في الواقع من الإحساس بانعدام الأمان والشعور بالعار، وحياتهم بالكامل ليست سوى محاولة لتحسين صورتهم. لم تكن للنرجسية يوما ما علاقة بحب الذات - إنها متعلقة بشكل كامل تقريبا بكراهية الذات".
هناك نوعين من النرجسيين: "الضعفاء"، الذين لديهم تقدير متدن للذات ويحتاجون دائما إلى إثبات أهميتهم، والأشخاص الذين لديهم "شعور بالعظمة"، وهؤلاء لديهم ذوات متضخمة وإحساس فعلي بالتعالي.
النرجسيين الذين لديهم شعور بالعظمة، قد لا يعتبرون نرجسيين على الإطلاق، لأن سلوكهم يتشابه مع سلوك مرضى الاعتلال النفسي (سايكوبات) وهو اضطراب عصبي نفسي يتسم بضعف الاستجابات العاطفية، وغياب التعاطف مع الآخرين، وضعف الضوابط السلوكية والتصرف بما يخدم الذات فقط.
"الضعفاء"، هم النرجسيون الحقيقيون، لأنهم لا يسعون إلى القوة أو الهيمنة، وإنما إلى تأكيد الذات وكسب الاهتمام، لأن ذلك يرفع من مكانتهم ويعزز صورتهم في أذهان الآخرين.
"إنهم لا يشعرون بالرضا عن أنفسهم على الإطلاق". ويضيف قائلا: "هذه الورقة ليست بغرض تشويه صورة النرجسيين على الإطلاق، بل على العكس، نحن بحاجة إلى المزيد من التعاطف معهم."
عكس النرجسيين الذين لديهم شعور بالعظمة، كان النرجسيون الضعفاء هم المجموعة التي أظهرت وجود الشعور بانعدام الأمان
هذا يعني، أنك حين تلتقي شخصا يدعي معرفة كل شيء، أو يكثر من مشاركة صوره الذاتية "سيلفي" على إنستغرام، أو يظهر حساسية تجاه التعليقات التي تنتقده، فأنت على الأغلب أمام نرجسي ضعيف (أو "حقيقي"). فحاجة النرجسيين المستمرة للاستحواذ على الاهتمام، وهوسهم الواضح بالذات، يأتيان من محاولتهم التستر على شعور عميق بعدم الأمان.
حلقة مفرغة
"السعي لتعزيز النفس هو جانب طبيعي من الشخصية. ونحاول جميعا الحصول على خبرات ترفع تقديرنا لذاتنا".
لكن النرجسية يمكن أن تؤدي إلى "أن يصبح تعزيز النفس هو الغاية الأهم في جميع المواقف تقريبا، وقد يتم السعي إليه عبر طرق إشكالية وغير مناسبة".
تبدأ هذه الدورة من إحساس النرجسي "الضعيف" بالخوف من أن لا ينظر إليه الآخرون بطريقة ترضيه، لذا، يبادر إلى تعظيم نفسه لتخفيف هذا الخوف. لكن المفارقة هنا، هي أن الآخرين يبتعدون عنه بسبب هذا السلوك، ما يؤدي بالشخص النرجسي إلى العودة إلى المربع الأول.
في الواقع، فإن تعظيم النرجسي لنفسه يجعل نظرة الآخرين له أسوأ. وهذا بالضبط الأمر الذي يجده واليش مثيرا للاهتمام، فمن الواضح أن سلوك النرجسي لا يعود عليه بالفائدة، لكنه يواصل القيام به، فهو يمتلك تصورا خاطئا بأن هذا النوع من السلوك، هو وسيلة ناجحة لتخفيف مخاوفه والتخلص من المشاعر المؤلمة.
"يعرف النرجسيون كيف يريدون أن يراهم الآخرون، لكنهم لا يشعرون بأنهم بالمستوى والقدر المطلوبين. لذا، يتعين عليهم تقديم أنفسهم بصورة معينة. وبما أنهم يقومون بذلك بطريقة سيئة، ينتهي بهم الأمر إلى الرفض من قبل المجتمع. وهكذا يستمر دورانهم في حلقة مفرغة".
وإذا كان شخص ما يتباهى ويتفاخر، فهذا لا يعني أنه في الواقع يشعر بالرضا عن نفسه. ولا بد أن هناك شيئا ما ينقصه في حياته".
فإن هؤلاء النرجسيين الضعفاء ربما يكرهون أنفسهم في الواقع. ويقول: "إنه لأمر محزن ومأساوي للغاية، فهم يشعرون أنهم لن يكونوا أبدا جيدين بما يكفي. حتى لو أصبحوا من أصحاب المليارات، فلن يساعد ذلك في إيجاد حل للجذور النفسية للقضية."
النرجسيين يروجون لأنفسهم لأنهم يريدون إخفاء شعورهم بعدم الأمان، ليست كافية لتفسير السلوك النرجسي بشكل كامل.
"يميل النرجسيون إلى مقاومة التغيير، لأنهم يرون أن معظم المشاكل تكمن في الآخرين وليس في أنفسهم".
*
النرجسية متى تصير مرضا
May 26, 2020
النرجسية تعتبر إلى حد ما معبرة عن السعي الصحي لتقدير الذات، مشيرا إلى أنها تتحول لاضطراب إذا أدت إلى معاناة المرء والأشخاص المحيطين به.
فالشخص النرجسي يُظهر القليل من التعاطف والاهتمام بالآخرين.
وإذا لم تتحقق رغبته، فإنه يلجأ إلى الانتقاد أو حتى تتطور حالته لسلوكيات الغضب أو العدوانية أو التحقير من شأن الآخرين. والمشكلة هنا تكمن في الفجوة، التي تتسع بينه وبين مجتمعه، مما يخلق شعورا بالمعاناة بسبب التوتر والصراع مع الآخرين. كما تتسع الفجوة شيئا فشيئا بين الواقعية والمطالبات وتقديره الزائد لنفسه.
العلاج في العديد من الإجراءات، منها أن المرضى يتعلمون التعاطف مع الآخرين. ويجب أن يحصلوا أيضا على استراتيجيات سلوكية جديدة لمساعدتهم على التعايش بشكل أفضل مع الآخرين.
التقدير الذاتي الزائد وتقليل قيمة الآخرين "مجرد إشباع بديل للرغبات". وفي الأساس، يحتاج الكثيرون فقط إلى الانتماء والشعور بالأمان.
التقدير الذاتي الزائد وتقليل قيمة الآخرين "مجرد إشباع بديل للرغبات". وفي الأساس، يحتاج الكثيرون فقط إلى الانتماء والشعور بالأمان.
*
الثورة الرقمية والنرجسية الجديدة
Sep 12, 2019
الثورة الرقمية، ثورة
ربطت أطراف الأرض بعضها ببعض، وســـــهلت التواصل والتعبير، ولكنها
خلقت نرجسية جديدة على نطاق واسع، نرجسية معولمة ومنغلقة في الوقت
ذاته، قد تكون لها ُّ مضار نفسية عميقة إذا لم ّ يتم تجاوزها
فالملاحظ اليوم أن عالم الإنترنت،
ّ بشتى ّ مكوناته، كالمواقع الاجتماعية
ومواقع التعارف والزواج، تستقطب
الليبيدو كله تقريبا، إذ يبدو الناس
منجذبين إلى نظرة الآخر الذي
يتأملهم من وراء شاشته، ويجدون
لذة في عرض جوانب من حياتهم
وخصوصياتهم لأصدقاء حقيقيين،
وحتى افتراضيين
كي يعرف عدد اللايكات
التي حصلت عليها تدوينته الأخيرة،
أو صوره الحميمة التي نشرها على
الملأ، ويعقب على تعاليق أصدقائه
الحقيقيين والافتراضيين على الشبكة،
فينتابه شعور بالغبطة أو الكآبة لأن
صدى منشوراته ّ يكيف مزاجه
نشر الأشياء الحميمة على الشبكة
رهين التعاليق التي تطلق كيفما
اتفق، باندفاع غريزي في أغلب
الأوقات، ما يجعل صاحبها خاضعا
لتقييم دائم من أصدقائه، وهو تقييم
يفترض أن ّ يغذي نرجسيته، ولكنه
في الواقع يجعله تحت رحمة أحكام
الآخرين
فالعلاقة معها تمثل
بعدا نرجسيا دون ّ شك، ّ وتمثل أيضا
انفتاحا على فضاء لا ندري من يقيم
فيه، يقوم مقام ذلك الملاحظ المجهول
الذي يسميه فرويد ”الأنا العليا“،
وهي شخصية المرء في صورتها
الأكثر تحفظا وعقلانية، حيث لا تتحكم
في أفعاله سوى القيم الأخلاقية
والمجتمعية والمبادئ، بعيدا عن
الأفعال الشهوانية أو الغرائزية. يضاف
إلى ذلك تسابق مستمر مع الآخر، من
خلال البحث عن أكبر عدد ممكن من
اللايكات والتعاليق، ما ّ يمثل رغبة
متجددة في الاعتراف، لا تعرف نهاية،
لأن الشبكة جعلت لكي لا تتوقف أبدا،
ما ّ يولد لدى الأفراد نوعا من القلق
والضيق الدائمين.
تحبس الفرد في سجن نرجسي
يجعله لا يهتدي إلى تحقيق رغبته،
فلا يرى الرغبة إلا في صورة الآخر،
وفي ما ُيريه إياه الآخر، وهذا لا يزيده
إلا عذابا. ففي تلك المواقع، لا ينفك
مستعملوها يظهرون إلى أي ّ حد
يتمتعون بالحياة، دون أن يعيروا
اهتماما لما يلقاه غيرهم من حرمان،
أو ٍ مآس، وما يعانونه من أمراض
وآلام
مشاركة الفرد حياته مع آخرين
نوع من محاولة التفرد، وحمل
الآخر على الاعتراف به، ولكن
هذا خدعة
وخلقت أنوات مضاعفة، لا
تتألف من الأصدقاء ُ الخ ّلص أو من
المنافسين المقربين فحسب، وإنما
أيضا من عدد كبير من الأصدقاء
الافتراضيين، ما ّ ضخم هذه النرجسية
ّ حد الشطط، ّ وولد مزيدا من القلق
والضيق.
. فكلما ازداد
الاندفاع الغريزي صار المرء أداة
لغريزته، وسار بإرادته إلى النهاية،
كالسائر إلى حتفه بظلفه، على غرار
نرسيس، بطل الأسطورة كما رواها
أوفيد في ”التحولات“
قد يستغرب بعضهم أن يكون لتلك
الأدوات التكنولوجية البسيطة هذه
الآثار العميقة، ولكن الواقع يثبت أنها
ليست بتلك البساطة، فهي امتداد
للجسد، وما النرجسية إلا مسألة جسد،
لا مجرد ّ حب للذات، فالمرء الذي يفقد
اليوم هاتفه، أو ينقطع عنه الوايفي
يحس أنه خرج من حقل الآخر، وغادر
الرابط الاجتماعي.
لئن كانت النرجسية ضرورية
لتكوين الفرد، فإنها تصبح قاتلة ما
لم ّ يتم تجاوزها، ولا يكون ذلك حسب
عالمة التحليل النفسي الفرنسية إلا
بإضفاء قيمة على الرغبة والكلام،
والاستعاضة عن الشبكة بالأدب والفن
والسينما والمسرح، ّ وكل ما من شأنه
أن يساعد المرء على اكتشاف ذاته
*
أنا الفاشل… أنا البشعة
للأسف اقترن القبول المجتمعي في أذهان الشباب من ذوي الثقة المتدنية بالنفس – وهم كُثر – بعدد الإعجابات والشير والمتابعات، فإذا كانت قليلة أو معدومة أثَّرت في أنفسهم وجعلتهم يشعرون بأنهم منبوذون، غير محبوبين ولا أحد يرغب في مصادقتهم، ونحن نعلم أن الإنسان قد خُلق كائنًا اجتماعيًا، يحتاج دائمًا إلى الرفقة، إلى الشعور بالاهتمام، كل من منظوره يريد الكون أن يتمركز حوله، يحزن لحزنه، ويفرح لسعادته، وتزأر الأعاصير والعواصف لغضبه.
فأصبحوا كائنات يائسة، يريدون اجتذاب الانتباه بأي طريقة ممكنة، ويقارنون أنفسهم بغيرهم حتى ولو كانت مقارنات غير منطقية، لماذا هذا الشخص لديه هذا الكم من الإعجابات وأنا لا؟ ما الذي ينقصني؟ هل أنا فاشل؟ هل أنا بشعة؟ ليتحول الأمر إلى محاولات بائسة وخرقاء للفت الانتباه تجعلهم إما أضحوكة للناس وإما أشخاص منفرون يحبذ الابتعاد عنهم، أو يقعون في هوة الاكتئاب الذي ينتهي عادة نهاية مؤلمة لو ظل تفكيرهم بهذا الشكل ولم ينقذوا أنفسهم، أو لم تمتد يد أحد لإنقاذهم وتصحيح مفاهيمهم.
كلما خفت ملابسِك.. عظم شأنك
تخفيف الملابس أو ارتداؤها ضيقة، ولكن ما يحصدنه في النهاية هو مشاهدات من ذوي النفوس الضعيفة الذين لا يهمهم شيء سوى النظر إلى أجساد الفتيات، وتعليقات خارجة تسيء إليهن قبل أي شيء آخر.
أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا
في عصر الأجهزة الذكية وأحقية توفر الإنترنت لكل إنسان، الوجود الرقمي لكثير من الشباب أصبح أهم وأكبر تأثيرًا من الوجود على أرض الواقع، فأضحوا يستمتعون بالتقاط صور الأوقات السعيدة أكثر من استمتاعهم بعيش هذه الأوقات نفسها، يتصفحون منشورات الشبكات الاجتماعية بلا هدف أثناء اجتماعهم مع أصدقائهم ومعارفهم بدلًا من اجتذاب أطراف الحديث وقضاء وقت رائع، لا يخرجون من جحورهم في منازلهم لقضاء وقت مع الأسرة في غرفة المعيشة إلا بعدما ينقطع الإنترنت لأي سبب.
الغوص في هذا العالم الافتراضي حتى النخاع أدى إلى تعظيم أهميته في حياتهم، أدى إلى طغيانه على كل شيء آخر وإمساك تلابيب انتباههم وأذهانهم وقلوبهم، وأصبح النجاح «الافتراضي» هو النجاح الحقيقي في اعتقادهم، لذلك يسارعون إلى جمع الإعجابات والمشاركات بأي طريقة ليشعروا بنشوة النجاح المزيفة، وإن لم يحدث ذلك تهتز ثقتهم بأنفسهم وتتأثر حياتهم بأكملها وتقع الأضرار الجسيمة على نفسياتهم.
وفي خضم الصراع الوحشي بين الشركات العملاقة، والذي يتحكم فيه رأس المال بدون اعتبارات أخرى للتغييرات النفسية لشبابنا، يجب علينا الانتباه لما ينحدر إليه الجيل الجديد ومحاولة إرشادهم وتوعيتهم قبل فوات الأوان، إن لم يكن قد فات بالفعل.
*
Apr 21, 2021
النرجسية الجماعية
النرجسية الجماعية توظف الشعور المتضخم بتفوق وهيمنة "الجماعة".
حساسين حتى تجاه أصغر الإهانات
اعتقاد الفرد أن المجموعة التي ينتمي إليها استثنائية ومتفوقة، وأنها لا تحظى بما تستحقه من تقدير الآخرين"، أو بمعنى آخر هي شكل من أشكال "الحب داخل المجموعة"، يرتبط ارتباطا وثيقا بـ"كراهية المجموعة الخارجية".
ترتبط النرجسية الجماعية بانخفاض التحكم الشخصي، ومن ثم الحساسية المفرطة تجاه الاستفزاز، وتتميز بالاستبداد والرغبة في الهيمنة، والتحيز للمجموعة الداخلية (سواء أكانت قومية عرقية، أم طائفة دينية، أم حزبا سياسيا، أم فريقا رياضيا، أم تجمعا طلابيا، أم فئة اجتماعية أو عائلية، أو أي عصبة أو جماعة ينتمي إليها الفرد)، باعتبارها مهددة باستمرار، والميل إلى العدوان الانتقامي من المجموعات الأخرى، والبهجة بمعاناة الآخرين باعتبارهم أعداء.
يدفع الأفراد المهيمنين إلى الاعتقاد بأنهم متفوقون على الجميع، حتى أولئك الذين لديهم خبرة أكبر"،
النرجسية الجماعية ليست مجرد تشجيع لفريق ما؛ فالبشر قبليون بطبيعتهم، ويمكن أن يكون امتلاك هوية اجتماعية خاصة، أو تبنّي اتجاه معين، أو الانتماء لمجموعة محددة أمرا صحيا له تأثير إيجابي كبير على الرفاهية؛ فإن النرجسيين الجماعيين يركزون غالبا على التحيز خارج المجموعة أكثر من الولاء داخل المجموعة، وهو ما يمنع المجموعات من الاستماع إلى بعضها بعضا، وفي أكثر الحالات تطرفا قد يُغذي الراديكالية والعنف.
شخص يتصف بالتكلف والمُبالغة في مظهره، وبالإفراط في الثقة في نفسه "من الخارج"، لكنه يعاني من شعور بالضعف والافتقار إلى كثير من الأشياء "من الداخل".
الإيمان المُبالغ فيه يقابله "شكوك دفينة" يُكِنّها في قرارة نفسه بشأن المكانة الحقيقية لهذه الجماعة، وهو ما يفسر تطرّفه في نيل الاعتراف بتلك المكانة من قبل الآخرين،
النرجسية الجماعية تبدو كأنها وسيلة للتعويض عن شعور الشخص بضعفه أو افتقاره إلى الكفاءة على نحو شخصي
أكثر ميلا إلى الاعتقاد بصحة نظريات المؤامرة، خاصة تلك التي تتحدث عن مؤامرات خارجية".
تفُجّر نوبات مفاجئة وغير مبررة من الغضب، وردود فعل متحيزة بين المجموعات"
"لماذا يشعر البعض أن مجموعتهم تعرضت للإهانة، في حين لا يشعر آخرون بذلك؟ ولماذا يشعر البعض بأن مجموعتهم تعرضت للإهانة، حتى إذا كانت غير متعمدة، أو تم تقديم تفسيرات تنفيها؟".
ليس لديهم حس الدعابة؛ فهم يستجيبون بقوة، ويردون بشكل غير متناسب على ما يعدّونه إهانة لمجموعتهم، حتى عندما تكون الإهانة قابلة للنقاش أو لا يقصدها الآخرون".
"إصرارهم على انتزاع التقدير والاحترام فهم يعتقدون أنهما من الحقوق المكتسبة لمجموعتهم بأي ثمن، ولو بالقوة".
النرجسيين الجماعيين "لا ينشغلون بتكريس طاقتهم للإسهام في تحسين المجموعة ورفع قيمتها، لكنهم ينخرطون في مراقبة جميع من حولهم، للتثبت مما إذا كانوا يُدركون ويعترفون بالقيمة العظيمة والاستثنائية لمجموعتهم، أم لا".
"بتعليم الناس كيف يفخرون بمجموعتهم، من دون استحواذ الهوس بالتقدير عليهم"، كأفضل طريقة للحل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق