السبت، 19 مارس 2022

تركي الحمد يعترف بالعنصرية.. وهذا هو الحل . كلنا عنصريون

ليس منا من ليس فيه رواسب عنصرية أو طائفية أو إقليمية أو قبلية، مهما ادعى من مثالية،فقد نشأنا،بهذا الشكل أو ذاك، على فئوية من نوع ما".
وأوضح أن الحل القانوني بتجريم العنصرية مثلا، وارد ومطلوب، ولكنه لا يلغي رواسب العنصرية من النفوس، وأبرز مثال على ذلك أحداث أميركا الأخيرة.
وتابع قائلا : فهذا البلد، الذي انتخب رئيسا أسود ذات يوم، وقوانيه صارمة بشأن العنصرية، لا زالت العنصرية تتحكم فيه، منوها أنه في ظني، فإن أفضل حل لنزع جذور الفئوية، وإن كان في ذلك ميل للمثالية، هو أن يتصور الفرد نفسه، وفي لحظة تأمل، مكان الآخر.
وتساءل الحمد : " فلونك أو دينك أو طائفتك أو قوميتك، ليست باختيارك وإنما هي أمور محكوم عليك بها منذ لحظة الولادة، فتصور لو كنت مكان الآخر في معاناته، وسوف تتبدد لديك أوهام كثيرة فرضتها عليك الظروف، وكنت تظنها من الحقائق".
Jun 7, 2020
*
 فأهل المدن يتعالون على أهل الأرياف، وسكان الساحل لا ينسجمون مع سكان الصحراء، وأبناء تلك القبيلة يترفعون عن القبيلة الأخرى، وأبناء الديانة والمذهب المعين يكفرون أبناء الديانات والمذاهب الأخرى.. عنصرية تمارس علينا، ومن ثم نحن نمارسها على غيرنا، وتستمر سلسلة الكره بل ونورثها من جيل إلى جيل.
دعونا نعترف أننا جميعا نمتلك بذرة من العنصرية، ربما زرعت فينا ونحن أطفال، لهذا يصبح الجهد مضاعفا للتخلص منها ومقاومتها مهما صغرت. ففي الحقيقة نحن «نتعنصر» ضد من يختلف عنا في اللون، الأصل، الجنسية، المستوى الاجتماعي، المستوى التعليمي، الدين والمذهب. ألا تتكرر في حواراتنا عبارات مثل: «هذا... ما يفهم الا بالفلوس»، «لا تصدقه هذا... »، «هذا... غير محسوب علينا»، «لا تأخذ بكلامه هذا... »، «سيبك منها.. حرمة»؟ ويمكنكم تعبئة الفراغات بأي جنسية تتعنصرون تجاهها.
العنصرية فطرية، والتمييز ضد من يختلف عنا موجود في الأطفال منذ ولادتهم، لكن التربية والتعليم والمجتمع هم من يهذبون هذه الفطرة ويعدلونها، بينما تقول دراسات أخرى ان الطفل يولد صفحة بيضاء ثم يعلمه الكبار الطائفية والعنصرية والتمييز. ومهما اختلفنا أو اتفقنا مع أي من النظريتين، يبقى تأثير العائلة والتربية والتعليم والمجتمع والإعلام ضرورياً ومهماً في تهذيب وتعديل وتقويم العنصرية.
*
‬انا‭ ‬وأخوي‭ ‬على‭ ‬ابن‭ ‬عمي،‭ ‬وأنا‭ ‬ابن‭ ‬عمي‭ ‬على‭ ‬الغريب
‭ ‬ابن‭ ‬عمي‭ ‬انسانا‭ ‬غير‭ ‬نزيه‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬محترم‭ ‬هل‭ ‬كنت‭ ‬سأقف‭ ‬معه‭ ‬ضد‭ ‬الغريب‭ ‬المظلوم؟‭
نعم‭ ‬ان‭ ‬الغرب‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬لنا‭ ‬الأفكار‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة‭ ‬والحرية‭ ‬هم‭ ‬عنصريون
بشاعة‭ ‬الحروب‭ ‬تجعلنا‭ ‬نكتشف‭ ‬بشاعة‭ ‬بعض‭ ‬صفاتنا‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬الذات‭ ‬والانانية‭ ‬والعنصرية‭.‬

Mar 17, 2022*

أيها العرب: إنما الأوروبيون إخوة


 لماذا نلوم العالم على ممارسة التفرقة والتمييز في المعاملة بيننا وبين الأوكرانيين وغيرهم إذا كنا نحن نضطهد بعضنا بعضاً أكثر مما يضطهدنا الأجنبي
عندما يكون ثمن جندي إسرائيلي بثمن مئات المساجين أو الأسرى العرب، فلا تلومن الخارج عندما يستخف بنا ويعاملنا باحتقار وازدراء. شتان بين شاليط وشلوط! لا أحد سيحترمك إذا لم تحترم نفسك على أقل تقدير. كيف تتوقع من الغربيين أن يقيموا لك وزناً عندما يعرفون أن بشار الأسد وأمثاله في سوريا وغيرها كان يلقي بالبراميل المتفجرة على الأحياء السكنية في عموم سوريا، وكأنه يمارس لعبة الكترونية. حتى الصيادون في أدغال أفريقيا يتورعون عن إطلاق النار على مجموعات من الحيوانات حتى لو كانت مفترسة
عندما تكون قادماً من بلد قوي ومحترم وحقوقك محترمة ومصانة، فلا شك أن الآخرين سيحترمونك وسيحترمون حقوقك الإنسانية أكثر. وعندما تكون قادماً من بلد لا يحترم أبسط حقوق الانسان فلا تتفاجأ إذا عاملك البعض بدونية. إذاً قبل أن تلوم الآخرين على إهانتك والاستخفاف بك ومعاملتك معاملة فوقية، اسأل نفسك: وهل أنت قادم من دول تحترم شعوبها أصلاً؟ هل لك أهمية في بلدك كي يهتم بك الأجنبي؟
لاحظوا الفرق بربكم! إسرائيل تهرع بكل قوتها لإنقاذ اليهود العالقين في مناطق القتال في أوكرانيا وترحيلهم عبر أسطول طائرات ضخم، بينما النظام السوري يرسل آلاف السوريين المرتزقة كي يموتوا في أوكرانيا. دول تفعل المستحيل لإنقاذ مواطنيها، وعصابات تدمر بلدانها وتقتل وتشرد الملايين من سكانها وتتاجر بهم بكل صفاقة.
 انظروا كيف تعاملت الدول العربية مع موجات اللاجئين السوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين والأفغان وغيرهم، وقارنوها بالنخوة والحمية والشهامة الأوروبية. لا داعي أن نتحدث عن مخيمات التعاسة والبؤس في بعض الدول العربية التي استقبلت لاجئين سوريين.
 شكيب أرسلان الحزينة في كتابه الشهير «لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم»، حيث يتأسف بحسرة وألم على انعدام الأخوة والحمية وبذل النفس لدى العرب والمسلمين مقارنة بالغرب، ففي أوروبا يتنادى الناس لجمع الملايين للقضايا العادلة بغض النظر عن العرق واللون، ويقدمون الغالي والنفيس في سبيل المحتاجين والمظلومين بينما المسلمون لا يجمعون سوى الفتات لأخوتهم ولقضاياهم المختلفة،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق