الأحد، 13 مارس 2022

الشخص الطاغية أو الديكتاتور رئيس دولة أو مدير عمل أو رب أسرة

Jan 24, 2021 Mar 7, 2022

حسن روحاني سعداء لرحيل دونالد "الطاغية الأكثر خرقا للقانون"

 لم يلتزم بأي اتفاق

المسؤول عن ارتكاب كل هذه الجرائم، والذي كان قاتلا وإرهابيا مجردا من أي شعور بالرحمة حتى في ما يتعلق بحصولنا على لقاح كورونا. نريد شراء اللقاح، ولكنه كان يضع العقبات في سبيل ذلك. هذه هي درجة افتقار هذا الشخص لكل المعايير الأخلاقية والإنسانية

*

 خوفا منهم أو طمعا في المزايا التي قد يحصلون عليها بطاعتهم. هذه أسباب بالطبع، لكن أسباب اتباع الطاغية أو الديكتاتور لا تقتصر على عوامل الخوف والطمع، بل تمتد إلى أسباب أخرى أكثر تركيبا وتعقيدا.

الديكتاتورية هي صورة من صور الحكم يمتلك خلالها شخص واحد أو مجموعة صغيرة سلطة مطلقة دون قيود دستورية فعالة. غير دستوري 

شخصية جذابة وساحرة من بعض النواحي، لكنهم عادة ما يُظهِرون قسوة وشدة ولا يعبأون بآراء الآخرين. يميل هؤلاء الأشخاص إلى امتلاك مزيج من سِمَات اضطراب الشخصية النرجسية والشخصية المُعادية للمجتمع، مثل الافتقار إلى التعاطف والعظمة والعطش للسلطة والسيطرة والكذب والخداع واللا مبالاة بالقوانين أو القواعد التقليدية أو الأخلاق، هذا النوع من الأشخاص لقَّبه المحلل النفسي الشهير أوتو كيرنبرغ وآخرون بـ "النرجسي الخبيث".

 الغطرسة، والحاجة إلى القوة والاعتراف والتأييد، والميل إلى استخدام أو استغلال الآخرين لأسباب شخصية. يمكن أن يؤدي الوقوع في فلك شخص نرجسي خبيث إلى خسائر فادحة، وكلما اتسعت السلطة التي تقع في يد هذا الشخص زادت الخسائر وكثر المُتضرِّرون.(3)

النرجسيون الخبيثون متعطشين للسلطة ومهووسين باتباع مختلف الطرق للحصول على المزيد منها، وغالبا ما يتنافسون على الوظائف التي تمنحهم هذه القوة، لأنهم يفتقرون إلى القدرة على إيجاد القوة داخل أنفسهم، لذلك يكون لديهم حاجة ماسَّة إلى مناصب تسمح لهم بالمزيد من السلطة لتجعلهم يشعرون بالاستحقاق.

النرجسي الخبيث كل شيء تقريبا بمحمل شخصي، وهذا يجعل النرجسي يشعر بالإهانة من تصرفات بسيطة وعفوية مثل مخالفته في الرأي مثلا، وعندما يشعر بهذا الشعور يمكن أن يكون انتقامه وحشيا. يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية هذا إلى حمل ضغائن طويلة ضد أي شخص أساء إليهم بأي شكل من الأشكال، فحتى الاختلاف معهم، أو إعطاؤهم ملاحظات، أو التشكيك في أي شيء قالوه يمكن أن يؤدي إلى انتقام سريع وشديد الغضب.

يمكن أن يكون النرجسيون الخبيثون قساة، وساديين، ويبدو أنهم يستمتعون أو يرضون بمعاناة الآخرين. هذا يعني أنهم يمكن أن يكونوا مفترسين يتلاعبون بالآخرين ويُسيئون معاملتهم ويستغلونهم، أحيانا لتحقيق مكاسب شخصية، وأحيانا للمتعة فقط. عندما يريد النرجسيون الخبيثون شيئا ما، فقد لا يكون هناك أي خطأ يتورَّعون عن ارتكابه لتحقيق ما يريدون، مُتسلِّحين في طريقهم إلى هذا بافتقارهم إلى التعاطف أو إلى مراعاة مشاعر واحتياجات الآخرين.

في عالم السياسة، لطالما استخدم مثل هؤلاء الطغاة قدرا كبيرا من العنف لترهيب معارضيهم وإحكام سيطرتهم، لكن في العقود الأخيرة ظهر شكل آخر للسيطرة تستخدمه الحكومات الاستبدادية، هذا الشكل يتناسب أكثر مع وسائل الإعلام المعولمة والتقنيات المتطورة للقرن الحادي والعشرين. فأُطلِقت "أنظمة جديدة" تحاكي الأنظمة الديمقراطية، وتُجري انتخابات صورية لتُعطي الشرعية لبقائها في السلطة، وترشو وتراقب الصحافة الخاصة بدلا من إلغائها، وتقضي على أي بديل "معقول" قد يُنافسها في الغد. هذه الأنظمة تحرص حرصا خاصا على إظهار مدى تأييد الشعوب لها.

 الاحتياج الشديد إلى الشخصيات الأبوية القوية والمثالية، وهي إحدى الحاجات الأساسية التي تجذب الكثير من الناس إلى قبول فكرة وجود سلطة أو قوة أعلى. يبدأ هذا الأمر منذ مراحل الطفولة المُبكرة، عندما يظهر الآباء في الأُفق بوصفهم مُشرفين وحُماة ومُتحملين للمسؤولية كاملة، رُبما مسؤولية تبعات السلوكيات السيئة للطفل ذاته، ويستمر معنا حتى بعد النضج. هذه الرغبة في الاحتفاظ بنسخة دائمة من الأب القوي المثالي تُمكِّن الزعيم المستبد بسهولة من السيطرة الكاملة والتحكم في أتباعه.

يتجسَّد الحاكم المستبد في هيئة الأب، وتحوُّل مواطنيه إلى أطفال بدرجة ما، مداعبا رغبتهم في الحصول على أفضل النتائج (الاستقرار – الرفاه) دون مساهمة تُذكر. ورغم أن الحقيقة هي أن الطاغية رُبما لن يتمكَّن إلا من تحقيق أسوأ النتائج غالبا، فإنه يستخدم هذا العامل النفسي شكلا من أشكال المراوغة والتلاعب الذي يمنحه مزيدا من القوة وإحكام السيطرة. 

اب ومثالي كل شىء 

المثالية الساذجة، فأحيانا يكون حُسن النية والإيمان بالطيبة البشرية أسبابا تجعل البعض عُرضة للتلاعب والاستغلال. البعض يفترض أن جميع الناس لديهم على الأقل الحد الأدنى من الاحترام المتبادل والكرم والتعاطف والإنصاف، هذا الافتراض يجعلهم يقعون بسهولة في مكائد المُعتلين اجتماعيا الذين يُوهِمون مَن حولهم بمثاليتهم وتعاطفهم، بينما هم في الواقع لا يهتمون بالآخرين بأي قدر.

 التبريرات الدائمة لأخطاء الطغاة والحكام المُستبدين، هذه التبريرات قد تُقلِّل من وَقْع الفظائع التي يرتكبها الطغاة على البعض. المثالية الساذجة والتبريرات الجاهزة دائما تُسهِّل الاستغلال من قِبَل الطاغية، لأنك لا تشك أو تفحص تصريحاته أو دوافعه بعين ناقدة.

استعرِض قوتك في كل صورة


من أسباب محبة الطغاة أيضا الإعجاب بـ"القوة" و"الشخص القوي"، فالكثير منا يخلطون بين الغطرسة والنرجسية من ناحية، والقوة من ناحية أخرى، ويُعجَبون بمَن يُظهِرون سِمَات القوة، حتى إذا وصلت هذه القوة "المُتوهَّمة" إلى حد "افتراس" الآخرين. العجيب أن بعض الناس ربما يقمعون الأفكار والسلوكيات المؤذية في أنفسهم، لكنهم يُعجَبون، بدرجة ما، بأولئك الذين يستطيعون كسر هذه القيود "الأخلاقية" من أجل تحقيق المزيد من القوة.

كون سبب إعجاب الناس بالطغاة هو شعورهم الذاتي بالضعف. فعندما يشعر الناس بنقص سيطرتهم على مُقدَّرات حياتهم، فإنهم يلجأون إلى الشخصيات الخيالية بوصفها منفذا يهربون إليه بهدف استعادة الشعور بالقوة. في بعض الأحيان لا يلجأ الناس إلى الشخصيات الخيالية، بل يلجأون إلى الشخصيات البارزة في حياتهم، سواء كانت هذه الشخصيات البارزة من المشاهير أو الأثرياء أو السياسيين، تمتلك هذه الشخصيات عموما الكاريزما والقوة، كما أنهم يملكون شيئا آخر يحتاج إليه الناس خلال لحظات ضعفهم، هذا الشيء هو "الثقة بالنفس"، وهذه الثقة بالنفس تكون مطمئنة ومُعدية لأولئك الذين يشعرون بعدم الاستقرار أو عدم الأمان في أنفسهم.

اتبع التقاليد والأصول

من أسباب اتباع الطغاة عن طِيب خاطر أيضا هو أن القليل فقط هم مَن يرغبون في التغريد خارج السرب، لكنَّ الكثيرين جدا يجدون جاذبية كبيرة في الاصطفاف مع الآخرين الذين "يؤيدون" ما يفعله الطاغية. من المدرسة الابتدائية فصاعدا، يكون ضغط الأقران هائلا، يبذل الشخص جهدا ويؤيد ويوافق ما لا يرغب في تأييده أو الموافقة عليه، فقط لكي لا يبدو "غريب الأطوار" أو يُرفَض أو يُنبَذ اجتماعيا. هذا الأمر، إلى حدٍّ ما، لا يتغير حتى في مجتمع البالغين.(6)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق