الأحد، 20 مارس 2022

استغلال المساجد ضرب القيم الوطنية على غرار التعايش السلمي. تونس

 Jul 1, 2021

يوجد في تونس ما لا يقل عن 6100 مسجد، ويشرف على تسييرها أكثر من 20 ألف مرجع ديني، من بينهم أكثر من 2500 إمام. ونبّه المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة في بيان له مساء الأحد إلى خطورة الشعارات السياسية التي يرفعها بعض أئمّة الجوامع باسم الدين. وأكد وجود رسائل تدعو إلى تجاوز مبادئ الدولة المدنية والركائز الأساسية للنظام الجمهوري والمبادئ الكونية لحقوق الإنسان صلب بعض الجوامع.

هذا النوع من المساجد لا يتوانى عن بثّ الكراهية بين أفراد الشعب الواحد وهناك أئمة يذهبون إلى حد منح صكوك الإيمان لمن يرونه صالحا وسحبها ممن يرونه غير صالح، معتمدين في ذلك قيمهم هم وتفسيراتهم وتأويلهم الخاص

فالآلاف من الشباب التونسيين تم تجنيدهم من أجل ما يوصف بـ”الحرب المقدسة” في سوريا والعراق وليبيا في وقت سابق من أجل إقامة دولة الخلافة وهو ما أحرج الدولة التونسية سواء داخليا أو خارجيا. ولا تزال تواجه ضغوطا سواء لاستعادة هؤلاء المتطرفين أو بشأن العمل على معالجة الأسباب الكامنة وراء نجاح المتطرفين في استقطاب الشباب وهي أسباب يُعد عدم السيطرة على المساجد أبرزها.

الحكومة لم تقدر على تحييد دور العبادة، ورأينا كيف تعامل رئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي مع جمعية اتحاد العلماء المسلمين التي تلقي دروسا دينية، حيث لم يتعامل معها بطريقة ردعية لازمة بحكم التبعية المفروضة عليه وحكومته من حركة النهضة

النهضة في قفص الاتهام

بالرغم من أنها تقول إنها قامت بمراجعات فكرية وسياسية أفضت إلى الفصل بين الدعوي والسياسي

المشكل ليس في سيطرة الدولة على المساجد من عدمه، المشكل الحقيقي يكمن في طريقة إدارة تلك المساجد والاستراتيجية التي ستمكننا من بناء خطاب ديني يخدم المصلحة العامة ويكرّس قيم المواطنة والأخلاق في المجتمع التونسي دون استغلال سياسي

المشكل الآخر يتمثل في أن وزارة الشؤون الدينية تُشرف إداريا فقط على المساجد بمعنى أجور الأئمة وغيرها لكن دون استراتيجية لوضع الخطوط العريضة للخطاب الديني الذي نريده أن يخرج في تونس وهذا مشكل

وأوضح أن “هناك خطاب ديني موسمي يتغير بتغير الأزمنة، ففي زمن الانتخابات هناك خطاب معين وبعدها يتغير الخطاب، لكن لكي نضع الإصبع على الداء يجب أن نتساءل: من هم الأئمة في تونس؟ هناك مثلا مركز الإسلام والديمقراطية لرئيسه (رضوان المصمودي) الذي هو أصلا عضو مجلس شورى حركة النهضة فكيف يتولى تكوين الأئمة دون أيّ رقابة من الدولة”.

 طبيعة الخطاب الديني الذي يخرج من المساجد ونتساءل هل يخدم الوسط أو اليسار؟ هو يخدم حركة النهضة التي هي المنتفع الأول من عدم السيطرة على المساجد هي وتوابعها

المستفيد الأول من هذه الظاهرة هو التيارات التي تعتمد على الدين في السياسة مثل حركة النهضة وائتلاف الكرامة الشعبوي وحتى حزب التحرير، وذلك بهدف الوصول إلى السلطة وتوظيف تلك الأفكار والمناهج”. وأردف أن “بعض الأئمة أصبحوا نوابا برلمانيين في الفترة الحالية (مثل رضا الجوادي ومحمد العفاس)” في إشارة إلى نواب إسلاميين.

وبالرغم من أن الحركات الإسلامية في تونس وفي مقدمتها حركة النهضة قد دأبت على إرجاع أسباب تنامي التطرف والإرهاب إلى حقبة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، مؤسس الجمهورية التونسية، وكذلك الرئيس الراحل زين العابدين بن علي إلا أن الظاهرة ازدهرت بعد 2011 وهو ما تعكسه أكثر من واقعة، ما يسلط الضوء جديا على الإخلالات التي عرفتها البلاد بعد انتفاضة الـ14 من يناير 2011 والتي سمحت على ما يبدو للمتطرفين باستغلال الموقف لاستمالة شباب تتقاذفه الصعوبات الاقتصادية التي ترزح تحت وطأتها بلاده، وكذلك ضعف ثقافته الدينية وغيرها من العوامل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق