Jun 25, 2020 Jun 7, 2021
الأخبار الزائفة، أو الأخبار الكاذبة، قديمة قدم البشرية، ولكنها التصقت في الأعوام الأخيرة بدونالد ترامب، أكبر رئيس كذّاب في تاريخ الولايات المتحدة، فقد دأب على وصف كل ما ينسب إليه من أفعال وأقوال وتصرّفات بالأخبار الكاذبة، حتى وإن أثبتتها قرائن وشهود، فهو لا يلغي الحقيقة فحسب بل يضع بينها وبين الكذب نوعا من التشويش المقصود،
أزمة تصديق وتكذيب للحقائق العلمية كالاحتباس الحراري، والحقائق الطبية كاللقاحات، ووسائل الإعلام التي تشكل بصدقيتها سلطة في حدّ ذاتها كصحيفة نيويورك تايمز مثلا.
إذا تخلينا عن الحقيقة سينهار العالم
*
الأخبار الزائفة يتم استغلالها أحيانا لتوجيه الرأي العام وتضليله، مشيرة إلى أن الأخطر هو أن “مسؤولين في الدولة، من أعضاء حكومة ونواب وسياسيين، يقدمون معطيات خاطئة ويغالطون الشعب”.
الأخبار الزائفة والمضللة تنتشر أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الصفحات التي تسمي نفسها “صحفًا إلكترونية”، وذلك لغايات بعيدة كل البعد عن العمل الصحافي؛ فهي “إما لضرب جهة معينة، أو للترويج لطرف سياسي بكل الوسائل، وهو ما يتسبب في وجود خلط لدى المواطن الذي لا يفرق بين وسيلة إعلامية وموقع مشبوه وبعض الصفحات”.
وسنت الكثير من الدول العربية قوانين للحد من انتشار الأخبار الكاذبة، وتجرم هذه القوانين مروجي الأخبار الكاذبة وتقضي بسجنهم وبتسليط عقوبات عليهم، فيما يخشى الصحافيون والإعلاميون اتخاذ مكافحة الأخبار الزائفة حجةً ومدخلا للحد من حرية التعبير من خلال سن تشريعات تقيد الحقوق والحريات.
مكافحة الأخبار الزائفة لا يمكن أن تكون مدخلا للحد من حرية التعبير. وأضاف أن العديد من الدول تحاول وضع إطار قانوني لتحمّل الشركات العالمية -مثل شركة فيسبوك- مسؤولية انتشار الأخبار الزائفة، غير أن مسألة التشريع تخلق إشكالا كبيرا يتعلق بحرية التعبير.
حتى لا يكون القانون مدخلا لقمع الحريات فهناك دول تستغل مسألة الحد من الأخبار الزائفة لتقليص حرية التعبير عبر الاعتقالات والسجن”.
يعتبر خبراء إعلام أن الأخبار الكاذبة لا تساهم فقط في تضليل الرأي العام بل تشكل تهديدا حقيقا لحرية التعبير، لذلك فإن إشراك الصحافيين في مواجهة التضليل ضرورة لا غنى عنها.
ويرى هؤلاء أن تحرّي الأخبار الكاذبة أو الزائفة أو المشبوهة أصبح مهمة رئيسية لوسائل الإعلام المهنية والجادة، ولا تقل أهمية عن وظائفها التقليدية في نقل الخبر والتعليق، وخاصة منذ بداية انتشار جائحة كورونا، لاسيما في ظل غياب قوانين تنظم النشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
مكافحة الأخبار الزائفة هي عمل موكول للصحافيين الذين يضطلعون بدور رئيسي في تنقية المشهد كاملا من الأخبار الزائفة وتحري ما ينشر في وسائل الإعلام، ولا يمكن ولا يجب بأي حال من الأحوال أن يتم اتخاذ هذه الظاهرة مدخلا أو ذريعة لسن قوانين تحد من حرية التعبير.
مبادرة موقع “نواة” و”بيزنس نيوز” ومنصة “فالصو”، والتي تتحرى الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ضرورة توعية المواطن بأن مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تكون مصادر للمعلومة والخبر، وأنه يجب الرجوع إلى وسائل الإعلام التي تحظى بمصداقية.
“إن الأخبار الزائفة، مع الأسف، تسربت إلى بعض وسائل الإعلام التقليدية في العالم وليس في تونس فقط، ما ألحق الضرر بمصداقية الإعلام”.
“للأسف، هناك مواطنون اليوم حاقدون على وسائل الإعلام”.
*
في بعض الأحيان لا يرغب الناس في سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطم أوهامهم.
*
“الحقيقة نفيسة إلى درجة تلزمنا بحراستها بأكوام من الأكاذيب”.
نصف الحقيقة
الحقيقة أول ضحايا الحرب. قول من الكليشيهات. الحقيقة دائما ضحية. في السلم، وقبل الحرب وأثناءها وبعدها. الحقيقة وجهة نظر تعتمد على زاوية النظر للأشياء. اسألوا مواطني دول مختلفة عن حادثة مشتركة وسيردون بنسخهم المختلفة من الحقيقة. اسألوا مستطرقين أمام مشهد في مدينة وسيردون بأوصاف مختلفة لما حدث.
الغرب يسترضي نفسه. لا يذهب إلى المدى الذي ذهب إليه تشرشل في الإشادة بالكذب. هناك اختراع أفضل اسمه نصف الحقيقة. هذا هو السائد الآن في الإعلام الغربي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق