Jun 8, 2020
غير إنَّ الإسلام السياسي الذي يدعي زورًا وبهتانًا أنه مفجر “ثورات الربيع العربي “أصبح متحالفًا مع الولايات المتحدة الأمريكية ،وتحول طيلة العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين إلى أحد الركائز الأساسية في المخططات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية والتركية في سبيل تفكيك الدول الوطنية العربية، بدءًا من سورية والعراق والسودان مرورًا بليبيا و تونس والجزائر،ذلك أنَّ مفهوم السيادة الوطنية قد شاخ وأصبح باليًا حسب رأي الإمبرياليين الأمريكيين والصهاينة وعملائهم من حركات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية والإنفصالية التي تستهدف “تفكيك” الثقافات الوطنية والمؤسسات الوطنية المناهضة للإستعمار و الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية.
ولا تزال بعض المدن الأمريكية الكبرى مثل نيويورك وواشنطن وشيكاغو وميامي، تقسم فيها الأحياء السكنية حسب الجذورالإثنية، ويختار المواطن الأمريكي مكان سكنه حسب اللون وليس الدخل. كما أنَّ أسعار المساكن في المدن الرئيسية تحدد حسب جذورسكان الحي.
على الصعيد المالي، تشير تقارير أمريكية إلى أنَّ العنصرية الاقتصادية في أمريكا أصبحت مؤسسة متكاملة تمارسها البنوك والشركات وأسواق المال،وكذا في الفرص الوظيفية المتاحة في الأعمال التجارية.وبالتالي يتزايد الغبن الاجتماعي وسط السود والأقليات في الولايات المتحدة ويهدد بتمزق المجتمع الأمريكي وحدوث ثورات شعبية غاضبة.
*Jan 10, 2022
عالم متحرك ينتقل إلى هندسة مختلفة
تفُّرد الولايات المتحدة بمجمل النظام بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لم يدم طويلاً، إن لم يكن في حقيقة الأمر سراباً واندثر بفعل النهوض العسكري الروسي وشبه المعجزة الاقتصادية الصينية. ويشي التحول بأننا في خضمّ عملية واسعة لإعادة توزيع القوة بين الدول الكبرى، وإنْ كانت الولايات المتحدة لا تزال تتميز عن غيرها باستجماعها معظم عناصر القوة: من ماكينة عسكرية لا شبيه لإمكانياتها، إلى عملة ما زالت الأكثر شيوعاً في العالم، إلى قفزات تكنولوجية لا تتوقف وتيرتها لحظة. ولكنّ دولاً أخرى صارت عازمة هي الأخرى على استكمال عناصر القوة كما باتت تُحدَّد اليوم، والتكنولوجيا السيبرانية كما الذكاء الصناعي هما من أهم مكوناتها.
إعادة توزُّع القوة لا تنحصر البتة بالثلاثي السابق. فلدى أوروبا من الإمكانيات ما يؤمّن لها موقعاً لا يستهان به في النظام الدولي قيد التكون، إذ تمكنت مؤسساتها المشتركة من تجاوز وقيعة «بريكست»، بينما يعبٌر الأوروبيون عن تمسك متزايد بما يجمعهم، بدءاً باليورو و«شينغن» و«إيراسموس» وغيرها من المنجزات، ولو أن قدرات القارة الهرمة في المجال العسكري لا تقارن بإمكانياتها المالية والصناعية والتكنولوجية. ولا يبدو لي أن هذا التفاوت الكبير في مكونات نفوذها مقبل على تصحيح قريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق