الاثنين، 24 يناير 2022

اقتصاد الصدقات لتمويل . يتبرع المواطن للدولة

 المواطنون يعانون من أزمات معيشية خانقة

أصبحت الدعوات الدينية جزءا من الحلول الاقتصادية التي تلجأ إليها السلطات

مفتي الديار التونسية عثمان بطيخ، قد دعا رجال الأعمال وأهل الخير إلى المساعدة على إنقاذ البلاد وإخراجها من أزمتها.

"الانخراط في إنقاذ الوطن واجب من أهم الواجبات"، مشيرا إلى أن في التناصح والتكافل والتضامن تكمن مواطن القوة والعزة والكرامة.

عجز السلطة وغياب التخطيط

أثارت الدعوة بالتبرع لفائدة الدولة جدلا في تونس بسبب تدخّل مؤسسة الإفتاء في الشأن الاقتصادي وعجز السلطة الحاكمة عن إيجاد حلول لتوفير التمويلات بعيدا عن جيوب المواطنين المنهكين بالغلاء وتراجع الخدمات العامة.

*

قيس سعيد يعالج البطالة بالوعود البراقة

المتاجرة بالدين، وإعطاء تعليمات للمراجع الدينية لدعوة التونسيين إلى التبرع لصالح الخزانة العامة الخاوية، وبالتالي المساهمة في سداد رواتب الموظفين في الدولة وتمويل بنود الدعم سواء للوقود أو الأغذية وغيرها، وربما لاحقا الدعوة لسداد أعباء الديون الخارجية التي تكاد الدولة تتوقف عن الالتزام بها بسبب الظروف المالية الصعبة التي تمر بها البلاد وتراجع الإيرادات.

*

الأجدر بمفتي تونس عثمان بطيخ، أن يدعو الدولة إلى خفض نفقاتها، وأن يطالبها بتقليص امتيازات المسؤولين، وكبار الموظفين، والتي تقتطع جانبا كبيرا من ميزانية الدولة، في حين تهكم كثيرون على البيان قائلين إن كل الحلول الاقتصادية والمالية انتهت على مايبدو، وأن "الأمر سُلّم إلى دار الإفتاء".

وتثير فكرة تبرع المواطنين للدولة، جدلا حول المشروعية في عدة دول عربية بشكل عام، خاصة في ظل حكومات تواجه تهما، بأنها تهدر الأموال العامة، ولا تملك أجهزة محاسبة ذات شفافية، في وقت تطالب فيه المواطنين دوما، بالتبرع لمشروعاتها القومية، دون وجود آلية للمحاسبة فيما يتعلق بأموال التبرعات وأين ذهبت.

وقد عرفت مصر الكثير من دعوات التبرع تلك، كان أبرزها تلك التي انطلقت في أواخر الثمانينيات، وأوائل تسعينيات القرن الماضي، عقب وصول ديون مصر الخارجية، إلى مستويات حرجة، حيث أطلقت الدولة في ذلك الوقت حملة كبرى، لجمع التبرعات من المواطنين، من أجل سداد ديون مصر، وفي شباط/ فبراير من العام 2016 ، أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أيضا ، مبادرة تحت اسم "صبّح على مصر بجنيه"، لجموع المصريين، للتبرع عن طريق شبكات الهاتف النقال، لصالح صندوق "تحيا مصر"، وهي المبادرة التي لاقت حينئذ، إعجابا من البعض وسخرية من البعض الآخر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق