الجمعة، 28 يناير 2022

الشيوعي والإخواني والناصري والليبرالي

 محمد البرادعي

أيمن نور -الذي خاض معركة الرئاسة في 2005 وخرج من السجن قبل يناير

 حمدين صباحي فضمت الناصريين من مختلف الأعمار وكذلك شباب حزب الكرامة، وشباب من أحزاب اليسار المصري، وشباب مصري كان يرى في حمدين أملًا كبيرًا.

كتاب المتلاعبون بالعقول تم 

 شيطنة الإخوان المسلمين شعبيًّا وسياسيًّا، وكانت تلك أولى محطات الوصول لما نحن فيه. نعم أختلف مع الإخوان اختلافًا جذريًّا، نعم أري كثيرًا من التناقض في ما يعتقدون من أفكار، لكني لا أُخرجهم أبدًا من الوطن والوطنية، وأرى لهم محبين ومؤيدين، وهم موجودون سواء أردت أنا أم لم أرد، إذن فلا مجال للشيطنة واتهام الإخوان بما ليس فيهم، وكان أن تم اتهام الإخوان بكل نقيضة، وكانت الطامة في اتهامهم بما سُمي (الإرهاب) الذي ضرب سيناء وبعض الأماكن في مصر.

توالت عمليات الشيطنة بعد عام 2014، وشملت جميع من كانوا في الصورة الشهيرة، توالت الضربات من محمد البرادعي إلى حمدين صباحي إلى أيمن نور، من اليميني إلى اليساري، من محمد القصاص إلى حسام مؤنس إلى أحمد دومة إلى زياد العليمي إلى مصطفى النجار، الجميع صاروا مشوهين ومتهمين من قبل الآخر بفعل الثعلب الماكر والمتلاعبين بالعقول في مصر، فلم يبق أحد لأحد وبات متهمًا، حتى صار المقال الذي أكتبه الآن وأنا صافي القلب والنية مجالًا لاتهامي من كل التيارات، فإما إنني أصبحت إخوانيًّا أو تنازلت عن ناصريتي، أو إنني ما دمت في غربتي فأنا -على أقل تقدير- أجامل هنا أو هناك. وبتلك الصورة تبدو الحالة عشية ليلة الخامس والعشرين من يناير هذا العام، فكم يا تُرى بيننا وبين إحدى عشرة سنة مضت؟ وهل ثمة بارقة أمل ليكون عامنا الأخير في التيه؟!

علي أبو هميلة

*

انتفاضة حرامية

كان هذا الانفتاح انقلابًا على “الاشتراكية” التي انتهجها سلفه جمال عبد الناصر (1918- 1970) منذ قيام ثورة يوليو 1952، حيث كان للدولة الدور الأكبر في إدارة الاقتصاد والهيمنة على عناصر الإنتاج وأدواته بـ”قصد” تحقيق العدالة الاجتماعية، وتذويب الفوارق بين الطبقات.

وقد أسفر القفز الفجائي من الاشتراكية ذات الميل طبيعي للوصاية والانغلاق، إلى الانفتاح بلا ضوابط ولا قيود، عن نشوء طبقات طفيلية جاء نموّها سريعًا وصادمًا ومستفزًّا للحال الذي كان سائدًا، في عموم البلاد.

“سداح مداح”، والتوصيف للكاتب الصحفي الراحل أحمد بهاء الدين (1927 – 1996م)، الذي شغل منصب رئيس تحرير صحيفة الأهرام القاهرية.

التضييق على اليساريين، وفتح الباب واسعا للجماعات الإسلامية، لتنشط في المدارس والجامعات والنقابات، ضمن مسعى السادات لضرب أنصار سلفه عبد الناصر.

أحدثت هذه الانتفاضة أو “ثورة الخبز” جرحا نفسيا غائرا لدى “السادات” الذي كان قد تولى الحكم خلفا للرئيس جمال عبد الناصر المتوفى في 28 سبتمبر 1970، وراح يصفها على الدوام بأنها “انتفاضة حرامية”، وظل مُصرًّا على هذه التسمية، حتى نهاية حكمه باغتياله في 6 أكتوبر عام 1981.

*

 يوسف شاهين في فيلمه الأخير (هي فوضى) ما يحدث في أقسام الشرطة، وكانت نبوءة شاهين بثورة المصريين ضد ما يحدث فيها، حين صوّر في نهاية الفيلم هجوم المواطنين على قسم الشرطة، وكشف ما يحدث فيه، وإنقاذ المواطنين الذين يتعرضون للتعذيب نتيجة وقوفهم ضد ممارسات أمناء الشرطة الذين صاروا أصحاب سلطة خاصة حتى ظهر تعبير (دولة الأمناء).

*



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق