الأحد، 23 يناير 2022

الإفراط في التفاؤل . الصحة النفسية

Mar 24, 2021

عندما تشتد المصاعب، قد يبدو أن رسم ابتسامة عريضة على الوجه هو الأسلوب الأمثل للتأقلم مع الأزمات. لكن في الحقيقة هذه الطريقة قد تضر بصحتنا النفسية،

 لا شيء أكثر إزعاجا من مصادفة شخص يشعر بتفاؤل مفرط في وقت تعاني فيه الأمرين للتعامل مع الواقع القاتم.

علمت كيف أواجه كل ما يلقيه القدر في طريقي وأتكيف معه"، و"أتقبل الأمور التي لا يمكن تغييرها في حياتي". ورأى الباحثون أن المشاركين الذين يؤيدون بشدة هذه الجمل يتحلون بالتفاؤل المأساوي. فالأشخاص الذي يدركون أن الحياة لا تخلو من المصاعب ويعدون أنفسهم لمواجهة الشدائد في الحياة، كانوا أكثر قدرة على التكيف مع الحجر الصحي مقارنة بغيرهم الذين أنكروا وجود المصاعب والتحديات.

من الضغط النفسي إلى النضوج النفسي

 لمس البعض تغيرا إيجابيا في شخصياتهم بعد التعرض للصدمات، إذ ساعدتهم الصدمة في اكتشاف قدراتهم الكامنة وتغيير نظرتهم للحياة، فيما اصطلح على تسميته بنمو ما بعد الصدمة. وهذه الغاية قد نحققها أيضا بالتفاؤل رغم المآسي، من خلال تقبل مشاعر الحزن والألم التي تنتابنا بسبب الجائحة وتوظيفها لتحسين شخصياتنا.

لكن بدلا من أن ندع هذه المشاعر السلبية تستولي علينا وتحطمنا نفسيا، أو أن نتجاهلها كليا، فإن التحلي بالتفاؤل مع الاعتراف بحتمية المآسي في الحياة سيجعلنا نتقبل الوحدة والقلق كجزء من حياتنا رغم أن هذا يتطلب بذل جهد يومي. لكن بعدها قد نتعلم الاستمتاع بالعزلة أو نقدر قيمة المجتمع أو نكتشف غاياتنا وأهدافنا بعد انحسار الوباء.

*

 لا يستسلم أمام الصعاب والعوائق، يكرر المحاولة؛ فطموحه يفوق الإحباط ويتفوّق عليه، وسريعا ما يعيد ترتيب أوراقه وحساباته وتفكيره ليجد مسار حياته في حالة تقدّم مستمر، لا يلتفت الى الوراء ولا يعرف التوقف، وهو الذي يوجد لنفسه فرصاً من ظروف يهرب أمامها الآخرون، وهذه الطبيعة الحيوية والروح المتحرّكة داخل المتفائل هي التي تحبب الآخرين فيه، بل والبقاء في رفقته والعيش في معيته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق