الاثنين، 24 يناير 2022

الثقافة الرقمية تدفع الأفراد إلى التخلي عن خصوصياتهم

Jun 8, 2020

مع انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل وإحكام شبكة الإنترنت السيطرة على العالم، تقلص هامش الخصوصية للأفراد بشكل كبير، حيث نشأت ثقافة إنسانية جديدة تلغي الخصوصيات تحت شعار الحرية، فصار البشر من مشرق الأرض إلى مغربها، عرضة للاستغلال الاستهلاكي وللتحكم النفسي الذي يصل حد التوجيه.

كتابه “نهاية عصر الخصوصية” حول وضع الذات في الثقافة الرقمية، حيث الإجراءات والخدمات والأجهزة التي أصبحت في الوقت الحاضر بديهية، وتبدو كأنها أمر طبيعي في ظل استخدامها المتوفر في كل مكان بصورةٍ متزايدة. ومع ذلك فإنها تمثل في تاريخ أنماط تمثيل الفرد لذاته تطورًا حديثًا بشكلٍ مدهش.

ويذكر برنارد أن من التحق قبل ربع قرن بالمدرسة أو الجامعة، مثلا، سيتذكر مدى محدودية الخيارات المتاحة آنذاك ليعرض الفرد شخصيته وميوله وقناعاته على الملأ. أما اليوم فتبدو هذه الفترة في رأي برنارد كأنها عهد سحيق، يقول “صارت حقبة زمنية غريبة، وبسرعة البرق صار موقع ‘فيسبوك‘ منذ خريف عام 2006 شبكًة تفتح أبوابها أمام الجميع وأصبحت الهواتف الذكية متوافرة منذ عام 2007 وأصبحت متاجر التطبيقات الإلكترونية متوافرة منذ عام 2008. وبذلك تكوَّنت ثقافة رقمية واسعة النطاق، تبحث مقالات صحافية وأكاديمية باستمرار أساليب ظهورها وتحتفي بها أو تشيطنها. غير أنه نادرًا ما يتم التطرق لأصل تاريخها المعرفي، وإن حدث ذلك فإنه يكون من منظور تاريخ الكمبيوتر”.
جيل الانترنت بعد 1990

التحكم الرقمي

انطلاقا من هذه الرؤية يحاول برنارد في كتابه “نهاية عصر الخصوصية”،
أساليب تمثيل الذات ومعرفة الذات في أيامنا هذه سواء في “الملفات الشخصية” في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك أيضًا في وظائف تحديد الموقع الموجودة في الهواتف الذكية،
*
التبرع بالخصوصية
Mar 15, 2020

 قضية الخصوصية ومصائرها في العصر الرقمي وفي زمن الانتشار الأخطبوطي لوسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية.

حدود الخصوصية اليوم


يفرض كل تطور تكنولوجي نفسه على طبيعة وقيم حياة الإنسان للدرجة التي يتغير معها ما يكون الناس قد عدّوه ثوابت حياتية لهم خاصة إذا ما طالت فترة ثباته مما يولّد اعتيادا عليه واعتقادا أنه أصل ثابت غير قابل للتغير. تعد حدود الخصوصية من هذه الأمور التي تتغير نتيجة التطور التكنولوجي

فمع اجتياح الرقمنة حياتنا على كل الأصعدة وفي كل الميادين، تلك التي يسير العالم سيراً حثيثاً نحوها، وهي ما تعني الاعتماد التام على تكنولوجيا متقدمة وذكية متطورة باستمرار كنظام – بديل للقوة البشرية – في شتى ميادين الحياة، ومع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واعتياد الانسان عليها حتى صارت هذه الأخيرة تشكل جزءاً مهماً لحياته لاشتراكها أيضاً كأداة في تنظيم حياة الإنسان اليومية مثل برنامج الواتس أب، اعتاد معظم الناس تبادل صور شخصية وتوثيق أخبار ونشاطات خاصة بهم، بل وحتى الإعلان عما يتذوقونه ويفضلونه من مأكولات وألوان للملابس التي يرتدونها، وآرائهم حول الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية مما يجعل معرفة ميولهم وآرائهم واتجاهاتهم الفكرية وتطلعاتهم وطموحاتهم ممكنة لدى الكثير ممن يتاح لهم الاطلاع على صفحاتهم وصفحات أصدقائهم الإلكترونية، كما أنه من الممكن تخزين كل هذا من خلال برامج وتطبيقات إلكترونية معينة، إلى الحد الذي ثار معه السؤال: أين الخصوصية الفردية – إذن- بعدما أصبحت حياتنا الشخصية مباحة ومتاحة للجميع نتيجة التقارير التي نكتبها بأيدينا عن كل ما يخصنا ونتيجة المعلومات الشخصية التي تخصنا والتي أصبحت في أيدي كثيرين غيرنا، منهم من نعرف ومنهم من لا نعرف؟ أين الخصوصية في عالم ذاب فيه التمييز بين ما هو عام وما هو خاص؟ هل أصبحنا نعيش مرحلة أو (عالم ما بعد الخصوصية) كما أسماه ميخائيل كوسنسكي (Michal Kosinski)؟

 يرى البعض أن حدود الخصوصية تنكمش مع كل ازدياد لاستخدامنا للرقمنة ولأدوات التواصل الإلكتروني. ولما كان العالم يتجه نحو الرقمنة، فإن حدود الخصوصية تتجه نحو الذوبان بحيث يصبح من الصعب الحديث عندئذ عن خصوصية. لا يكمن الضرر فقط في غياب الخصوصية ولكن في خشية الاستغلال السيء لهذه المعلومات الخاصة. المعلومات الخاصة بأمورنا الصحية ستكون متاحة على تطبيقات وبرامج خاصة لكل من يستخدم الرقمنة الصحية. من الممكن أن يمارس أصحاب العمل تمييزاً ضد المستخدمين من أصحاب الأمراض المزمنة وأن يعطوا الأولوية لأصحاب الجينات الوراثية التي تظهر ذكاء ونشاطاً أعلى إذا ما تمكنوا من الوصول إلى هذه المعلومات.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق