May 17, 2020
تخلف العملة الرقمية سبلا للتواصل بين الأجهزة التي يمكن من خلالها تبادل المعلومات والمدفوعات، لتلغي بذلك الاعتماد المعتاد على البنوك.
تستطيع الصين أيضا استخدام اليوان الرقمي في أنشطة متنوعة انطلاقا من برنامج التحفيز والمساعدات التنموية، وصولا إلى التحويلات المالية المباشرة واستثمارات البنية التحتية مثل مبادرة الحزام والطريق.
*
مارد جديد يهدّد عرش الدولار والهيمنة الأميركية
ربما سيصبح "اليوان الرقمي"، الذي تعد الصين لإطلاقه هذا العام، المارد الجديد الذي سيحدث انقلاباً في النظام النقدي والمالي العالمي المبني منذ الحرب العالمية الثانية على الورقة الخضراء، وبالتالي ربما يهدد عرش الدولار وسيطرته على نظم التسويات وأسواق الصرف وإضعاف دوره في السياسة الخارجية الأميركية. وعلى الرغم من أنّ الصين لم تحدد بعد موعداً رسمياً لإعلان "اليوان الرقمي"، عملةً رسميةً للبلاد، فقد أجرت مجموعة من المشاريع التجريبية الناجحة للعملة الرقمية الجديدة، على الصعيدين المحلي والخارجي.
هناك نحو 21 ألف مصرف في العالم تستخدم الدولار في تسوية الصفقات التجارية والتعاملات المالية، وكلّها تتخوف من الحظر الثانوي. وتستطيع وزارة الخزانة الأميركية تجميد حسابات للشركات والمسؤولين في أيّ دولة من دول العالم، أو حتى مصادرتها من جانب واحد، عبر هيمنتها على النظام المالي العالمي. بالتالي، يرى محللون أنّ هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي يعدّ من أهم الأدوات التي تعتمد عليها الولايات المتحدة في إدارة دفة العالم، وإخضاع الدول لسياستها الخارجية، وذلك إلى جانب القوة العسكرية. وبالتالي، فإنّ صدور اليوان الرقمي سيقلص هيمنة الدولار على التسويات المالية، إذ إنّ تعاملاته لن تكون خاضعة لرقابة الحكومة الأميركية. وستتمكن دول، مثل إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية وروسيا، والعديد من الشركات العالمية، من النفاذ من الحظر الأميركي عبر التعامل مع البنك المركزي الصيني، من دون المرور بعملة ثالثة.
تدرس الولايات المتحدة مواجهة التحدي الذي يمثله اليوان الرقمي لهيمنتها على النظام العالمي بإصدار "دولار رقمي"، لكنّ مشروع العملة الرقمية الأميركية ما زال في طور الدراسة، وربما يتطلب سنوات لإطلاقه، حتى في حال موافقة الكونغرس على المشروع. في هذا الشأن، نسبت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أول من أمس الاثنين، إلى كلّ من وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، ورئيس مجلس الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، قوله إنّ "الموضوع تحت الدراسة، بما في ذلك جدوى إصدار دولار رقمي من عدمه".
ويرى محللون أنّ تداعيات اليوان الرقمي على الدولار ستكون خطرة وشبيهة بالتداعيات التي تركتها شركة "أمازون" على تجارة التجزئة، إذ أدت إلى إفلاس العديد من سلاسل المتاجر في أميركا وأوروبا، أو الدمار الذي أحدثته شركة "أوبر" على سوق التاكسي في العالم. لكن، على الرغم من هذه المخاوف من تداعيات اليوان الرقمي، يرى محللون ماليون أنّ الدولار واجه تحديات كبرى في السابق وتغلب عليها، من بينها صدور العملة الأوروبية الموحدة؛ اليورو.
ويرى محللون أنّ تداعيات اليوان الرقمي على الدولار ستكون خطرة وشبيهة بالتداعيات التي تركتها شركة "أمازون" على تجارة التجزئة، إذ أدت إلى إفلاس العديد من سلاسل المتاجر في أميركا وأوروبا، أو الدمار الذي أحدثته شركة "أوبر" على سوق التاكسي في العالم. لكن، على الرغم من هذه المخاوف من تداعيات اليوان الرقمي، يرى محللون ماليون أنّ الدولار واجه تحديات كبرى في السابق وتغلب عليها، من بينها صدور العملة الأوروبية الموحدة؛ اليورو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق