الجمعة، 9 أبريل 2021

مصر: هل هي فرعونية أم عربية إسلامية؟ الهوية والجدوى.. نقل المومياوات

Apr 8, 2021

 عبد الله رشدي، حين قال إنه سعيد بالحضارة المصرية القديمة لكن ذلك لن يغير من هوية مصر العربية الإسلامية.

كما أشار حاتم الحويني نجل الداعية السلفي الشهير أبو إسحاق الحويني إلى ذم القرآن الكريم لفرعون، وهو أيضا من مشاهير الدعاة على مواقع التواصل.

المثير للجدل إسلام بحيري، فقد استغل الجدل كالعادة للهجوم على ما يصفه بإسلام الخلفاء والفقهاء، مشيرا إلى الإسلام في "طبعته الأولى" لم يكن يريد أكثر من الإيمان القلبي وليس طمس هوية وحضارة من يؤمن به، بحسب وصف بحيري الذي سبق أن تعرض للسجن بتهمة ازدراء الأديان.

 لحية البطل عمرو يوسف وبعض الممثلين محاولة لطمس هوية مصر الفرعونية، في حين اعتبرها آخرون مجرد خطأ تاريخي وضعف بالإنتاج والعناية بالتفاصيل.

حوار هوية مصر اكتر حاجة بتضحكني احنا مضروبين في خلاط مزيج احيانا ملوش معنى و احيانا حلو نتقبل الموضوع دةو نكبر دماغنا و ننشغل بالواقع الهباب إللي عايشينة

جدل التكلفة

ومن غير المعروف على وجه الدقة حجم تكاليف الحفل الضخم، وهو ما دفع البعض للتساؤل عن الجدوى المتوقعة من وراء الاحتفالية مقابل الكلفة التي بدت باذخة.

 تكلفة أعمال الإنارة فقط "خاصة ميدان التحرير والمسلة الفرعونية الموجودة وسط الميدان و21 عمارة حول الميدان، والمتحف المصري بالتحرير" بلغت 60 مليون جنيه (نحو أربعة ملايين دولار أميركي).

صحيفة "أخبار اليوم" الحكومية، فقد قدّرت -استنادا إلى مصادر خاصة- تكاليف أعمال تطوير ميدان التحرير التي استغرقت 10 أشهر، بما يقرب من 150 مليون جنيه (أقل من 10 ملايين دولار).

وتقول الحكومة إن هذه التكلفة تتعلق بتطوير ميدان التحرير بشكل دائم وليس فقط بيوم الاحتفال.

أما تكاليف مشاركات النجوم، فقد أكد محمد سعدي رئيس مجلس إدارة الشركة المنظمة لحفل نقل موكب المومياوات الملكية أن كل المشاركين بالعمل من النجوم والفنانين لم يطلبوا أي شيء، فـ "الجميع كان متطوعا" بحسب تصريحات صحفية له.

 لم يتكلف سوى 5% فقط من تكاليف إخراجه لو تولته شركة أجنبية.

نفى أن يكون للحدث الاحتفالي مردود على تنشيط السياحة الداخلية، فالمصريون لم يعد لدى معظمهم ما ينفقونه على بند الفسح والزيارات للمتاحف والمناطق السياحية، حيث استنزفت السياسات الحكومية جيوب الكثيرين.

*

"التريند الإسلامي" عن "هوية مصر" الإسلامية، باعتبارها في خطر،

 طالب عبد الرحمن الكواكبي بخلافة عربية، وذهب آخرون إلى الاحتماء بالهوية الإسلامية، لدعم العثمانيين. وتجاوز الحوار الهوياتي سؤال السياسة إلى الثقافة، وطالب أحمد لطفي السيد، صاحب الولاءات الإسلامية الأولى، بهويةٍ مصريةٍ محلية، وافقه طه حسين في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر"، وناطحهما ساطع الحصري ورفاقه بحثا عن هوية قومية عربية... إلخ. في ثمانينات القرن الماضي، جاء جيل جديد من القوميين والإسلاميين، بحث السؤال من وجه آخر، ألف عصمت سيف الدولة، المفكر القومي المصري كتابه "عن العروبة والإسلام"، وفيه رأى أن الدولة القومية نتاج الحضارة الإسلامية، وأنه لا تعارض بينهما، تابعه المفكر الإسلامي محمد عمارة في عدة كتب منها "الإسلام والعروبة" و"التيار القومي الإسلامي". وتوسع عمارة لينفي التعارض بين مفاهيم الوطنية والإسلام، انتماء وهوية، واشتبك آخرون، كان أهمهم، في مصر، طارق البشري، وطرحه الذكي عن دوائر الهوية المتقاطعة، والمتحاضنة، والتي لا ينفي وجود إحداها الأخرى، يسعك أن تكون وطنيا، وعروبيته ومتدينا في آن. ويسعك، مع ذلك كله، أن تنتمي إلى الدائرة الإنسانية الأوسع. الأمر كله في الترتيب، والنسب، والأوزان، تفاوت أحجام أقطار الدوائر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق