السبت، 17 أبريل 2021

التكفير والتخوين

 تحليل تركي الربيعو للدوافع النفسية للتكفير والتخوين، وذاك تحليل جاء في كتابه “المحاكمة والإرهاب” الذي سلط فيه الضوء على “العقلية التآمرية” التي تحاكم الآخرين، فتكفّرهم حيناً باسم الدين، وتخون حيناً آخر بتهمة العمالة للغرب أو “العدو”. ويُفهم مما كتب الرجل أن التكفير والتخوين ليسا إلا من أعراض الشطط في محاكمة الذات، فمثل هذه المحاكمات تنشأ أصلاً في المجتمعات المأزومة التي ذاقت الويلات وأعياها انسداد الأفق، أو دوّختها الدكتاتورية. فالكاتب لم يكن سعيداً بملاحظاته وإنما هو محض باحث اعتنى بتقصي جذور العنف في الفكر، والعنف في الخطاب العربي، بل في خطاب أي أمة، قبل أن تتبدى أفاعيل هذا العنف النظري، على أرض الواقع، بالقنبلة والرصاص والسكين، أو بطائرات وبوارج القتل الرقمي، في إرهاب الدولة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق