الجمعة، 16 أبريل 2021

ترسانة أفكار التفوق العرقي.. هل ينبغي اعتبار مارتن هايدغر فيلسوفا مركزيا لليمين المتطرف؟

Jul 25, 2020

مع صعود تيار اليمين المتطرف في أوروبا والعالم الغربي، ينظر مثقفون أوروبيون إلى فيلسوف الظواهر والأنطولوجيا والوجودية الألماني مارتن هايدغر (1889-1976) باعتباره أحد الوجوه الملهمة لهذا التيار.

استخدمت فلسفته في إضفاء الشرعية على الشعبوية والعنصرية الثقافية لليمين المتطرف، بحسب مختصين في دراسة الفلسفة الألمانية.

وساهم تنظير هايدغر الفلسفي في تحديد الدم والتراب كأساس قومي، وتحدث الفيلسوف الألماني عما أسماه "التأثير الخبيث" للتكنولوجيا والنزعات العالمية على "الوجود"، وتناول خطورة ما سماه قوى التصنيع المعولمة على "الوجود الألماني" مما ساهم في تحديد الهوية الألمانية النازية باعتبارها نقيض العالم كله، في زمن الحرب العالمية الثانية.

ويفترض باحثون أن هايدغر كان يعتقد أن العالم الغربي يسير نحو الحرب الشاملة، ويعيش على حافة العدمية العميقة والرفض لجميع المبادئ الدينية والأخلاقية، وهو ما سيجعل الغرب أرضا قاحلة يسكنها وحشيون يملكون التكنولوجيا والأدوات، ويعيشون في عالم من الجهل والبربرية غير المسبوقين حيث يُسمح بفعل كل شيء.

اليمين المتطرف

ويطلق وصف "اليمين المتطرف" على تيار سياسي يتركز أساسا في أوروبا، ويتبنى نزعة متطرفة معادية للمسلمين واليهود والأجانب، ولديه تمسك متطرف بالقيم الوطنية وبالهوية السياسية والثقافية واللغوية، ويتسم بميل شديد للمحافظة الدينية المسيحية.
ومن أشهر أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا "الجبهة الوطنية" في فرنسا المعادية للأجانب والإسلام، وحزب الوسط الديمقراطي في سويسرا الذي كان وراء استفتاء على منع بناء المآذن في البلاد أجري يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، و"حركة بيغيدا" الألمانية التي تأسست عام 2014 وتناهض ما تسميه "أسلمة الغرب".
وكشفت دراسة صادمة نشرتها مؤسسة "فريديرخ إيبرت" العام الماضي وشارك فيها 1890 ألمانيا، أن نحو نصف الألمان يؤمنون بأفكار تصنف أنها من أدبيات "الفكر اليميني".
وفتح الهجوم الذي جرى في كرايست تشيرش النيوزلندية العام الماضي ملف اليمين الحركي المتطرف في الغرب، خاصة بعد أن اتخذ طابعا أكثر عنفا ومتجاوزا للحدود، وشهدت السنوات الأخيرة تحوّلا كبيرا في توجه اليمين المتطرف نحو أفكار جامعة كالهوية والثقافة بدلا من التركيز على قضايا العِرق.
Jan 25, 2021
اليمين المتطرف مشكلة عالمية
الكابيتول الأمريكي في 6 يناير/كانون الثاني، يعكس التطور المستمر للتهديد العالمي لليمين المتطرف. وكما أكدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردن، بعد أن قتل إرهابي يميني أكثر من 50 شخصاً في مسجدين في بلدها: «ليس هناك شك في أن الأفكار اليمينية ولغة الانقسام والكراهية موجودة لديها منذ عقود، ولكن شكل توزيعها، وأدوات التنظيم جديدة». 
أمل في إصلاح هذه الانقسامات والنهوض بالمساواة وسيادة القانون والمجتمع المدني الشامل، واحترام حقوق الإنسان، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى العمل مع الدول الأخرى والمنظمات متعددة الأطراف، لبناء تحالف لمكافحة نمو وانتشار التطرف اليميني.
 20 عاماً من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وما تلاها من إطلاق ما سماه القادة الأمريكيون «الحرب العالمية على الإرهاب»، يجد العالم نفسه في مواجهة تهديد جديد هو اليمين المتطرف، الذي نما من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة.
حين أن الأيديولوجية والجماعات اليمينية ليست جديدة على أجزاء كثيرة من أوروبا، فإن نمو الهجرة من الدول الإسلامية، وزيادة حركة الأفراد داخل الاتحاد الأوروبي، وتعميم الأفكار اليمينية المتطرفة من السياسيين الشعبويين، أسهم في إحداث رد فعل على ارتفاع معدلات الهجرة ونمو اليمين في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين (2010). 
رداً على الهجمات التي نفذها الإرهابي النرويجي اليميني المتطرف أندرس بيرينج بريفيك، غيرت النرويج قوانينها لإعادة تعريف متطلبات إدانة الإرهاب، ووافقت على مشاركة معلومات بصمات الأصابع من التحقيقات الجنائية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتمكين الدول الأخرى من مراقبة تصرفات الأفراد الذين يعبرون الحدود، وأطلقت استراتيجية وطنية لمكافحة خطاب الكراهية في عام 2016.
لقد أبرز الهجوم المميت في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا في عام 2019، كيف أن اليمين المتطرف استمر في النمو في جميع أنحاء العالم. ولقد تحركت حكومة نيوزيلندا بسرعة بعد الهجوم للتصدي له وغيّرت قوانين انتشار الأسلحة في البلاد لحظر الأسلحة شبه الآلية المستخدمة في الهجوم، وأظهرت دعماً واضحاً للمجتمع المسلم في نيوزيلندا.
ليست هذه الهجمات المباشرة وحدها هي التي تحدد انتشار أيديولوجية اليمين المتطرف. فعلى مدار العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم تعميم هذه الأفكار؛ لأنها تغلغلت في الأحزاب السياسية وأثرت في السياسيين.

عام 2010، أعرب فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر خلال فترة ولايته، عن أفكار مناهضة للاجئين والمهاجرين، وجادل بأن أوروبا قد تجاوزتها ثقافات وجماعات أخرى، وخاصة المسلمين.

وفي البرازيل أظهر صعود جايير بولسونارو إلى الرئاسة في الفترة 2018-2019، كيف استمرت الأفكار اليمينية المتطرفة في الظهور. وخلال حملته، دعا بولسونارو إلى إعادة البرازيل إلى مجدها السابق من خلال الهجمات على المؤسسات الحكومية والأقليات، فضلاً عن العنف ضد المجرمين والنشطاء وأحزاب المعارضة. وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تمكن من زيادة دعمه في جميع أنحاء البلاد. وتُظهر كل هذه الأمثلة، أنه بدلاً من التعامل مع عمليات اليمين المتطرف باعتبارها حوادث معزولة ضيقة الأفق بالنسبة لبلدان معينة، فقد حان الوقت للاعتراف بها كظاهرة عالمية ومتطورة.

ولدى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، فرصة في أعقاب أعمال الشغب في الكابيتول الأمريكي لحشد المجتمع الدولي حول معالجة التطرف اليميني. ويجب أن تعمل إدارة بايدن مع الدول الشريكة، لتوسيع نطاق ومهمة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ولمعالجة هذه الظاهرة وتغييراتها المختلفة.

إن مفتاح مكافحة الظاهرة، هو معالجة المعلومات المضللة وجعلها جزءاً من خطة عمل المؤتمر الدولي حول الديمقراطية.

لن تكون محاربة اليمين المتطرف سهلة، حيث إن العديد من السياسيين والأحزاب السياسية قد أدرجوا عناصرها في برامجهم، فقد تستحق مناقشة الديمقراطية والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، العناء.

* خبيرة في الأمن القومي والسياسة الخارجية (فورين بوليسي)

*

Apr 6, 2021

عادة ما يتم تعريف التطرف اليميني كفكر يناهض الديمقراطية والمساواة، وغالبا ما يرتبط بمعاداة السامية والعنصرية، وكراهية الأجانب والقومية الإقصائية والاستبداد ونظريات المؤامرة.

دعمت جماعات اليمين المتطرف من أنصار تفوق العرق الأبيض شبكة علاقاتها العابرة للحدود من أجل الاستفادة من المعتقدات والمظالم المشتركة في باقي بلدان ومناطق العالم بهدف الترويج للعنف والانخراط فيه وهو ما نجحت فيه إلى حد كبير، ما يفرض على الدول تحديات جمة لكبح انتشاره.

*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق