Jun 18, 2020
من عصور الظلام
التخلص من سلطة الدين قبل أن تتسع الدائرة لتشمل التخلص من الدين نفسه الدين نفسه وصارت هناك مذاهب فلسفية وسياسية تقوم على تبنى هذه الأفكار.
كتب (مقدمات فى أصول فلسفة الدين، وثقافة اللادينية، وأسئلة عن المعتقدات الخاطئة).
ملحد" فى القرن الثامن عشر خلال عصر التنوير، حيث شهدت الثورة الفرنسية أول حركة سياسية كبرى فى التاريخ للدفاع علن سيادة العقل البشرى.
اللادينى
يقول كتاب ثقافة اللادينية للمؤلفين كابورالى وجروميلى الذى صدر فى عام 1971 فإن اللادينى هو شخص لا يملك إيمانا بوجود الخالق الأعظم وفى نفس الوقت لا يملك قناعة بعدم وجود الخالق الأعظم بمعنى آخر إنها مرحلة وسطية بين الإيمان والإلحاد وهناك البعض ممن يعرف اللا دينية كإلحاد ضعيف.
اللاأدرى
مذهب اللاأدرية هو الاعتقاد بأن وجود الله وأصل الكون أمور لا سبيل إلى معرفتها، وكلمة "اللا أدرى" تعنى "بلا دراية أو علم
واللاأدرية هو عدم اختيار قرار مع أو ضد وجود الله
فاللاأدريون يعتقدون أننا لا يجب أن نؤمن أو لانؤمن بوجود الله أو عدمه.
طيب الربوبية
*
شجّع طفل والدته اللادينية على الصيام معه
هذا ما قاله لي جوليان (اسم مستعار) البالغ من العمر 13 عاماً عن سر تعلقه بالصيام رغم لا دينية والدته وإلحاد والده ومعظم أقاربه وتعرضه في بعض الأحيان للسخرية من قبل المحيطين به.
والدته، فتصف نفسها بالعلمانية واللادينية، فهي حتى وقت قريب، لم تكن تؤمن بوجود خالق للكون، أما زوجها فيصف نفسه بالملحد بكل وضوح.
لم يكن جوليان تجاوز الخامسة من العمر عندما اضطرت أسرته المكونة من والديه وشقيقته إلى ترك مدينة حلب إلى كردستان العراق و منها إلى تركيا، هرباً من الحرب الدائرة في سوريا، ووصولهم أخيراً إلى هولندا في عام 2016.
حاول والداه ثنيه عن ذلك، وخاصة والده الملحد "خوفاً على صحته ودراسته من جهة ولأنهم أسرة غير ملتزمة بالأديان من جهة أخرى" حسب قول الأم.
جوليان: "لم أشأ أن أزعج والداي، في البداية كنت أتظاهر بأنني أتناول وجبتي المدرسية، لكنني في الواقع كنت أطعمها للبط في الحديقة المجاورة أثناء عودتي من المدرسة إلى المنزل، لكنني شعرت بأنني أرتكب خطأ ما لأنني كنت أكذب بشأن الوجبة، لذا طلبت من والدتي صراحة ألا يجبروني على الكذب وقلت لهما إنني أرمي وجبتي للبط كل يوم".
"كنت قد قررت أن أصوم للتقّرب من الله وإرضائه، فكيف لي أن أكون مقرباً منه وأنا أكذب!"
التربية الحديثة، أن ابنها قد يضطر إلى الكذب وتكون هي وزوجها السبب، وبعد تفكير قررت تقبل الأمر رغم أنها لم تكن مقتنعة، لكنها أرادت الحفاظ على براءته وصراحته وعدم دفعه نحو مستنقع الكذب بحسب وصفها.
يشجع الخبراء، الآباء والأمهات على توطيد علاقاتهم بأبنائهم باستخدام أسلوب الإقناع والتبرير وإتاحة الخيارات بدلا من استخدام الثواب والعقاب أو الصراخ والفرض
التربية الصارمة والمتساهلة التي تمنح الطفل مطلق الحرية ليتصرف حسب رغبته.
التربية مبنية على التقمص الوجداني مع التركيز على التعاطف مع الآخرين والاستجابة لمشاعر الطفل التي دفعته لممارسة سلوكيات خاطئة، عملا بقواعد ونظريات مفادها أن تواصلنا وتجاوبنا مع الأطفال الآن يسهم في تشكيل علاقتنا معهم طوال الحياة".
لكن خبراء يرون أن التربية الإيجابية قد تؤثر سلباً على الآباء وتحجب عن الأطفال المشاعر السلبية التي سيحتاجون إلى فهمها مستقبلاً.
الخوف من "أن يتطور الوضع وينزلق ابنه في المستقبل نحو التشدد".
فالقناعات لا توّرث من الآباء بل نتعلمها ونقتنع بها في الحياة".
أخرج من حالة اللاإيمان إلى الإيمان لأن الإحساس بوجود من يسمعني ويراقبني ويساعدني ويحميني عند الشدائد، شعور مريح، لكنني ما زلت أبحث، فأنا الآن في وسط الطريق، لا أعلم ما يخفيه المستقبل لي".
مع مرور الوقت، توقف زوجها عن محاولات إقناع جوليان بعدم الصوم ورضي بقرارات ابنه وخاصة بعد أن انضمت الأم إليه ولاحقاً شقيقته، التي تصوم في بعض الأحيان تضامناً معهما لكنها ليست ملتزمة كشقيقها "فهي الآن في مرحلة التعلم حول أصل الإنسان والتناقضات في الروايات الدينية والعلمية".
الفرق بين جميع الأديان هو فقط إيمان الشخص بدين ونبي محدد، وأن جميعها ظهرت في الحياة لتنظيم حياة البشر باختلاف معتقداتهم وأعراقهم ومكان نشأتهم، وأن المسلمين حالهم كحال أي معتقد أو دين آخر، فيهم السيء والجيد، الطيب والشرير، المتشدد والمعتدل، اللطيف والعنيف، وأن كل إنسان يختار ما يناسبه بحسب تربيته ودرجة تعلمه وفهمه للأمور ومدى تعمقه في القراءة ليختار قناعاته في المستقبل".
تضيف: "لو كان اختيار ابني قد وقع على المسيحية أو البوذية أو أي معتقد أو دين آخر، كنت سأدعمه وأقف إلى جانبه كما أفعل الآن، فمن الضروري ألا يشعر الطفل بأنه وحيد أو أنه خارج عن المألوف من أجل صحته النفسية والعقلية".
ويقول جوليان: "لا أعرف إن كنت سأصبح شخصاً متديناً أم لا في المستقبل، وكل ما أعرفه هو أنني الآن مقتنع بما أقوم به وأشعر بالراحة النفسية والتقرب من الله لأنني أصوم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق