Feb 22, 2021
الزيادة السكانية في مصر، إن " نسبة كبيرة من الأهالي في الريف والصعيد ينجبون أطفالا لا ليلحقوهم بالتعليم، بل لينفق الأبناء على والديهم"، مضيفا أن "في تلك المناطق يتم إلحاق الطفل بورشة لتعلم حرفة بمجرد أن يبلغ سن السادسة".
تابع بلهجة عامية مستنكرة: "لو الأب خلف بنت مش هيغلب، يدخلها المدرسة؟ قطعا لا، في الصعيد بيشحنوا البنات على القاهرة عشان يشغلوهم خادمات".
دفع نشطاء إلى إطلاق وسم: "الصعيد خط أحمر".
"لا يقصد الإهانة مطلقا وأن الهدف من حديثه هو المصلحة العامة".
تصريحات أمين مثلت فرصة للكثيرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتقييم محتوى بعض البرامج المصرية، التي لطالما "يُتهم مذيعوها بترسيخ الأفكار النمطية وتسطيح المشاكل".
تامر أمين اعتمد أسلوبا يفتقر إلى آداب اللياقة، ويتجاوز أخلاقيات مهنة الصحافة.
تصريحات المذيع انطوت على "تحريض بالغ الخطورة وتنمر صريح" ضد بعض المناطق عندما أصدر "أحكاما اجتماعية تكرس التفرقة بين الريف والمدينة وتحمل أهاليها أزمة الزيادة السكانية".
#تامر_أمين عامل ڤيديو اعتذار
مش كل يوم حد يغلط ويطلع يعتذر.. لازم عقاب
ناقش قضية الزياده السكانيه في الصعيد بطريقه كارثيه مهينه للمرأه الصعيديه متجاهلا عاداتهم وتقاليدهم.."
"مشهد لخص أزمة عامة"
وصف قرار المجلس بـ"المناورة التي عادة ما تلجأ إليها هيئات الدولة لتهدئة الرأي العام قبل أن يستأنف الإعلامي نشاطه"، على حد قول البعض.
ففي أغسطس 2019، تم إيقاف برنامجه بسبب تصريحات اعتبرت مسيئة للمرأة.
سوابق في "التهكم والتنمر" تورط فيها مذيعون آخرون في السنوات الماضية، من بينها تصريحات المذيعة ريهام سعيد حول النساء الممتلئات.
لرئيس البلاد، تطالبه بالتدخل لتطوير المشهد الإعلامي بعد أن بات يعتمد على "التسطيح الفكري"، وتبني خطاب "ركيك لا يخلو من التنمر".
"استمرار لسياسة الإلهاء التي تنتهجها الحكومة لصرف الشعب عن مناقشة القضايا الأساسية".
استغرب الهجوم الذي طال المذيع، واتهموا وسائل إعلام المعارضة بتضخيمه.
فالمدافعون عن تامر أمين يقولون إن ما يقدمه يأتي في إطار الوعظ والنصح قائلين إن كلامه "جاء امتدادا لكلام الحكومة".
جزء من نجاح أى سياسى أو إعلامى، عندما يخاطب مجتمع ما، لابد أن يعرف ثقافة وعادات وتقاليد من يخاطبهم..
المرأة فى المجتمع الصعيدى، خط أحمر.. الاقتراب منه كااارثة.
هاكس الزيادة السكانية
لاستكمال التنمية وتخفيف الضغط على البنية التحتية للتعليم والصحة، وغيرها.
دعوات الحكومة بـ"الخطابات الفوقية ومحاولة لتوظيف الزيادة السكانية لتسويغ وتبرير فشلها، في وقت يكافح فيه البعض للعثور على ثمن أدوية منع الحمل أو توفير ضروريات الحياة ".
كلام #الزيادة_السكانية أسمعه منذ الطفولة تكرارا ومرارا منذ أيام السادات ثم مبارك والأن، ودون مبالغة يتكرر بنفس الكلمات تقريبا. ولإكتشاف ذلك منذ زمن، لم يعد #الشعب في #مصر يتفاعل معه سوى تجاهلا، فقد فطن أنها الاسطوانة التي تدور تلقائيا عندما لا تسطيع السلطة الرد على طلباته وأحواله
من الخطأ الاستدلال بقوله تعالى "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ" كحُجة على تحريم تنظيم النسل
"العيال عزوة وتيجي برزقها".
متوسط الزيادة السنوية بين 2 إلى 4 مليون نسمة،
*
المشاهد أصبح الرقيب الأول على الخطاب الإعلامي.
المهنية تسبق النجومية
إساءة لأهل الريف والصعيد
قال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه وفقاً للمادة 211 من الدستور الصادر عام 2014 والمادة (94) من القانون رقم 180 لسنة 2018 بشأن قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام واللوائح الصادرة تنفيذاً له.
وقررت نقابة الإعلاميين سحب ترخيص مزاولة المهنة من أمين مقدم برنامج “آخر النهار” بقناة “النهار” الخاصة لخرقه ميثاق الشرف الإعلامي على خلفية اتهامه بإهانة مجتمع الصعيد، سكان جنوب مصر، وأهالي الريف في الشمال بأنهم يكثرون في إنجاب البنات و”شحنهن” للعمل خادمات في أحياء القاهرة لجلب المال، وذلك في تفسيره لأحد أسباب الزيادة السكانية.
*
الصعيد والريف بين خطاب التمييز و الدعاية
يمارس الوسطاء الإعلاميون، في نظم الحكم السلطوية، نقل الرسائل إلى الجمهور، بغرض تشكيل رأي عام مؤيد للنظام، شارحٍ للمقولات، وإن كانت واضحة، ومفسّرا الخطابات، وإن لم تكن تتضمن رموزا. التكرار سمة لدعاية سياسية، ترى في وسائل الإعلام بمثابة لقاح يحقن، وأن تعدّد بث الرسائل يُخضع المشاهدين لإرادتهم. حسب رؤى نقدية لرواد مدرسة فرانكفورت، تمارس الدولة عنفها غير المادي عبر وسائل الاتصال. وبعد ثورة يناير في مصر العام 2011، وككل الأحداث الفارقة، بما فيها من صراعات وأزمات، تتخذ الدعاية دورا مركزيا، أصبحت هذه في مصر أحد أهم أدوات التعبئة. وواقع الحال أن تعميم الرسائل الإعلامية محكومٌ بأجهزة النظام، تبث رسائلها إلى شبكات المصالح، لينطلق الوسطاء في تعميمها. الوسيط هنا ينسى دوره، يتصوّر، وهو يتوحد مع من يقوده، أنه في موقع السلطة ذاتها، يمتلك نفوذا رمزيا، يجعله يتجاوز حدود مهنية الخطاب (إن كان تعلمها أساسا) وقواعده وآدابه. يمارس التعالي هنا، ويستمدّ من بنية السلطة غياب القيم الضابطة أو المحدّدة للسلوك التي تمنع التعبيرات الجارحة أو الألفاظ المنفلتة. يتقمص الوسيط دور الناصح والعالم والمفسّر، يمارس التهديد والوعيد أحيانا، وهو متوحد مع الولي وخاضع له، وأحيانا منسحق، يبدل جلسته وشخصيته، يرتدي ملابس الفارس، ويخوض حروبه المقدسة، ويرفع شعار الدفاع عن الدولة والوطن. بينما هو ليس أكثر من مرتزق، كان يخوض الحروب نفسها في الصفوف المنتصرة بالأمس، يمارس عنفا لفظيا ضد المشاهدين، يخيفهم ويهدّدهم، ويشكّك في ثقتهم بأنفسهم، خصوصا إن كانوا مستضعفين. .. هكذا تستند النظم السلطوية فى دعايتها إلى إعلاميين لديهم سمات السلطوية.
التبريرات القديمة التي يتم استدعاؤها من السبعينيات عن الأزمة السكانية ليست كافيةً لتفسير الأزمات الجارية. أما مدح كل خطوة بوصفها إنجازا فلم يعد مقنعا، في وقتٍ تتراكم فيه الخبرات السلبية، مع كل وعدٍ بتحسن الأحوال الاقتصادية، يلي ذلك ارتفاع في أسعار السلع والخدمات، والتفنن في فرض ضرائب جديدة. للمفارقة، منها ضريبة الراديو والتلفزيون، كما يسبق التبشير بالانفتاح وعودة مساحات للحرية، قرار بمد العمل بقانون الطوارئ، بينما يتهم من لا يدور في فلك الدعاية بأنه لا يفهم، ولو فهم يُطالب بتقديم حلول، هذا إن لم يصنف ضمن داعمي الإرهاب! بعد ذلك كله، توجه لكمات إضافية للمفقرين فى شكل إهانات بالغة، تخالف الواقع، وتنم عن جهالة وافرة بمدى ثقل الأعباء، وأن المشرحة لا تحتمل مزيدا من القتلى.
ليس من الممكن رؤية خطاب أمين بوصفه تعبيرا شخصيا منفصلا عن منظومة الدعاية والمغالطات المتكرّرة، فالخطاب الطبقي الذي يصوّر الفقراء قساة القلب، يغلب عليهم الجشع والأنانية، وأنهم أصل الأزمات، يُخلي ساحة متّخذي القرار والمتحلقين حولهم، فالأسر الفقيرة تزيد من نسب السكان، وتسبّب خللا في التنمية، وهم سبب أزمة التعليم إذا طالبوا بتحسينه، ومصدر عجز القطاع الصحي إذا اشتكى أحدهم من نقص أنبوبة أكسجين. لا يسأل هؤلاء عن تكافؤ الفرص والتفاوت في توزيع عوائد التنمية، المذيع الذي يفتقد للمهنية (لم يدرس علوم الاتصال والإعلام، التحق بالتلفزيون عبر محسوبية عائلية، وهو الذي يتفلسف حول علاقة الزيادة السكانية بالتنمية وتآكل الفرص).
*
مؤخرة قطار التنمية
مخدرات وتجارة آثار وأسلحة غير مرخصة ومطاريد وعادة الأخذ بالثأر.. هكذا تجسد الدراما والسينما المصرية صعيد مصر
مسلسل "طايع" وفيلمي "الجزيرة".
ولا يقتصر الأمر على الفقر، بل تتصدر محافظات الصعيد قائمة المحافظات الأكثر تعاطيا للمخدرات والتدخين حسب دراسة قام بها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي والمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية والأمانة العامة للصحة النفسية.
*
تبدو مصر كتلة سكانية متماسكة، لكن هناك تصنيفات وفروقات في الأعراف والتقاليد والمخيّلة الاجتماعية، وتفاوت في اللهجات المحلية، يمكن أن تؤثر على الشخص المنتمي لكل منطقة أو محافظة.
وإذا كان سكان الصعيد معروفين بشدة بأسهم وعصبيتهم القبلية والتمسك بالعادات والطيبة لحد السذاجة، فسكان مدن القناة، على طول خط قناة السويس (بورسعيد والإسماعيلية والسويس) يذكرون بصلابتهم التي صبغتهم منذ مقاومتهم الباسلة للعدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مدنهم عام 1956.
يتصف سكان المدن الساحلية، مثل الإسكندرية بالتحضر، نتيجة ما ورثوه من ثقافات متعددة (كوزموبوليتانية) على مدار تاريخها الذي انصهرت فيه ثقافات أوروبية متباينة، منحتها ميزة الأفق الواسع والقدرة على استيعاب الآخر، ورغم انتهاء هذه الحقبة ونمو الأفكار السلفية والمتشددة لدى شرائح فيها، فإنها تبقى رمزا للانفتاح.
في العرف المصري، لا تزال منطقة سيناء، في الشمال والوسط، وتستثنى جنوب سيناء التي تحولت إلى منطقة سياحية جاذبة، رمزا للبداوة، مع محافظة مرسى مطروح في أقصى شمال غرب مصر، بالقرب من البحر المتوسط.
يطلق على سكان شمال مصر، دلتا النيل أو دلتا مصر، وتضم المحافظات التي تقع بين فرعي رشيد ودمياط، المتفرعان من نهر النيل، وصاحبهم قديما لقب “الفلاحين”، نسبة إلى عملهم بالفلاحة والزراعة.
وما يؤكد أن وصفي الصعايدة والفلاحين ليسا سبّة في جبين أصحابهما، أوبريت الليلة الكبيرة الشهير الذي جاء فيه “دول (هؤلاء) فلاحين ودول صعايدة”، كلمات صلاح جاهين وألحان سيد مكاوي، والتي لا تزال تلقى رواجا حتى الآن.
ناهيك عن تقسيمات أخرى داخلية، كأن يوصف سكان محافظتي البحيرة ودمياط في منطقة الدلتا أيضا بالبخل والحرص الشديد وحسن التدبير، أو يوصف سكان قنا بالطيبة الشديدة والجدعنة، وسوهاج بالشطارة في التجارة، بينما يوصف سكان أسيوط بالقسوة الشديدة، وتنتمي المحافظات الثلاث إلى الصعيد.
*
Feb 28, 2021
الصعيد في دراما رمضان المصرية.. صورة ثابتة لا تتغيّر
"نسل الأغراب" و"موسى" عالم معزول يسوده الرصاص والمخدرات والثأر.
جنوب القاهرة، كما لو كانت دستورا لا يجب تغييره، وتواصل تقديم قاطنيه كأناس قساة غلاظ يقتلون بدم بارد، ونفعيين تسيطر عليهم لهفة الربح المالي، بصرف النظر عن حرمته الدينية.
لا تغادر مسلسلات “الجنوب” المصري ثالوثا مقدّسا أضلاعه تجارة الآثار والمخدرات والثأر مع سلطة زعيم يحكم قبضته على أماكن معزولة ولا يعتد بقوة القانون، ويتعامل مع السلطات الرسمية بمنطق “لا أريد منك عسلا.. فلا تؤذيني بلدغاتك”.
يعرض مسلسل “موسى” لمحمد رمضان الذي رغم أبعاده السياسية الرحبة بقصة عن مكافحة الاحتلال الإنجليزي شبيهة بالبطل الشعبي أدهم الشرقاوي، لم يبتعد عن الآفة المعتادة للجنوب بالثأر من الخصوم وحياة مطاريد الجبل، وكم من العنف غير المبرّر الذي وصل إلى قتل أنثى حصان عربي أصيل ضربا بالرصاص في الرأس لسماحها بـ”البطل المارق” باعتلاء ظهرها.
يجمع بين “نسل الأغراب” و”موسى” تصوير الرجل بأنه لا يخشى سلطة ولا يأبه بمعاناة الأحباء، بل وتماديا في منحه صفة إرهاب أشدّ المفترسات ضراوة ليتبادل أمير كرارة القبل مع أسد بالغ الشراسة، ويجعل محمد رمضان من تمساح نيلي ضخم أريكة يسند عليها رأسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق