Oct 26, 2020
الرسوم المسيئة لا تُمثل سوى أصحابها شددت على أن التطاول على الرموز الإسلامية
بعض الصحف الفرنسية هي أمر «لا يُمثل سوى أصحابها، ولا يُمثل وجدان الشعب الفرنسي بكافة تنوعه تجاه غيره من الشعوب والأمم والأديان والأفكار، حيث لمسنا من الشعب الفرنسي الصديق المحبة والتقدير واحترام الجميع، وهو ما يعكس القيم الفرنسية الحقيقية، ونحن نبادله نفس الشعور، ولنا معه علاقات صداقة وطيدة، ومن ذلك كبار القيادات الدينية، وعدد من كبار المفكرين والبرلمانيين والحكوميين والإعلاميين
إدانتها لأساليب الإساءة لأتباع الأديان، ومن ذلك «الرموز الدينية» لأي دين،
، فهو أكبر وأجل وأقدس من أن يطاله متطاول، وإن كانت مسيئة لنا نحن المسلمين بشعورنا العظيم نحو سيدنا ونبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ولكننا نعالج ذلك بالحكمة. كما أننا لا نُعَمم هذا التصرف على الآخرين
المبدأ الحقوقي لـ«حرية التعبير» لا بد أن يؤطر بالقيم الإنسانية التي تقوم على احترام مشاعر الآخرين، وأن حرية الرأي متى خرجت عن تلك القيم فإنها تسيء للمعنى الأخلاقي للحريات، كما تسيء إلى مقاصد التشريعات الدستورية والقانونية التي أكدت ضمان حرية إبداء الرأي بأي أسلوب مشروع، ولم تقصد من ذلك إثارة الكراهية والعنصرية بذريعة حرية الرأي، ولا افتعال الصراع الثقافي والحضاري بين الأمم والشعوب.
لسه مسألة ازدراء الاديان لخالد منتصر
«محسوبة على أصحابها، ولا تتحملها الشعوب التي تربطها ببعض صلات المحبة والاحترام. فنحن في رابطة العالم الإسلامي لا نَحْمِلُ في قلوبنا نحو الشعوب الأخرى، ومن ذلك أتباع الأديان، إلا محبة الخير لهم، بل إننا نقابل السيئة بالحسنة».
الإساءة للرموز الدينية الإسلامية تعني الإساءة لمشاعر أكثر من 1.8 مليار مسلم، حيث إن الإسلام في جميع الأحوال «لن يكون في موقف مقابلة الإساءة بالإساءة، ولكنه يوضح الحقيقة لمن يجهلها»
إساءة للقيم الدينية التي جاءت رحمة للعالمين، ومُتَممة لمكارم الأخلاق، فضلاً عن كون ذلك إساءة للقيم الدستورية للدول المتحضرة التي أوضح شراح دساتيرها أنها جاءت بالقيم الإنسانية، ومن ذلك المعنى الأخلاقي الكبير للحريات المشروعة المشتمل على مفاهيم الاحترام وتعزيز المحبة بين الجميع».
محاولة الاستفزاز لتحقيق مكاسب مادية»، مشدداً على أن الإسلام كبير، ورسالته سامية،
رسالة الإسلام بدأت برجل عظيم هو «سيدنا ونبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)»، حتى بلغ اليوم أكثر من مليار وثمانمائة مليون مسلم، حيث بيّن القرآن الكريم أن أخلاقه عظيمة، كما جاء في وصفه (صلى الله عليه وسلم) بأنه «لم يكن فاحشاً ولا مُتَفَحِّشاً، ولا صَخَّاباً في الأسواقِ، ولا يَجْزِي بالسيئة السيئة، ولكن يَعْفُو ويَصْفَحُ».
هؤلاء لا يُمكن أن يراهنوا إلا على الأقوياء»، موضحاً أن هناك «كثيراً من الرسامين ومن الصحف كانوا مطمورين مغمورين، فاشتهروا وحققوا أرباحاً جلبتها لهم مجاناً ردود الفعل التي لم تدرس الموضوع من كافة جوانبه، وهو ما أعطى البعض تصوراً خاطئاً جداً بأن الإسلام بهذا القدر من الضعف، بحيث لا يتحمل مهاترات لا قيمة لها ولا وزن، بينما الإسلام أكبر وأقوى من ذلك كُلِّه».
رابطة العالم الإسلامي تؤكد دوماً أنها «ضد أي أسلوب من أساليب التأثير على اللحمة والوحدة الوطنية لأي بلد حول العالم، وأننا ندين أي أسلوب من أساليب الانفصالية والانعزالية التي تخرج عن رابطتها الوطنية»، وأنه يجب على كل من يُقِيْم على أرض بلد أن يحترم دستورها وقانونها وقِيَمَها، كما أكدت على خطورة خطاب الكراهية، وخطورة الصدام والصراع الثقافي والحضاري، وخطورة التهادر اللفظي «الذي لا يفيد سوى زرع الكراهية»، ولن يستفيد منه سوى أعداء السلام والوئام، وأولئك الذين لا مكان في قلوبهم للآخرين.
الرابطة ليست ضد الحريات المشروعة، ولكنها ضد التوظيف المادي لهذه الحريات المسيء لمفهومها الأخلاقي الكبير، وما ينتج عن ذلك من زرع الكراهية والعنصرية، في مقابل ما يجب من تعزيز المحبة والوئام بين الأمم والشعوب، مؤكداً أن «الرابطة هي دوماً ضد أي أسلوب من أساليب العنف تحت أي ذريعة».
لن تسمح قيم الحريات بأن تكون جسراً للكراهية والسخرية من الآخرين، وهذا بلا شك أكبر إساءة لتلك القيم، وأكبر تلاعب بمعانيها النبيلة، كما يظهر ذلك من ازدواجية معاييرها، وانحراف مقاصدها»، وأشار إلى أنه «يجب علينا من منطلق أخوتنا الإنسانية وقيمنا المشتركة ألا نُعَلِّم أطفالنا تلك المفاهيم الخاطئة حتى لا تَخْرُجَ فِطَرُهُم السليمة وقلوبهم النقية على عالم كارهٍ لبعض، تُشْعِله قيم الحرية المفترى عليها». وتابع قائلاً: «نؤكد دوماً أننا لا نرضى مطلقاً بأي إساءة لأي من رموز أتباع الأديان الأخرى. كما أن محاولة الإساءة لأي نبي من أنبياء الله (تعالى) تعني بالنسبة لنا محاولة الإساءة لبقية الأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام)، ومنهم سيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، فنحن لا نفرق بين أحد من أنبياء الله ورسله، مستشهداً بقول الله تعالى: «قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِي مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِي النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ».
********
المبالغة في رد الفعل إزاء الرسوم المسيئة لا تفيد سوى ناشري الكراهية.
بحاجة إلى إحياء روح التسامح والاحترام بين الأديان
التصعيد المستمر بين فرنسا والعالم الإسلامي بات يثير مخاوف المعتدلين الذين ظهروا كتيار ثالث في هذه الأزمة يغرد بعيدا عن خطاب التطرف والكراهية، حيث تدرك هذه الأصوات العقلانية خطورة التصعيد، لذلك تدعو إلى عدم الانسياق وراء تأجيج خطاب الكراهية وانتهاج العقلانية والهدوء.
حثّ داعية إسلامي فرنسي بارز المسلمين، الثلاثاء، على تجاهل الرسوم المسيئة للنبي محمد بدلا من اللجوء إلى العنف، في دعوة للاعتدال وسط أجواء من الغضب والتوتر بين فرنسا والعالم الإسلامي.
نبّه محمد موسوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، المسلمين إلى أن مثل هذه الرسوم يجيزها القانون الفرنسي، وقال في بيان “نفس هذا القانون لا يرغم أحدا على الإعجاب بها ولا يمنع أحدا من النفور منها”.
دعا موسوي المسلمين إلى الاحتذاء بالرسول الذي تجاهل الإيذاء عندما تهكم منه حشد ونعته “بالمدمم”. وتابع قائلا “أليس من الأجدر الاحتذاء بالنبي وتجاهل هذه الرسوم واعتبار أنها لا علاقة لها إطلاقا بنبيّنا؟”.
وأكد محمد موسوي دعمه لحرية التعبير، لكنه دعا أيضا إلى وضع ضوابط لاستخدام الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد خصوصا في المدارس أو ما إذا عرضت على مبان حكومية. هو ده الاسلام الفرنسي الفيلسوف اسلام فردي ضد الاصولي الاستيلاء علي الفضاء العام من له السلطة اصولية علمانية ضد اصولية اسلامية
وقال موسوي إنه يتفهم “الشعور بالاستفزاز” الذي يثيره ذلك لدى بعض المسلمين. وأضاف “لا حاجة لتعمد إهانة المشاعر”.
محمد موسوي، وهو المحاور الرئيسي للسلطات الفرنسية العامة، أن المسلمين “ليسوا مضطهدين” في فرنسا، في وقت تتكثّف التظاهرات والدعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية في الشرق الأوسط
تابع موسوي في تصريحات صحافية أن “فرنسا دولة كبيرة والمواطنون المسلمون ليسوا مضطهدين، يبنون مساجدهم بحرية ويمارسون ديانتهم بحرية”، داعياً المسلمين إلى “الدفاع” عن مصالح البلد في مواجهة الدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية.
من تقاطع المنتجات الفرنسية ام التركية
وتعكس دعوة الداعية الإسلامي الفرنسي وعيا بخطورة هذا التصعيد الذي تتولى تركيا تأجيجه بالدرجة الأولى، وسيعمق الهوة أكثر بين الديانات السماوية وسيؤجج خطاب الكراهية.
وبدل الانسياق وراء ردود فعل شعبوية مثل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يسوق لنفسه في كل مرة كحامي حمى الإسلام والمسلمين، ويستغل الدين كورقة لتوسيع شعبيته أو تمرير أجندة بلاده في المنطقة العربية، يرى المتابعون أن آثار هذا التصعيد ستكون وخيمة، وعلى العكس من ذلك، هناك ضرورة لفتح حوار بين ممثلي الديانات في العالم وإعادة طرح إشكالية الدين والخصوصية وقضايا حرية التعبير.
وتقدم السعودية نموذجا للاعتدال الديني، كما تتبنى سياسة دبلوماسية متوازنة تدافع فيها عن الإسلام وقضايا المسلمين وفي نفس الوقت تتفهم هواجس الدول التي اكتوت بنار الإرهاب، وهو ما كشفته ردود فعلها من الإساءة للإسلام ودعوات المقاطعة.
اتسم موقف السعودية تجاه الجدل المثار بالاعتدال، وآثرت الابتعاد عن دعوات المقاطعة.
المملكة “تدعو إلى أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام وتنبذ كل الممارسات والأعمال التي تولد الكراهية والعنف والتطرف وتمس بقيم التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم”.
محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، تحذيره من أن المبالغة في رد الفعل “أمر سلبي يتجاوز المقبول” ولن تفيد سوى ناشري الكراهية.
تجارب عديدة سابقة تؤكد أن التصعيد غير العقلاني والمبني فقط على المشاعر دون تفكير لن يؤدي إلى المطلوب من حيث الردع.
ففي سبتمبر 2005 حين نشرت صحيفة بوستن الدنماركية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد أول مرة، قامت صحيفة نرويجية بعد أقل من أسبوعين والصحيفة الألمانية “ذي فيلت” والصحيفة الفرنسية “فرانس سوار” وصحف أخرى أوروبية بإعادة نشر الصور الكاريكاتيرية المسيئة والمستفزة لمشاعر المسلمين.
*
غضب لرسول الله فنال السجن
ففي العام 2005، قام بعض الرسّامين الدنماركيين برسم رسوم مسيئة للرسول محمد صلّى الله عليه وسلم، استفزّتالمسلمين بأسرهم، وهو ما دفع الداعية خالد الراشد لدعوة السعوديين إلى التظاهر ومطالبة الحكومات الإسلامية وعلى رأسها السعودية باتخاذ إجراءات صارمة ضدّ الدنمارك، حيث خطب خطبة خالد الراشد بعنوان “يا أمّة محمد” تحدّث فيها بإطناب عن واقع المسلمين وعن الإساءات المتكررة للرسول صلى الله عليه وسلم، وطالب فيها جميع المسلمين بالتحرّك.
كانت الخطبة التي ألقاها الراشد زلزالا هزّ قصور آل سعود خاصة وأنها تزامنت مع دعوته الناس للاعتصام أمام مقرّ إمارة الرياض التي كان على رأسها الملك السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز، وبعد ساعات، أصدرت النيابة العامة السعودية أمرا باعتقاله، تكريما له على دفاعه عن رسول الله.
الشيخ يحتدم بالنقاش مع القاضي صالح العجيري الذي غضب لنفسه وضاعف الحكم مرّتين ليصل إلى 15 سنة، قضّى منهم الراشد نحو 13 سنة في سجن الحاير السياسي في الرياض، ذاق خلالها تعذيبا شديدا وصل إلى حدّ منعه من الصّلاة وضربه وجلده وتعليقه وفق ما يؤكد ذلك نجله عبد الله.
وكانت التهم الموجّهة للشيخ خالد الراشد مضحكة، وتراوحت بين جمع تبرعات للمقاتلين في العراق أثناء الاجتياح الأمريكي، والخروج إلى النيجر مع منظمة كويتيه غير سعودية وغيرهما من التهم الجاهزة.
رسالة خالد الراشد إلى الملك سلمان
وفي شهر ديسمبر 2016، وجّه خالد الراشد، رسالة من داخل السجن، إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، بمناسبة انتهاء جولته الخليجية.
وفي الرسالة التي نقلتها زوجته سميرة الدحيم، طلب الداعية السعودي المعتقل منذ العام 2005، من ملك بلاده “عدم نسيان الموقوفين الذي ثبت ولاؤهم للحكومة الرشيدة”.
*****
خلفت إعادة نشر الرسوم آنذاك موجة غضب عارمة على الصعيدين الشعبي والإسلامي، وساهمت ردود الفعل في تأجيج العنف في دول مثل سوريا، حيث أخذت الاحتجاجات طابعا عنيفا في دمشق بإضرام النيران في المبنى الذي يضم سفارتي الدنمارك والنرويج في 4 فبراير 2006، كما تم إحراق القنصلية الدنماركية في بيروت في 5 فبراير 2006.
حسب تقارير إعلامية، كانت الكنائس هدفا للانتقام في بعض الأماكن، وصفه رئيس الوزراء الدنماركي السابق أندرس فوغ راسموسن بأنه أسوأ حادث للعلاقات الدولية في الدنمارك منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي مثال آخر لعدم نجاعة التصعيد هو السياسي الهولندي خيرت فيلدرز الذي أنتج فيلما مسيئا للإسلام (الفتنة)، ورغم الانتقادات الواسعة التي تعرض لها الفيلم، إلا أنه سمح لفيلدرز بتعزيز شعبية وتقوية حظوظ اليمين المتطرف في بلده، واليوم هو من أبزر السياسيين في هولندا.
وما نستنتجه أن الرد بنفس خطاب الكراهية لن يقدم إلا مزيدا من الكراهية، بل من شأنه أن يفاقم العنف ويوتر المناخ الدولي المأزوم جراء الحروب المفتوحة على أكثر من جبهة، إضافة إلى مخاطر الجماعات الإرهابية المتزايدة.
وكانت الرسوم التي تصور النبي محمد قد نشرت أول مرة قبل أعوام في مجلة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة ثم تعرّض مقرها لهجوم مسلح في 2015 قُتل فيه 12 شخصا.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق