ندخل إلى معارك لا علاقة لها بكرة القدم أو اللعب أو المتعة
• لا أحد يعرف ولا أحد ينتظر ولا أحد يتحرر من أوهام الهوية والتفكير الأيديولوجى الطاغى.
• ووقفت قلة أيديولوجية حائرة بين انتمائنا العربى وانتمائنا الأفريقى ومرتبكة ولا تعرف من تشجع ومع من تقف؟!
• حيث كشف هذا الأسلوب من تفكيرنا عيبًا جديدًا نستطيع أن نرصدة وأن نضيف إلى عيوبنا الفكرية
• وفى مقام الكرة واللعب والمنافسة نحن نستمتع ونستمتع وفقط.
• نحن نشجع اللعبة الحلوة والهدف الجميل وفقط ونستمتع ولا نفكر ولا ننشغل بغير المتعة، دون أن نربط ذلك أبدا بالقضايا الكبرى كالهوية.
• وقد يعجبنى لاعب جزائرى محترف وفى نفس الوقت يشدنى أداء آخر سنغالى عالمى وهكذا.
• فى النهاية أحاول أن أستمتع وأستمتع دون ربط ذلك بالقضايا الكبرى المصيرية كالهوية وغيرها، سواء كانت عربية أو أفريقية أو إسلامية.
• عندما نلعب نسقط كل الأشياء، لا يهمنى دين أو لون أو جنس أو عرق، يهمنى أنك جميل.
وممتع وبتلعب حلو.
• عندما نلعب نستمتع وتسقط كل الأيديولوجيات الناصرية والإسلاموية وغيرها.
• عندما نلعب نستمتع ونستمتع وتغيب كل الأبعاد فلا عروبة ولا إسلام ولا غيره.....إحنا بنلعب.
الإنسان البدائى وكرة القدم
حتى الآن.. وعلى الرغم من مئات الكتب والدراسات النفسية والاجتماعية والتاريخية.. لايزال هناك قليلون يبدون دهشتهم وانزعاجهم من هذه المكانة والضرورة والشعبية التى تحظى بها كرة القدم فى العالم كله.. ويتخيلون أن هذا التعلق والاهتمام مجرد هوس وولع زائف أو فراغ نفسى واجتماعى وليس ذلك صحيحًا على الإطلاق.. فـ«القرد العارى» هو عنوان لأحد أهم الكتب التى تناولت بالشرح والتحليل علاقة الإنسان بكرة القدم.. وأكد ديزموند موريس، صاحب هذا الكتاب، أن الإنسان هو الحيوان الوحيد على الأرض الذى يمكن أن تجذب اهتمامه بشكل مجنون مجرد مباراة لكرة القدم.. وفى ذلك الكتاب قسّم «موريس» تاريخ الإنسان مع الرياضة إلى أربع مراحل أساسية.. مرحلة الإنسان البدائى، الذى كان يجرى وراء الحيوانات ويصارعها ليأكل، وبذلك كان مضطرًا لممارسة الجرى والمصارعة طوال الوقت.. وبعد اكتشاف الزراعة لم يعد الإنسان فى حاجة لذلك ليأكل، حيث أصبح يزرع وينتظر الحصاد.. وبقى رغم ذلك يحتاج للجرى والمصارعة ولياقته البدنية وقوة جسده دفاعًا عن أرضه.. ثم جاء عصر المدن بقوانينها وأمنها، فاستغنى الإنسان عن قوة الجسد، لكن بقى محتفظًا داخله بغريزة الجرى والمصارعة، فتم اختراع الحلبة أو المكان الذى يجلس فيه الناس فى مدرجات للفرجة على مَن يتصارعون ويتقاتلون بالنيابة عنهم.. وهكذا ظهرت فى القاموس البشرى مفردات جديدة مثل مشجع أو جمهور.. ويقول «موريس» إن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذى يمكنه الاستمتاع بالفرجة على ألعاب الآخرين.. فبقية الحيوانات إما تلعب أو تقاتل بنفسها أو تنصرف مبتعدة، باحثة عن مكان آخر أو صيد ولعبة وفريسة أخرى.. وحده الإنسان هو الذى بقى بإمكانه الاكتفاء بالفرجة ليلعب ويصارع ويقاتل وهو جالس مستريح فى مكانه ودون أن تسيل منه نقطة دم واحدة.. ثم كانت الثورة الصناعية فى القرن التاسع عشر، وتم فيها اختراع كرة القدم، وتحولت فيها حلبات الرومان والإغريق إلى ملاعب لكرة القدم، ولكن بنفس المنهج والرؤية والفلسفة.. وهو ما لم تنجح فيه أى لعبة أخرى.. فالمساحة الكبيرة لكرة القدم تسمح بمتعة الفرجة.. ومفاجآت لعبة لا منطق لها أو حسابات زادت من متعة الفرجة عليها.. وهى لعبة تفيض بالدراما ولا تسمح بالملل الذى يفسد الفرجة.. كما أنها لعبة سهلة بحيث تسهل الفرجة عليها لأى أحد دون أى تعقيدات.
*
قضايا الشباب.. بين الرياضة والثقافة
Sep 2, 2019
60 مليون شاب هم مستقبل مصر وحاضرها وأن هذا الحشد بعد سنوات قليلة سوف يكون صاحب السلطة والقرار.
د.اشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وقلت له: هل تعلم أنك أهم وزير فى الحكومة وانك تتحمل مسئولية لا حدود لها فى بناء مستقبل هذا الوطن وأن قضية الشباب تسبق كل قضايا مصر ابتداء بأسعار السلع وانتهاء بالدعم والديون وسعر الفائدة؟!.
قلت للوزير أنت لست وزيرا للرياضة أو كرة القدم أنت وزير للشباب وهذا يعنى أن المسئولية تشمل جوانب أخرى منها ثقافة الشباب.. وقضايا الشباب وهموم الشباب وأحلامه. إن كرة القدم تمثل شيئا بسيطا من اهتمامات الشباب، إنها مهمة ترفيهية لا تتجاوز مباراة فى كرة القدم أو تشجيع فريق ضد آخر ولكن ثقافة الشباب تعنى التكوين الفكرى والعقلى والوجدانى وتعنى بذور الانتماء والولاء للوطن وتعنى أيضا غرس القيم والثوابت التى يقوم عليها بناء المجتمع.. إن الرياضة جزء مهم فى عملية التكوين ولكن الجسم السليم فى العقل السليم، أين برامج تكوين عقول الشباب فى سياسة الدولة ولا أقول سياسة الوزارة؟..
قال د. صبحى : نحن الآن نعد خططا مدروسة للاهتمام بفكر الشباب وثقافته ونستعين بكل رموز الثقافة والإبداع فى مصر ونعتمد فى ذلك، على التنسيق بين الوزارات المختلفة مع وزارة الشباب هناك وزارات التعليم العالى والتربية والتعليم والثقافة والإعلام ومؤسسات الدولة الثقافية والنوادى الرياضية ومراكز الشباب فى الأقاليم وسوف نضع خطة متكاملة لذلك لأن الجانب الثقافى والفكرى من أهم مكونات عقل الشباب ومن أهم مسئوليات الوزارة..
إن الشباب من أجيالنا الجديدة يفتقد القدوة فى كل شئ انه يطالع كل يوم جرائم الفساد ونهب المال العام ولا تخلو صحيفة أو شاشة من جريمة يومية كبرى سقط فيها مسئول كبير سواء كان وزيرا أو محافظا أو صاحب سلطان.. نحن فى حاجة أن نقدم لشبابنا رموزا من الماضى مادام الحاضر قد بخل علينا بهذه الرموز وهذا دور وزارة الشباب ومعها التعليم والثقافة وأجهزة الإعلام..
قال الوزير: اننا نهتم كثيرا بهذه الجوانب فى قضية الشباب وسوف تشهد المراكز الرياضية فى المحافظات ندوات ولقاءات مع كبار المثقفين والمبدعين يجرى فيها الحوار حول أهم قضايانا الثقافية والفكرية والاجتماعية، لأننا فى حاجة إلى لغة راقية فى الحوار والاختلاف والرفض والقبول.. سوف نوجه الدعوة إلى كبار مفكرينا لتكون هناك لقاءات مع الشباب من كل الأعمار لفتح صفحات تناقش فيها كل القضايا بلا حساسيات أو خوف..
شـــهدت المفاهيم الاجتماعيـــة في المنطقة
العربية في الســـنوات الأخيرة تغيرات كبيرة
ومن ضمنهـــا مفهوم العلاقـــات على اختلاف
أنواعها، وبات الشـــباب يتجرأون على الجهر
بمعتقداتهم وأسلوب الحياة الذي يؤمنون به
كاعترافهم بالمســـاكنة التـــي أصبحت ظاهرة
ملحوظة حتى في المجتمعات المحافظة.المساكنة ليســـت حالة طارئة وغريبة عن
المجتمعات العربية وإن كانت مسكوتا عنها،
بـــل هي ظاهرة موجودة بالأصل ولكنها برزت
الآن بشـــكل علنـــي وجريء أكثر مـــن ذي قبل،
نتيجة تحرر قســـم كبير من الشباب من قيود
الأهل والرقابة الاجتماعية التي كانت تمنعهم
من المجاهرة بها كما يفعلون الآن
*****وزارة الثقافة..؟!
نصيب المواطن من ميزانية وزارة الثقافة لا يتجاوز جنيهاً واحداً أو جنيهين فى أحسن الأحوال؟!
هل تعلم عزيزى القارئ أيضاً أن 90% من ميزانية وزارة الثقافة تذهب أجوراً ومرتبات للعاملين بالوزارة؟
الأرقام الصادمة عن القصور الحادث فى منظومة العمل الثقافى تقول أيضاً إن مخازن وزارة الثقافة بها تلال من الكتب، تقدر نفقات إنتاجها بما يقرب من 30 مليون جنيه!
وزارة الثقافة لديها أكثر من 594 مركزاً وقصر ثقافة فى مصر، هناك عدد كبير منها متوقف عن النشاط منذ أكثر من عشر سنوات بعد حادث حريق مركز ثقافة بنى سويف لعدم استكمال إجراءات الأمن والسلامة والحماية المدنية، إضافة إلى أن نحو 17 قصر ثقافة تهدمت بعد زلزال 1992، ويعوق إعادة البناء عدم وجود اعتمادات، ما دعا وزارة الثقافة إلى المطالبة باعتماد مبلغ 274 مليون جنيه لإعادة البناء والترميم والتأهيل فى العام المالى 2017/ 2018 ولكن تم تخصيص 66 مليون جنيه فقط!
من يتصفح الموقع الإلكترونى لوزارة الثقافة المصرية، والمرافق التابعة لها يكتشف أن الوزارة لا تزال مستمسكة بمخاصمة التطور الهائل فى عالم التكنولوجيا، ولا تزال تعمل بطريقة مجلات الحائط، ويقتصر الموقع على أخبار السيدة الوزيرة وقيادات الوزارة إضافة إلى العناوين وأرقام الهواتف.
يا سادة.. الأرقام أيضاً تقول إن الكلفة المالية التى تتحملها الدولة لدعم الغذاء والخبز والوقود والكهرباء وتذكرة السكك الحديدية والمترو وأوتوبيسات النقل العام وغيرها تقترب من 500 مليار جنيه وربما أكثر، وهذا أمر مكلف جداً ومقدر ومهم، ولكن خلو فاتورة هذا الدعم المنوع من بند الثقافة ينذر باستمرار حالة الفراغ الثقافى التى قد تتسبب فى خسائر لا يعلم مداها إلا الله.
يا سادة يا كرام.. إننا نحتاج إلى الإسراع بالتخطيط والتنفيذ لمشروع ثقافى ضخم تتنوع بداخله المنتجات الثقافية وتلبى كافة احتياجات المجتمع، خاصة الشباب، لترسيخ الهوية والانتماء وجذب المجتمع من حالة التشرذم الفكرى التى تسيطر عليه.
من مؤيدى مدرسة التغيير الحاد السريع للأوضاع، حيث أن تلال الجهل و الخرافة التى كرّس لهما الحكم العثماني/المملوكى لقرون لا يجدى معه التغيير البطئ المتدرج الذى
يستلزم عقودا حتى تظهر أولى نتائجه .
+++++++++++++++++
الشباب.. أى شباب منهم؟
17/9/2019
الأمم المتحدة قد وضعته فى الفئة العمرية بين 15-24 سنة بينما قدره تصنيف برنامج دول الكومنولث بأنه فى المرحلة من 15-29. ولو فسرنا المسمى بالنسب السكانية فى مصر لوجدنا أن هذه الفئة العمرية تمثل نحو 26.6% من سكان مصر وفقاً لتعداد الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء. أى ما يوازى تقريباً ربع عدد المصريين. ولكن هذه النسبة تختلف فى تحليلها الاجتماعى والجغرافى، وقد علّمونا أنه حينما نفكر فى الحديث عن الشباب أو الحديث له، فإنه يتوجب علينا دوماً أن نضع فى تقديرنا عدداً من العوامل المتعلقة ببيئته وتعليمه وفكره ومستواه الاقتصادى.
فات هؤلاء الشباب تعلمه من فكر ناقد قادر على التمييز بين الزيف والواقع، وبين الحقيقة والتضليل، بسبب العديد من الأسباب فى السنوات الأربعين الأخيرة، ومنها غياب تربية الأسرة وتعليم المدرسة والجامعة والإعلام والثقافة والفن.
++++++++++++++++++++++++
المصريون لا يعرفون «الترفيه»
2019
انخفاض معدل إنفاق الأسرة المصرية على الترفيه والثقافة إلى ٢.١%، الأمر الذى يوضح وجود عبء على كاهل الأسرة المصرية، وفى الوقت نفسه وضع المجتمع أمام مستقبل خطير إذا استمر الأمر على ذلك، فأمة بلا ثقافة أو ترفيه يعيش أبناؤها كبتا أو انغلاقا يجعل من شبابها فريسة لأى معلومات خاطئة تضر بهم وبمستقبل دولتهم.
المصريون لا يعرفون «الترفيه»
2019
انخفاض معدل إنفاق الأسرة المصرية على الترفيه والثقافة إلى ٢.١%، الأمر الذى يوضح وجود عبء على كاهل الأسرة المصرية، وفى الوقت نفسه وضع المجتمع أمام مستقبل خطير إذا استمر الأمر على ذلك، فأمة بلا ثقافة أو ترفيه يعيش أبناؤها كبتا أو انغلاقا يجعل من شبابها فريسة لأى معلومات خاطئة تضر بهم وبمستقبل دولتهم.
بناء الإنسان ليس بإطعامه فقط أو توفير الملبس والسكن الآمن والتعليم والصحة، وإنما بحصوله على قدر من الثقافة والوعى يؤهله لاستيعاب ما يتم تقديمه له من أفكار، ومواجهتها وعدم الانسياق ورائها، مؤكدة أن تنوير العقول لا يقل أهمية عن ملء البطون أو ملء العقول بالمناهج الدراسية.
إن الحركة التنويرية فى ستينيات القرن الماضى، استطاعت بناء جيل واع قادر على مواجهة الأفكار المتطرفة من خلال الأفلام والمسرحيات التى أرست قيما جيدة وعدلت من سلوكيات خاطئة، لكننا الآن بضعف ميزانية الأسرة المصرية، وإرهاقها فى توفير المتطلبات الأساسية وعدم وجود فائض، سيصبح مصدر المعرفة الوحيد هو الإنترنت، وهو مصدر ثقافى هش،
هناك حالة تنفير تجاه الكتاب، وسوء إدارة ثقافية، فى الوقت الذى نجد فيه الدولة كلها مهتمة بكرة القدم، وهو أمر خطير، يجب أن تنتبه له الدولة، لأنه سينتج عنه فئات جاهلة ومسطحة يمكن السيطرة عليها من جانب التيارات الرجعية»، لافتا إلى أن هناك مدنا كبيرة لا يوجد بها مكتبة عامة أو قصر ثقافة واحد، وإن وجد فإن المكتبات التابعة للقصور باتت فقيرة ولا تحصل على
الكتب الحديثة. وعن ارتفاع تكلفة المنتج الثقافى،
أغلب الناس لديهم أولويات ودائما يأتى «الطعام قبل الكتاب».
*
النادي الكبير
تشكل لعبة كرة القدم حالة خاصة في الوجدان الشعبي الجماهيري حول العالم بشكل عام. فهي اللعبة الشعبية الأولى بلا منازع، كما هو معروف، ولكنها أيضاً وسيلة للتعبير عن الميول والمواضيع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية.
فهناك كثير من المنافسات الكبرى بين أندية البلد الواحد التي باتت تعرف بالكلاسيكو، ولدت نتاج مواقف سياسية وتاريخية قديمة، مثل حالة التنافس بين فريقي الترجي والأفريقي في تونس، وما لتاريخ هذه المنافسة تحديداً من علاقة جدلية فيما يتعلق بتاريخ الاستعمار الفرنسي في تونس والمقاومة الوطنية ضدها، وهو أيضاً العلاقة نفسها بشكل أو بآخر فيما يخص تاريخ التنافس الكبير بين فريقي الأهلي والزمالك في مصر، وإن كان المقصود في هذه الحالة تحديداً هو تاريخ الاستعمار البريطاني. ولأسباب اجتماعية واقتصادية مختلفة برز التنافس الكبير بين فريقي القادسية والعربي في الكويت، وإلى حد ما أثرت الأسباب نفسها على تنافسات فريقي النجمة والأنصار في بيروت بلبنان، والوداد والرجاء في الدار البيضاء بالمغرب. وهي ليست حالة عربية استثنائية، فالتنافس البغيض بين فريقي ليفربول وإيفرتون في مدينة ليفربول الإنجليزية، الذي تعود جذوره وأسبابه إلى تناحر مذهبي بين طائفتي الكاثوليك والبروتستانت في تلك المدينة يشبه تماماً الصراع نفسه الذي ولد التنافس التاريخي بين فريقي السلتيك الكاثوليكي والرانجرز البروتستانتي في اسكوتلندا، والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم. ومع الوقت تولدت لدى الجماهير حول العالم بوجود فكرة «النادي الكبير»، وهو النادي الذي يعتقد أنصار الأندية الأخرى بأنه النادي المدعوم والمسنود من الكبار بأيادٍ خفية، وأنه النادي الذي تكون البطولات مضمونة له دوماً.
وهي المسألة التي تولد إحساساً بأن تشجيع «النادي الكبير» منذ الصغر في المجتمعات عموماً حول العالم هو أشبه بالقدر، أما تشجيع الفرق الأخرى فيكون أشبه بالاختيار ثم مع مرور الوقت والنضوج بعد معتركات الحياة وصدمات خيبات الأمل، سرعان ما يتحول تشجيع الفرق الأخرى إلى قدر، وتشجيع «النادي الكبير» إلى اختيار! لأن حالات الإحباط والإخفاقات مع الفرق الأخرى تتحول مع الوقت إلى سرادقات كبيرة لتلقي العزاء والندب على الحظ التعيس بدلاً من الاحتفال وتبادل التهاني. ويصبح الهم الأول والهاجس الأكبر لجماهير الفرق الأخرى هو تبرير الهزيمة ورفع أهمية وقيمة الأداء المشرف، وتذكير الناس دوماً بأن كرة القدم هي مكسب وخسارة، وأن الفوز ليس كل شيء، وأن الروح الرياضية هي الأهم، وأن الفائدة العظمى هي الأخلاق، وأن المهم هو النية السليمة، وغير ذلك من الشعارات التي كل الغاية منها هو تبرير الخيبات الكبيرة وتزكية نظرية روح المؤامرة التي تبرر انتصارات «الفريق الكبير»، والتي يعيش عليها كثير من الشخصيات العجيبة التي تتصدر المشهد الإعلامي الرياضي مقدمة أسباباً من وحي الخيال العلمي على أقل تقدير.
وتحمل مواجهات كرة القدم في العالم الكبرى حملاً عظيماً يتجاوز مناسبة اللقاء الحقيقية، وكونها مجرد مباراة في كرة القدم، لتصبح وسيلة لرد اعتبار اقتصادي ونصر سياسي وثأر اجتماعي. وهذا الذي فسر نمو ظاهرة الألتراس الجماهيرية في المدرجات الجماهيرية، وهي الظاهرة التي تأسست في جماهير الأندية الأوروبية، ولكنها اكتسبت بصمة محلية خاصة وميزة في بعض الملاعب العربية. وساعد في تأكيد نظرية «النادي الكبير» هو كون طريق نجوم الفريق ممهدة بالنجاح، حيث يتم اختيار معظم نجوم «الفريق الكبير» للعب في المنتخب الوطني ومستقبلهم شبه مضمون بعد ذلك بعقود رعاية مغرية، أو عقود إدارية في الفرق الكبرى أو اتجاه للتدريب أو التعليق الفني على المباريات في الإعلام المرئي، ما يؤكد في الأذهان فكرة أن «النادي الكبير» دائماً مسنود ومدعوم.
علماء السياسة والاجتماع يراقبون منذ عقود من الزمن الحراك الجماهيري الرياضي بصورة عامة في العالم، باعتباره إحدى وسائل التعبير الجمعي الجماهيري المعبرة التي من الممكن قياس الحالة الشعبية من خلالها بشكل عفوي وتلقائي، وذلك قبل بروز أدوات وسائل التواصل الاجتماعي وسطوتها الكبيرة. وعلى الرغم من جهود وشروط الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، للحد من أي خلط سياسي في كرة القدم، أو رفع أي شعارات جدلية مثيرة، فإن الجماهير سرعان ما تجد طرقاً للتعبير عن رأيها في القضايا المهمة.
Jun 6, 2021*
Jun 8, 2021
تشجيع حتى الجنون.. ماذا يحدث داخل أدمغة مشجعي كرة القدم؟
عن توقعات كرة القدم وتنبؤات الاقتصاد
محمود محيي الدين
صعوبة العمل الذهني لاتخاذ التوقعات، وقد قيل على سبيل التهكم إن التوقعات عملية شديدة الصعوبة، خاصة عندما تكون عن المستقبل! فالتوقعات أسيرة خبرة عن ماضٍ لا يتحكم بالضرورة في مصائر المستقبل. والتوقعات، وكذلك القرارات، مقيدة بحدود المعرفة المتاحة في الحاضر، وهي تعاني بدورها من تحيز، كحالة هذا المشجع لفريقه، كما يضلل التوقعات ما يعرف بالضوضاء أو مؤثرات مشوهة لسلامة الرؤية والتقدير. فالتحيز، هو ما يصفه دانيال كانمان الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد في كتاب جديد ألفه مع أوليفر سيبوني وكاس سنستين بالانحيازات أو «الانحرافات المنهجية». والتحيز يكون مسبق الإعداد ويؤثر سلباً في القرار أو التوقع كافتراض أحد المحققين في جريمة ما بأن شريحة معينة من المجتمع أكثر عنفاً وضلوعاً في ارتكاب الجرائم. فإذا مثل أحد المنتمين لهذه الشريحة المجتمعية أمامه في حادثة كان هذا التحيز مسيطراً على تفكيره ومن ثم قراره بغضّ النظر عن الحقيقة التي قد تضيع ومعها العدل بسبب هذا التحيز.
لكن هناك مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن التحيز في اتخاذ القرار وأكثر صعوبة في التعامل معها وهو ما يوصف بالضوضاء التي تجعل القرار معانياً مما يعرف «بالبعثرة العشوائية».
الخلاصة هو أنه عندما يتم اتخاذ قرار أو حكم أو نصيحة طبية، على سبيل المثال، يجب العمل على تقليص التأثير السلبي لهذه التحيزات وكذلك مؤثرات الضوضاء على القرارات للاطمئنان على سلامتها من المشوهات.
*
Jul 14, 2021
الانتماء الكروي يسيطر على غالبية مقدمي البرامج الرياضية والعامة في التلفزيون.
تميل أغلب البرامج الرياضية إلى سياسة الإثارة بكيل الاتهامات لأشخاص ورموز الفريق المنافس، كنوع من تعويض الإثارة الغائبة في الملاعب بسبب عدم حضور الجمهور، بينما يقف مجلس تنظيم الإعلام أمام هذه الفوضى صامتا رغم وجود مدونات السلوك ألزم بها الإعلام الرياضي.
تحولت قنوات الرياضة في مصر إلى ما يشبه ساحات للمعارك الكلامية وتصفية الحسابات بين الأندية، وخرجت الكثير من البرامج الأيام الماضية عن قواعد المهنية والموضوعية في مناقشة الأحداث والقضايا الرياضية وغرقت في دوامة من الفوضى والتحريض ومحاولة إقناع الجماهير بأن هناك محاولات خفية لإضعاف هذا النادي أو ذاك لأسباب معلنة وأخرى غير معروفة.
تقدم ناديا الأهلي والزمالك، وهما الأكثر شعبية في مصر، قبل أيام بشكاوى وبلاغات قضائية ضد بعضهما
الإعلام الرياضي يهتم بالإثارة أكثر من تركيزه على اللعبة نفسها
معضلة الإعلام الرياضي في مصر تكمن في سيطرة الانتماء الكروي على مقدمي البرامج، سواء العامة أو المتخصصة في شؤون الألعاب المختلفة، وتشجيع أي مذيع لنادي بعينه يحكم إطار برنامجه بشكل يفقده الموضوعية المطلوبة ويجعله محسوبا على طرف بعينه دون اكتراث بالمصداقية في طرح القضايا الرياضية.
قال حسن عماد مكاوي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة لـ”العرب” إن انتشار ثقافة بيع وتأجير الهواء في القنوات والملكية الاحتكارية للقنوات من جانب الأندية الشعبية وغياب مهنية المذيع الرياضي وسيطرة الانتماء الكروي عليها من الأسباب الرئيسية في وصول الإعلام الرياضي لمرحلة غير مسبوقة من الفوضى وتصفية الحسابات وبث التعصب والكراهية بين الجماهير.
أضاف مكاوي أن الإعلام الرياضي يهتم بالإثارة والتربص واصطياد الأخطاء أكثر من تركيزه على اللعبة نفسها، وعبارة عن منابر مهمتها إدارة المعارك الكلامية في مشهد عبثي، وتعتمد القنوات على نجومية المذيع ولا تبحث عن المهارات والخبرات والمهنية، فالمهم أنه يلجب المشاهدات بغض النظر عن الحرفية.
ضعف المجال العام واختفاء الأحزاب السياسية دفع الجمهور لتفريغ جزء من طاقاته الكامنة في الرياضة، فهناك حزب الأهلي وحزب الزمالك وحزب الاتحاد، وهكذا، والمشكلة أن الكيان الرياضي المتحزب لا يمكن السيطرة على إعلامه لأن مشجع كل فريق تستهويه هذه النغمة من التشهير والحط من الطرف الآخر، وتحولت المنصات الرياضية إلى معارك لفظية قد تكون مقدمة لكوارث إعلامية.
الصمت على الفوضى الإعلامية في برامج الفضائيات الرياضية جعلها تنتقل إلى الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بغزارة، فهناك محررون معروفون يدعمون أندية بعينها في إصداراتهم ومواقعهم الإلكترونية نظير الحصول على مكاسب أو التقرب من صناع القرار في هذه الأندية أو جني امتيازات بعينها، مثل العمل في المنظومة الإعلامية لهذا النادي بمقابل مادي سخي.
يرى خبراء إعلام أن الحكومة تدفع فاتورة باهظة إذا كانت تتصورأن مناوشات الإعلام الرياضي ستمكنها من إلهاء المواطنين عن التركيز على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، لأن الأزمة خرجت عن السيطرة بالفعل وتشعبت وتحتاج إلى إرادة إعلامية قوية لعلاجها من جذورها، ما قد يقحم الحكومة في مشكلات أكبر، إذا شعر جمهور هذا النادي أو ذاك بأنها تنتصر لطرف على حساب الآخر.
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق