Nov 10, 2019 يتهم بالضعف وعـــدم القدرة
علـــى تحمـــل المســـؤولية وبالكســـل
والنرجســـية، ولكـــن هذا الجيل نفســـه
أصبـــح قدوة لأجيـــال بأكملهـــا، بعد أن
تمكن من كسر حاجز الصمت عن المظالم
السياســـية والاجتماعيـــة والحقوقيـــة،
فـــي بلدان تعاني من التغول السياســـي
والفساد، ووقف بكل بسالة في الصفوف
الأمامية، ليطالب بسقوط الأنظمة
والنرجســـية، ولكـــن هذا الجيل نفســـه
أصبـــح قدوة لأجيـــال بأكملهـــا، بعد أن
تمكن من كسر حاجز الصمت عن المظالم
السياســـية والاجتماعيـــة والحقوقيـــة،
فـــي بلدان تعاني من التغول السياســـي
والفساد، ووقف بكل بسالة في الصفوف
الأمامية، ليطالب بسقوط الأنظمة
لشـــباب
اســـتطاعوا اختـــراق حاجـــز الصمـــت
والتعبير عن أنفسهم بالاعتصامات التي
باتت ســـلاحهم، لكشـــف ما يعتمل داخل
صدورهم من مشـــكلات، وكســـر المعتقد
الســـلبي الســـائد عنهـــم لـــدى الأجيال
الســـابقة، فتحولـــوا إلـــى قـــدوة للعالم
بأسره.
اســـتطاعوا اختـــراق حاجـــز الصمـــت
والتعبير عن أنفسهم بالاعتصامات التي
باتت ســـلاحهم، لكشـــف ما يعتمل داخل
صدورهم من مشـــكلات، وكســـر المعتقد
الســـلبي الســـائد عنهـــم لـــدى الأجيال
الســـابقة، فتحولـــوا إلـــى قـــدوة للعالم
بأسره.
وفـــ
التمرد على الواقعيبـــدو أن كل جيل يرغب في أن ُيظهر
شـــيئا من التمرد والرفـــض للواقع الذي
يتعـــارض مع مـــا يؤمن به مـــن مبادئه،
شـــيئا من التمرد والرفـــض للواقع الذي
يتعـــارض مع مـــا يؤمن به مـــن مبادئه،
لشـــباب العربي قد أصبح اليوم
يمتلـــك ثقافات متعـــددة، وأكثـــر اطلاعا
ومعرفـــة لمـــا يـــدور فـــي العالـــم بفضل
الانفتاح التكنولوجي وانتشـــار وســـائل
التواصل الاجتماعي
يمتلـــك ثقافات متعـــددة، وأكثـــر اطلاعا
ومعرفـــة لمـــا يـــدور فـــي العالـــم بفضل
الانفتاح التكنولوجي وانتشـــار وســـائل
التواصل الاجتماعي
الخطاب الديني والتربوي
التقليـــدي قـــد أصبـــح أيضـــا خطابـــا
دوغمائيـــا لا يمتلك أدوات حديثة ولا أدلة
عقلانيـــه تقنع جيل الشـــباب، مؤكدا أنها
مجرد أفكار بالية لا تواكب ســـرعة انتقال
المعلومات ولا سرعة الانفتاح على ثقافات
المجتمعات كافة.
التقليـــدي قـــد أصبـــح أيضـــا خطابـــا
دوغمائيـــا لا يمتلك أدوات حديثة ولا أدلة
عقلانيـــه تقنع جيل الشـــباب، مؤكدا أنها
مجرد أفكار بالية لا تواكب ســـرعة انتقال
المعلومات ولا سرعة الانفتاح على ثقافات
المجتمعات كافة.
وختـــم عورتانـــي حديثـــة بقولـــه،”الشـــباب لديهـــم قـــدرات حقيقيـــة فـــي
التغيير، والأجدر هو السماح لهم بتحديد
مصيرهـــم وإعطائهـــم أدوات تمكنهم من
تحقيق التغيير بأقل خسائر ممكنه“
المســـتقبل في الميـــزان“، أربعـــة مجالات
رئيسية، وهي: الحماية والتعليم والفرص
الاقتصادية والمشاركة الاجتماعية.
وأكدت الدراســـة أن غالبية الشـــباب،
الذيـــن تمت مقابلتهم، يعتقدون أن الجيل
الأكبـــر يتخذ القـــرارات بالنيابـــة عنهم،
مشـــيرة إلى أن فرص انخراط الشباب في
الأنشـــطة الاجتماعية والمدنية، قليلة رغم
ما يتمتعون به من طاقة إيجابية وإبداع،
يمكن أن يسهم في تنمية مجتمعاتهم.
رئيسية، وهي: الحماية والتعليم والفرص
الاقتصادية والمشاركة الاجتماعية.
وأكدت الدراســـة أن غالبية الشـــباب،
الذيـــن تمت مقابلتهم، يعتقدون أن الجيل
الأكبـــر يتخذ القـــرارات بالنيابـــة عنهم،
مشـــيرة إلى أن فرص انخراط الشباب في
الأنشـــطة الاجتماعية والمدنية، قليلة رغم
ما يتمتعون به من طاقة إيجابية وإبداع،
يمكن أن يسهم في تنمية مجتمعاتهم.
الشـــباب العربـــي يواجه حواجز
متزايدة فـــي التعليم والعمـــل، مع فرص
محـــدودة جـــدا للانخـــراط فـــي الحيـــاة
الاجتماعيـــة والمدنية. وكل هذا يدفعه إلى
الشعور بفقدان السلطة وبالإحباط“.
وعلى الرغم من الاختلافات الجوهرية
فـــي الظـــروف السياســـية والاجتماعية
والاقتصاديـــة بـــين الشـــباب فـــي بلدان
الشرق الأوســـط وشـــمال أفريقيا
متزايدة فـــي التعليم والعمـــل، مع فرص
محـــدودة جـــدا للانخـــراط فـــي الحيـــاة
الاجتماعيـــة والمدنية. وكل هذا يدفعه إلى
الشعور بفقدان السلطة وبالإحباط“.
وعلى الرغم من الاختلافات الجوهرية
فـــي الظـــروف السياســـية والاجتماعية
والاقتصاديـــة بـــين الشـــباب فـــي بلدان
الشرق الأوســـط وشـــمال أفريقيا
ويعانـــي الشـــباب العربي مـــن أعلى
نســـبة للبطالـــة فـــي العالـــم ، تصل إلى
نحـــو 30.6 بالمئـــة. وهذه المشـــكلة تكلف
الـــدول العربية ما يتجـــاوز أربعين مليار
دولار ســـنويا، بحسب أحد التقارير الذي
أصدره البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة
التمويل الدولية
نســـبة للبطالـــة فـــي العالـــم ، تصل إلى
نحـــو 30.6 بالمئـــة. وهذه المشـــكلة تكلف
الـــدول العربية ما يتجـــاوز أربعين مليار
دولار ســـنويا، بحسب أحد التقارير الذي
أصدره البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة
التمويل الدولية
التيه الوطني
مـــا يشـــبه التيـــه الوطنـــي والـــولاءات
الضيقة والأنانية السياسية دفعت جيلا
كاملا للمطالبة بوطن يمثلهم، كما حصل
في احتجاجـــات العراق المســـتمرة منذ
أكثر من شهر، حيث رفض الشباب الناقم
على الأحـــزاب الحاكمة اعتبـــار ثورتهم
هـــي ثورة جيـــاع، ورفعوا شـــعار ”نريد
كاملا للمطالبة بوطن يمثلهم، كما حصل
في احتجاجـــات العراق المســـتمرة منذ
أكثر من شهر، حيث رفض الشباب الناقم
على الأحـــزاب الحاكمة اعتبـــار ثورتهم
هـــي ثورة جيـــاع، ورفعوا شـــعار ”نريد
وطن
لطالمـــا اعتقـــد العالـــم أن
الشباب العربي شـــباب ّ مهمش ومقصي
ومضروب بعصا الذل، لكن الحقيقة التي
يقيم الواقع الدليل عليها هي خلاف ذلك،
وهـــو أمر ُيلمس من خـــلال تفوق عدد لا
يســـتهان بـــه من الشـــباب فـــي مجالات
مختلفة لاسيما خارج بلدانهم الأم“
الشباب العربي شـــباب ّ مهمش ومقصي
ومضروب بعصا الذل، لكن الحقيقة التي
يقيم الواقع الدليل عليها هي خلاف ذلك،
وهـــو أمر ُيلمس من خـــلال تفوق عدد لا
يســـتهان بـــه من الشـــباب فـــي مجالات
مختلفة لاسيما خارج بلدانهم الأم“
الطابع الاســـتهلاكي للحضارة الغربية،
التـــي ّ عمت العالـــم كله بما فيـــه الوطن
العربـــي، أغـــرق الشـــباب العربـــي في
تطبيقـــات مقولة هاربـــرت ماركيز )مزيد
من اللـــذة مزيد مـــن الحضـــارة(، إلا أن
تقنية تدجين الشباب وتذويبه عن طريق
محاولة اختزاله في البعد الواحد، أي في
البعد الاســـتهلاكي، لم يكتب لها النجاح
طويلا وعلى نطاق واسع في المجتمعات
العربية، لأن دينها يضع للإنســـان قيودا
تحول دون انغماسه في الحريات المطلقة
سواء في المجالين الفردي أو العام“
التـــي ّ عمت العالـــم كله بما فيـــه الوطن
العربـــي، أغـــرق الشـــباب العربـــي في
تطبيقـــات مقولة هاربـــرت ماركيز )مزيد
من اللـــذة مزيد مـــن الحضـــارة(، إلا أن
تقنية تدجين الشباب وتذويبه عن طريق
محاولة اختزاله في البعد الواحد، أي في
البعد الاســـتهلاكي، لم يكتب لها النجاح
طويلا وعلى نطاق واسع في المجتمعات
العربية، لأن دينها يضع للإنســـان قيودا
تحول دون انغماسه في الحريات المطلقة
سواء في المجالين الفردي أو العام“
الخطاب الديني والتربوي
التقليدي لا يملك أدلة
عقلانية تقنع جيل الشباب
التقليدي لا يملك أدلة
عقلانية تقنع جيل الشباب
الأنطمة العربية تهدف
إلى جعل الشباب يصرف
طاقاته بعيدا عن السياسة
إلى جعل الشباب يصرف
طاقاته بعيدا عن السياسة
وواصل بن منصور حديثه موضحا،
”قـــد نجـــد شـــبابا عربيـــا منغمســـا في
الملـــذات، لكن فـــي المقابل هنـــاك قطاعا
واسعا من الشـــباب العربي نفسه ملتزم
أخلاقيـــا، وهذا الالتزام ّ تعزز بما ّ تشـــبع
بـــه، مثلا فـــي تونـــس )رائـــدة الثورات
العربيـــة(، مـــن فكـــر نقـــدي فـــي مـــادة
الفلســـفة أثناء مرحلة الدراسة الثانوية،
ومـــا انفتحت أمامـــه من أســـئلة نقدية
ومراجعـــات في مباحث تتعلـــق بالدولة
ونظمهـــا وبالحريات والعنف والجســـد
واللغـــة ورؤى العالم )الأســـاطير والفن
والدين والعلم(، علاوة على انفتاحه على
شباب العالم عبر تكنولوجيات الاتصال
للتحلي بشـــخصية اســـتقلالية، وقائدة
وغير منقادة“.
الملـــذات، لكن فـــي المقابل هنـــاك قطاعا
واسعا من الشـــباب العربي نفسه ملتزم
أخلاقيـــا، وهذا الالتزام ّ تعزز بما ّ تشـــبع
بـــه، مثلا فـــي تونـــس )رائـــدة الثورات
العربيـــة(، مـــن فكـــر نقـــدي فـــي مـــادة
الفلســـفة أثناء مرحلة الدراسة الثانوية،
ومـــا انفتحت أمامـــه من أســـئلة نقدية
ومراجعـــات في مباحث تتعلـــق بالدولة
ونظمهـــا وبالحريات والعنف والجســـد
واللغـــة ورؤى العالم )الأســـاطير والفن
والدين والعلم(، علاوة على انفتاحه على
شباب العالم عبر تكنولوجيات الاتصال
للتحلي بشـــخصية اســـتقلالية، وقائدة
وغير منقادة“.
وقـــال، ”من الطبيعـــي ً إذا أن يفاجئ
الشـــباب المثقـــف أنظمـــة دولـــه وآلتها
القمعية بأفكار نقدية شـــجاعة وبمواقف
تقطع مع الإمعية والخضوع، فبعد كسر
جدار الخوف ارتفع سقف الحريات التي
تخرج أحيانا بصاحبهـــا عن اللياقة من
خلال تخطي حاجز الهيبة وعدم احترام
رب العمـــل ورب الأســـرة ورب الدولـــة
ومســـاعديه في كل الوزارات والإدارات،
لكن ظل مثل ذلك رهين مســـاحات ضيقة،
إذ سرعان ما يحصل التعديل الذاتي“.
وأضاف، ”الشـــباب الذي تاه بعضه
يمينـــا من شـــدة الانضباط ويســـارا من
شدة الانفراط بقي بصورة عامة محافظا
على توازنه رغم ّ مد الموج العالي للعولمة
وإغراءاتها ومثالا للشاب ّ الحر، المتحلي
بالأخلاق، والمســـتعد دائما للمســـاهمة
ســـلميا فـــي تغييـــر واقعـــه وإصـــلاح
مجتمعـــه، لا يرهبه الوعيد ولا ينســـاق
وراء سراب الوعود الزائفة“.
وأكد بـــن منصور، في خاتمة حديثه،
أن الشباب العربي الذي ثار على النظام
القهري في أوطانه لن يســـكت عن النظام
العالمـــي الظالـــم أو المســـتغل لثـــروات
الشـــعوب. ويبـــدو أن هـــذا الشـــباب قد
أعطى للعالم بأســـره أملا في غد أفضل،
ولـــولا هذا الغضب الشـــبابي لمـــا قامت
ثـــورات وأطيـــح بحكومات أو ســـقطت
أخرى في انتخابات رسمية
May 26, 2021
*
«العقلية الإمعية». تلك التي تقلد أو «تمتثل» لما يقوله الآخرون وكأنه أمر مسلم به.
ما عايشه الناس من أزمة فيروس كورونا المستجد أكبر دليل على أن كثيرين نجحت معهم فكرة الإمعية (الإيجابية)، فذهبوا طواعية إلى مراكز التطعيم بعد أن أمطرتهم الحكومات بوابل من الإعلانات والحقائق والتقارير عن جدوى التطعيم.
النوع الثاني من الامتثال فهو «الاعتقاد بأن الآخرين لديهم بالفعل الإجابات الصحيحة أو يمارسون السلوك الصحيح». ومن أشهر الأمثلة دراسة الباحثين كوهين وغولدن عندما أظهرا لنا أن المشاركين يقيّمون منتج قهوة بدرجات أعلى بكثير من الذي يعتقدون به في قرارة أنفسهم، فقط لأنهم لاحظوا المحيطين بهم يمنحونه تقييماً مرتفعاً!
وفي السابق، كنا نصف الامتثال لتصرفات الآخرين «بعقلية القطيع»، لكننا أمام «قطيع إلكتروني» هذه المرة.
*
انقياد أعمى وتعصب لمسائل دينية أو سياسية أو مجتمعية.
هوس بالصورة في كل المناسبات
أبرزت مواقع التواصل الاجتماعي الطريقة التي يفكر بها الشباب اليوم والاهتمامات المتواضعة فكريا التي تشغلهم، ما جعل أسطورة أن جيل الشباب أداة التغيير لدفع المجتمعات أمرا مبالغا به ويحتاج إلى إعادة نظر.
تحاول فئة من شباب اليوم نفي الأحكام التي يطلقها الجيل الأكبر بأن جيل الشباب ضعيف وغير قادر على تحمل المسؤولية بسبب سهولة الحياة التي يعيشونها مقارنة بالأجيال السابقة، إضافة إلى توفر كل شيء ما أنتج رخاء ذهنيا وفكريا وبالتالي عدم تحمل المسؤولية.
لكن ما ينتشر على المنصات الاجتماعية يشير إلى أن تعليم الشباب متواضع لا يرتبط بالثقافة والوعي الكافي ويبدو فكرهم أكثر تواضعا في التعليقات الساذجة والانقياد الأعمى لمسائل دينية أو سياسية أو مجتمعية.
وأبرزت مواقع التواصل الاجتماعي الطريقة التي يفكر بها الشباب عندما تحولت إلى ميدان مفتوح للسجالات الدينية المذهبية والطائفية، وتدور المجادلات حول أفكار ومقولات مستقاة من منظومات عفا عليها الزمن، ما جعل أسطورة أن جيل الشباب أداة التغيير لدفع المجتمعات وأنه يستحق فرصة قيادية كبيرة، أمورا مبالغا بها جدا وتحتاج إلى البحث والتقصي عمن يستحق بالفعل فرصة، ومن هو مجرد مدّع يروج لبطولات وهمية استعراضية على مواقع التواصل وما أكثرهم.
ومن جهة أخرى، باتت إحدى سمات العصر الحالي اللهث وراء الفضائح والفيديوهات غير الهادفة التي لا تعدو أن تكون ترفيهية بشكل مبالغ فيه؛ حيث يتحول المغمورون إلى نجوم من خلال نشر محتوى لا يتماشى مع الفكر والثقافة ويتم نشره على نطاق أوسع؛ ليصبحوا على قائمة الأعلى مشاهدة على يوتيوب وانتشرت ظاهرة ما يعرف بـ”البوز” أو الشهرة الاجتماعية.
حملة “لا تجعلوا من الحمقى مشاهير” للحد من المساهمة في ارتفاع نسب التفاهة الاجتماعية والفضائح وتدني المستوى الثقافي، ومواجهة استغلال تطبيقات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وحسابات الحمقى ومجانين الشهرة لترويج التفاهات ونشر الشائعات.
كتابه “نظام التفاهة” وظيفة التفاهة بأنها تشجع بكل طريقة ممكنة على الإغفاء بدلا من التفكير، والنظر إلى ما هو غير مقبول وكأنه حتمي، وإلى ما هو مقيت وكأنه ضروري.
“التفاهة تحيلنا إلى أغبياء، والأخطر من التفاهة ألا يشعر بعض التافهين بخطر انتشارها، هنا يستباح مجال التفكير العلمي المبني على نظريات وأدوات وخبرات وتجارب، ولا تصبح للنجاح معايير واضحة أو معالم واضحة يمكن من خلالها الوصول إليه”.
الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام، هي مجرد مواقع للقاء الافتراضي وتبادل الآراء لا أكثر، فيها يتكون عقل جمعي من خلال المنشورات المتتابعة.
هذا الفكر التراكمي السريع الذي يبلور وبسرعة وبدقة موضوعا محددا نجح في اختصار مسيرة طويلة كان تبادل الفكر فيها يتطلب أجيالا من التفاعل مثل المناظرات والخطابات والمراسلات والكتب والنشر والتوزيع والقراءة والنقد ونقد النقد.
رغم كل هذه الفرص، فقد نجحت هذه المواقع في ترميز التافهين وجعل الكثير من تافهي مشاهير السوشيال ميديا والفاشينيستات يظهرون بمظهر النجاح!
الفئة الأكثر تأثرا بما يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي هي من النساء ففي حال شاهدن إحدى الشخصيات تقوم باستخدام منتج أو ترتاد مكانا معينا أو تتبع أسلوب ونظام حياة معين يتفاعلن مع ما شاهدن لتحقيق حالة إشباع نفسي والشعور بالرضا.
والأمر لم يعد حصرا على الفاشنيستا وخبيرة التجميل وأتباعهما بل وصل إلى الشخصيات التي تعتبر ذات مكانة علمية وفكرية واجتماعية. حتى الإيمان بالمعتقد والدين والخير والشر بات نوعا من الفلسفة يطرحها الشباب كُل حسب فكرهُ ومعتقدهُ بثقة كبيرة ويقين تام، تجعلهُ يؤكد أنه على صواب دون نقاش أو دليل.
يقول خبراء اجتماع إن الجانب السلبي للمنصات أثر بشكل أكبر على الشباب، وتحولت الأولوية بالنسبة إليهم لعالمهم الافتراضي لتحقيق ذواتهم وتطلعاتهم متأثرين بأقران آخرين في محاولة السعي الدائم للظهور بصورة مثالية عن طريق مشاركة صورهم وأهم أحداث حياتهم في انتظار التعليق عليها والإعجاب بها من قبل أصدقائهم ومعارفهم.
تحقيق الذات الوهمي
وكل ذلك يجعل الشباب يعيشون تحت ضغط نفسي من الترقب والقلق الدائم ومع كل تفاعل يصل إليهم يشعرهم بالأمان وتحقيق الذات الوهمي بعد إعجاب الآخرين بالصورة التي يعكسونها عن حياتهم وهذهِ تعتبر من الحالات الأكثر شيوعا في المجتمع وتصيب فئة المراهقين والشباب من كلا الجنسين.
ولم يعد الأمر مختلفا بين الشرق والغرب في هذا المجال، إذ أن اللهاث وراء الصورة المثالية دون المضمون والفكر والوعي هو الشغل الشاغل للشباب اليوم، بينما كل من يخالف هذا الاتجاه ولا يواكب آخر صرعات الموضة يبدو بالنسبة إلى أقرانه كأنه يحمل وصمة عار وقدم من عصر آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق