"سياسيون" بلا سياسة، وسلطويون يريدون لذواتهم الأنانية والنرجسية كامل السلطة، وكل ما ينتج عنها من مغانم وأسلاب وهبات وسرقات
في السلطويات الاستبدادية القائمة في بلادنا، لم تصل قضيةٌ، أو فضيحة، أو جريمة من الجرائم، التي تهم الرأي العام، إلى خواتيمها المفترضة
دونالد ترامب إلى رئاسة البيت الأبيض في الولايات المتحدة، بقوة المال والعقارات ومليشيات اليمين المتطرّف، وقد حكم أربعا عجافا، شابه بها ما نراه اليوم في بلادنا من سلطاتٍ غير منتخبة من الدواخل الوطنية، بقدر ما يجري تنصيبها من مرجعيات الهيمنة الدولية وأجهزتها الأمنية والمخابراتية.
أصبحت الدولة رهينة العائلات السلطوية، وذلك بقوة الأمر الواقع والاستتباع لخارج إقليمي أو دولي، لا بقوة أي شيء آخر
*
السلطة والشعب
(الامير لميكافيلي ) و (سيكولوجية الجماهير لجوستاف لوبون) .
معزل عن اي قيد من الدين او الاخلاق او اي التزام تجاه العدل والفضيلة والحرية والكرامة والحق والواجب .
يقدم جوستاف لوبون صورة سلبية للجماهير ويقدم النصائح للسلطة او القادة او الزعماء بالاخذ بها وهي (الايمان بلا عقلانية الجماهير ضمنيا ثم التظاهر في نفس الوقت بأنها عقلانية ومنطقية)
الهاجس الذي يقلق السلطة هو الامن ..وخوفها من الشعب . ولهذا نجدها تسعى وتتفنن في ابتكار الادوات والوسائل والحيل والالاعيب ، وتجند الطاقات لوضع الخطط والبرامج من اجل تعزيز وتأمين استقرارها واستمرارها ، ومن اجل اخضاع وضمان وولاء وطاعة الشعب الذين تحكمهم وتستحوذ على قدر اكبر من حريتهم وقمعهم اذا لزم الامر وخاصة اذا كانت نسبة الولاء والمبايعة تمثل 99% وحسب صناعتها الا انها تبحث عن الرقم الواحد الذي لم يبايعها ؟
سيكولوجية القادة والزعماء وسيكولوجية الاستبداد وسيكولوجية التعذيب وتشخيص امراض السلطة .. وبالتأكيد ان هذه الدراسات لصيقة بالنظم السلطوية المستبدة .
سيكولوجية السلطة المريضة وفضح امراض الطغاة والظالمين . ان المعركة التي نخوضها ضد الظلم كانت ومازالت وستبقى هي الراية التي احملها ويحملها كل مظلوم وصرخة (الله اكبر ) على الظالمين والطغاة تبقى سيفا مسلطا على رقابهم ويقلق مضاجعهم فهي صرخة السماء والدعاء المستجاب .
اولا: اشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم
ثانيا : سيكولوجية الاستبداد
الشخصية النرجسية –الشخصية البارانوية كثيرة الشكوك وسيئة الظن ولاتثق بأحد – الشخصية الوسواسية —الشخصية السادية التي تستمع بقهر الاخرين – الشخصية المعادية للمجتمع والتي لاتحترم القوانين والنظم والشرائع وتجد متعه في الخروج عنها
مستويات الاستبداد تبدأ على شكل بذرة خبيثة تنمو وتمتد فروعها داخل الاسرة ثم داخل المدرسة ثم داخل المؤسسات ثم داخل المجتمع ثم داخل النظام السياسي حتى يصل الى المستوى الدولي .. وابرز هذه المستويات ( الاستبداد النفسي — الاستبداد الاسري – الاستبداد المدرسي – الاستبداد المؤسسي –الاستبداد الديني – الاستبداد الاجتماعي الطبقي – الاستبداد السياسي – الاستبداد الدولي).
( السلطة – المال – المناصب – الاعلام – رجال الدين ) حيث كل مستبد يسعى الى تقريب عدد من رجال الدين لاضفاء الشرعية على كل مايقوم به من فعل .
سيكولوجية الالم والتعذيب
1- الحصول على المعلومات : إن استخدام التعذيب لهدف الحصول على معلومات تتعلق بالأمور الجنائية أو السياسية أو العسكرية أو غيرها من الأمور يمثل أحد الأهداف الأساسية للتعذيب .
2- التجريم: والغرض هنا هو إجبار المعتقل على أن يذكر أشخاصاً آخرين شاركوا في الأفعال التي اعتقل بسب القيام بها ويشيع استخدام ذلك لدى المعتقلين الذين يعتقد بأنهم أعضاء لمجموعات متآمرة أو أنهم قادة لتنظيمات شعبية .
3- التلقين: والهدف هنا إقناع المعتقل بالتخلي عن أفكاره واتجاهاته السابقة وتبنِ أفكار واتجاهات جديدة مقبولة لدى السجان والهدف النهائي لذلك هو تغيير الولاء كما يحدث في عملية غســـيل الدماغ .
4- الترهيب: والهدف من وراء ذلك ترهيب الآخرين من خلال جعل أساليب التعذيب معروفة لدى الجمهور ، ومن ثم منعهم من القيام بأي فعل لا تقبله السلطة الحاكمة .
5- الإرباك: وهدف الإرباك هو خلق حالة من الفوضى والتشويش بحيث يصبح المعتقل غير قادر على معرفة حقيقة الأمور ، ومن ثم ينتابه شعور غامر بالفقدان ويتم ذلك من خلال تغيير السجان المستمر والفجائي للطريقة التي يعامل بها المعتقل ، بحيث يصبح من الصعب عليه التوافق مع أي من هذه الأساليب المتغيرة باستمرار .
الدكتور المهدي في كتابه علم النفس السياسي رؤية مصرية .. بأن انماط السلطة يمكن تصورها بالشكل التالي :
السلطة الحقيقية الشرعية هي التي تتحول الى ادارة تدير مؤسسات المجتمع تحت سلطة الدولة .. الدستور .. القانون . عندها تنتمي هذه السلطة الى انظمة الاستقرار السياسي الدستوري الاداري .. اما السلطة التي تبتلع الدولة والدستور والشعب في جوفها وتبقى سلطة متسلطة مستبدة فمثل هذا النوع من السلطة تنتمي الى انظمة الطفرة والتحولات الفجائية لتتوالى بذلك الطفرات والتحولات الفجائية على المجتمع حيث لااستقرار لنظام ولااستمرار لبناء بل طفرة بعد طفرة وتحول اثر تحول ، وهنا السلطة ستواجه بطغيان اقسى من طغيانها الا وهو طغيان الشعوب .. وطغيان الشعوب اشد صنوف الطغيان ، لان الشعوب لاتطغى الا اذا نفذ صبرها وتيقنت ان السلطة التي تحكمها تخدعها . الشعوب لاتتحرك الا اذا طفح الكيل .. ولكنها اذا تحركت فعلت مايخطر ومالايخطر على البال لانها تفعل بدافع اليأس من الاصلاح وبدافع الاحباط من الغبن والقهر .. فتستوي عندها كفتا الحياة والموت .. والفشل والنجاح .. والخطأ والصواب .. فتطغى .. وتغضب وتثور وتحرق وتحدد مواقف وتسقط انظمة وحكومات متعسفة جائرة وتجر الطغاة في الشوارع وتضحي من اجل ذلك ويسقط الشهداء ..ان للحرية ثمن لايدفعه سوى الشعوب .
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق