هذا الزمن الذي صار التواصل فيه الكترونياً ولا يكلفك السؤال عمن تحب شيئا لكنك ورغم سهولة التواصل تظل تتذرّع دوما وتنتظر منهم المبادرة ظاناً أنك الأحقّ بمبادرتهم بينما يظنون هم الشيء ذاته في نفس الوقت ويظل كل واحد منكما مجافٍ الآخر حتى يقرأ مصادفةً نعوة صاحبه فيأخذه ندم كبير ولن ينفعه الندم وقتها.
لحياة بسيطة ولا داعي فيها لكل هذا الإتيكيت والتعقيدات التي أصابتنا مؤخرا. فما المشكلة إن اطمأننت كل حين على ابنتك أو ابنك بدلا من أن يطمئن هو عليك وما المشكلة إن هنّأت طلابك بالعيد أو المناسبات الأخرى قبل أن هم يهنئوك وما المشكلة إن عبّرتِ أو عبّرتَ عن حبك لزوجك أو أي واحد من أحبتك وأخبرته علنا على الملأ أنك تحبه دون أن تنتظر منه ذلك صدقني لن يزيدك الأمر إلا رفعة وقيمة في قلب الآخر وإن كان مقصّرا هو معك فسيخجل من تقصيره وربما ستذكره بآخرين مقصّر هو معهم وبالتالي ستنال منه ثواب شيء لم تفعله ليس ذلك فقط بل نحن مأمورون بالبوح عن مشاعرنا لمن يستحقها لا كتمانها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أحب أحدكم صاحبه فليخبره بأنه يحبه فإنه يجد مثل الذي يجد له.
الدين لا يأمرنا بكبت مشاعرنا تجاه أحبتنا بل على العكس من ذلك وعبارة -ثقّل حالك- هي عبارة أوجدناها نحن لتدمر مجتمعاتنا ولتمحو الودية بيننا. الحياة لا تستحق ولا ينبغي علينا أن نعتدّ فيها كثير بذواتنا فنحن في النهاية كلنا عبيد لا أكثر وإن أكرمنا الله بشيء أو نعم أو قوامة على غيرنا فهو القادر على أن يسلبنا في أي لحظة ذلك ويجعلنا في حاجة الآخرين قبل أن يكونوا هم في حاجتنا. الحياة لا تستحق، صدقوني لا تستحق وغدا سنكون ذكرى والموت فعلا ضيف لا يستأذن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق