الأحد، 8 أغسطس 2021

ايران والسعودية *طهران- الرياض*******

"خامنئي" يلوّح بضرب "أرامكو" مرة أخرى.. "الحوثي" شوكة في يد طهران.. الملف اليمني والبرنامج النووي والتقارب الأمريكي ملفات شائكة في العلاقة بين البلدين

لا تتوقف التهديدات الإيرانية للمملكة العربية السعودية، حيث بدأت موجات جديدة من الصراع بين طهران والرياض بعد ضرب جماعة الحوثى اليمنية منشآت نفط شركة أرامكو التابعة للمملكة العربية السعودية، وتمتد جذور التنافس السعودى الإيرانى في الشرق الأوسط إلى الثورة الإيرانية في عام ١٩٧٩ والحرب العراقية الإيرانية (١٩٨٠-١٩٨٨)، لاسيما منذ اتباع طهران لمبدأ تصدير الثورة خصوصًا في دول جوارها ومهاجمة ممالك دول الخليج.

كما تعد علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية أبرز أحد نقاط الخلاف مع إيران؛ حيث تعتبر طهران واشنطن بمثابة عدوها الأول، على خلفية علاقات الصراع فيما بينهما المرتبطة بالبرنامج النووى الإيرانى.

وفى هذا السياق، بدأت موجات جديدة من الصراع بين طهران والرياض بعد ضرب جماعة الحوثى اليمنية منشآت نفط شركة أرامكو التابعة للمملكة العربية السعودية مما تسبب في نقص نصف إنتاج الشركة وارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية، واتهام طهران بالضلوع في هذا الحادث. في حين ذهبت طهران للتنديد بهذه الاتهامات ومحاولة استمالة المجتمع الدولى إلى جانبها،
حدة التنافس فيما بينهما إلى أن وصل الأمر لتهديد خامنئى بضرب أرامكو مرة أخرى إذا اضطرت طهران لذلك، الأمر الذى ردت الرياض بفرض عقوبات على كيانات تابعة للحرس الثورى الإيرانى.

جذور التنافس
لطالما تصرفت المملكة العربية السعودية وإيران على أنهما خصمان رئيسيان في المنطقة لاسيما في الخليج العربي، وتغذى المنافسة بين الدولتين اختلافات أيديولوجية وجيوسياسية كبيرة، التى يمكن أن تصبح أكثر ظهورًا في أوقات الاضطرابات الإقليمية؛ ففى الوقت الذى تتعاون فيه المملكة العربية السعودية مع باقى ممالك دول الخليج من أجل الحفاظ على الوضع الراهن والاستقرار في هذه المنطقة، تعمل فيه طهران على التعامل مع هذه الدول من حيث مبدأ تصدير الثورة ورفض فكرة وجود نظام المملكة من الأساس، الأمر الذى ترفضه هذه الدول لاسيما المملكة العربية السعودية.
ومن ناحية أخري، لطالما كان الاختلاف المذهبى ما بين السنى والشيعى وكون إيران دولة غير عربية من أبرز العوامل التى حكمت علاقة التنافس بين طهران والدول العربية لاسيما المملكة العربية السعودية بصفتها حامل راية المذهب السنى في المنطقة والمدافع عنه. لذا، دائمًا ما تعارض الرياض التمكين الشيعى في المنطقة والمخططات الإيرانية الرامية إلى انتشار وتمكين الشيعة على الجانب السياسى والاقتصادى في غالبية العواصم العربية، الأمر الذى يؤرق المملكة العربية السعودية ويؤزم العلاقات مع إيران، كما تعتبر طهران نفسها بمثابة المدافع الأول عن الشيعة في المنطقة، ومن ثم القائد الملهم للعالم الإسلامي.

دوافع التصعيد
كان هجوم جماعة الحوثى على منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية في سبتمبر لعام ٢٠١٩ من أبرز الأحداث التى أدت إلى حالة كبيرة من التصعيد المتبادل بين إيران والمملكة العربية السعودية، الأمر الذى اتضح في التصريحات المتراشقة بين الرئيس الإيرانى حسن روحانى ووزير خارجيته جواد ظريف من ناحية وولى العهد السعودى محمد بن سلمان ووزير الدولة للشئون الخارجية عادل الجبير على هامش اجتماعات الجلسة ٧٤ للجمعية العامة للأمم المتحدة.

واتهمت المملكة العربية السعودية طهران بالضلوع في هذا الحادث على خلفية تصفية حساباتها مع السعودية فيما يتعلق بالملف اليمنى والإضرار بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة عن طريق تعطيل مصالحها المرتبطة بالنفط في الشرق الأوسط، بسبب التصعيد المتبادل بين واشنطن وطهران المتعلق بقضية البرنامج النووى الإيرانى والخروج الأمريكى منه. ويشير بعض المحللين، إلى أن إيران من خلال هذا الحادث تضيف ورقة جديدة لمناوراتها؛ لطالما تروج طهران إلى قدرتها على تحمل العقوبات واستثمار الضغوط الناتجة عنها من خلال الاعتماد على النفس فيما يتعلق بتطوير بعض الصناعات الحديثة لاسيما في المجال الدفاعى والعسكري، ولكن هذه القدرة لها حدود، تمثلت في الهجوم المستمر من قبل إيران على الملاحة البحرية في مضيق هرمز.

ولكن من المتوقع ألا تستمر حالة اللا سلم واللا حرب كثيرًا في منطقة الشرق الأوسط ولن تسمح طهران لنفسها كثيرًا بالبقاء تحت وطأة العقوبات الأمريكية، لذا، فإن أعمالها العدائية هذه ستستمر على المدى الطويل إلى أن يتم حل القضية النووية والفصل في الملفات الأخرى الشائكة مثل الملف اليمنى والنفوذ الإيرانى والمزعزع للاستقرار في المنطقة.

ملفات شائكة
هناك عدد من الملفات الشائكة التى تحكم علاقة التصعيد المتبادل بين المملكة العربية السعودية وإيران والتى يتصدرها القضية اليمنية والصراعات القائمة بين تحالف دعم الشرعية المكون من قوات الرياض التى تدعم الحكومة الشرعية وأبوظبى التى تدعم المجلس الانتقالى الجنوبى في مواجهة جماعة الحوثى المدعومة من إيران. كما تعارض المملكة العربية السعودية فكرة أن يكون لإيران برنامج نووى من الأساس على خلفية سعيها لأن تكون القوة الإقليمية الأولى في المنطقة، ويعد التقارب الإيرانى اليمنى من أبرز الملفات الخالقة لعلاقة التوتر بين طهران والرياض

الملف اليمنى

شهدت التوجهات الإيرانية في الألفية الثالثة من القرن الواحد والعشرين تحركات واسعة النطاق في دوائر خارجية مختلفة؛ ففى إطار رغبة طهران في تعزيز دورها الإقليمى ارتبطت تحركاتها بتدخلات مباشرة في دول المنطقة ومن ضمنها اليمن، حيث ترتبط السياسة الخارجية لطهران بأهداف أساسية ثابتة بعيدة المدى، وأخرى مرحلية مرتبطة بالتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية؛ ومن ضمن الأهداف الأساسية فرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة العربية وخصوصًا اليمن.

بدأت طهران بعد أحداث الربيع العربى لعام ٢٠١١ في التقرب لجماعة الحوثى اليمنية على خلفية المذهب الشيعى المشترك فيما بينهما، وتمثلت أبرز صور هذا الدعم في الجانب الاقتصادي، العسكرى، الاستشارات والتدريب العسكرى الذى طالما قدمه الحرس الثورى الإيرانى لهذه الجماعة. وعليه، بدأت طهران فيما بعد لاستغلالها بالشكل الأمثل الذى يحقق مصالحها في المنطقة، الأمر الذى تمثل في ضرب جماعة الحوثى لمنشآت أرامكو السعودية في سبتمبر الماضي.

البرنامج النووى الإيرانى
يعد البرنامج النووى الإيرانى من أبرز القضايا التى تعارضها المملكة العربية السعودية، على خلفية تمكينه لطهران من دخول النادى النووي، وبالتالى تصاعد النفوذ الإيرانى أكثر في المنطقة، الأمر الذى يمكنها من أن تصبح القوة الإقليمية الأولى دون منافسة. نتيجة لذلك، باتت الرياض تسعى هى الأخرى بدورها لتبى برنامج نووى سلمي، أكدت أنه بعيد تمامًا عن الاستغلال العسكري؛ الأمر الذى اتضح في تصريحات ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بأن بلاده ستطور قنبلة نووية إذا أقدمت إيران على تلك الخطوة، بما يفتح المجال للنقاش حول إمكانية حدوث تغيير في خطط السعودية مستقبلًا، حتى تتحوّل إلى قوة نووية، في سياق صراعها الواضح مع إيران بالمنطقة.

وضعت الرياض ضمن رؤية ٢٠٣٠ إنشاء مشروع وطنى للطاقة الذرية، كانت من أهدافه إدخال المملكة العربية السعودية إلى المجال النووى السلمى في حدود الاتفاقيات الدولية؛ وقررت أن يتكون المشروع من عدة مفاعلات نووية كبيرة ذات قدرة كهربائية تقدر ما بين ١٢٠٠ و١٦٠٠ ميغاوات لكل واحد، فضلًا عن بناء مفاعلات ذرية صغيرة مدمجة. وأشارت عدة تقارير إعلامية إلى أن المملكة تخطّط على مدى الـ ٢٠ إلى ٢٥ سنة القادمة إلى بناء ١٦ مفاعلًا للطاقة النووية، خاصةً بعد تفاوض السعودية مع عشر دول لأجل الاستثمار في مجال الطاقة النووية، منها الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا وكوريا الجنوبية.

التقارب الأمريكى
تعد فكرة التقارب الوثيق والتحالف بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من أبرز الملفات الشائكة في العلاقات بين طهران والرياض، على خلفية منع الوجود الأمريكى في المنطقة لطهران من أن تصبح القوى الإقليمية ومحاولاتها المستمرة لفرض توازنات وترتيبات بعينها في المنطقة تمنع طهران من الاستفراد بالسيطرة، من خلال ميليشياتها المنتشرة في الكثير من العواصم العربية.

ولطالما انتقدت طهران التوافق السعودى الإيرانى من خلال التعويل على اعتماد دول الخليج على الولايات المتحدة الأمريكية في توفير الأمن ومساعدتها على تحقيق التوازن فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران. لذا، تعد العلاقات الأمريكية السعودية بمثابة غصة كبيرة في حلق طهران تكبح جماحها من زيادة نفوذها في المنطقة؛ الأمر الذى اتضح في تصريحات وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف إبان حادثة الهجوم على أرامكو والتصعيد السعودى الذى واجهته طهران على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.

*

للخيبة وجوه كثيرة
  بقلم   أسامة غريب    ١١/ ١١/ ٢٠١٩

اتخذت الصراعات السياسية بين القوى المحلية فى المنطقة طابعًا مذهبيًا طائفيًا عندما رأت الأطراف أن ذلك قد يكون فى مصلحتها.. ويلاحظ فى هذا الصدد أن إيران تتزعم جبهة متماسكة وملهمة بالنسبة لشيعة الوطن العربى، وشيعة باكستان وأفغانستان وأذربيجان، وغيرها.. وذلك على العكس من أى بلد عربى آخر، فكلها فشلت فى أن تقدم وجهًا مشرقًا للسُّنّة العرب يجعلهم يقدمون على التضحية لأجلها.

وربما صمود الإيرانيين فى وجه الحصار الغربى لسنوات طويلة ومساعدتهم لكل من تحاربه إسرائيل قد منحها مصداقية لدى الأنصار والأتباع، وذلك على العكس من القوى السنيّة الرئيسية التى لم تترك حربًا شنها الإسرائيليون ضد بقعة من بقاع الوطن العربى إلا انحازوا دون تردد إلى العدوان الإسرائيلى على حساب الشقيق العربى!.. وربما هذا نفسه هو الذى يجعل العفاريت التى تربيها الدول السنيّة من أجل ردع إيران، مثل عفريت القاعدة وبعبع داعش.. يجعلها تتلقى المال والسلاح والدعم اللوجستى من هذا البلد العربى أو ذاك، ثم بدلًا من أن تتجه بوحشيتها نحو الإيرانيين وأنصارهم كما كان مأمولًا، فإنها توجه مجهودها الأكبر نحو أصحابها الذين لم يقنعوا الشباب الداعشى أو القاعدى أبدًا بأنهم بإزاء دول تهتم بالشريعة كما يفهمونها أو تحفل بإقامة دولة الخلافة كما يتمنون.. وهذا هو أساس الكابوس الذى تعيشه الدول التى صنعت داعش، فبدلًا من أن يحارب الدواعش معارك صانعيهم أصبحت لهم أهدافهم الخاصة التى لن تتحقق إلا بإزالة الدول التى انطلقوا منها واعتمدوا عليها!.

إن الحكام العرب يرون بأعينهم حجم الولاء الذى يُكنّه الشيعة العرب لإيران، وسهولة قيام الأخيرة بتشكيل تنظيمات عسكرية تجد متطوعين بعشرات الآلاف، مثل حزب الله، والحشد الشعبى، وعصائب أهل الحق، وفاطميون، وغيرها.. يرون هذا ويتحسرون على التنظيمات السنية التى ترضع اللبن الخليجى، وما إن يشتد عودها حتى تكون عدوًا مبينًا للبلاد السنية التى أملت فى أن تكون هذه التنظيمات أذرعًا لها مثلما لإيران أذرع كثيرة. نجح الإيرانيون إذًا فى سباق التوظيف المذهبى للصراع السياسى، بينما فشل السنة العرب فى التوظيف المذهبى لنفس الصراع نتيجة الاختلاف بين دولة المركز الشيعية وما يماثلها من بلاد السنة.. فبينما يغلب الزهد والتقشف على حياة القيادات الإيرانية ومشاركة هذه القيادات الشعب حياته البسيطة، فإن الثراء والترف الأسطورى هو الملمح المميز لقيادات العالم السنى التى تشترى اليخوت والقصور وتخسر المليارات على موائد القمار فى أوروبا وأمريكا، وهنا يتبدى للشباب العربى أنها تريد أن تضحى بالشباب العربى للدفاع عن 
سلطتها وثروتها ونفوذها دون أن تتسخ أصابعها أو يتعفر حذاؤها.

كل هذا يدفع للرثاء للخيبة العربية التى تبرز أهم تجلياتها فى التحالف مع إسرائيل بدلًا من مواجهتها، مع اتخاذ إيران عدوًا بدلًا من التعاون معها ضد العدو الإسرائيلى المشترك.

*

شـــــهدت المنطقة العربية في العقد الأخير عدة تغييـــــرات دفعت نحو بلورة
رؤية خليجية دفاعية جديدة تقدمت فيها السعودية والإمارات كقوى مؤثرة
وفاعلة أعادت رســـــم ملامح المشهد الأمني والسياســـــة الخارجية للخليج
وللمنطقة بشكل عام، في واحدة من المراحل الحساسة في تاريخها.
 

ويرى عبدالخالـــق عبدالله أن منطقة

الخليج اليوم تعيـــش لحظتها بلا منازع،
وأن الخليج اليوم هو مركز الثقل العربي
الجديـــد بكافـــة أنـــواع القـــوة. وأصبح
مصدرا للنفـــوذ بعـــد أن كان على هامش
النفوذ، لكن طموح الخليج ومســـؤولياته
أكبر من قدراته

وتمثـــل الكتبي في ما ّ تقدمه من حجج
رؤيـــة جديدة ترى أن أمـــن المنطقة ّ يتطلب
القبـــول بحقيقة أنه لا يمكـــن إزاحة إيران
مـــن المنطقة، ّ أيـــا كان شـــكل نظامها، وأن
ضريبة التاريـــخ والجغرافيا تفرض على
كافـــة الفرقـــاء، بما في ذلـــك دول الخليج،
الســـعي لإيجاد ســـبل التعايش والتعاون
مع كل دول المنطقة

ويلفـــت ســـعد العجمي، وهو أســـتاذ
وباحـــث بجامعـــة الكويـــت وكان وزيـــرا
للإعـــلام، إلى أن هناك ثـــلاث دول مؤثرة
في الخليج أو يتأثر بها: إيران التي تشكل
خطـــرا مباشـــرا. تركيا حيث تمثـــل قيادة
الرئيس رجب طيب أردوغان ّ تحديا يواجه
منطقة الخليج، إضافة إلى إسرائيل حيث
ما يزال الصراع معها مستعرا.
ولا يضـــع العجمي هـــذه الأخطار في
سلة واحدة، ويدعو إلى التعامل معها وفق
شبكة عريضة من الاستراتيجيات. ويلفت
إلى ضرورة البحث عن اســـتراتيجية أمن
جديدة تتجاوز ثوابت الاستناد على القوة
الدوليـــة الضامنة. ويـــرى العجمي أنه لا
يجـــب التعويل على الولايـــات المتحدة في
ظل إدارة دونالد ترامب

*

التآمر التركي الإخواني الإيراني

معرفة العدو ودرْسه وسبر أغواره ومكامن خطورته من أوجب الواجبات ومن أهم مقتضيات الوجود للدول وما يستتبعه من حذر لصون استقرارها وسِلْمها وسيادتها.
في كتابه المهم " تركيا.. القمع المتوضئ" يشير الكاتب والصحفي نشأت الديهي إلى الخطر التركي وأدواره المستترة والواضحة وتآمراته مع تنظيم الإخوان؛ حيث أن تركيا منذ القدم تنظر لمصر كدولة مهمة تمثّل محوراً وبؤرة لا يجب تركها وشأنها؛ فمن يملك السيطرة على مصر يملك بالتبعية مفاتيح المنطقة العربية وجنوب المتوسط ويرى القارة الإفريقية من موقع مميز؛ فالأتراك ينظرون لمصر على أنها مركز التوازن ومنتهى العمق الاستراتيجي وبها تشتعل الحروب ومعها يتحقق السلام؛ ولفت الكاتب الديهي إلى أن الأتراك استطاعوا التسلل حتى تمكنوا من الوصول إلى مركز صناعة القرار في المقطم حيث مكتب إرشاد الإخوان المسلمين ثم مركز اتخاذ القرار في قصر الاتحادية حيث يجلس أول رئيس إخواني في تاريخ مصر؛ وتحقق هذا التسلل عبر دوائر عديدة أهما الإعلام والأجهزة الاستخباراتية والمراكز البحثية والاقتصادية. ويشير الكاتب إلى نقطة مهمة تؤكد البعد التآمري القديم بين الأتراك وتنظيم الإخوان في أحد فصول الكتاب حين تناول "علاقات مصر الخارجية: بين صعود الإخوان وسقوطهم"؛ فيقول: إن الخط كان مشغولاً بين القاهرة وأنقرة طوال الوقت؛ فلم تكن القاهرة تتخذ قراراً أو تتجه اتجاهاً ما دون التنسيق مع حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا؛ فقد كانت القيادات الدولية في التنظيم قد اتخذت من إسطنبول مستقراً ومتّكأً؛ وهناك على شواطئ البسفور كانت اللقاءات والاجتماعات التي تحدد مسار حكم الإخوان؛ وكانت السياسة الخارجية وملفّاتها الأولى بعناية "أنقرة - إسطنبول"؛ فعندما وصل الإخوان المسلمون إلى سدّة الحكم في مصر قادوا أكبر وأضخم عملية تغيير تشهدها مصر ربما منذ قرون مضت؛ ويبدي الكاتب أسفه بأن عملية التغيير تلك لم تكن تلبّي احتياجات وطموحات الشعب المصري بقدر ما كانت عملية ممنهجة لتغيير هوى وهوية الشعب المصري فيما اصطلح عليه في الأدبيات الإعلامية " أخْوَنَة الدولة".

*

أيهما تختار: النموذج الإيرانى أم النموذج السعودى؟
عماد اديب

الصراع بين إيران التى تعود إلى فكر الولى الفقيه ومظلومية الثأر لسيدنا الحسين (رضى الله عنه وأرضاه)، وبين النظام السعودى الذى يبنى على فكر الأب المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبنائه وأحفاده.

النموذج الإيرانى يقمع الفنون والفنانين، والنموذج السعودى الجديد يفتح عاصمته أمام أكبر تجمع فنى ثقافى عالمى.
النموذج الإيرانى يعيد إنتاج الماضى، والنموذج السعودى بعقلية الأمير محمد بن سلمان مستقبلى.
النموذج الإيرانى يريد تخصيب قنبلة نووية، والنموذج السعودى يسعى لإحداث طفرة فى نوعية حياة مواطنيه.
النموذج الإيرانى يعيش مقاطعة دولية وعقوبات، والنموذج السعودى تم ترشيحه لعضوية مجلس الأمن ويعد لعقد قمة العشرين على أرضه.
النموذج الإيرانى متوسط دخل الفرد السنوى فيه 6 آلاف دولار، والنموذج السعودى متوسط دخل الفرد فيه 24980 دولاراً.
النموذج الإيرانى يمتلك 477 طائرة حربية قدراته العسكرية ثلثها خط هجومى، والنموذج السعودى يمتلك 790 طائرة حربية ثلثها هجومى.
النموذج الإيرانى ناتجه القومى يبلغ 425 مليار دولار، والنموذج السعودى دخله القومى 7850 مليار دولار حسب إحصائيات 2018.
النموذج الإيرانى أوصل نفسه إلى عقوبات دولية خفّضت من إنتاجه اليومى إلى 350 ألف برميل يومياً، بينما النموذج السعودى ينتج ويصدّر 10 ملايين برميل يومياً.
الاحتياطى النقدى السعودى يبلغ 540 مليار دولار (مؤكد)، مقابل الإيرانى 120 مليار دولار (تقديرى).
النموذج الإيرانى يعانى بشدة من الانخفاض التاريخى لقيمة عملته الوطنية، بينما النموذج السعودى يقوم بأكبر عملية طرح لشركة فى تاريخ الأسواق من خلال طرح 2٪ من أسهم شركة أرامكو.
إيران الأسوأ فى مستوى جودة الحياة فى الشرق الأوسط، بينما السعودية ضمن مؤشر الأفضل.
النموذج الإيرانى وقف بقوة ضد الثورات فى سوريا ومصر ولبنان، بينما وقف النموذج السعودى بشكل لافت ومحترم معها.
النموذج الإيرانى، كما هو ثابت من الوثائق الدولية، تعامل مع «القاعدة» و«الإخوان»، بينما وقف النموذج السعودى بقوة ضدهما.
النموذج الإيرانى وجّه حلفاءه مؤخراً بقمع وقهر حركات الشارع فى سوريا والعراق ولبنان وعدم الاستجابة للمطالب الشعبية، بينما وقف النموذج السعودى موقف غير المتدخل فى شئون الغير محترماً إرادة الشعوب.
بالله عليكم إذا كانت هذه هى صفات النموذج الإيرانى، فبأى حق يتشدق البعض بأهمية نقل النموذج الثورى الإيرانى إلى بلادنا؟
بالله عليكم هل يتعين على العقلاء اللهث نحو نماذج النجاح أم نماذج الفشل؟!
أى ثورة تلك التى يجب أن نستوردها؟!
باختصار أى نموذج تريد؟ وفى أى دولة تريد أن تعيش؟ هل تتمنى أن تعيش فى نموذج السعودية (ترتيبها الـ34) فى مستوى جودة الحياة فى العالم، أم إيران التى تحظى بالمرتبة 94 شديدة التأخر؟!
*

1984.. حين كانت الحرب بين السعودية وإيران حقيقية لا بالوكالة!

 يناير, 2020

في واحدةٍ من أكثر المناطق الجغرافية اشتعالًا في العالم، يُمثّل الشرق الأوسط الحديث ساحة معارك لا تنتهي أبدًا، والوضعُ حاليًا ازداد ضراوة بوجود ثلاث دول في حالة حروب داخلية (اليمن وسوريا، وليبيا)، إضافة إلى الاضطرابات السياسية التي تعصف بالعراق ولبنان، وهي لا تقل في حجم تأثيراتها عن الانقسام الذي يشهده مجلس التعاون الخليجي منذ أكثر من عام ونصف من جراء حصار قطر، لكنّ تلك الصراعات ترتبط بشكلٍ أو بآخر بالعداء السعودي الإيراني، ورغم أنّ الدولتين تجمعهما كراهية علانية، فإنّ الظروف اقتضت دومًا عدم خوض حرب مباشرة. لكن قصة الحرب الباردة بين إيران والسعودية، والتي أسست لصراع الوكالة في المنطقة، لم تخل من المواجهة المباشرة في بعض الفترات، وهو الفصل المنسي الذي يوضحه التقرير.

حرب الخليج الأولى.. حين نقلت إيران الحرب إلى داخل السعودية

قبل سقوط نظام الشاه؛ كانت السفارة الأمريكية في طهران عمودًا يرتكز عليه الشاه لحفظ سلطانه؛ ولمّا كانت طهران من أهم اللاعبين في الشرق الأوسط لأنها تحفظ مصالح واشنطن، اختارت الولايات المتحدة مدير استخباراتها الأسبق، ريتشارد هيلمز ليكون سفيرها في طهران عام 1973؛ وبحسب ما ذكره هيكل في كتابه «مدافع آية الله»، فالشاه كانت تجمعه زيارة أسبوعيًّا مع السفير الأمريكي، ومع اندلاع الثورة عام 1979، فقدت واشنطن أهم حلفائها في المنطقة، كما انتفضت دول الخلافة الحاكمة في الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية بعد سقوط الملكية في إيران.

(حرب الخليج الأولى 1980: 1988)
روّج الخميني بأنّ الثورة جعلت من إيران دولة إسلامية شرعية، ثم دعا الشعوب العربية لإطاحة الملكيات واستبدال الجمهوريات الإسلامية بها، والهجوم أصبح أكثر خصوصية تجاه السعودية، حين أعلنت طهران رسميًّا على لسان قائد ثورتها أن: «أن مكة كانت في أيدي عصابة من الزنادقة، وأنّ الوهابيين مثل الخناجر الذين اخترقوا دائمًا قلب المسلمين من الخلف»، والأمر أصبح أكثر خطورةً حين نشبت الانتفاضة الشيعية في «القُطيف»، شرق السعودية، حيث آبار النفط التي صنعت نفوذ أغنى دولة عربية في مدينة الفقراء الشيعة، والأحداث تزامنت مع استيلاء 200 مُسلح على الحرم المكي بهدف إسقاط النظام.
ونشرت الاستخبارات الأمريكية عام 1980 وثيقة تتهم إيران بمساعدة الجماعات الشيعية للانقلاب على الحكومات في العراق، وأفغانستان، والسعودية، وهو ما دفع السعودية في العام نفسه لخيار المشاركة في الحرب بالوكالة؛ حفاظًا على نظامها الملكي، لذا دعمت العراق لخوض حرب ضد إيران في معركةٍ تسمّت بـ«القادسية»، في رمزية دينية حملت اسم المعركة التي أسقط بها المسلمون الإمبراطورية الفارسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
ردت إيران على الدعم السخي الذي قدمته السعودية للعراق والذي بلغ 40 مليار دولار، عبر محاولة نقل المعركة بين إيران والسعودية إلى داخل المملكة عن طريق اغتيال الدبلوماسيين السعوديين في الخارج، وقصف ناقلات النفط السعودية والكويت في الخليج العربي، لتبدأ حرب الناقلات التي أغرقت 40 ناقلة من أصل 250 ناقلة أُصيبت، وهو ما دفع الدول المتضررة التي شعرت بالخسارة إلى الاستغاثة بالجيش الأمريكي التي رابضت قطعه الحربية في مياه الخليج، لكنّ ذلك لم يُثنِ الجمهورية الإسلامية عن التصعيد في حرب إيران والسعودية.
وفي عام 1984، رسمت السعودية في منتصف الخليج العربي خطًّا وهميًّا –الخط فهد- وهددت الرياض بإسقاط أي طائرة معادية تحاول اختراقه، إلا أن إيران أرسلت أربع طائرات من طراز «F 4» لاختراق المجال الجوي السعودي لتنفيذ أهداف في ميناء الدمام الاستراتيجي شرق المملكة، وهو ما أجبر السعودية على الدخول في اشتباك جوي بالاستعانة بطائرتين أمريكيتين من طراز «F 15» والتي مثلت وقتها أقوى مقاتلات سلاح الجو الأمريكي، لتنتهي الجولة الأولى لصالح الطيران السعودي بإسقاط طائرتين، وأصاب الثالثة لكنه فشل في إصابة الرابعة التي حققت أهدافها.
وفي تطورٍ للحرب، دخلت حاملات الطائرات الأمريكية على الخط، فأرسلت إيران مُجددًا 11 طائرة سُرعان ما ظهرت على أجهزة الرادار، وشرعت في اختراق المجال الجوي السعودي، لكنّ تقديرات الموقف دفعت السرب الإيراني للانسحاب؛ خوفًا من الوقوع في مصيدة الطائرات السعودية الأمريكية.

صواريخ «رياح الشرق».. صفقة الأسلحة السعودية لقصف إيران

وفي العام الخامس من حرب الخليج الأولى، كان الرئيس العراقي قد أصبح زعيمًا عربيًّا بعدما تصدرت صورته عناوين الصُحف الخليجية تحت عنوان «سلمت يداك يا أبا عُدي»، وفي صدفة نادرة في السياسة حظي «مهيب الركن» على دعم واشنطن، والاتحاد السوفيتي، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وأغلبية الدول العربية، ومنها الكويت التي فتحت موانيها للجيش العراقي، لكن المهتم الأكبر بالحرب كانت الرياض التي ضغطت لإسقاط النظام الإيراني، فبدأت «حرب المدن» بتمويل مباشر من المملكة.

أطلق العراق عشرات الصواريخ على المدن الإيرانية الكبرى، الواقعة في النصف الغربي من إيران، حيث شملت الهجمات الصاروخية والجوّية العراقية، العاصمة الإيرانية طهران، بينما كانت المدن الحدودية القريبة من الجبهات، أهدافًا دائمة، واستخدمت في قصفها الأسلحة المدفعيّة، بينما على الجانب الآخر استهدف الجيش الإيراني العاصمة العراقية بغداد ومدينتي البصرة وكركوك المنتجتين للنفط، وفي تلك الأثناء ظهرت فضيحة «إيران-كونترا»، التي كشفت أنّ واشنطن خذلت صدّام وباعت سرًّا أسلحةً إلى إيران، وهو التهديد الجديد الذي دفع السعودية للتصعيد خوفًا من استهداف الدول الخليجية، ودفع لدخول حلقة جديدة من الصراع بين إيران والسعودية.

قرر الملك السعودي فهد بن بن عبد العزيز سرًّا امتلاك بلاده صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية بهدف الاستعداد لحرب وشيكة ضد إيران، وبدأت السعودية سرًّا في بدء تنفيذ مشروع سرِّي للحصول على صفقة صواريخ باليستية صينية بدون علم الولايات المتحدة؛ استعدادًا للهجوم المضاد، خاصة أنّ الخميني رفض الانسحاب من الحرب.

وفي عام 1988، انتهت حربُ الخليج الأولى بتوقيع إيران مُضطرةً هُدنة «كأس السُمّ» – كما يُسمّونها- لوقف الحرب التي استمرت ثماني سنوات، وخلّفت وراءها نحو مليون قتيل، وأكثر من مليار دولار، كان نصيب العراق منها 561 مليون دولار، ونصف مليون من الدماء، وكانت السياسة الإيرانية وقتها تدخل في عهد رئيسها الإصلاحي هاشمي رفسنجاني، وتقوم على الاعتدال السياسي والنأي عن سياسة المواجهة، كما أنه قاد إعادة العلاقات مع السعودية بزيارته التاريخية للرياض عام 1998.

صور الخميني في مكة! المواجهة المباشرة بين إيران والسعودية

في الوقت الذي كانت تُخطط فيه السعودية لاستهداف إيران من الداخل، على الأرجح لم تكن طهران بعيدة عن طريقة التفكير نفسها في الصراع بين إيران والسعودية، وفي عام 1986، اكتشفت السعودية بحسبها بالصدفة عددًا من الحجاج الإيرانيين القادمين لمطار جدة يخفون في حقائبهم مادة شديدة الانفجار، وبتعميم التفتيش لكل الركاب الإيرانيين، اكتشفت الشرطة 95 حقيبة مُحمّلة بكمية قدرها 51 كجم من مادة شديدة الانفجار، بحسب الرواية السعودية، واعتقلت المملكة نحو 113 حاجًّا.

*
Nov 12, 2019

مشاريع إعلامية وحروب موجهة 2017

من جانب آخر، رأى البعض أن إنتاج عمل درامي ضخم مثل مسلسل "الإمام"، بتمويل "خليجي" بعد مسلسل "الحسن والحسين" و"عُمر"، أي اختيار شخصيات تعبرعن "الهوية السُنية"، وتسلط الضوء على محور الإسلام السني ونموذج الدولة الناجحة القوية ما هو إلا انتفاضة إعلامية جديدة ضد الدراما الإيرانية.

وسبق أن تناولت إيران حياة السيدة مريم في مسلسل "مريم المقدسة"، وسيدنا يوسف في "يوسف الصديق"، وغيرهما من الأعمال الدرامية التي تمس الوجدان الشيعي.

فغالبًا ما يسيطر البعد السياسي على هذه النوعية من الأعمال الدرامية، بل ويتفوق على البعد الديني، ويتضح ذلك من خلال العملية الدعائية الضخمة المصاحبة له.

وقد سبق وخصص الفنان السعودي "ناصر القصبي" حلقتين في مسلسل "سلفي" رمضان 2016، عن "داعش"، كما تناول قضية "التطرف" في أكثر من حلقة.


73 قناة شيعية في مواجهة 22 قناة سُنية
كشفت دراسة نشرت عام 2016، أن الإعلام الشيعي يعد من أخطر الآليات المستخدمة ضد الأمة الإسلامية، إذ هناك 73 قناة شيعية أمكن رصدهم على أجهزة الاستقبال في العالم العربي، منهم 46 قناة عراقية، وجميعهم يبثون أطروحاتهم وفق أبعاد عقدية فاسدة تخدم بصورة مباشرة وغير مباشرة أهداف المشروع الشيعي التوسعي.

كما كشفت الدراسة عن أن عدد القنوات السنية التي تم رصدها 22 قناة منها 6 قنوات تعمل بطريقة مباشرة على مدافعة المشروع الشيعي، في حين أن عدد القنوات السنية المرصودة والتي يمكن اعتبارها عقدية، وتنشط في نشر العلم الشرعي الصحيح والدعوة الإسلامية، وتثبيت العقيدة الإسلامية السنية قد بلغ 16 قناة، تخدم بطريقة غير مباشرة في اتجاه مدافعة المشروع الشيعي، وتحصين الأمة قبالة الأطروحات العقدية الفاسدة بصفة عامة.

ولفت الباحث معد الدراسة إلى ضرورة استغلال "أهل السنة" الفضاء الإعلامي وعدم ترك الفرصة لإيران لنشر معتقداتها ومخططاتها.
وتخطط إيران منذ قديم الأزل على بسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط بشتى الطرق، وهو ما تدركه دول الجوار جيدًا وتعمل على مواجهته


*

قد مرت العلاقات الإيرانية - السعودية بعقود من التوجس منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام تسعة وسبعين والإطاحة بنظام حكم الشاه. لكن هذا التوتر المكتوم تحول إلى انفجار في علاقات البلدين عام الفين وستة عشر، إثر إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، وإحراق المتظاهرين الإيرانيين المقار الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد.

لكن طهران، وعلى مدى السنوات الماضية، تمكنت من تثبيت نفوذها عبر حلفائها في دول مثل لبنان سوريا والعراق واليمن، التي شهدت الدولة الوطنية في كل منها ضعفا ملحوظا، فهل يمكن أن تضحي طهران بهذا النفوذ ضمن أي تسوية إقليمية مع الرياض؟

يقول الباحث الإيراني " النفوذ الإيراني المكتسب في المنطقة يختلف عن أي نفوذ آخر، إيران لا تمتلك ما تمتلكه السعودية من أموال لتدفع، لكن هناك "ناس " في المنطقة قاموا بتبني فكر هذه الثورة، الموالون لإيران ليسوا أساسا مرتزقة وهم يتبنون هذا الفكر ذاتيا، والمساعدة الإيرانية لهم لا تعني تحريك هؤلاء. " فكيف ستتم تسوية نقاط الاختلاف إذن ؟ يرد البروفيسور روي وران قائلا " في تصوري، إن أي اتفاق إيران سعودي ، سيؤدي إلى تخفيف الاحتقان وليس إلى إنهائه في المنطقة، لأن هناك ظروفا تفرض نفسها وقد لا تسمح بإنهاء الأزمات بشكل كامل".

*

Apr 28, 2021

عندما يستذكر العراقيون وعموم العرب والمسلمين انتصار الجيش العراقي على إيران في الثامن من أغسطس 1988 فإننا نؤرخ انتصارات الجيش العراقي في فلسطين وسوريا ومصر والأردن؛ ونفخر يوم أن تجرع الخميني لعنه الله السم وإيقاف تصدير ثورة الشر والإرهاب التي تعاني منها الدول العربية والإسلامية. #العراق_ينتصر.

#صدام_حسين بطل #يوم_النصر_العظيم، يحذركم مما أنتم راكسون فيه الآن يا أهلنا في #الخليج_العربي قبل وقوعه بسنوات. وقد وقع. #العراق.

ورغم ذلك يرفض مغردون وصف صدام حسين بالبطل.

تولى صدام حسين مقاليد حكم العراق بتاريخ السادس عشر من يونيو 1979، وتولى الخميني مقاليد الحكم في إيران في نفس العام بتاريخ الثالث من ديسمبر 1979، وبعد مرور أقل من عام على تولي الاثنين مقاليد الحكم اندلعت الحرب الإيرانية العراقية 1980-1988 دُمر على إثرها إرث الشاه العسكري الضخم واُستنزفت العراق.

يتعرض الوعي العراقي إلى عملية تزييف ممنهجة. وبعد الغزو الأميركي عام 2003، امتدت معاول الهدم إلى أكثر الأعمال الفنية رمزية لبغداد وتاريخ البلاد الحديث، وخاصة تلك المرتبطة بالحرب الإيرانية العراقية. ووفقا لمقربين من سياسيين بارزين فإن هدم هذه الرموز كان ضمن قائمة مطالب وجهت بها طهران لموالين لها في الحكومة العراقية التي شُكلت لاحقا، عقب غزو البلاد.

كانت إيران نصبت نفسها منذ سنوات وصية على حب آل البيت وربطته بالولاء لها. وعملت إيران، ممثلة في مرجعيتها الدينية وجيوشها الإلكترونية، على نشر الطائفية وأمعنت في تقسيم الشعب العراقي حتى يسهل عليها التحكم فيه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق