#قيس_سعيد ترند.. "ثورة" فيسبوك أخرى
أغلبية التونسيين على فيسبوك يعلنون مساندتهم لقرارات الرئيس قيس سعيد ويعتبرون ما قام به خطوة هامة على الطريق الصحيح وتنفيذا لمطالب الشعب.
لا يزال قيس سعّيد الشخصية الأكثر شعبية في تونس، وبعيدا عن قاعدته، من المرجح أن تروق تحركاته أيضا للتونسيين الذين يسعون إلى رئاسة قوية".
بات الرئيس التونسي ظاهرة، إذ حصل على دعم كبير من عدد من المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويساهم مؤيدوه، وهم في أغلبهم من الشباب، في توسيع دائرة الدعم الخاصة به.
تضم شبكة أنصار الرئيس عددا كبيرا من الطلبة الجامعيين، إذ أشارت النتائج التقديرية حسب المستوى التعليمي إلى أنه يحظى بتأييد 86.1 في المئة من حملة الشهادات الجامعية. ويمارس هؤلاء الشباب المواطنة الرقمية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مع التعويل على الذات دون الحاجة إلى وصاية تنظيمية أو حزبية ودون أدلجة. ويستخدم فيسبوك في تونس أكثر من 7 ملايين من أصل 11 مليون تونسي.
يمثل الشباب الذين أعمارهم أقل من 35 سنة، 59 في المئة من مستعملي الإنترنت. ومن جانب آخر، يتعرض الرئيس سعيّد لهجوم واسع من الجيش الإلكتروني لحركة النهضة.
بالانقلاب لأن “الانقلاب يقوم به الجيش عادة والقرارات صدرت عن رئيس منتخب”. وقال تونسيون إن كان انقلابا فهو محمود.
الدساتير والقوانين هي مواضعات تُحترم وتُخرقُ وتُؤَوّل وفق علاقات القوّة. ليس هناك تأويل أصحّ من تأويل بل هناك تأويل مسنود أكثر من التأويلات الأخرى. يا من تنشد الحق، لا تبحث عن سندات تأويلك لدى الفقهاء ومدمني النصوص والشكل والصيغة والأسلوب، فتلك متاهة ومَهلكة. ابحث عن سند تأويلك في أعين أبناء البلد المظلومين والمسروقين والمجوّعين والمعطلين والمكلومين. تحصّن به وبهم وتوكّل.
مخاوفهم على الديمقراطية في تونس بعد قيام الرئيس التونسي بتركيز السلطات التنفيذية والتشريعية في يده.
تكرار “سيناريو مصر”. وفي المقابل يؤكد مغردون أنه لا تصح مقارنة تونس بمصر بأي شكل من الأشكال
تونس فيها الاتحاد العام للشغل وقوى سياسية ومجتمعية لديها أوزان نسبية كبيرة بالإضافة إلى أن الجيش هناك ليس طرفاً سياسيًا.
تونس مش مصر!
لم تفلح النهضة في تجييش أنصارها الذين بدا أنهم يعدون على الأصابع. وسعت حركة النهضة جاهدة عبر ذبابها الأزرق للتجييش الإلكتروني عبر ظهور رموزها المتكرر في بث مباشر، لكنهم نالوا نصيبا كبيرا من السخرية وتحولوا إلى مصدر للتهكم واغتيلوا معنويا على مواقع التواصل الاجتماعي.
بلد تعداد سكانه لا يفوق 12 مليونا يموت حوالي 17 ألفا بسبب كورونا تفقير ممنهج للشعب لصالح جماعتهم: تونس دخلت مرحلة سيئة جدا على جميع الأصعدة.
*
السيسي وقيس سعيد . مصر وتونس
كرار النموذج المصري الذي قضى على جماعة الإخوان في التمكين والسيطرة على دواليب الدولة وتسبب في خمول الحياة السياسية بصورة كبيرة.
لكل بلد خصوصية مجتمعية وأجواء سياسية وأمنية مختلفة تتحكم في تحديد الخيارات المناسبة له، أدت إلى نجاح التجربة الأولى بينما تواجه التجربة الثانية (تونس) تحديات كبيرة تجعل الشبح المصري بعيدا ومقيدا بضوابط تضاعف من صعوبة إعادة إنتاج السيناريو ذاته.
اعتمدت الخطوة المصرية على قوة المؤسسة العسكرية المتداخلة في الكثير من مناحي الحياة وتحظى بتقدير عاطفي لدى فئات كثيرة من المواطنين ويعتبرونها المنقذ في المنعطفات الخطرة، في حين ينأى الجيش عن الحياة السياسية في تونس، ما جعله غير متشابك كثيرا في جوانب لا تتعلق بطبيعة عمله المهني المباشر.
مراقبون إن الرئيس قيس سعيد لم يكن ليقدم على قراراته دون الحصول على دعم قوي من قيادات نافذة في المؤسسة الأمنية، بشقيها العسكري والشرطي، لأن القرارات تحتاج إلى قوة لتنفيذها على الأرض والتصدي لرفض حركة النهضة لها والتي أكدت رفضها منذ البداية ولوحت بالنزول إلى الشارع كنوع من الاحتجاج والمواجهة، وهو ما دعا قيس سعيد إلى حق قوات الأمن في مبادلة الرصاصة برصاصات كثيفة، في إشارة إلى الإصرار على الثقة في المؤسسة الأمنية.
الفجوة التي يرددها البعض بأن التعامل المصري مع الإخوان اعتمد على الخشونة وقوة المؤسسة العسكرية، وهي ملاحظة صحيحة بالطبع، حيث انحاز السيسي كوزير للدفاع في ذلك إلى حركة التململ في الشارع من حكم الإخوان، وشارك الرجل في عملية الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في الثالث من يوليو عام 2013 بإحكام توافرت له القوة والإرادة والرغبة الشعبية في الشارع.
إرادة سياسية ودينية لا تقل عن وقوف الجيش ضد الإخوان أو خروج الناس عليهم، حيث اجتمع أكبر رمزين في المؤسستين المسلمة والكنسية (شيخ الأزهر وبابا الكنيسة المصرية) مع محمد البرادعي كرمز سياسي جذاب وكبار قادة الجيش معا، وأعلنوا بيان 3 يوليو الذي أنهى حكم الإخوان في مصر.
لم تصل تونس إلى مستوى تجميع نخبة واسعة لتمرير القرارات على الطريقة المصرية، لكن كان لافتا أن إعلانها تم في حضور قيادات أمنية كدليل على الحسم.
استفاد الرئيس سعيد من خروج المئات من التونسيين الأحد وتظاهروا أمام مقار عدة تابعة لحركة النهضة احتجاجا على ما وصلت إليه البلاد،
وينشط المجتمع المدني في تونس بصورة كبيرة وتحتفظ البلاد لنفسها بمناعة ذاتية ضد كل من يقترب من تجربتها السياسية وديمقراطيتها التي تراكمت على مدار سنوات، بصرف النظر عن هويته.
علاوة على أن الرئيس قيس سعيد مدني ومنتخب ويعرف القيمة القانونية والسياسية لاحترام هذه الخصوصية، وهي زاوية أخرى تميز تونس عن النموذج المصري الذي كان السيسي في مقدمة من أسهموا في نجاحه عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع، وهو ما أسبغ طابعا عسكريا على الخطوة المصرية.
تمنح الصفة المدنية للرئيس قيس سعيد في الحالة التونسية أهمية لقراراته وليس العكس، وتجعل خطاب من يصفونه بـ”الانقلابي” على الدستور والثورة غير دقيق، فالرجل اعتمد على وقائع خطيرة تهدد الأمن القومي، وتفسيره للمادة 80 (المطاطة) في التأويل القانوني يلقى قبولا من شريحة كبيرة من النخبة والمواطنين، على الرغم من وجود تفسيرات مناهضة لذلك.
السبسي والغنوشي 2013 حفاظ اخوان
تجربة جماعة الإخوان في مصر أن خسارتها كانت كبيرة عندما قررت الاعتماد على جهازها السري العسكري في ممارسة العنف، وأخطأت بتحالفها مع تنظيمات إسلامية معروفة بنهجها الإرهابي، ما أفضى إلى وضعهما في خانة واحدة، ولا تزال الجماعة تبذل جهودا لإقناع جهات عدة بعدم صحة العلاقة التي وثقتها تقارير غربية.
تشير تجارب حركة النهضة إلى ميلها للحفاظ على هياكلها سليمة وعدم المجازفة بالدخول في مواجهة غير مضمونة العواقب، فمع أن الفضاء الإقليمي يحفل بوجود قوى إسلامية نشطة إلا أن حكومات الدول المجاورة لن تسمح بتحويل تونس إلى بؤرة جديدة للإرهاب ما يرجح أن الرئيس التونسي قام بإجراء مشاورات مع قادة المغرب والجزائر، باعتبارهما أكثر بلدين يمكن أن يتأثرا بأي تطورات سلبية في تونس. ناهيك عن أن الزيارة التي قام بها الرئيس قيس سعيد للقاهرة في أبريل الماضي وما حظي به من حفاوة من جانب الرئيس السيسي توحي بأن هناك تنسيقا سياسيا تم بينهما.
المجتمع المدني القوي في تونس هو رأس الحربة في ضبط توازنات المشهد السياسي، فإذا كانت فئة منه تتحمّل ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد من تدهور جراء تحالفها البراغماتي مع النهضة، فهناك فئة أخرى أكبر كانت ممتعضة من هذا التحالف وتوابعه، ووقوفها في صف الرئيس سعيد حاليا وتفهمها لدواعي قراراته سيساعدانها على تكملة خطواته لضبط الأداء المنفلت لحركة النهضة.
افتقرت التجربة المصرية للمجتمع المدني القوي والأحزاب النشطة في عملية ترشيد المرحلة التي تلت سقوط الإخوان والحد من التغوّل على الحريات العامة التي استخدمها الخطاب الرسمي للدولة بهدف حماية أركانها من المتشددين، غير أن نتائجها انعكست على الفضاء العام وأصابت ما تبقى من قوى مدنية بالتكلس.
*
هل ينجح سعيد في تحقيق ما فشلت فيه الطبقة السياسية؟
لا يصح أن يخوض الرئيس قيس سعيد الصراع من أجل إنقاذ تونس من براثن الإسلام السياسي ومؤامراته وتخريبه بمفرده.
لا يصح أيضا أن تقف تونس في محنتها الاقتصادية والصحية وكأنها من دون سند.
*
Jul 28, 2021
السيسي وقيس سعيد
يكلم الله السيسي قلي وسعيد اية قيس سعيّد يكتشف آية جديدة في القرآن الكريم هي: “قل الحق ولو على نفسك”!
الدكتور فاضل سليمان غرد ساخرا هو الآخر:”أنا خايف يكون بيصلي بيها”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق